المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبده خال يتكلم عن أسباب زلازل العيص



أبو سفيان
24-05-2009, 01:42 PM
ما يحدث في العيص وبعض المدن والقرى المجاورة للتمدد الزلزالي حرك بعض الخطباء والدعاة على تأكيد أن مايحدث من زلازل متتالية إنما هو بفعل ارتكاب الذنوب والمجاهرة بها ولهذا السبب أراد الله أن يذكر عباده بقدرته فزلزل الأرض من تحت أهل العيص وماجاورهم.
هذا المنطق أراه عجيبا وتغييبا للمعارف العلمية التي غدت من بديهيات علم الجولوجيا، ذلك العلم القادر على معرفة مواقع الزلازل ورصد قوتها وتمددها وتوقع البؤر التي يمكن لها أن تثور ثورتها البركانية توقيتا دقيقا من خلال دراسة الصفائح الأرضية المتحركة واتجاه تحركاتها وعليه يمكن حساب المدى الذي يمكن أن تصل إليه قوة الزلزال أو الوقت الذي يمكن لبركان خامد أن يثور.
هذه المعرفة العلمية هي محصلة معارف متراكمة وصل إليها الإنسان من خلال الدراسة وبواسطة أجهزة علمية متقدمة وخبرات متراكمة.
وأن تقرن الزلازل أو البراكين أو ثورة الأعاصير بالذنوب والخطايا في بلد دون سواه هو قصور في المعرفة، ولو سايرنا هؤلاء الخطباء بأن أهل العيص أذنبوا فنزل بهم عقاب الله، فإن هذا العقاب كان من المفترض أن يصيب مواقع أخرى من العالم لكثرة الذنوب والمعاصي في المدن مثلا، فلماذا العيص بالتحديد؟ ومن ذا الذي قام بمعرفة حال الناس وما هم عليه من معصية حتى تزلزل الأرض تحت أقدامهم ؟
كما أن الادعاء هذا سوف يسقط عندما نعلم أن المنطقة تعرضت (وكان المركز المدينة المنورة) لزلزال في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ونتذكر اهتزاز جبل أحد حينما خاطبه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله قر أحد فإن عليك نبيا وشهيدين) أو بما معناه ..فهل كان أهل المدينة في ذلك الزمان هم أشر أهل الأرض في الجزيرة العربية حتى يقع الزلزال بأرضهم؟
وحدث الزلزال في عهد عمر بن الخطاب، ثم حدث زلزال في عام (في نفس المدينة المنورة ) 654 للهجرة، وحدثت زلازل قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ،هذا التعاقب الزلزالي في المنطقة هو تعاقب جيولوجي في حركة صفائح الأرض في تلك المنطقة التي تعرف بالحرة، والحرة أو الحرات هي مناطق براكين وزلازل بسبب تكوينات صخورها، ولهذا السبب تعاود الزلازل المنطقة عبر فترات زمنية مختلفة ليس لأن أهل العيص أو المدينة قد ملأوا الأرض فسادا وخطايا وإلا لو كان الأمر متعلقا بالخطايا والذنوب فكثير من مدن العالم وما يفعل بها من منكرات تستوجب الخسف والمحو من على وجه الأرض.
الله وضع قوانين الأشياء من الأزل ومايحدث هو وفق القوانين الطبيعية التي وضعها الله فيما خلق.
فالأشياء مرتبطة بالقانون الكوني وليست مرتبطة بالذنوب والخطايا، فإذا كان الله يسخر الأرض وماعليها للملحدين به، فكيف لايسخرها لمن يوحده.
ولهذا نجد أن الخطباء والدعاة يفرطون ويفرطون في الحكم على الأشياء من منظور الثواب والعقاب من غير الرجوع إلى القانون الأزلي الذي وضعه الله.
وهذا دليل على أننا لانتدبر لما يحدث في الكون من معادلات وقوانين تحدث وتقع متى ماتوفر ظرفها أو شرطها، ويصبح وقوعها جالبا للخوف والتذكر والتدبر في قدرة الله على جعل ماهو ساكن متحركا وماهو متحرك ساكنا.
فقليل من العقل والتدبر أيها الدعاة ولا داعي للتنبؤ بالمفسدين والصالحين على وجه هذه الأرض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل شيء بأمر الله وتدبيره وهو الذي وضع قوانين الطبيعة وسخرها لخلقه ، ولكن الملاحظة هي التركيز على الذنوب والمعاصي فقط والإفراط في ارتباطها بوقوع الحدث دون سواها .

