المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولنا عودة من الصين الشعبية ( ورقتي الخامسة ) من ثقافات صينية



المطرفي
30-06-2009, 06:14 PM
الصينيون يعالجون أنفسهم بغذائهم


دار الحوار بيني وبين الرجل الطاعن في السن وبترجمة أخٍ فاضل من مسلمي هذا البلد
أولاً : ماذا عن بدأ تلك العادات الغذائية الطبية
في العهود القديمة الصينية، كان الناس يحصلون على العقاقير من الطبيعة، مما كوّن علم الطب الصيني التقليدي وأدويته ذات الميزات الفريدة. إنه يرتبط أيضا بمأكولات الناس ومشروباتهم بصورة وثيقة. ويمكن تناول الأدوية في الأطعمة، كما تلعب بعض الأطعمة دورا مماثلا للأدوية مما أدى إلى ما يعرف بالعلاج الغذائي والأطعمة الطبية. ويقول المثل الصيني إن أساس صحة الفرد هو النظام الغذائي وليس الدواء. وإن العلاج الغذائي أفضل من العلاج الطبي. ويظل العلاج الغذائي شائعا جدا بين عامة الصينيين سواء في العهود القديمة أو في الوقت الحاضر، وأصبح زهرة عجيبة في حديقة زهور "العادات الغذائية الصينية".


ثانياً : العلاقة بين الأطباء الطباخين
وإن عادة الدمج بين الأدوية والأطعمة وتبادل الخبرات بين الأطباء والطباخين قد تجسدت في النظام الغذائي الطبي خلال أزمنة ماضية منذ عهد أسرة تشو ( من عام 1046 قبل الميلاد إلى عام 256 قبل الميلاد). وفي الكتب والسجلات القديمة، توجد كثير من الأطروحات عن العلاج الغذائي. وفي كلا الكتابين(( ألف وصفة طبية رئيسية)) و((ألف وصفة طبية ثانوية)) بقلم الطبيب الكبير سون سي مياو في عهد أسرة تانغ الملكية (618-907)، يحلل فصل خاص العلاج الغذائي، مما ترك تأثيرات عميقة وبعيدة المدى في تطور علم العلاج الغذائي خلال العهود القديمة.


ويرى سون سي مياو أن صحة الإنسان تقام على أساس النظام الغذائي المعقول، ولا يسمح لأي شخص بتناول الأدوية دون استشارة. ويلزم كل طبيب توضيح أسباب المرض قبل كل شيء ومحاولة إنقاذ المريض بالعلاج الغذائي أولا. وإذا لم يحقق ذلك نتائج جيدة، فما زال هناك وقت لعلاجه بالأدوية. وإن جميع سبل العلاج الغذائي وإعداد الأطعمة الطبية المتداولة بين عامة الصينيين تطورت على ضوء وجهات نظر سون سي مياو عن العلاج الغذائي.


وتجاوز عمر سون سي مياو مائة سنة. ونظرا لهذه الحقيقة، قبل الناس باقتناع تام نظرياته حول العلاج الغذائي والرعاية الصحية منذ عصره حتى الآن. ثم أصبح العلاج الغذائي والأطعمة الطبية تدريجيا وسائل شائعة جدا بين الجماهير الصينية لتقوية البنية والوقاية من الأمراض وعلاجها.


ثالثاً : الغذاء هو العلاج
إن العلاج الغذائي هو استخدام الأطعمة كأدوية. وفي الصين، يعتبر تناول الخضروات والأطعمة للوقاية من الأمراض وعلاجها في الحياة اليومية أمرا معروفا لدى الجميع تقريبا. وإذا اصيب فرد من أسرة ما بالزكام و(الانفلونزا)، يمكنه أن يقطع عدة شرائح من الزنجبيل وعدة قطع من البصل الأخضر ويغليها في ماء مع السكر الأسمر. ثم من الأفضل أن يشرب هذا الحساء ليعرق حتى يؤدي الحساء مفعوله المطلوب. ومن ضمن سبل الرعاية الصحية في الحياة اليومية، أكل الزنجبيل صباحا وأكل الفجل مساء. كما يتمتع الملح والخل والزنجبيل والبصل والثوم وغيرها من التوابل بفاعليات كثيرة في العلاج الغذائي. وتختلف سبل استخدامها باختلاف المناطق، وما زالت تتطور بشكل مستمر. والآن يخلط بعض الأشخاص الخل مع مشروب الكوكاكولا لتكوين مشروب صالح للرعاية الصحية ولقي هذا المشروب إقبالا شديدا لدى الناس.



