أم المؤيد
28-10-2009, 08:45 PM
ألقَتْ بجسدها المُثقل على جِذعِها، لعلَّ ظِلها الوارف يُسكِن لسَعاتِ همومِها المُؤلِمةَ.. اتّكأتْ عليها و جَذبَتْ نفساً عميقاً محاولةً أن تهدّئ من اضطراب نفسِها، لكنّ يدَيْها ما زالتا تشدّان على العشبِ الأخضر بقوة و ارتجاف، و كأنهما يُحاولان تفريغ سيالاتِ الاضطرابِ في جذوره!
"عجباً! كيف انقضَتْ تلك الأيام؟! ما كانتْ إلا كلمْحَةِ بَصَر!"
هبّ نسيمٌ عليلٌ داعبَ الأزهارَ المُترامِيةَ حولها بحنوّ ورقةٍ، فأشعلَ جَذوة الحنينِ في نفسِها.. وأخذ الحنين يجُرُّ لحظاتِ الماضي و لقطاتِه، فازدحمَتْ في مُخيّلتِها مشاهدُ كثيرةٌ ضاقَ بها! فاضطرَبَتْ بشدة لكثرتِها! ارتجَفَ كيانها و آثرَ العودة إلى الواقع!!
حدّقتْ بالأفقِ الرحيبِ المُمتدِّ أمامَها.. سِعته شرحَتْ صدرها! تنفّسَتْ بعُمْقٍ و ابتسمَتْ.. "الحمدُ لله أنّ الأفقَ ما زال رحيباً"!
خيوط الغيوم المُتقطعة تسيرُ بسكونٍ و تأنّي.. "ما أبْدَعَها! ليتني أملكُ سُكونها! أو ليتني أُتقنُ التأنّي"!.. و ضياءُ الشمسِ - كذلك- لم يزَلْ مُنيراً الآفاق.. "ليتني أنيرُ أعماقي كلما ادلهَمَّ بها الظلام بدلاً مِن أنْ ألقيَ بنفسي في أغوارها"!
جذبَتْ نفساً عميقاً لتطمئنّ أنّ نفسَها قد سكنَتْ.. وأخذَتْ تُراقبُ تتابعَ شريطِ الغيومِ و ترسمُ بينه شريط أيام الماضي! !
كانتْ حافِلة بالأحداث و المواقف، زاخرة بالانفعالات، مليئة بالعقبات و التحدّيات، تفيضُ بالمشاعر و الأحاسيس، يكدّرُها الألم و الهمّ و الغمّ الذي لا بُدّ منه في الحياة!
"حقاً، (لقد خلقنا الإنسان في كبَد)"!
أعادَتْ تلك اللحظات بسُكون.. تبسّمَتْ لبعضِ المشاهدِ و بكَتْ لأخرى.. وقفَتْ عند الأخطاء و أخذتِ العبر، وقفتْ عند الزلات و الهفوات و رَجَتِ المغفرة، راجعَتْ سجل الإنجاز، "ليتني ارتقيتُ أكثر"، لكنها حَمَدَتِ الله على ما حقق لها و سألته الهمة و العزم و التوفيق.. نقشَتْ في قلبها صورَ أناسٍ أعزّاء لن تنساهم و إن ناءَتْ بينهمُ الدروب.. عمّقتْ في ذاكرَتِها أجملَ الحظات، "ليتني أملِكُ مَحْوَ بعض المواقف إلى الأبد."!
عادَتْ لِتبصرَ الواقعَ بنفسٍ مُنشرحة..
رامت ببصرها عالياً.. "ما زالتِ القمة على مَرْأى مني.."
"يبدو أنّ الطريق ما زال طويلاً، وَعِراً.."
انتصبَتْ قائمة.. وقفَتْ بثباتٍ و عزمٍ و عينيْن مِلؤهما التفاؤل والأمل.. "ما لي سِواك يا ربي مِن مُعين، لذتُ بجنابك و خضعتُ لجلالك و تيقنتُ بعونك.."
