القناص
01-06-2009, 11:25 AM
أين التليفزيون.. من إغاثة أهل العيص؟
الاثنين, 1 يونيو 2009
أسامة أحمد السباعي
كان للهزات الأرضية التي تعرّضت لها منطقة “العيص”، ثم “أملج” ردّ فعل إيجابي سريع من قِبل الدفاع المدني، الذي أدّى واجبه نحو إيواء مَن نزحوا من مناطق الزلازل خير أداء.
تساءل الناس: أين المؤسسات المدنية؟ أين أثرياؤنا؟ أين جمعيات البر؟ أين الجمعيات الخيرية؟ أين الحملات الإنسانية التي كنّا نسمعها ونقرأها ونشاهدها في التليفزيون، وهي تتلقّى التبرعات من مختلف فئات المواطنين؟
* ما أروع المشاعر التي تعاطفت مع المنكوبين خارج بلادنا، والمواقف الإنسانية التي كانت تترجمها تبرعات نقدية، ويجسّدها بريق الذهب والمجوهرات التي كان يقدمها المواطنون والمقيمون للجنة التي كُلّفت باستلام التبرعات من مختلف فئات الناس.
* ما أشد ما أثلج صدور تلك النفوس المفعمة بالحماس وحب الخير، يتساوى في ذلك الرجال والنساء وحتّى الأطفال.
* ما أطول الليل الذي سهره الناس أمام التليفزيون يتابعون التبرعات تنهال على اللجنة لتأخذ التبرعات طريقها بعد ذلك إلى خارج حدودنا؛ لتتحوّل إلى سيولة نقدية تُغيث بها مَن حلّت بهم الكوارث، وعصفت بهم النوازل.
لقد لفت نظر بعض الكُتَّاب تقصير المؤسسات المدنية والموسرين من المواطنين في مد يد العون والمساعدة للنازحين من ديارهم، بمثل ما فعلوا لأولئك النازحين من غير بلادنا.
فقد كت0ب الدكتور حمود أبو طالب (المدينة 1/6/1430هـ - ص3) يقول: “عندما تحدث كارثة طبيعية (خارج البلاد).. تذكّروا كيف ترتفع الأصوات في كل مكان مطالبة بالتبرعات، والخروج لمساعدة المنكوبين في بلادهم.. تذكّروا الحملات التي تنهال خلالها المبالغ الكبيرة، والتبرعات العينية من كل شكل”.
وكتب فيصل الجهني (المدينة 4/6/1430هـ - ص23) يقول: “فمجتمعنا -أيُّها الأعزّاء- بات يتشظّى كثيرًا، وصار النسيج المتآلف لأطيافه خيوطًا وقطعًا متناثرة، لا أحد يهتم بأحد؛ لأن ذلك (الأحد) مهووس بأزماته، وتناقضاته، وضياع هويته بين خطابات دينية، وتعليمية، واجتماعية، وثقافية متعارضة دائمًا، تمارس عليه دور (الوصاية) صباح مساء؛ ليصبح مع تلك الوصاية كائنًا لا حول له ولا قوة.. كائنًا بلا حس اجتماعي إلى أبعد مدى.
وكتبت جهير المساعد (عكاظ 2/6/1430هـ ص33) تقول: (ليس البر أن تولّي وجهك شطر المدن البعيدة، ولكنّ البر مَن آمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، ثم قال هذا وطني، وهؤلاء هم أهلي، وهم أولى، ثم أولى، ثم أولى).
* أما كان أجدر بالتلفزيون أن يسهم في إغاثة أهل العيص على النحو الذي كان يسهم في إغاثة أهل البلاد فيما وراء حدودنا؟
* أوَليس من المنطق ألاَّ نركن إلى الدولة وحدها بمرافقها المتعددة، وفي مقدمتها الدفاع المدني، في التعامل مع مَن أُرغموا على هجر منازلهم التي آلت إلى السقوط؟
* ما أحلى أن يبادر أهل الخير والموسرون، وأهل المؤسسات المدنية إلى المشاركة الإنسانية، والتكافل الاجتماعي نحو نصرة أهل العيص، وأهل أملج؛ لإغاثتهم من فجيعتهم، ومواساتهم في محنتهم بالنفس والنفيس.
تُرى.. هل ستقف النفوس موقف المتفرج.. وتظهر اللامبالاة لو تكررت الهزة -لا قدر الله- في منطقة أخرى.. أم تهرع النفوس إلى تقديم العون والمساعدة بمختلف الوسائل والطرق.. حتّى تهدأ نفوس المنكوبين، وتستقر خواطرهم؟
إن لنا مجدًا تليدًا، و لنا ماضٍ مشرّف في مجال إغاثة المنكوبين في خارج بلادنا.. ماضٍ نستلهم منه النشاط والحماس، ونستعير منه القوة لإغاثة أهلنا في الداخل.. فلا نستسلم للتخاذل كما فعلنا في زلزال العيص، ولا نستنيم للضعف كما أظهرنا في تبعات ما أحدثه الزلزال.
