مسبح
22-05-2009, 01:33 AM
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3156/N10002.jpg
المدينة المنورة، العيص: خالد الجهني، مخلد الحافظي
لاحظ عدد من أصحاب المزارع بمحافظة العيص بقريتي القراصة والفرع ارتفاعا ملحوظ في منسوب مياه آبار مزارعهم نتيجة تعرض منطقة العيص للاهتزازات الأرضية، التي تسببت بحدوث تشققات داخل الأرض، فيما دعا باحث في مجال البراكين والزلازل إلى تنفيس الثوران البركاني بحفر آبار عميقة.
وتأتي هذه التغيرات التي طرأت على الآبار بعد جفاف لازم المحافظة والقرى والهجر التابعة لها منذ أكثر من 30 عاما نضبت على إثره مئات الآبار وماتت الآلاف من أشجار النخيل.
وكان الباحث في مجال البراكين والزلازل والعلوم الطبيعية عبدالسلام بن علي العوفي قد توقع في حديث مع "الوطن" أن تساهم الهزات المتوالية على مركز العيص حاليا في زيادة منسوب المياه الجوفية في المناطق التي مر بها الزلزال وكذلك المسافات البعيدة عنه. وأكد أن ذلك ناتج عن تدافع الغازات والأبخرة حيث تعمل تلك الغازات على فتح التجاويف المغلقة منذ سنين نتيجة خلوها من الماء، مشيرا إلى أن الماء سوف يكون حارا في البداية إلا أنه لا يلبث أن يعود لحالته الطبيعية بمجرد أن يخمد نشاط البركان.
وشدد العوفي على أهمية الاحتراز من استخدام تلك المياه الجوفية حتى تتم معاينتها من قبل الخبراء والتأكد كذلك من خلوها من العناصر السامة حيث إن الاحتمالات واسعة لامتزاجها في باطن الأرض مع الأبخرة الدخانية الكثيفة والسامة وعادة ما يكون ذلك –بحسب قوله- عبر لجان متخصصة علمية تكون تابعة لهيئة المساحة الجيولوجية وغيرها من مراكز علمية.
أبخرة كثيفة
وعن سبب حدوث الهزات الارتدادية التي حصلت بينبع والمدينة وأملج وتبوك وخيبر وعدد من المناطق قال الباحث إنها ناتجة عن وصول الأبخرة الكثيفة المتدافعة عبر الممرات الجوفية في باطن الأرض إلى التجاويف المغلقة في هذه المناطق ومن خلال تفتيح هذه التجاويف المغلقة وعدم قدرة هذه التجاويف على احتواء هذه الكمية الكبيرة المتدافعة للأبخرة باستمرار التزايد من المنبع يؤدي إلى حصول هذه الهزات في هذه المناطق البعيدة.
وعن مدى خطورة هذه الهزات الارتدادية قال الباحث إن القضية ترجع إلى قدرة مقاومة الطبقة الأرضية التي تعلو التجاويف المليئة بالمادة المحركة حيث إنه كلما ازدادت صلابة الأرض ومقاومتها للضغط بحث البخار المنبعث من البركان في باطن الأرض من مناطق أقل صلابة وأقل مقاومة ليحدث فيها بدرجات متفاوتة وتوقع العوفي فيما لو لم يجد البخار منافذ كثيرة حدوث -لا سمح الله- هزة قوية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
وأشار إلى أنه عرف عبر ما تركه العلماء المتخصصين أن المناطق الرملية غير الجبلية وغير الصخرية والتي تكثر فيها حفر الآبار يندر حدوث الزلازل بهذا الشكل حيث تسمح بشكل كبير لمرور الأبخرة عبر مسمات الأرض إلى سطحها، أما الصخرية فتحتبس فيها الأبخرة وكلما زاد الفاعل المنتج للبخار زادت أمكانية حدوث الزلازل.
وذكر المزارع محمد العنيني أن منسوب المياه في الآبار التي يملكها كانت ضعيفة لكن بعد تزايد الهزات وارتجاج الأرض لاحظ زيادة كميات المياه بالآبار إلا أنه قال إنها كانت حارة ، وقال المزارع أحمد من الجنسية المصرية في قرية القراصة والذي قال إنه من المعروف أن عشرات الآبار بالقراصة هلكت منذ عشرات السنوات الماضية بحسب ما سمعه من عدد كبير من أصحاب تلك المزارع مما دفعهم لتركها ، لكن مع تزايد الهزات الأرضية-بحسب قوله- حدثت تغيرات بالآبار وتسببت تلك الاهتزازات بارتفاع ملحوظ في منسوب المياه بالآبار على غير العادة وهذا يعد فأل خير –بحسب وصفه- على المنطقة والعيص نظرا لشهرتها منذ عقود طويلة
لأنها تنتج أجود أنواع التمور بالمملكة ومنها يسمى كذلك ببرني العيص حيث تشتهر منذ عقود بوفرة المياه وكثرة العيون.
معاينة ميدانية
في غضون ذلك، طالب الباحث في مجال البراكين والزلازل والعلوم الطبيعية عبدالسلام بن علي العوفي بعد قراءة متأنية ومعاينة ميدانية لعدد من المواقع البركانية الهامدة بالمدينة وغيرها من المناطق بحفر عدد واسع من الآبار العميقة جدا وذلك لتخفيف حدة الزلاذل أو منع حدوثها وذلك لتكون هذه الآبار متنفسا تخرج عبره المادة المحركة للأرض.
