المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الظواهر الطبيعية عقاب من الله ؟



أديب الشبكشي
27-05-2009, 09:26 AM
أمل زاهد
هل الظواهر الطبيعية عقاب من الله ؟


إذا كانت الظواهر الطبيعية عقابا من الله تعالى لخلقه من العصاة والجاحدين كما يصر الخطاب الوعظي، فلماذا لم ينزل الله عذابه بمشركي قريش الذين آذوا الرسول وضايقوه وهو يجاهد لإبلاغ رسالته ؟ ولماذا لم يعاقب أهل الطائف عندما خذلوه صلى الله عليه وسلم، فضاقت عليه الأرض بما رحبت، وخرج من عندهم وهو يجأر إلى ربه مرددا كلمات ذلك الدعاء الذي يفتت نياط القلب: اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس.. إلى آخر كلمات الدعاء ؟ ولماذا ترك سبحانه وتعالى الأمور تسير وفق قوانينها وأسبابها الطبيعية حتى وصلت إلى صيرورتها التي قدرها، وظهر نور الحق على الجزيرة العربية ؟! ولماذا لا يسلط الله على العنجهية الأمريكية وربيبتها الإسرائيلية اللتين تعيثان، وفي ديار المسلمين احتلالا واجتياحا، صواعق من السماء أو نوازل تخسف بهم الأرض وتريح البشرية من شرهما! وهو القادر سبحانه وتعالى – إذا شاء - على القضاء عليهم وجعلهم أثرا من بعد عين، أليسوا من خلق الله المعرضين لغضبه وعقابه جلت قدرته ؟
عاقب الله تعالى الأمم البائدة بالكوارث الطبيعية والقرآن الكريم يحكي لنا عن تعذيب قوم نوح بالطوفان، وعن الرجفة التي أخذت قوم صالح.
وغيرها من القصص المذكورة في القرآن الكريم! وبوصول البشرية إلى نضجها ونزول الرسالة المحمدية الخالدة، وتأكيدها لتحمل الإنسان مسؤولية أعماله الفردية، صار العقاب بالكوارث الطبيعية أحد المفردات المرتبطة بنهاية تلك الأمم البائدة، ولم يتعرض قوم للإبادة بالكوارث الطبيعية بعد ظهور الإسلام!
ولا شك أن الظواهر الطبيعية من آيات الله في الكون وهي وسيلة لتحريض العقول على التفكر والتدبر في عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى، ومن ثم محاولة اكتشاف الوسائل المقللة من المخاطر والخسائر الناجمة عن هذه الظواهر! فالإنسان هو خليفة الله في الأرض والحامل للأمانة العظيمة، ومنوط بهذا المخلوق العظيم -الذي كرمه الله بالعقل والتفكير- عمارة الأرض والسعي في مناكبها لتحصيل الرزق وتعبيد الطرق لبني جلدته لحياة أفضل، كما أنه مكلف بالمحافظة على هبة الحياة المؤتمن عليها. لذا يحضنا الله سبحانه وتعالى على العلم ويقرنه بالعمل المثمر المنتج في أكثر من موضع في القرآن الكريم، ورسولنا الكريم يأمرنا بغرس الفسيلة حتى لو شهد الإنسان قيام الساعة وأهوالها ورأى العالم على شفا النهاية، في ترسيخ لقيمة العمل وأهميته، وتأكيد لأهمية الأمل في حياة الناس.. كونه الدافع الأهم لتأدية الإنسان لعمله، والوسيلة الأنجع للقضاء على الإحباط واليأس!
ما آخذه على خطابنا الوعظي هو الإمعان في الترهيب والتخويف بعيدا عن إحياء قيمة التفكر، و قيمتي العلم والعمل.. وزعمه معرفة أسباب نزول الكوارث الطبيعية بالناس، بينما العلم لله تعالى وحده!