المعلم
24-05-2009, 01:47 PM
فالأشياء مرتبطة بالقانون الكوني وليست مرتبطة بالذنوب والخطايا، فإذا كان الله يسخر الأرض وماعليها للملحدين به، فكيف لايسخرها لمن يوحده.
ولهذا نجد أن الخطباء والدعاة يفرطون ويفرطون في الحكم على الأشياء من منظور الثواب والعقاب من غير الرجوع إلى القانون الأزلي الذي وضعه الله.
وهذا دليل على أننا لانتدبر لما يحدث في الكون من معادلات وقوانين تحدث وتقع متى ماتوفر ظرفها أو شرطها، ويصبح وقوعها جالبا للخوف والتذكر والتدبر في قدرة الله على جعل ماهو ساكن متحركا وماهو متحرك ساكنا.
فقليل من العقل والتدبر أيها الدعاة ولا داعي للتنبؤ بالمفسدين والصالحين على وجه هذه الأرض
شكرا مشرفنا العام أبو سفيان

برافو
24-05-2009, 01:52 PM
فقليل من العقل والتدبر أيها الدعاة ولا داعي للتنبؤ بالمفسدين والصالحين على وجه هذه الأرض

أبو رامي
24-05-2009, 02:01 PM
شكرا مشرفنا أبو سفيان على هذا النقل وقد قرأت هذا الموضوع بعنوان ( ذنوب أهل العيص )
وحز في نفسي حقيقة أن ينعت أهلنا الطيبون بهذا الوصف وهم يصلون ويزكون ويصومون ويحجون ويقيمون الجمع والجماعات
وإن كان لنا أن نستغل ما يحدث من ظواهرطبيعية للدعوة إلى الله فلتكن بتوضيح قدرته سبحانه وتعالى وسننه المطردة في الكون وربطها بيوم القيامة وأنها يمكن أن تحدث فجأة كما يثور بركان أو يسقط نيزك وأن يضرب المثل في أن الأمن قد يزول في لحظة من اللحظات فمن كان يتوقع أن أهالي العيص سوف يخرجون من ديارهم في لحظات هذا الحال يقتضي أن نكون على صلة بالله في كل الأوقات وأن نكثر الاستغفار والتدبر
أما أن نربط ما يحدث بسبب ذنوب أهل هذه المنطقة ففيه كثير من التألي على الله وما حدث في هذه المنطقة قد يحدث في غيرها من المناطق نسأل الله السلامة
فقليلا من العقل والتدبر ولا داعي للتنبؤ بالمفسدين والصالحين على وجه هذه الأرض

خالد باجنيد
24-05-2009, 02:34 PM
كما أن الادعاء هذا سوف يسقط عندما نعلم أن المنطقة تعرضت (وكان المركز المدينة المنورة) لزلزال في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ونتذكر اهتزاز جبل أحد حينما خاطبه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله قر أحد فإن عليك نبيا وشهيدين) أو بما معناه ..فهل كان أهل المدينة في ذلك الزمان هم أشر أهل الأرض في الجزيرة العربية حتى يقع الزلزال بأرضهم؟
شكرا جزيلا ابوسفيان على النقل

near
24-05-2009, 10:40 PM
الحمد لله على كل شئ

باسم الجهني
24-05-2009, 10:55 PM
شكرا مشرفنا أبو سفيان
الحمد لله على كل شئ

الضآمي
24-05-2009, 11:42 PM
ما أشبه اليوم بالبارحة

فعندما حلت كارثة تسونامي على أكبر دولة إسلامية قام المتشمتون من كل حدب وصوب يمتطون المنابر ويلقون الخطب استهزاءاً بما أصاب أخوانهم المسلمين من كارثة عظيمة هناك

فمنهم من شكك في درجة إسلامهم ومنهم من نعتهم بالمنافقين والأشرار بل وصل الأمر إلى أن قالوا عنهم فسقة وكفار.. وان ما جرى لهم ما هو إلا انصاف للحق ورادعاً لهم.. فقلبوا موازين الكون بما يتناسب مع أهوائهم وأهدافهم..

