اللهذام
23-10-2009, 07:24 PM
صَرَمَتْ حبالَك بعد وصلِك زينبُ = والدهرُ فيه تَصَرُّمٌ وتقَلُّبُ
فدعِ الصِّبا فلقد عداك زمانُه = وازهد فعمرُك منه ولَّى الأطيبُ
ذهب الشباب فما لَه من عودةٍ= وأتى المشيبُ فأينَ منه المهربُ
ضيفٌ ألَمَّ إليك لم تحفلْ به = فترى له أسفاً ودمعاً يُسكبُ
دعْ عنك ما قد فات في زمن الصبا = واذكر ذنوبَك و إبكِها يا مذنبُ
واخشَ مناقشةَ الحساب فإنه= لابُدَّ يُحْصَى ما جنَيْتَ ويُكتبُ
لم ينسَهُ الملكانِ حين نسيتَه = بل أثبتاه وأنتَ لاهٍ تلعبُ
والروحُ فيك وديعةٌ أُوْدِعْتَها = ستردها بالرغم منك وتُسلبُ
وغرورُ دنياك التي تسعى لها = دارٌ حقيقتُها متاعٌ يذهبُ
والليلُ فاعلم والنهارُ كلاهما = أنفاسُنا فيها تُعَدُّ وتُحْسَبُ
وجميعُ ما حصلتَه وجمعتَه = حقاً يقيناً بعد موتِك يُنْهَبُ
تبّاً لدارٍ لا يدوم نعيمُها= ومَشيدُها عما قليلٍ يخربُ
فاسمع هُديتَ نصائحاً أَوْ لاكَها = بَرٌّ نصوحٌ عاقلٌ متأدبُ
صَحِبَ الزمانَ وأهلَه ، مستبصرٌ = ورأى الأمور بما تؤوب وتُعقِبُ
أهدى النصيحةَ فاتعظْ بمقالِه= فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدربُ
لا تأمنِ الدهرَ الصَّروفَ فإنه = لا زال قِدْماً للرجالِ يُهذِّبُ
وكذلك الأيام في غُصّاتِها = مضضٌ يَذِلُّ لها الأعزُ الأنجبُ
فعليك تقوى الله فالْزمْها تفزْ = إن التقي هو البهيُّ الأهيبُ
واعمل لطاعته تنلْ منه الرضا = إن المطيع لربه لَمُقَرَّبُ
فاقنع ففي بعض القناعة راحةٌ = واليأسُ مما فات فهو المطلبُ
وإذا طمعْتَ كُسِيتَ ثوبَ مَذَلَّةٍ= فلقد كُسِيَ ثوبَ المذلَّةِ أَشْعَبُ
والْقَ عدوَّك بالتحيةِ لا تكن= منه زمانَك خائفاً تترقبُ
و احذره يوماً إنْ أتى لك باسماً = فالليثُ يبرز نابُه إذ يغضبُ
إنَّ الحقودَ وإنْ تقادمَ عهدُه = فالحقدُ باقٍ في الصدورِ مُغَيَّبُ
وإذا الصديقُ رأيتَه مُتَمَلِّقاً = فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجَنَّبُ
لا خير في وُدِّ امرِئٍ متملقٍ =حلْوِ اللسانِ وقلبُهُ يتلَهَّبُ
بلقاك يحلف أنه بك واثقٌ = وإذا توارى عنك فهو العقربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة = يروغ منك كما يروغُ الثعلبُ
واختر قرينَك واصطفيه تفاخراً = إن القرينَ إلى المقارَنِ يُنسَبُ
إن الغنيَّ من الرجال مكرَّمٌ= وتراه يُرجَى ما لديه ويُرْهَبُ
ويَبَشُّ بالترحيب عند قدومه= ويقامُ عندَ سلامِه ويُقَرَّبُ
والفقرُ شينٌ للرجال فإنه= يُزرَى به الشهمُ الأديب الأنسبُ
واخفض جناحك للأقارب كلِّهم= بتذللٍ واسمحْ لهم إن أذنبوا
ودعِ الكذوبَ فلا يكنْ لك صاحباً = إن الكذوب لبئسَ خلاًًّ يُصْحَبُ
وذرِ الحسودَ ولو صفا لك مرةً = أبعدْه عن رؤياك لا يُستَجْلَبُ
وزنِ الكلامَ إذا نطقتَ ولا تكنْ = ثرثارةً في كلِّ نادٍ تخطبُ
واحفظ لسانَك واحترز من لفظه = فالمرءُ يسلمُ باللسان ويَعطَبُ
