مراسل المجالس
14-07-2009, 02:51 PM
محمد السلمي ــ ينبع
ينبع مدينة ليست فقط معقل الصناعة في المملكة بل هي معقل للتراث والآثار التي تشكل ميراثا سياحيا خلفه الأجداد لأحفادهم، حيث توجد في ينبع العديد من المعالم السياحية التي لو تم استغلالها لأصبحت ينبع مقصدا لجميع الباحثين عن الآثار الجميلة في مملكتنا. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على بعض هذه الآثار التي شارفت على الاندثار لقلة الاهتمام بها من الجهات المسؤولة رغم جهود المخلصين من أبناء ينبع في المحافظة على ما بقي من تراثهم العتيق.
سور ينبع
شيد أول سور لينبع في عام 915 هـ وأول حي في ينبع هو حي الصور وكانت الإدارات الحكومية القديمة والميناء وسوق ينبع قريبة من هذا الحي، وسمي بالصور نسبة للسور والصواب هو السور وليس الصور كما هو متعارف عليه.
وكانت بوابة البلدة تقع ما بين آل المقدم ومجد أبي علوان وكانت هناك بوابة أخرى لسور مدينة ينبع تسمى باب الحديد وما زال هذا الموضع معروفا في ينبع وجدد السور عام 1126 هـ وربما يكون حي الخريق في ينبع أقدم الأحياء غير أنه كان خارج سور ينبع الأول.
وشيد السور الثاني عام 1303 هـ حماية لمدينة ينبع ومن بوابة ذلك السور الباب الكبير في قلب ينبع، والبوابة الثانية للمدينة تسمى بوابة السيارات، وهناك أيضا بوابة صغيرة في غرب ينبع على محاذاة حي القاد تؤدي إلى مقبرة ينبع وقد هدم سور ينبع في عام 1375 هـ بحكم التوسعة والتخطيط.
فرن الملك عبد العزيز
وهو عبارة عن مخبز قديم صغير الحجم مبني من الحجر والطين ؛ أعد لاجتماع الملك عبد العزيز مع الملك فاروق حاكم مصر عام 1364هـ، حيث كان يصنع فيه الخبز وبعض الحلوى لتقديمه أثناء الحفل. وقد تم ترميمه من قبل بلدية محافظة ينبع أخيرا. يقع فرن الشرم شرق شاليهات الشرق الأوسط في الشرم على بعد عدة أمتار من شارع الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز .
ومن أبرز معالم المنطقة التاريخية سوق البدو وسوق الليل ومنزل البابطين والذي كان عبارة عن مدرسة قديمة جدا وهي أول مدرسة في ينبع بعد افتتاح المدارس الرسمية. ويقول الدكتور محمد البلوي رئيس المجلس البلدي إنه أحد تلاميذ هذه المدرسة وكان اسمها المدرسة الأولى بينبع وانتقلت بعد ذلك إلى مبنى اخر .
ومن ضمن المواقع الجميلة في المنطقة الأثرية مبنى الشونة الذي يعتبر من أهم هذه المباني، والشونة تعني مخزن الغلة، وهو برج مخروطي الشكل كان مستودعا تابعا للحكومة آنذاك، يتم فيه خزن الحبوب بعد وصولها عبر الميناء ثم تنقل إلى المدينة المنورة، أو إمداد قوافل الحجاج بها وما يحتاجه البلد، وخصص حصة من الحبوب يصنع بها (الدشيشة) وتوزع على الفقراء. وقد بنيت الشونة في الفترة ما بين عام 926 إلى 974 هـ تقريبا. يذكر أنه كان في ينبع شونتان بجوار بعضها، ولكنها زالت ولم يبق سوى جزء من إحداهما.
مخزن الزيتية
عبارة عن مخزن قديم مبني من الحجر، وسقف المخزن مبني بشكل مقوس كان المخزن مستودعا تابعا للحكومة لحفظ الزيت والبنزين؛ لتزويد سيارات البريد والسيارات التابعة لها، وقبل ذلك كان يخزن فيه الكيروسين (الجاز) الذي يستخدم لأغراض كثيرة في ذلك الوقت. ويقع المخزن في حي الخريق بجوار سور الميناء من الخارج.
بالاضافة إلى العديد من المواقع الأثرية الهامة التي تحمل في طياتها العديد من الذكريات لهذه المدينة الجميلة والتاريخية التي تعتبر من أجمل المدن التاريخية على مستوى المملكة.
سوق الليل
ومع تدشين سوق الليل الأثرية في ينبع عادت الحياة إلى السوق من جديد بعد أن انطفأ سراج السوق منذ أكثر من 30 عاما. واليوم فتحت دكاكين السوق أبوابها، وانتظم عدد من الباعة والحرفيين في عملهم وذلك في مشهد ظل مختفيا عن الأنظار عشرات السنين. وبدأ الزوار من المواطنين والمقيمين يتوافدون على السوق ليستمتعوا بهذا المشهد الجميل، ويستعيدوا ذكريات الأمس التي ما زالت عالقة في الأذهان.
وتعتبر سوق الليل من أقدم الأسواق الشعبية والقديمة في منطقة المدينة المنورة، وعودة الحياة إليها من جديد تعد لفتة قيمة لها أبلغ الأثر في نفوس أهل ينبع، وفي نفوس أصحاب هذه الدكاكين وملاكها من الورثة بصفة خاصة.
وتعد السوق من أشهر أسواق ينبع في حقبة زمنية مضت، قبل أن يهجرها أصحابها وتتهدم بعض أجزائها حيث سعت لجنة أصدقاء التراث في ينبع منذ ثلاث سنوات لترميم السوق وإحيائها كجزء هام من تراث ينبع، فكان التواصل بداية مع الهيئة الملكية التي شرعت مشكورة في هذا العمل وأنجزت المرحلة الأولى منه، ثم جاء دور الهيئة العامة للسياحة والآثار التي كان موقفها مشرفا بتبني هذا المشروع. وكان التواصل مع الأمانة العامة للمتاحف والآثار في هيئة السياحة حيث أرسلوا فريق عمل لهذه المهمة بإشراف ومتابعة جهاز السياحة في المدينة المنورة، زار ينبع ووقف على الموقع. بعد ذلك توالت اللقاءات وتحقق الإنجاز الذي نشاهده اليوم بإحياء معلم من المعالم التراثية المهمة في المجتمع الينبعي.
وقد التزم الباعة والحرفيون منذ اليوم الأول لعودة السوق بإحضار أدواتهم وما يلزمهم وألا يبيعوا إلا البضاعة التي كانت تباع في السوق قديما وهي المنتجات البحرية، مثل السمك الجاف والصرنباق والبصر والأصداف والتمر والرطب والبن والهيل والأبازير وأدوات الصيد من الشباك والسنانير والبروسيات والعوامات وخيوط الصيد والمجاديف وسعف الدوم والبسط وأدوات الشاي والقهوة والسمن البلدي والعسل والملوخية الجافة وأواني الطبخ العادية، أما الحرفيون فقد تنوعت صنعتهم ما بين صانع نماذج السفن الشراعية وصانع نماذج البوارج الحربية وصانع شباك الصيد المحلية.
ينبع مدينة ليست فقط معقل الصناعة في المملكة بل هي معقل للتراث والآثار التي تشكل ميراثا سياحيا خلفه الأجداد لأحفادهم، حيث توجد في ينبع العديد من المعالم السياحية التي لو تم استغلالها لأصبحت ينبع مقصدا لجميع الباحثين عن الآثار الجميلة في مملكتنا. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على بعض هذه الآثار التي شارفت على الاندثار لقلة الاهتمام بها من الجهات المسؤولة رغم جهود المخلصين من أبناء ينبع في المحافظة على ما بقي من تراثهم العتيق.
سور ينبع
شيد أول سور لينبع في عام 915 هـ وأول حي في ينبع هو حي الصور وكانت الإدارات الحكومية القديمة والميناء وسوق ينبع قريبة من هذا الحي، وسمي بالصور نسبة للسور والصواب هو السور وليس الصور كما هو متعارف عليه.
وكانت بوابة البلدة تقع ما بين آل المقدم ومجد أبي علوان وكانت هناك بوابة أخرى لسور مدينة ينبع تسمى باب الحديد وما زال هذا الموضع معروفا في ينبع وجدد السور عام 1126 هـ وربما يكون حي الخريق في ينبع أقدم الأحياء غير أنه كان خارج سور ينبع الأول.
وشيد السور الثاني عام 1303 هـ حماية لمدينة ينبع ومن بوابة ذلك السور الباب الكبير في قلب ينبع، والبوابة الثانية للمدينة تسمى بوابة السيارات، وهناك أيضا بوابة صغيرة في غرب ينبع على محاذاة حي القاد تؤدي إلى مقبرة ينبع وقد هدم سور ينبع في عام 1375 هـ بحكم التوسعة والتخطيط.
فرن الملك عبد العزيز
وهو عبارة عن مخبز قديم صغير الحجم مبني من الحجر والطين ؛ أعد لاجتماع الملك عبد العزيز مع الملك فاروق حاكم مصر عام 1364هـ، حيث كان يصنع فيه الخبز وبعض الحلوى لتقديمه أثناء الحفل. وقد تم ترميمه من قبل بلدية محافظة ينبع أخيرا. يقع فرن الشرم شرق شاليهات الشرق الأوسط في الشرم على بعد عدة أمتار من شارع الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز .
ومن أبرز معالم المنطقة التاريخية سوق البدو وسوق الليل ومنزل البابطين والذي كان عبارة عن مدرسة قديمة جدا وهي أول مدرسة في ينبع بعد افتتاح المدارس الرسمية. ويقول الدكتور محمد البلوي رئيس المجلس البلدي إنه أحد تلاميذ هذه المدرسة وكان اسمها المدرسة الأولى بينبع وانتقلت بعد ذلك إلى مبنى اخر .
ومن ضمن المواقع الجميلة في المنطقة الأثرية مبنى الشونة الذي يعتبر من أهم هذه المباني، والشونة تعني مخزن الغلة، وهو برج مخروطي الشكل كان مستودعا تابعا للحكومة آنذاك، يتم فيه خزن الحبوب بعد وصولها عبر الميناء ثم تنقل إلى المدينة المنورة، أو إمداد قوافل الحجاج بها وما يحتاجه البلد، وخصص حصة من الحبوب يصنع بها (الدشيشة) وتوزع على الفقراء. وقد بنيت الشونة في الفترة ما بين عام 926 إلى 974 هـ تقريبا. يذكر أنه كان في ينبع شونتان بجوار بعضها، ولكنها زالت ولم يبق سوى جزء من إحداهما.
مخزن الزيتية
عبارة عن مخزن قديم مبني من الحجر، وسقف المخزن مبني بشكل مقوس كان المخزن مستودعا تابعا للحكومة لحفظ الزيت والبنزين؛ لتزويد سيارات البريد والسيارات التابعة لها، وقبل ذلك كان يخزن فيه الكيروسين (الجاز) الذي يستخدم لأغراض كثيرة في ذلك الوقت. ويقع المخزن في حي الخريق بجوار سور الميناء من الخارج.
بالاضافة إلى العديد من المواقع الأثرية الهامة التي تحمل في طياتها العديد من الذكريات لهذه المدينة الجميلة والتاريخية التي تعتبر من أجمل المدن التاريخية على مستوى المملكة.
سوق الليل
ومع تدشين سوق الليل الأثرية في ينبع عادت الحياة إلى السوق من جديد بعد أن انطفأ سراج السوق منذ أكثر من 30 عاما. واليوم فتحت دكاكين السوق أبوابها، وانتظم عدد من الباعة والحرفيين في عملهم وذلك في مشهد ظل مختفيا عن الأنظار عشرات السنين. وبدأ الزوار من المواطنين والمقيمين يتوافدون على السوق ليستمتعوا بهذا المشهد الجميل، ويستعيدوا ذكريات الأمس التي ما زالت عالقة في الأذهان.
وتعتبر سوق الليل من أقدم الأسواق الشعبية والقديمة في منطقة المدينة المنورة، وعودة الحياة إليها من جديد تعد لفتة قيمة لها أبلغ الأثر في نفوس أهل ينبع، وفي نفوس أصحاب هذه الدكاكين وملاكها من الورثة بصفة خاصة.
وتعد السوق من أشهر أسواق ينبع في حقبة زمنية مضت، قبل أن يهجرها أصحابها وتتهدم بعض أجزائها حيث سعت لجنة أصدقاء التراث في ينبع منذ ثلاث سنوات لترميم السوق وإحيائها كجزء هام من تراث ينبع، فكان التواصل بداية مع الهيئة الملكية التي شرعت مشكورة في هذا العمل وأنجزت المرحلة الأولى منه، ثم جاء دور الهيئة العامة للسياحة والآثار التي كان موقفها مشرفا بتبني هذا المشروع. وكان التواصل مع الأمانة العامة للمتاحف والآثار في هيئة السياحة حيث أرسلوا فريق عمل لهذه المهمة بإشراف ومتابعة جهاز السياحة في المدينة المنورة، زار ينبع ووقف على الموقع. بعد ذلك توالت اللقاءات وتحقق الإنجاز الذي نشاهده اليوم بإحياء معلم من المعالم التراثية المهمة في المجتمع الينبعي.
وقد التزم الباعة والحرفيون منذ اليوم الأول لعودة السوق بإحضار أدواتهم وما يلزمهم وألا يبيعوا إلا البضاعة التي كانت تباع في السوق قديما وهي المنتجات البحرية، مثل السمك الجاف والصرنباق والبصر والأصداف والتمر والرطب والبن والهيل والأبازير وأدوات الصيد من الشباك والسنانير والبروسيات والعوامات وخيوط الصيد والمجاديف وسعف الدوم والبسط وأدوات الشاي والقهوة والسمن البلدي والعسل والملوخية الجافة وأواني الطبخ العادية، أما الحرفيون فقد تنوعت صنعتهم ما بين صانع نماذج السفن الشراعية وصانع نماذج البوارج الحربية وصانع شباك الصيد المحلية.