ولا نعلم آنذاك لما يستحق أخواننا في إندونيسيا ما أصابهم من مصيبة.. هل لأنهم يعبدون الله.. هل لأنهم يرفعون الأذان في مساجدهم.. ألا يمكن أن يدخلوا في حكمة الخالق عز وجل بأن المؤمن مبتلى أم هم ليسوا بمؤمنين؟؟

اسألة تكررت وتكررت فليس من المعقول أن نرى دولاً مسيحية مثل أمريكا وبريطانيا ودولاً لا تعترف بالأديان كالصين واليابان يقدمون لهم يد العون والمساعدة ونحن دولة مهد الإسلام نشتمهم ونسبهم

حتى اتى الأمر من ولي الأمر أبو متعب حفظه الله بمنع ووقف أي إمام يقوم بالأستهزاء بما أصاب الاندونيسيين وأمر بالمساعدات والتبرع لهم ومد يد العون لما أصاب أخواننا هناك

وبعد أن هدأت الأمور.. تبين أن ديننا الرحيم يقف حتى مع غير المسلمين عندما تصيبهم مصيبة أو تحل بهم كارثة فهذا واجب المسلم وواجبه أيضاً عدم الإستهزاء بالغير وعدم قلب موازين الكون على هواه..

وهاهم خفافيش المنابر يطلون برؤسهم مرة أخرى يهمزون ويلمزون على أهل العيص.. وكأنهم يستشفون رأي الشارع العام فإن وافقهم قاموا وهتفوا وإن استنكرنا افعالهم سكتوا واكتفوا بالهمز واللمز با ستحياء.. ولا نعلم ما هي غايتهم بإظهار أناس بسطاء طيبين هم أهل جود وكرم ودين في ثوب الفسقة والعصاة..

ناسين أم متناسين أن ما أصاب نبي صالح من أنبياء الله وهو النبي ايوب أشد ما قد يصاب به العاصي.. فقد ذهب ماله وفقد أولاده الأحدى عشر.. وفقد صحته وأصابه مرض معدي وبدء أصحابه بالنفور عنه ولم يخبرنا سبحانه وتعالى بأن هذا عقاب لأجل معصية عصاها.. إنما هي حكمته عز وجل بأن المؤمن مبتلى ولو كان نبياً..

لكن أين العقول التي تعي واين الفقهاء الذين يدركون رحمة الدين وحكمة الأله...

نشكر الكاتب الكبير عبده خال على هذه المقالة القوية والتي قد تسكت بعضاً منهم.. والشكر موصول لأستاذنا الكبير أبو سفيان لإنقائه مثل هذه المواضيع الحساسة والمهمة...

الشاعر مصطفى زقزوق
25-05-2009, 12:23 AM
تَقَاَربَتِ النُذُر

ووباء الخنازير المنتشر في العالم هو بذنوب من ؟..
لقد قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : إذاانتشر الفساد بكل أسمائه و شاعت الفاحشة وجاهر بها الناس شاع ابتلاء الله .. ولنتذكر هذه الحرب الضروس على الإسلام وعلى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم وسيول دماء الأبرياء وقتل الأطفال والشيوخ والنساء من ألد أعداء الله ومصائب هذا الدمار للإنسان وفي كل مكان .. ويجب علينا الإعتبار وكثرة الاستغفارلئلا نكون كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ولنحذر من التأويل والتفسيرات الخاطئه
فغضبة الله أمر لا مرد له !
ومالك الملك يقضي بما يشاء لما يريد وجل من لا يطلع على غيبه أحدا ..
وما ربك بظلام للعبيد .
اللهم أحفظ الإسلام والمسلمين في حصون جمالِكَ من سطواتِ جَلالِك بقدرتك
ياأرحم الراحمين
سُبحانكَ اللهُ رباً لا شريكَ لَهُ .. لَكَ البقاءُ وعلمُ اللوحِ والقلَمِ


وكل الشكر والتقديرلأديبنا الكبير أبو سفيان على ملاحظته لمقالة صحفية .. وعلم الجولوجيا ليس أكبر من علم الله ..
وفوق كل ذي علمٍ عليم