والسرَّ فاكتمه ولا تنطق به = فهو الأسير لديك إذ لا يُنشَبُ
واحرص على حفظ القلوب من الأذى= فرجوعُها بعدَ التنافرِ يَصعُبُ
إن القلوب إذا تنافر وُدُّها = شِبهُ الزجاجة كسرُها لا يُشعَبُ
وكذاك سرُّ المرءِ إن لم يطوِه= نشرَتْهُ ألسنةٌ تزيدُ وتكذبُ
لا تحرصَنْ فالحرص ليس بزائدٍ = في الرزق بل يُشقِي الحريصَ ويُتعِبُ
ويظل ملهوفاً يَرومُ تحيُّلاً = والرزقُ ليس بحيلةٍ يُستجلَبُ
كم عاجز في الناس يُؤْتَى رزقَه = رغداً ويُحْرَمُ كَيِّسٌ ويُخَيَّبُ
أد الأمانةَ، والخيانةَ فاجتنبْ = واعدل ولا تظلم يطيبُ المكسبُ
وإذا بليت بنكبة فاصبر لها = من ذا رأيتَ مسلَّماً لا يُنكَبُ
وإذا أصابك في زمانك شدةٌ = وأصابَك الخطبُ الكريهُ الأصعبُ
فادْعُ لربك إنه أدنى لِمَن = يدعوه من حبلِ الوريد وأقربُ
كن ما استطعتَ عن الأنام بمعزلٍ = إن الكثير من الورى لا يُصحبُ
واجعل جليسَك سيداً تحظَ به= حبرٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدبُ
و احذر من المظلوم سهماً صائبا = واعلم بأنَّ دعاءَه لا يُحْجَبُ
وإذا رأيتَ الرزق ضاق ببلدةٍ= وخشيتَ فيها أنْ يضيقَ المكسبُ
فارحلْ فأرضُ الله واسعةُ الفضا = طولاً وعرضاً شرقُها والمغربُ
فلقد نصحتُك إنْ قبلْتَ نصيحتي= فالنصحُ أغلى ما يُباع ويوهبُ
خذها إليك قصيدةً منظومةً= جاءتْ كنظم الدرِّ بل هي أعجبُ
حِكَمٌ وآدابٌ وجُلُّ مواعظٍ = أمثالُها لذوي البصائر تُكتَبُ
يا ربِّ صلِّ على النبيِّ وآلِهِ= عددَ الخلائقِ حصرُها لا يُحْسَبُ
فدعِ الصِّبا فلقد عداك زمانُه = وازهد فعمرُك منه ولَّى الأطيبُ
ذهب الشباب فما لَه من عودةٍ= وأتى المشيبُ فأينَ منه المهربُ
ضيفٌ ألَمَّ إليك لم تحفلْ به = فترى له أسفاً ودمعاً يُسكبُ
دعْ عنك ما قد فات في زمن الصبا = واذكر ذنوبَك و إبكِها يا مذنبُ
واخشَ مناقشةَ الحساب فإنه= لابُدَّ يُحْصَى ما جنَيْتَ ويُكتبُ
لم ينسَهُ الملكانِ حين نسيتَه = بل أثبتاه وأنتَ لاهٍ تلعبُ
والروحُ فيك وديعةٌ أُوْدِعْتَها = ستردها بالرغم منك وتُسلبُ
وغرورُ دنياك التي تسعى لها = دارٌ حقيقتُها متاعٌ يذهبُ
والليلُ فاعلم والنهارُ كلاهما = أنفاسُنا فيها تُعَدُّ وتُحْسَبُ
وجميعُ ما حصلتَه وجمعتَه = حقاً يقيناً بعد موتِك يُنْهَبُ
تبّاً لدارٍ لا يدوم نعيمُها= ومَشيدُها عما قليلٍ يخربُ
فاسمع هُديتَ نصائحاً أَوْ لاكَها = بَرٌّ نصوحٌ عاقلٌ متأدبُ
صَحِبَ الزمانَ وأهلَه ، مستبصرٌ = ورأى الأمور بما تؤوب وتُعقِبُ
أهدى النصيحةَ فاتعظْ بمقالِه= فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدربُ
لا تأمنِ الدهرَ الصَّروفَ فإنه = لا زال قِدْماً للرجالِ يُهذِّبُ
وكذلك الأيام في غُصّاتِها = مضضٌ يَذِلُّ لها الأعزُ الأنجبُ
فعليك تقوى الله فالْزمْها تفزْ = إن التقي هو البهيُّ الأهيبُ
واعمل لطاعته تنلْ منه الرضا = إن المطيع لربه لَمُقَرَّبُ
فاقنع ففي بعض القناعة راحةٌ = واليأسُ مما فات فهو المطلبُ
وإذا طمعْتَ كُسِيتَ ثوبَ مَذَلَّةٍ= فلقد كُسِيَ ثوبَ المذلَّةِ أَشْعَبُ
والْقَ عدوَّك بالتحيةِ لا تكن= منه زمانَك خائفاً تترقبُ
و احذره يوماً إنْ أتى لك باسماً = فالليثُ يبرز نابُه إذ يغضبُ
إنَّ الحقودَ وإنْ تقادمَ عهدُه = فالحقدُ باقٍ في الصدورِ مُغَيَّبُ
وإذا الصديقُ رأيتَه مُتَمَلِّقاً = فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجَنَّبُ
لا خير في وُدِّ امرِئٍ متملقٍ =حلْوِ اللسانِ وقلبُهُ يتلَهَّبُ
بلقاك يحلف أنه بك واثقٌ = وإذا توارى عنك فهو العقربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة = يروغ منك كما يروغُ الثعلبُ
واختر قرينَك واصطفيه تفاخراً = إن القرينَ إلى المقارَنِ يُنسَبُ
إن الغنيَّ من الرجال مكرَّمٌ= وتراه يُرجَى ما لديه ويُرْهَبُ
ويَبَشُّ بالترحيب عند قدومه= ويقامُ عندَ سلامِه ويُقَرَّبُ
والفقرُ شينٌ للرجال فإنه= يُزرَى به الشهمُ الأديب الأنسبُ
واخفض جناحك للأقارب كلِّهم= بتذللٍ واسمحْ لهم إن أذنبوا
ودعِ الكذوبَ فلا يكنْ لك صاحباً = إن الكذوب لبئسَ خلاًًّ يُصْحَبُ
وذرِ الحسودَ ولو صفا لك مرةً = أبعدْه عن رؤياك لا يُستَجْلَبُ
وزنِ الكلامَ إذا نطقتَ ولا تكنْ = ثرثارةً في كلِّ نادٍ تخطبُ
واحفظ لسانَك واحترز من لفظه = فالمرءُ يسلمُ باللسان ويَعطَبُ
والسرَّ فاكتمه ولا تنطق به = فهو الأسير لديك إذ لا يُنشَبُ
واحرص على حفظ القلوب من الأذى= فرجوعُها بعدَ التنافرِ يَصعُبُ
إن القلوب إذا تنافر وُدُّها = شِبهُ الزجاجة كسرُها لا يُشعَبُ
وكذاك سرُّ المرءِ إن لم يطوِه= نشرَتْهُ ألسنةٌ تزيدُ وتكذبُ
لا تحرصَنْ فالحرص ليس بزائدٍ = في الرزق بل يُشقِي الحريصَ ويُتعِبُ
ويظل ملهوفاً يَرومُ تحيُّلاً = والرزقُ ليس بحيلةٍ يُستجلَبُ
كم عاجز في الناس يُؤْتَى رزقَه = رغداً ويُحْرَمُ كَيِّسٌ ويُخَيَّبُ
أد الأمانةَ، والخيانةَ فاجتنبْ = واعدل ولا تظلم يطيبُ المكسبُ
وإذا بليت بنكبة فاصبر لها = من ذا رأيتَ مسلَّماً لا يُنكَبُ
وإذا أصابك في زمانك شدةٌ = وأصابَك الخطبُ الكريهُ الأصعبُ
فادْعُ لربك إنه أدنى لِمَن = يدعوه من حبلِ الوريد وأقربُ
كن ما استطعتَ عن الأنام بمعزلٍ = إن الكثير من الورى لا يُصحبُ
واجعل جليسَك سيداً تحظَ به= حبرٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدبُ
و احذر من المظلوم سهماً صائبا = واعلم بأنَّ دعاءَه لا يُحْجَبُ
وإذا رأيتَ الرزق ضاق ببلدةٍ= وخشيتَ فيها أنْ يضيقَ المكسبُ
فارحلْ فأرضُ الله واسعةُ الفضا = طولاً وعرضاً شرقُها والمغربُ
فلقد نصحتُك إنْ قبلْتَ نصيحتي= فالنصحُ أغلى ما يُباع ويوهبُ
خذها إليك قصيدةً منظومةً= جاءتْ كنظم الدرِّ بل هي أعجبُ
حِكَمٌ وآدابٌ وجُلُّ مواعظٍ = أمثالُها لذوي البصائر تُكتَبُ
يا ربِّ صلِّ على النبيِّ وآلِهِ= عددَ الخلائقِ حصرُها لا يُحْسَبُ