رابعاً : الزهور وتنوعها لوناً وشكلاً وحجماً
ومن ضمن سبل العلاج الغذائي، توجد سلسلة من أطعمة الزهور، أي الأطعمة المصنوعة من الزهور. وبدأت أطعمة الزهور تظهر خلال القرنين السابع والسادس قبل الميلاد أثناء عهد الربيع والخريف، وشاعت في القرن السابع الميلادي أثناء عهد أسرة تانغ الملكية.
وتجاوز عدد أنواع الزهور ألفا. وتنتشر في شمال الصين أكثر من مائة نوع من الزهور المأكولة. أما في مقاطعة يوننان المسماة ب"مملكة النباتات" في جنوب غربي الصين وهي جميلة المنظر لطيفة الأجواء، فقيل إن أنواع الزهور المأكولة كثيرة جدا حتى يتجاوز عددها مائتين وستين نوعاً.


خامساً : من الزهور أطعمة علاجية
وتستطيع أطعمة الزهور أن تعالج الأمراض. وإن كثرة أكل أطعمة الزهور مفيدة جدا لصحة الناس وخصوصا للنساء. مثلا: إن الورد الذي يرمز إلى الحب يتمتع بفوائد لتنشيط الدورة الدموية وتنظيم الطمث والعناية ببشرة الوجه والرعاية الصحية للنساء. وإن طبق السمك والجمبري الطازجين المطبوخين مع زهور الخوخ ينشط الطاقة الحيوية والدم ويقوي الطحال والمعدة بالإضافة إلى العناية ببشرة الوجه بصورة جيدة جدا.
وتلعب الأطعمة الطبية أدوارا مماثلة للأدوية، ويمكنك تناولها خلال الوجبات العادية بقصد علاج الأمراض والوقاية منها. وورثت هذه الأطعمة الطبية منذ القدم حتى الآن في الصين، ولقيت ترحيبا متزايدا في الوقت الحاضر، ومن بين الأطعمة الطبية الشائعة الحساء والمعجنات المحمرة والمرق وأطباق الأطعمة، وكذلك، أنشئت مطاعم خاصة بالأطعمة الطبية. وأنواع هذه الأطعمة الطبية عديدة وفاعلياتها مختلفة. مثلا، هناك حساء يسمى "حساء الأطفال" ومسلوق باليام الصيني وبذور دموع الأيوب والكاكي المجفف مع الأرز، ويستطيع أن يعالج مرض ضعف الطحال والمعدة للأطفال. وإن الحساء الخفيف المصنوع من بصل عرار سيتشوان وقشر البرتقال ( أو اليوسفى الأفندي) وهو متوفر بكثرة في موسم الشتاء القارص بأحجام مختلفة تتجاوز الستة أحجام المجفف يستطيع أن يعالج الزكام والسعال. والحساء الخفيف المصنوع من عصير الجنسن الصيني يستطيع تقوية ورعاية بنية المرضى والمسنين.
ويمنع ((قانون سلامة الأطعمة)) الصيني بحزم إضافة الأدوية في الأطعمة، وهذا يتعارض مع الطرق الشعبية لإعداد الأطعمة الطبية. ومن أجل حل هذا التناقض، أعلنت الهيئة الحكومية المعنية أسماء لعشرات الأنواع من العقاقير الصينية التي يمكن إضافتها في الأطعمة، مثل التمر الكبير الصيني والزنجبيل المجفف والزعرور الصيني والنعناع وغيرها.
ولم شاعت الأطعمة الطبية داخل الصين فحسب، بل دخلت الأسواق الدولية أيضا. مثلا، إن خمر زهر الأقحوان وشاي قشر اليوسفى وخبز الكمأة الصينية اللذيذ والزيتون ذا الفاعلية الطبية وغيرها من المأكولات والمشروبات الطبية الصينية تلقى الآن إقبالا متزايدا لدى الأجانب في أساليبهم الغذائية.


تحياتي ,,,,


أبو تميم من (بيجين)

أبو عمرو
12-07-2009, 12:46 PM
شكراً لك أخي أبو تميم على هذا الإتحاف المستمر بالثقافات الصينية ، ولكن أخي الحبيب قرأت في الآونة الأخيرة تقارير مدعومة بالصور عن بعض الثقافات الصينية القبيحة المستهجنة في الإنسانية وفي الخلق القويم كتلك العادة التي يقومون بها سنوياً بذبح أجمل فتاة في القرية تقرباً من الآلهة ثم يقومون بتقطيعها وطبخها ويأكلونها كما تؤكل الشاة ،الغريب في الأمر بأن أهل الفتاة يقومون بتقديم أبنتهم طواعية وبكل أريحية للجزار خالي القلب الذي يقوم بنحرها أمام أهل القرية المتحمسين للمشهد كلا ينتظر حصته .

وسؤالي : هل من الممكن لك الاستقصاء عن هذه العادات القبيحة وإيفائنا بالغرض من جريانها ، والتي تذكرنا بما كان يفعله الفراعنة للمحافظة على مستوى نهر النيل المطلوب، علما بأن الفراعنة كانوا أرحم منهم حيث كانوا يكتفون بإلقاء الفتاة في نهر النيل بكامل زينتها عند التقاء الدلتا .

المعلم
12-07-2009, 02:03 PM
شكراً لك أخي أبو تميم على هذا الإتحاف المستمر بالثقافات الصينية
وفقك الله وأحسن لنا ولكم المثوبة