دايم السعد
25-05-2009, 02:10 AM
أين العقول التي تعي
واين الفقهاء الذين يدركون رحمة الدين وحكمة الإله.
يجب علينا الإعتبار وكثرة الاستغفار
لئلا نكون كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ولنحذر من التأويل والتفسيرات الخاطئه
وهاهم خفافيش المنابر يطلون برؤسهم مرة أخرى يهمزون ويلمزون على أهل العيص
وكأنهم يستشفون رأي الشارع العام فإن وافقهم قاموا وهتفوا
وإن استنكرنا افعالهم سكتوا واكتفوا بالهمز واللمز با ستحياء.
ولا نعلم ما هي غايتهم بإظهار أناس بسطاء طيبين
هم أهل جود وكرم ودين في ثوب الفسقة والعصاة

سُبحانكَ اللهُ رباً لا شريكَ لَهُ .. لَكَ البقاءُ وعلمُ اللوحِ والقلَمِ

شكرا مشرفنا أبو سفيان على هذا النقل

الخل الوفي
26-05-2009, 07:08 PM
نعم لا يمكننا ان نربط ما يحدث في العيص والذنوب ونحكم على أهل العيص بانهم مذنبون

لكن الله سبحانه وتعالى يذكر عباده بانه هوه القوي القادر على زلزلة الأرض من تحت أقدامهم

فوالله عندما أهتزت الأرض من تحت أقدامي شعرت بضعف الإنسان وقلة حيلته

++++
نعم لايمكننا الحكم على سكان العيص أو غيرهم أنهم مذنبون ولكن يجب أن نتذكر عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته .

أبو حازم
27-05-2009, 01:01 AM
بارك الله فيك أبوسفيان على هذا التوضيح والنقل المميز

والله إن تلك الأقوال كانت تحز في النفس ولكن لم أكن أعرف كيف يكون الرد على

تلك الأحكام المتسرعة حتى أثلج هذا الموضوع الصدور

فكان الأولى أن يتضرع الجميع إلى الله سبحانه وتعالى وطلب العفو

وأن يجنبنا كل مكروه فمن منا ليس له ذنوب .. ولكن أين العقلاء

الكلمة
29-05-2009, 08:02 AM
نصيحة حول الزلازل
هذه نصيحة قدمها الشيخ يرحمه الله حول الزلازل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به، وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات، ويقدرها تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه، وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نهيه كما قال الله سبحانه: وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا[1]، وقال عز وجل: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[2]، وقال تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ[3] الآية.

وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما نزل قول الله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعوذ بوجهك))، قال: أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: ((أعوذ بوجهك))[4].

وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال: الصيحة والحجارة والريح. أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: الرجفة والخسف.

ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده. وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعاً من الأذى، كله بأسباب الشرك والمعاصي، كما قال الله عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[5]، وقال تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ[6]، وقال تعالى عن الأمم الماضية: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[7].

فالواجب على جميع المكلفين من المسلمين وغيرهم، التوبة إلى الله سبحانه، والاستقامة على دينه، والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك والمعاصي، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء، ويمنحهم كل خير، كما قال سبحانه: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[8]، وقال تعالى في أهل الكتاب: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ[9]، وقال تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ[10].

وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه: (وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه، والندم كما قال بعض السلف، وقد زلزلت الأرض: (إن ربكم يستعتبكم).

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة، فخطبهم ووعظهم.، وقال: (لئن عادت لا أساكنكم فيها) انتهى كلامه رحمه الله.

والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة.

فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفياضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه، والضراعة إليه وسؤاله العافية، والإكثار من ذكره واستغفاره كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف: ((فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره))[11]. ويستحب أيضاً رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارحموا ترحموا))[12]، ((الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))[13]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يرحم لا يرحم))[14].

وروي عن عمر بن عبد لعزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا.

ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء، مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء، وإلزامهم بالحق وتحكيم شرع الله فيهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال عز وجل: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[15]، وقال عز وجل: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[16]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[17]... والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته))[18] متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[19] رواه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يمنحهم الاستقامة عليه، والتوبة إلى الله من جميع الذنوب، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين جميعاً، وأن ينصر بهم الحق، وأن يخذل بهم الباطل، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده، وأن يعيذهم وجميع المسلمين من مضلات الفتن، ونزغات الشيطان، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

مفتي عام المملكة العربية السعودية

ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية الإفتاء

عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله