ناجي قروان
03-11-2009, 09:31 AM
الثلاثاء 15 ذو القعدة 1430 ـ 3 نوفمبر 2009 العدد 3322 ـ السنة العاشرة
http://www.alwatan.com.sa/news/images/issueinfo_right.gifhttp://www.alwatan.com.sa/news/images/print.gif (javascript:open_win()) http://www.alwatan.com.sa/news/images/Feedback.gif (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3322&id=123811#commit) http://www.alwatan.com.sa/news/images/Save.Jpg (javascript:open_win2())
الصفحة الرئيسية http://www.alwatan.com.sa/news/images/r_arrwo.gif الأخبار
شائعات تنقل صاحب أشهر "كوية" إلى المثوى الأخير رسائل جوال ومنتديات تتناقل خبر وفاة الطبيب الشعبي سلامة رشدانhttp://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3322/p35_1.jpg
سلامة رشدان يتحدث لـ"الوطن"
المدينة المنورة: خالد الجهني
طالت الشائعات صاحب أشهر "كوية" شعبية بالخليج الطبيب الشعبي سلامة بن رشدان الجهني، حيث تناقل أمس عدد من مواقع الانترنت وقبلها رسائل الجوال والمجالس خبر انتقاله للرفيق الأعلى. في حين كان الرجل يمارس حياته اليومية، وربما لم يكن يعلم بكل ما كان يدور حوله.
"الوطن" توجهت إلى عيادة الطبيب الشعبي سلامة رشدان في شارع العزيزية بالمدينة والتي كانت حينها مكتظة بالمرضى، وحول ردة فعله على تلك الإشاعات أكد أنه بخير وعافية وأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لها قائلا: ماذا أعمل خصوصا وقد تسببت تلك الإشاعة لي بربكة كبيرة بين الأهل والأقارب.
تمكن سلامة رشدان والذي ورث خبرة الطبابة الشعبية من والده أن يزيل بمسماره الشهير الآلام عن الكثيرين، حيث ساهم بمعالجة أشد الأمراض خطورة وفتكا والتي من بينها الجلطات.
وكان سلامة رشدان قد نزح مع أسرته من ينبع للمدينة المنورة ليتابع حينها مشروعه الطبي ليتسلق برحلاته المتعددة الجبال، ويقطع الفيافي من أجل الحصول على عشبة نادرة ربما يكون فيها شفاء مريض.
ولم يقتصر عطاء الجهني في مجال الطب الشعبي، والذي تميز من خلاله بعلاج عدد من الأمراض المستعصية فقد امتد إلى مجال التراث والمورث الشعبي حيث دفعه حبه المبكر له إلى أن يخصص له متحفا متكاملا يضم ما يزيد عن 40 ألف قطعة قديمة. كما يحتوي الكثير من المقتنيات في شتى المجالات. حيث يعد متحفه توثيقا متكاملا لنوعية البنادق القديمة التي كانت تستخدم في الحروب والصيد ومن بينها أم خمس وبندق "أم فتيل"، و"المقمع" و"أم أصبع" والتي يعود تاريخ بعضها كما تشير الكتابات الموجودة عليها إلى عام 1023.
ورغم سعة رقعة متحف رشدان، وتنوع المقتنيات التي يضمها والذي وثق له عدد من المجلات العلمية من بينها مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة. إلا أن شهرته كطبيب شعبي طغت على كل شيء آخر في حياته.
وبحسب مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة (العدد الثامن الصادر في "مايو 2004" سنة 1385) فقد ولد سلامة رشدان في منطقة ينبع النخل، ونشأ فيها حيث كانت أسرته تنتقل من مكان لآخر لترعى إبلها وماشيتها، وقد عملت أسرة الشيخ سلامة في الزراعة والنخيل، وكان لوالده خبرة في المداواة بالأعشاب. وقد تعلم سلامة على يد أحد الشيوخ قراءة القرآن والهجاء لينتهي تطوافه مع العائلة، ويستقر بالمدينة سنة 1375 لينتقل من حياة الريف إلى حياة المدينة. حيث عمل في البداية في محل لتصليح الدراجات. إلى أن اكتسب خبرة وفتح محلا مستقلا به ثم بدأ الدراسة في المدارس الليلية.
