أديب الشبكشي
23-05-2009, 11:46 AM
إدارتنا للأزمات: انتبه خلفك مطبات
عبدالرحمن بن ناصر الخريف-صحيفة الرياض
هناك من يعتقد بأن أزمة العيص بدأت مع التصريحات الرسمية بخطورة الوضع بعد تسارع الأحداث مساء الثلاثاء الماضي الذي تسبب في حدوث هلع وخوف كبير بجميع المحافظات والمراكز المجاورة لها بعد رصد هزات أرضية بقوة (5.4) على مقياس ريختر، وان ذلك اجبر الجهات المختصة على البدء بأداء مهامها للتعامل مع هذه الأزمة، ولأن حقيقة الأمر تختلف عن هذا الاعتقاد باعتبار أن أزمة العيص بدأت منذ أكثر من شهر وان الغموض والخوف كان سائدا بين معظم الأهالي في الوقت الذي كانوا يشاهدون فيه استعدادات الدفاع المدني المبكرة وتوافد القيادات والأفراد والآليات والتي فُُسرت حينها على أن ذلك تحسبا لزلزال محتمل خاصة مع نصب الخيام خارج المدن.
فأمام التجاهل الإعلامي لازمة العيص واقتصاره على نشر بعض الصور لسيارات الدفاع المدني وخيام الإيواء، لجأ البعض - ومنهم أبناء المنطقة - الى صحف الكترونية ومواقع انترنيت للاطمئنان على أهاليهم ولمعرفة التطورات المحدثة عن الوضع بالمناطق التي تتعرض لهزات أرضية مستمرة على الرغم من استخدام المختصين للغة التطمين وان الوضع تحت السيطرة مطالبين بعدم تصديق الشائعات. فالمشكلة أن جميع التصريحات المقتضبة ونصب خيام الإيواء على بعد كيلومترات خارج المدن والإرشادات بالنوم بالميادين كانت تشير الى أن أمامنا احتمالات تتعلق بزلزال، إلا انه وبشكل مفاجئ تحول الخطر بعد هزات الثلاثاء من خطر الزلزال الى كارثة بركان سيقذف الحمم على بعد عشرات الكيلومترات فماذا نتوقع أن يحدث من سكان تلك المدن بعد الكشف المفاجئ للخطر؟
أننا أمام ظواهر طبيعية لانعلم متى تحدث والمدى الذي ستصل إليه حتى يتم التأكيد منذ بداية الأزمة قبل أسابيع بان الوضع تحت السيطرة في الوقت الذي تجاوزت فيه الهزات خلال الأسبوعين الأولين فقط ال (1200) هزة مابين ضعيفة ومتوسطة، كما انه وفقا لتصريح منشور لمدير الدفاع المدني بالمدينة المنورة أن قوة أرضية دفعت بحركة الصهارة (اللابة) من عمق 8 كم إلى أقل من 4 كم عن سطح الأرض، الأمر الذي يعتبره الجيولوجيون مؤشرا خطيرا بالإضافة الى أن مستوى وحرارة المياه الجوفية بالآبار كانت ترتفع منذ أسابيع حسب إفادة المزارعين في بداية الأزمة أي نحن أمام وضع جديد بمؤشرات حقيقية يفهمها المختصين بالبراكين والزلازل ولاتدخل ضمن الشائعات او التخويف للمواطنين ومع ذلك أُجل البدء في معالجة الأزمة الى حدوث هزات قوية أجبرت جميع الجهات على الاستنفار في وقت قصير لمواجهة الأزمة فالتعامل مع الأزمة وخطورة وضعها لدينا دائما لايتم إلا بعد حدوثها وهو مايحرج الجهات المختصة التي تبذل جهودا كبيرة في ذلك والذي بالتأكيد سيؤثر على مستوى الأداء فإخلاء جميع سكان المدن وخلال ساعات لمدن أخرى تسبب في معاناة المواطنين من حالة رعب وخوف وانتظار طويل للحصول على الأغذية والأدوية والتوجيه للشقق التي خصصتها الدولة لهم! فالدولة سخرت الإمكانات وبانتظار المزيد، ولكن دائما نعاني من الطريقة التي نعالج بها أزماتنا! فعدم إيضاح خطورة الوضع في حينه (كإجراء احترازي) ساهم في زيادة حجم العبء الذي واجهته الجهات الخدمية وتضرر منه السكان! وكان من الممكن في مثل تلك الظروف أن يتم البدء في الإجلاء مع بدايات الهزات التي حدثت عشرات المرات باليوم الواحد، كما أن أبناء أسر العاملين في مدن أخرى كان بإمكانهم - لو توفرت لهم المعلومة - أن يساهموا في تلك العملية باستضافة أهاليهم بدلا من الحيرة بين حقيقة الوضع والتطمين بعدم خطورته وفقدان الاتصال الهاتفي وغياب التغطية التلفزيونية للهزات العنيفة التي ضربت بعض المدن والقرى لانشغالها بانفولنزا الخنازير.