الاثنين, 1 يونيو 2009
أسامة أحمد السباعي
كان للهزات الأرضية التي تعرّضت لها منطقة “العيص”، ثم “أملج” ردّ فعل إيجابي سريع من قِبل الدفاع المدني، الذي أدّى واجبه نحو إيواء مَن نزحوا من مناطق الزلازل خير أداء.
تساءل الناس: أين المؤسسات المدنية؟ أين أثرياؤنا؟ أين جمعيات البر؟ أين الجمعيات الخيرية؟ أين الحملات الإنسانية التي كنّا نسمعها ونقرأها ونشاهدها في التليفزيون، وهي تتلقّى التبرعات من مختلف فئات المواطنين؟
* ما أروع المشاعر التي تعاطفت مع المنكوبين خارج بلادنا، والمواقف الإنسانية التي كانت تترجمها تبرعات نقدية، ويجسّدها بريق الذهب والمجوهرات التي كان يقدمها المواطنون والمقيمون للجنة التي كُلّفت باستلام التبرعات من مختلف فئات الناس.
* ما أشد ما أثلج صدور تلك النفوس المفعمة بالحماس وحب الخير، يتساوى في ذلك الرجال والنساء وحتّى الأطفال.
* ما أطول الليل الذي سهره الناس أمام التليفزيون يتابعون التبرعات تنهال على اللجنة لتأخذ التبرعات طريقها بعد ذلك إلى خارج حدودنا؛ لتتحوّل إلى سيولة نقدية تُغيث بها مَن حلّت بهم الكوارث، وعصفت بهم النوازل.
لقد لفت نظر بعض الكُتَّاب تقصير المؤسسات المدنية والموسرين من المواطنين في مد يد العون والمساعدة للنازحين من ديارهم، بمثل ما فعلوا لأولئك النازحين من غير بلادنا.
فقد كت0ب الدكتور حمود أبو طالب (المدينة 1/6/1430هـ - ص3) يقول: “عندما تحدث كارثة طبيعية (خارج البلاد).. تذكّروا كيف ترتفع الأصوات في كل مكان مطالبة بالتبرعات، والخروج لمساعدة المنكوبين في بلادهم.. تذكّروا الحملات التي تنهال خلالها المبالغ الكبيرة، والتبرعات العينية من كل شكل”.
وكتب فيصل الجهني (المدينة 4/6/1430هـ - ص23) يقول: “فمجتمعنا -أيُّها الأعزّاء- بات يتشظّى كثيرًا، وصار النسيج المتآلف لأطيافه خيوطًا وقطعًا متناثرة، لا أحد يهتم بأحد؛ لأن ذلك (الأحد) مهووس بأزماته، وتناقضاته، وضياع هويته بين خطابات دينية، وتعليمية، واجتماعية، وثقافية متعارضة دائمًا، تمارس عليه دور (الوصاية) صباح مساء؛ ليصبح مع تلك الوصاية كائنًا لا حول له ولا قوة.. كائنًا بلا حس اجتماعي إلى أبعد مدى.
وكتبت جهير المساعد (عكاظ 2/6/1430هـ ص33) تقول: (ليس البر أن تولّي وجهك شطر المدن البعيدة، ولكنّ البر مَن آمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، ثم قال هذا وطني، وهؤلاء هم أهلي، وهم أولى، ثم أولى، ثم أولى).
* أما كان أجدر بالتلفزيون أن يسهم في إغاثة أهل العيص على النحو الذي كان يسهم في إغاثة أهل البلاد فيما وراء حدودنا؟
* أوَليس من المنطق ألاَّ نركن إلى الدولة وحدها بمرافقها المتعددة، وفي مقدمتها الدفاع المدني، في التعامل مع مَن أُرغموا على هجر منازلهم التي آلت إلى السقوط؟
* ما أحلى أن يبادر أهل الخير والموسرون، وأهل المؤسسات المدنية إلى المشاركة الإنسانية، والتكافل الاجتماعي نحو نصرة أهل العيص، وأهل أملج؛ لإغاثتهم من فجيعتهم، ومواساتهم في محنتهم بالنفس والنفيس.
تُرى.. هل ستقف النفوس موقف المتفرج.. وتظهر اللامبالاة لو تكررت الهزة -لا قدر الله- في منطقة أخرى.. أم تهرع النفوس إلى تقديم العون والمساعدة بمختلف الوسائل والطرق.. حتّى تهدأ نفوس المنكوبين، وتستقر خواطرهم؟
إن لنا مجدًا تليدًا، و لنا ماضٍ مشرّف في مجال إغاثة المنكوبين في خارج بلادنا.. ماضٍ نستلهم منه النشاط والحماس، ونستعير منه القوة لإغاثة أهلنا في الداخل.. فلا نستسلم للتخاذل كما فعلنا في زلزال العيص، ولا نستنيم للضعف كما أظهرنا في تبعات ما أحدثه الزلزال.