واستفاد الجهني حينها مما تعلمه من والده في المداواة بالإعشاب، وبدأ يصف الوصفات لمن حوله حتى عرف بأنه من الذين يطببون بالطب الشعبي. حيث يروي أنه منذ عام 1378 بدأ يعالج المرضى، ويصف لهم الأعشاب التي يشترونها من العطارين، وتحسنت حينها أحواله الاقتصادية، وبدأ يتعمق في القراءة، ويمارس هواياته في تصليح الدرجات إلى أن انتقل من مهنته ليعمل في المكتب الصحي عند باب السلام، والذي ساعده في تطوير خبرته. كما زودته قراءته في كتب الطب الشعبي والأعشاب بالمزيد منها، وقد توقفت دراسته عند المرحلة المتوسطة وبدأ حينها يجمع الأعشاب النادرة والتي يقطع الفيافي والقفار ويتسلق الجبال من أجلها.
واستلهم رشدان إضافة لما عرفه من علوم من والده كتب الأطباء العرب القدامى، وقد وفق في تشخيص أمراض مراجعيه. فيما بدأت شهرته تذيع في المدينة، وصار المرضى يقصدونه في بيته.
وذهبت مجلة المركز إلى أنه عندما ازداد عدد زبائنه افتتح عيادة خاصة، وأخذ يعالج فيها مرضاه، وقد نفع الله بعلاجه الكثيرين ونمت شهرته، ويعد الآن واحدا من المقصودين من داخل المدينة وخارجها حتى من بعض دول الخليج.
وعن اهتمامه بالتراث يقول سلامة في ذات المصدر أنه بدأ ذلك قبل ما يزيد عن 43 عاما حين رأى الإهمال يطال كل تراثنا مما سوف يخلف جيلا جاهلا تماما بماضيه، فقرر أن يجمع نماذج من ذلك التراث ليصبح متحفه اليوم في قصر قمة المدينة وأحد من أكثر المتاحف الأهلية زيارة بالمملكة
http://www.alwatan.com.sa/news/images/issueinfo_right.gifhttp://www.alwatan.com.sa/news/images/print.gif (javascript:open_win()) http://www.alwatan.com.sa/news/images/Feedback.gif (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3322&id=123811#commit) http://www.alwatan.com.sa/news/images/Save.Jpg (javascript:open_win2())
الصفحة الرئيسية http://www.alwatan.com.sa/news/images/r_arrwo.gif الأخبار
شائعات تنقل صاحب أشهر "كوية" إلى المثوى الأخير رسائل جوال ومنتديات تتناقل خبر وفاة الطبيب الشعبي سلامة رشدانhttp://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3322/p35_1.jpg
سلامة رشدان يتحدث لـ"الوطن"
المدينة المنورة: خالد الجهني
طالت الشائعات صاحب أشهر "كوية" شعبية بالخليج الطبيب الشعبي سلامة بن رشدان الجهني، حيث تناقل أمس عدد من مواقع الانترنت وقبلها رسائل الجوال والمجالس خبر انتقاله للرفيق الأعلى. في حين كان الرجل يمارس حياته اليومية، وربما لم يكن يعلم بكل ما كان يدور حوله.
"الوطن" توجهت إلى عيادة الطبيب الشعبي سلامة رشدان في شارع العزيزية بالمدينة والتي كانت حينها مكتظة بالمرضى، وحول ردة فعله على تلك الإشاعات أكد أنه بخير وعافية وأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لها قائلا: ماذا أعمل خصوصا وقد تسببت تلك الإشاعة لي بربكة كبيرة بين الأهل والأقارب.
تمكن سلامة رشدان والذي ورث خبرة الطبابة الشعبية من والده أن يزيل بمسماره الشهير الآلام عن الكثيرين، حيث ساهم بمعالجة أشد الأمراض خطورة وفتكا والتي من بينها الجلطات.