إن الوضع الحالي يستلزم أن تتفاعل الجهات الخدمية مع وسائل الإعلام لإيضاح الحقائق عن أي أزمة او مشكلة في وقتها مهما كانت تلك الحقائق مؤلمة او سلبية، ويجب أن نشرح بوضوح أي خطر يحتمل حدوثه، ففي أمريكا مثلا تتم مراقبة الأعاصير القادمة من المحيط (الهيروكين) لأشهر وعند اقترابه يتم التحذير الإعلامي لجميع المدن المتوقع ضربها، وقبيل وصوله تتحول جميع القنوات بالولاية لتغطية الاستعدادات والحدث! في حين أن لدينا حساسية من بعض الإعلاميين حيال إيضاح الحقائق تحت ذريعة عدم التخويف وإحداث الهلع ولكن عندما سارع الإعلام المحلي لتغطية أحداث العيص (متأخرا) الأسبوع الماضي بالكشف عن المعلومات التي كانت لدى الجهات المختصة منذ أسابيع عن بركان (نأمل استمرار خموده) تذكرت غبار ثلاثاء الرياض الذي تسبب في وفيات وحوادث وإغماءات وكيف حرصت الجهة المختصة على التصريح بأنها كانت تعلم بذلك الغبار قبل أيام ونُشر ذلك بالصحف في اليوم التالي (الأربعاء) كانجاز رأت من الواجب إبرازه لمن تضرر من ذلك الغبار.
عبدالرحمن بن ناصر الخريف-صحيفة الرياض
هناك من يعتقد بأن أزمة العيص بدأت مع التصريحات الرسمية بخطورة الوضع بعد تسارع الأحداث مساء الثلاثاء الماضي الذي تسبب في حدوث هلع وخوف كبير بجميع المحافظات والمراكز المجاورة لها بعد رصد هزات أرضية بقوة (5.4) على مقياس ريختر، وان ذلك اجبر الجهات المختصة على البدء بأداء مهامها للتعامل مع هذه الأزمة، ولأن حقيقة الأمر تختلف عن هذا الاعتقاد باعتبار أن أزمة العيص بدأت منذ أكثر من شهر وان الغموض والخوف كان سائدا بين معظم الأهالي في الوقت الذي كانوا يشاهدون فيه استعدادات الدفاع المدني المبكرة وتوافد القيادات والأفراد والآليات والتي فُُسرت حينها على أن ذلك تحسبا لزلزال محتمل خاصة مع نصب الخيام خارج المدن.
فأمام التجاهل الإعلامي لازمة العيص واقتصاره على نشر بعض الصور لسيارات الدفاع المدني وخيام الإيواء، لجأ البعض - ومنهم أبناء المنطقة - الى صحف الكترونية ومواقع انترنيت للاطمئنان على أهاليهم ولمعرفة التطورات المحدثة عن الوضع بالمناطق التي تتعرض لهزات أرضية مستمرة على الرغم من استخدام المختصين للغة التطمين وان الوضع تحت السيطرة مطالبين بعدم تصديق الشائعات. فالمشكلة أن جميع التصريحات المقتضبة ونصب خيام الإيواء على بعد كيلومترات خارج المدن والإرشادات بالنوم بالميادين كانت تشير الى أن أمامنا احتمالات تتعلق بزلزال، إلا انه وبشكل مفاجئ تحول الخطر بعد هزات الثلاثاء من خطر الزلزال الى كارثة بركان سيقذف الحمم على بعد عشرات الكيلومترات فماذا نتوقع أن يحدث من سكان تلك المدن بعد الكشف المفاجئ للخطر؟
أننا أمام ظواهر طبيعية لانعلم متى تحدث والمدى الذي ستصل إليه حتى يتم التأكيد منذ بداية الأزمة قبل أسابيع بان الوضع تحت السيطرة في الوقت الذي تجاوزت فيه الهزات خلال الأسبوعين الأولين فقط ال (1200) هزة مابين ضعيفة ومتوسطة، كما انه وفقا لتصريح منشور لمدير الدفاع المدني بالمدينة المنورة أن قوة أرضية دفعت بحركة الصهارة (اللابة) من عمق 8 كم إلى أقل من 4 كم عن سطح الأرض، الأمر الذي يعتبره الجيولوجيون مؤشرا خطيرا بالإضافة الى أن مستوى وحرارة المياه الجوفية بالآبار كانت ترتفع منذ أسابيع حسب إفادة المزارعين في بداية الأزمة أي نحن أمام وضع جديد بمؤشرات حقيقية يفهمها المختصين بالبراكين والزلازل ولاتدخل ضمن الشائعات او التخويف للمواطنين ومع ذلك أُجل البدء في معالجة الأزمة الى حدوث هزات قوية أجبرت جميع الجهات على الاستنفار في وقت قصير لمواجهة الأزمة فالتعامل مع الأزمة وخطورة وضعها لدينا دائما لايتم إلا بعد حدوثها وهو مايحرج الجهات المختصة التي تبذل جهودا كبيرة في ذلك والذي بالتأكيد سيؤثر على مستوى الأداء فإخلاء جميع سكان المدن وخلال ساعات لمدن أخرى تسبب في معاناة المواطنين من حالة رعب وخوف وانتظار طويل للحصول على الأغذية والأدوية والتوجيه للشقق التي خصصتها الدولة لهم! فالدولة سخرت الإمكانات وبانتظار المزيد، ولكن دائما نعاني من الطريقة التي نعالج بها أزماتنا! فعدم إيضاح خطورة الوضع في حينه (كإجراء احترازي) ساهم في زيادة حجم العبء الذي واجهته الجهات الخدمية وتضرر منه السكان! وكان من الممكن في مثل تلك الظروف أن يتم البدء في الإجلاء مع بدايات الهزات التي حدثت عشرات المرات باليوم الواحد، كما أن أبناء أسر العاملين في مدن أخرى كان بإمكانهم - لو توفرت لهم المعلومة - أن يساهموا في تلك العملية باستضافة أهاليهم بدلا من الحيرة بين حقيقة الوضع والتطمين بعدم خطورته وفقدان الاتصال الهاتفي وغياب التغطية التلفزيونية للهزات العنيفة التي ضربت بعض المدن والقرى لانشغالها بانفولنزا الخنازير.
إن الوضع الحالي يستلزم أن تتفاعل الجهات الخدمية مع وسائل الإعلام لإيضاح الحقائق عن أي أزمة او مشكلة في وقتها مهما كانت تلك الحقائق مؤلمة او سلبية، ويجب أن نشرح بوضوح أي خطر يحتمل حدوثه، ففي أمريكا مثلا تتم مراقبة الأعاصير القادمة من المحيط (الهيروكين) لأشهر وعند اقترابه يتم التحذير الإعلامي لجميع المدن المتوقع ضربها، وقبيل وصوله تتحول جميع القنوات بالولاية لتغطية الاستعدادات والحدث! في حين أن لدينا حساسية من بعض الإعلاميين حيال إيضاح الحقائق تحت ذريعة عدم التخويف وإحداث الهلع ولكن عندما سارع الإعلام المحلي لتغطية أحداث العيص (متأخرا) الأسبوع الماضي بالكشف عن المعلومات التي كانت لدى الجهات المختصة منذ أسابيع عن بركان (نأمل استمرار خموده) تذكرت غبار ثلاثاء الرياض الذي تسبب في وفيات وحوادث وإغماءات وكيف حرصت الجهة المختصة على التصريح بأنها كانت تعلم بذلك الغبار قبل أيام ونُشر ذلك بالصحف في اليوم التالي (الأربعاء) كانجاز رأت من الواجب إبرازه لمن تضرر من ذلك الغبار.