ينبع
16-07-2009, 02:22 PM
تعتبر مسرحية نهضة الإسلام أول مسرحية للكاتب والسياسي المجاهد الليبي بشير السعداوي قائم مقام ينبع في آخر العهد العثماني التي ألفها وأخرجها وعرضت عام 1916 م بمدينة ينبع البحر الحجازية حيث تذكر المصادر التاريخية قصة المسرحية التي قصد منها مؤلفها إيصال فكرة أن يكف سكان القرى والهجر حول ينبع البحر البالغ عددهم حوالي الخمسين ألف نسمة والواقعة على طريق الحج إلى مكة أن يكفوا عن الترصد للحجاج والاعتداء عليهم بسلبهم وقتلهم وقطع طريقهم إلى الحج وقصد منها تعريف الحجازيين بأن هناك أقوام آخرين من العرب والمسلمين لهم تاريخ ولهم أمانيهم القومية وقع أكثرهم تحت تأثير الحكم الأجنبي وفقدوا حريتهم .
أخرج بشير السعداوي مسرحيته وأشترك في تمثيلها مع تلاميذ مدرسة ينبع البحر جماعة من قوات الدرك الشاميين والذين لم يكن التمثيل غريبا عليهم واستغرقت المسرحية ثلاث ساعات وقد دعي لحضور العرض الأول مشايخ البدو في المنطقة وبلغ عدد الحضور حوالي مائتان وخمسين.
بدأت المسرحية برفع الستارة عن الفصل الأول وظهر على المسرح نفر من البدو يتباحثون فيما بينهم في رسم خطة للتربص بالحجاج خلال موسم الحج المقبل وسلبهم واقتسام الغنائم والطريقة التي يتم بها ذلك ويمر بهم أحد تلاميذ المدرسة ولكن البدو يستمرون في نقاشهم فلا يسع التلميذ إلا أن يطيل الاستماع إلى ما يقولون ليعرف الغرض من اجتماعهم ومباحثاتهم وعندما يتعرف على غرضهم لا يتردد في أن ينهاهم عن التآمر على حجاج بيت الله الحرام لأن ذلك فعل لا يأتيه مسلم يعرف حقيقة دينه . ويتأثر المتآمرون بما يسديه لهم التلميذ من نصائح ويطلبون منه المزيد ولكنه عليه أن ينصرف لاستذكار دروسه فيعدهم بالعودة إليهم ..
وترفع الستارة عن الفصل الثاني من المسرحية ويعود التلميذ إلى جماعة البدو ليتم حديثه معهم فيتحدث إليهم والكل ينصتون ونجد إن الكلام قد أنتقل من مجرد النصح والإرشاد إلى عقد مقارنة بين الحال الذي عليه الحجازيون آنذاك أي هؤلاء البدو المتآمرين أنفسهم من حيث إنهم محررون من كل سيطرة أجنبية عليهم فلا نفوذ لحكومة غير إسلامية تنتزع منهم حرياتهم وتتهددهم في عقائدهم وبين ما يعانيه غيرهم من الشعوب العربية والإسلامية التي يرون أقواماً منهم يحضرون للحج كل موسم من ذل الاستعباد والرضوخ للمستعمر ومن هؤلاء أهل الهند والبلقان ومصر وطرابلس وتونس والجزائر …
ويريد المتآمرون أن يعرفوا شيئاً عن هذه الأمم التي أدركوا إن ثمة روابط متينة تربطهم بها بالرغم من إنهم غرباء عنهم ولم يجدوا أية غضاضة في الاعتداء عليهم لسلبهم وقتلهم تلك هي روابط الإخاء الإسلامي .
ثم يأتي الفصل الثالث حيث كان موسم الحج قد حل فنرى نفس المتآمرين قد كفوا عن قطع الطريق على حجاج بيت الله ثم استطاعوا بمعونة التلميذ الذي أثمر إرشاده لهم أن يدعوا لعقد مؤتمر يضم ممثلين عن الأقوام الذين سمعوا بهم وعرفوا شيئاً عنهم وأرادوا الآن أن يستوثقوا مما عرفوه من هؤلاء الممثلين أنفسهم ، فينعقد المؤتمر فعلاً ويقف كل مندوب أو عضو من أعضاء هذا المؤتمر ليشرح حال بلاده فالطرابلسي يقول إنه إنما جاء من ميدان القتال لان أهل طرابلس الغرب لم يلقوا السلاح بعد بل لا يزالون يجاهدون ضد المستعمر الإيطالي ويتكلم التونسي والجزائري عن الاستعمار الفرنسي في بلادهم ويتبع هؤلاء بقية المندوبين حتى إذا جاء دور المصري تكلم عن احتلال الإنجليز لبلاده ثم أنشد قصيدة حافظ إبراهيم التي كانت قد نشرت عام 1902 تحت عنوان ( حسرة على فائت ) والتي يقول مطلعها.
لم يبقى شئ من الدنيا بأيدينا إلا بقية دمع في مآقينا
كنا قلادة جيد الدهر فانفرطت وفي يمين العلا كنا رياحينا
وهكذا كانت مسرحية نهضة الإسلام .
http://www.libya4ever.com/MenbarHor/Websites/Libyan_Websites/Mawqe3_Jeel/L_Web_Qera2a_Jadeda_09152007_files/image001.gif
بشر السعداوى آخر قائم مقام لينبع في العهد العثماني
طبعاً يا أخوان هذا مختصر المسرحية كما وجدته
الهدف من النشر ليس المسرحية نفسها فهي عرضت لهدف يخص تلك الحقبة وأهلها
ونحن ولله الحمد اليوم ننعم بالأمن والأمان والعلم والرخاء والرفاهية مقارقة بتلك الفترة
فجزى الله عز وجل عنا وعن جميع المسلمين الملك عبدالعزيز وأبناءه من بعده كل خير
أعود وأقول ماذا نستنتج من بين سطور المسرحية
فمثلا يتضح لنا أنه كان في ينبع مدرسة منذ العهد التركي
وأن بينبع كان هناك درك ( جنود) من أهل الشام
أن أهالي ينبع عرفوا المسرح من أكثر من 90 عاما
ولكن من مدير المدرسة
من هم المعلمون
أين هو موقع المدرسة
من هم الطلاب
هذا مجهول لنا تماما . ولكن المجهول لنا اليوم قد يكون معلوم غدا عندما يجد من ينفض عنه الغبار من أرفف المكتبات .
طبعا هذه ليست المسرحية الأخير وليست بالطبع الأولى فهناك مسرحية أخرى عرضت في ينبع للسعداوي .
رجائي من كل من يقرأ يقرأ بتمعن وإهداءنا من بين السطور معلومة جديدة .
أخرج بشير السعداوي مسرحيته وأشترك في تمثيلها مع تلاميذ مدرسة ينبع البحر جماعة من قوات الدرك الشاميين والذين لم يكن التمثيل غريبا عليهم واستغرقت المسرحية ثلاث ساعات وقد دعي لحضور العرض الأول مشايخ البدو في المنطقة وبلغ عدد الحضور حوالي مائتان وخمسين.
بدأت المسرحية برفع الستارة عن الفصل الأول وظهر على المسرح نفر من البدو يتباحثون فيما بينهم في رسم خطة للتربص بالحجاج خلال موسم الحج المقبل وسلبهم واقتسام الغنائم والطريقة التي يتم بها ذلك ويمر بهم أحد تلاميذ المدرسة ولكن البدو يستمرون في نقاشهم فلا يسع التلميذ إلا أن يطيل الاستماع إلى ما يقولون ليعرف الغرض من اجتماعهم ومباحثاتهم وعندما يتعرف على غرضهم لا يتردد في أن ينهاهم عن التآمر على حجاج بيت الله الحرام لأن ذلك فعل لا يأتيه مسلم يعرف حقيقة دينه . ويتأثر المتآمرون بما يسديه لهم التلميذ من نصائح ويطلبون منه المزيد ولكنه عليه أن ينصرف لاستذكار دروسه فيعدهم بالعودة إليهم ..
وترفع الستارة عن الفصل الثاني من المسرحية ويعود التلميذ إلى جماعة البدو ليتم حديثه معهم فيتحدث إليهم والكل ينصتون ونجد إن الكلام قد أنتقل من مجرد النصح والإرشاد إلى عقد مقارنة بين الحال الذي عليه الحجازيون آنذاك أي هؤلاء البدو المتآمرين أنفسهم من حيث إنهم محررون من كل سيطرة أجنبية عليهم فلا نفوذ لحكومة غير إسلامية تنتزع منهم حرياتهم وتتهددهم في عقائدهم وبين ما يعانيه غيرهم من الشعوب العربية والإسلامية التي يرون أقواماً منهم يحضرون للحج كل موسم من ذل الاستعباد والرضوخ للمستعمر ومن هؤلاء أهل الهند والبلقان ومصر وطرابلس وتونس والجزائر …
ويريد المتآمرون أن يعرفوا شيئاً عن هذه الأمم التي أدركوا إن ثمة روابط متينة تربطهم بها بالرغم من إنهم غرباء عنهم ولم يجدوا أية غضاضة في الاعتداء عليهم لسلبهم وقتلهم تلك هي روابط الإخاء الإسلامي .
ثم يأتي الفصل الثالث حيث كان موسم الحج قد حل فنرى نفس المتآمرين قد كفوا عن قطع الطريق على حجاج بيت الله ثم استطاعوا بمعونة التلميذ الذي أثمر إرشاده لهم أن يدعوا لعقد مؤتمر يضم ممثلين عن الأقوام الذين سمعوا بهم وعرفوا شيئاً عنهم وأرادوا الآن أن يستوثقوا مما عرفوه من هؤلاء الممثلين أنفسهم ، فينعقد المؤتمر فعلاً ويقف كل مندوب أو عضو من أعضاء هذا المؤتمر ليشرح حال بلاده فالطرابلسي يقول إنه إنما جاء من ميدان القتال لان أهل طرابلس الغرب لم يلقوا السلاح بعد بل لا يزالون يجاهدون ضد المستعمر الإيطالي ويتكلم التونسي والجزائري عن الاستعمار الفرنسي في بلادهم ويتبع هؤلاء بقية المندوبين حتى إذا جاء دور المصري تكلم عن احتلال الإنجليز لبلاده ثم أنشد قصيدة حافظ إبراهيم التي كانت قد نشرت عام 1902 تحت عنوان ( حسرة على فائت ) والتي يقول مطلعها.
لم يبقى شئ من الدنيا بأيدينا إلا بقية دمع في مآقينا
كنا قلادة جيد الدهر فانفرطت وفي يمين العلا كنا رياحينا
وهكذا كانت مسرحية نهضة الإسلام .
http://www.libya4ever.com/MenbarHor/Websites/Libyan_Websites/Mawqe3_Jeel/L_Web_Qera2a_Jadeda_09152007_files/image001.gif
بشر السعداوى آخر قائم مقام لينبع في العهد العثماني
طبعاً يا أخوان هذا مختصر المسرحية كما وجدته
الهدف من النشر ليس المسرحية نفسها فهي عرضت لهدف يخص تلك الحقبة وأهلها
ونحن ولله الحمد اليوم ننعم بالأمن والأمان والعلم والرخاء والرفاهية مقارقة بتلك الفترة
فجزى الله عز وجل عنا وعن جميع المسلمين الملك عبدالعزيز وأبناءه من بعده كل خير
أعود وأقول ماذا نستنتج من بين سطور المسرحية
فمثلا يتضح لنا أنه كان في ينبع مدرسة منذ العهد التركي
وأن بينبع كان هناك درك ( جنود) من أهل الشام
أن أهالي ينبع عرفوا المسرح من أكثر من 90 عاما
ولكن من مدير المدرسة
من هم المعلمون
أين هو موقع المدرسة
من هم الطلاب
هذا مجهول لنا تماما . ولكن المجهول لنا اليوم قد يكون معلوم غدا عندما يجد من ينفض عنه الغبار من أرفف المكتبات .
طبعا هذه ليست المسرحية الأخير وليست بالطبع الأولى فهناك مسرحية أخرى عرضت في ينبع للسعداوي .
رجائي من كل من يقرأ يقرأ بتمعن وإهداءنا من بين السطور معلومة جديدة .