وكان سلامة رشدان قد نزح مع أسرته من ينبع للمدينة المنورة ليتابع حينها مشروعه الطبي ليتسلق برحلاته المتعددة الجبال، ويقطع الفيافي من أجل الحصول على عشبة نادرة ربما يكون فيها شفاء مريض.
ولم يقتصر عطاء الجهني في مجال الطب الشعبي، والذي تميز من خلاله بعلاج عدد من الأمراض المستعصية فقد امتد إلى مجال التراث والمورث الشعبي حيث دفعه حبه المبكر له إلى أن يخصص له متحفا متكاملا يضم ما يزيد عن 40 ألف قطعة قديمة. كما يحتوي الكثير من المقتنيات في شتى المجالات. حيث يعد متحفه توثيقا متكاملا لنوعية البنادق القديمة التي كانت تستخدم في الحروب والصيد ومن بينها أم خمس وبندق "أم فتيل"، و"المقمع" و"أم أصبع" والتي يعود تاريخ بعضها كما تشير الكتابات الموجودة عليها إلى عام 1023.
ورغم سعة رقعة متحف رشدان، وتنوع المقتنيات التي يضمها والذي وثق له عدد من المجلات العلمية من بينها مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة. إلا أن شهرته كطبيب شعبي طغت على كل شيء آخر في حياته.
وبحسب مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة (العدد الثامن الصادر في "مايو 2004" سنة 1385) فقد ولد سلامة رشدان في منطقة ينبع النخل، ونشأ فيها حيث كانت أسرته تنتقل من مكان لآخر لترعى إبلها وماشيتها، وقد عملت أسرة الشيخ سلامة في الزراعة والنخيل، وكان لوالده خبرة في المداواة بالأعشاب. وقد تعلم سلامة على يد أحد الشيوخ قراءة القرآن والهجاء لينتهي تطوافه مع العائلة، ويستقر بالمدينة سنة 1375 لينتقل من حياة الريف إلى حياة المدينة. حيث عمل في البداية في محل لتصليح الدراجات. إلى أن اكتسب خبرة وفتح محلا مستقلا به ثم بدأ الدراسة في المدارس الليلية.
واستفاد الجهني حينها مما تعلمه من والده في المداواة بالإعشاب، وبدأ يصف الوصفات لمن حوله حتى عرف بأنه من الذين يطببون بالطب الشعبي. حيث يروي أنه منذ عام 1378 بدأ يعالج المرضى، ويصف لهم الأعشاب التي يشترونها من العطارين، وتحسنت حينها أحواله الاقتصادية، وبدأ يتعمق في القراءة، ويمارس هواياته في تصليح الدرجات إلى أن انتقل من مهنته ليعمل في المكتب الصحي عند باب السلام، والذي ساعده في تطوير خبرته. كما زودته قراءته في كتب الطب الشعبي والأعشاب بالمزيد منها، وقد توقفت دراسته عند المرحلة المتوسطة وبدأ حينها يجمع الأعشاب النادرة والتي يقطع الفيافي والقفار ويتسلق الجبال من أجلها.
واستلهم رشدان إضافة لما عرفه من علوم من والده كتب الأطباء العرب القدامى، وقد وفق في تشخيص أمراض مراجعيه. فيما بدأت شهرته تذيع في المدينة، وصار المرضى يقصدونه في بيته.
وذهبت مجلة المركز إلى أنه عندما ازداد عدد زبائنه افتتح عيادة خاصة، وأخذ يعالج فيها مرضاه، وقد نفع الله بعلاجه الكثيرين ونمت شهرته، ويعد الآن واحدا من المقصودين من داخل المدينة وخارجها حتى من بعض دول الخليج.
وعن اهتمامه بالتراث يقول سلامة في ذات المصدر أنه بدأ ذلك قبل ما يزيد عن 43 عاما حين رأى الإهمال يطال كل تراثنا مما سوف يخلف جيلا جاهلا تماما بماضيه، فقرر أن يجمع نماذج من ذلك التراث ليصبح متحفه اليوم في قصر قمة المدينة وأحد من أكثر المتاحف الأهلية زيارة بالمملكة