مضَتْ بنفسٍ عازمةٍ توّاقةٍ، تطلّعَتْ إلى النجومِ الرفيعةِ البرّاقةِ.. خشَعَ قلبُها برَجاءِ المولى القدير:
"ربِّ، ربِّ إني لِما أنزلْتَ إليّ مِنْ خيرٍ فقيرٌ"
كاتبة الموضوع: لست أنا&&&&&&
"عجباً! كيف انقضَتْ تلك الأيام؟! ما كانتْ إلا كلمْحَةِ بَصَر!"
هبّ نسيمٌ عليلٌ داعبَ الأزهارَ المُترامِيةَ حولها بحنوّ ورقةٍ، فأشعلَ جَذوة الحنينِ في نفسِها.. وأخذ الحنين يجُرُّ لحظاتِ الماضي و لقطاتِه، فازدحمَتْ في مُخيّلتِها مشاهدُ كثيرةٌ ضاقَ بها! فاضطرَبَتْ بشدة لكثرتِها! ارتجَفَ كيانها و آثرَ العودة إلى الواقع!!
حدّقتْ بالأفقِ الرحيبِ المُمتدِّ أمامَها.. سِعته شرحَتْ صدرها! تنفّسَتْ بعُمْقٍ و ابتسمَتْ.. "الحمدُ لله أنّ الأفقَ ما زال رحيباً"!
خيوط الغيوم المُتقطعة تسيرُ بسكونٍ و تأنّي.. "ما أبْدَعَها! ليتني أملكُ سُكونها! أو ليتني أُتقنُ التأنّي"!.. و ضياءُ الشمسِ - كذلك- لم يزَلْ مُنيراً الآفاق.. "ليتني أنيرُ أعماقي كلما ادلهَمَّ بها الظلام بدلاً مِن أنْ ألقيَ بنفسي في أغوارها"!
جذبَتْ نفساً عميقاً لتطمئنّ أنّ نفسَها قد سكنَتْ.. وأخذَتْ تُراقبُ تتابعَ شريطِ الغيومِ و ترسمُ بينه شريط أيام الماضي! !
كانتْ حافِلة بالأحداث و المواقف، زاخرة بالانفعالات، مليئة بالعقبات و التحدّيات، تفيضُ بالمشاعر و الأحاسيس، يكدّرُها الألم و الهمّ و الغمّ الذي لا بُدّ منه في الحياة!
"حقاً، (لقد خلقنا الإنسان في كبَد)"!
أعادَتْ تلك اللحظات بسُكون.. تبسّمَتْ لبعضِ المشاهدِ و بكَتْ لأخرى.. وقفَتْ عند الأخطاء و أخذتِ العبر، وقفتْ عند الزلات و الهفوات و رَجَتِ المغفرة، راجعَتْ سجل الإنجاز، "ليتني ارتقيتُ أكثر"، لكنها حَمَدَتِ الله على ما حقق لها و سألته الهمة و العزم و التوفيق.. نقشَتْ في قلبها صورَ أناسٍ أعزّاء لن تنساهم و إن ناءَتْ بينهمُ الدروب.. عمّقتْ في ذاكرَتِها أجملَ الحظات، "ليتني أملِكُ مَحْوَ بعض المواقف إلى الأبد."!
عادَتْ لِتبصرَ الواقعَ بنفسٍ مُنشرحة..
رامت ببصرها عالياً.. "ما زالتِ القمة على مَرْأى مني.."
"يبدو أنّ الطريق ما زال طويلاً، وَعِراً.."
انتصبَتْ قائمة.. وقفَتْ بثباتٍ و عزمٍ و عينيْن مِلؤهما التفاؤل والأمل.. "ما لي سِواك يا ربي مِن مُعين، لذتُ بجنابك و خضعتُ لجلالك و تيقنتُ بعونك.."
مضَتْ بنفسٍ عازمةٍ توّاقةٍ، تطلّعَتْ إلى النجومِ الرفيعةِ البرّاقةِ.. خشَعَ قلبُها برَجاءِ المولى القدير:
"ربِّ، ربِّ إني لِما أنزلْتَ إليّ مِنْ خيرٍ فقيرٌ"
كاتبة الموضوع: لست أنا&&&&&&