وأضاف أن حفر الآبار في مثل هذه الحالة أجمع عليه علماء منهم جالينوس وابن سيناء، لافتا إلى جدوى هذه الطريقة ، داعيا إلى تنفيذها عن طريق المعدات الحديثة ذات الجودة العالية.
واستغرب الباحث سكوت الوسط العلمي حتى هذه اللحظة على وجه الخصوص وغيابه عن مثل هذه الحلول المنطقية والتي يعرفها صاحب كل دارية في هذا الباب، حسب قوله. وقال إنها تتم بوضع أنبوب عامودي يحتوي على ثقوب متعددة بطول الأنبوب بحيث تسمح تلك الثقوب بتنفيس الهواء الذي يمر بها في باطن الأرض ومن ثم المساعدة على إخراجه إلى خارج البئر باتجاه الفضاء الخارجي مشيرا إلى أن مسألة الضرر الذي تخرج عبر هذا الهواء أقل بكثير من حالة خروجه دفعة واحدة فيما لو انفجر البركان-لاسمح الله- .
وأشار إلى أن خطورة تسمم الهواء تعتمد أساسا على نوع المواد المعدنية التي صدر عنها الدخان خصوصا أن بعض المعادن تعتبر من النوع السام كما وصف الخبراء
المدينة المنورة، العيص: خالد الجهني، مخلد الحافظي
لاحظ عدد من أصحاب المزارع بمحافظة العيص بقريتي القراصة والفرع ارتفاعا ملحوظ في منسوب مياه آبار مزارعهم نتيجة تعرض منطقة العيص للاهتزازات الأرضية، التي تسببت بحدوث تشققات داخل الأرض، فيما دعا باحث في مجال البراكين والزلازل إلى تنفيس الثوران البركاني بحفر آبار عميقة.
وتأتي هذه التغيرات التي طرأت على الآبار بعد جفاف لازم المحافظة والقرى والهجر التابعة لها منذ أكثر من 30 عاما نضبت على إثره مئات الآبار وماتت الآلاف من أشجار النخيل.
وكان الباحث في مجال البراكين والزلازل والعلوم الطبيعية عبدالسلام بن علي العوفي قد توقع في حديث مع "الوطن" أن تساهم الهزات المتوالية على مركز العيص حاليا في زيادة منسوب المياه الجوفية في المناطق التي مر بها الزلزال وكذلك المسافات البعيدة عنه. وأكد أن ذلك ناتج عن تدافع الغازات والأبخرة حيث تعمل تلك الغازات على فتح التجاويف المغلقة منذ سنين نتيجة خلوها من الماء، مشيرا إلى أن الماء سوف يكون حارا في البداية إلا أنه لا يلبث أن يعود لحالته الطبيعية بمجرد أن يخمد نشاط البركان.
وشدد العوفي على أهمية الاحتراز من استخدام تلك المياه الجوفية حتى تتم معاينتها من قبل الخبراء والتأكد كذلك من خلوها من العناصر السامة حيث إن الاحتمالات واسعة لامتزاجها في باطن الأرض مع الأبخرة الدخانية الكثيفة والسامة وعادة ما يكون ذلك –بحسب قوله- عبر لجان متخصصة علمية تكون تابعة لهيئة المساحة الجيولوجية وغيرها من مراكز علمية.
أبخرة كثيفة
وعن سبب حدوث الهزات الارتدادية التي حصلت بينبع والمدينة وأملج وتبوك وخيبر وعدد من المناطق قال الباحث إنها ناتجة عن وصول الأبخرة الكثيفة المتدافعة عبر الممرات الجوفية في باطن الأرض إلى التجاويف المغلقة في هذه المناطق ومن خلال تفتيح هذه التجاويف المغلقة وعدم قدرة هذه التجاويف على احتواء هذه الكمية الكبيرة المتدافعة للأبخرة باستمرار التزايد من المنبع يؤدي إلى حصول هذه الهزات في هذه المناطق البعيدة.
وعن مدى خطورة هذه الهزات الارتدادية قال الباحث إن القضية ترجع إلى قدرة مقاومة الطبقة الأرضية التي تعلو التجاويف المليئة بالمادة المحركة حيث إنه كلما ازدادت صلابة الأرض ومقاومتها للضغط بحث البخار المنبعث من البركان في باطن الأرض من مناطق أقل صلابة وأقل مقاومة ليحدث فيها بدرجات متفاوتة وتوقع العوفي فيما لو لم يجد البخار منافذ كثيرة حدوث -لا سمح الله- هزة قوية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
وأشار إلى أنه عرف عبر ما تركه العلماء المتخصصين أن المناطق الرملية غير الجبلية وغير الصخرية والتي تكثر فيها حفر الآبار يندر حدوث الزلازل بهذا الشكل حيث تسمح بشكل كبير لمرور الأبخرة عبر مسمات الأرض إلى سطحها، أما الصخرية فتحتبس فيها الأبخرة وكلما زاد الفاعل المنتج للبخار زادت أمكانية حدوث الزلازل.
وذكر المزارع محمد العنيني أن منسوب المياه في الآبار التي يملكها كانت ضعيفة لكن بعد تزايد الهزات وارتجاج الأرض لاحظ زيادة كميات المياه بالآبار إلا أنه قال إنها كانت حارة ، وقال المزارع أحمد من الجنسية المصرية في قرية القراصة والذي قال إنه من المعروف أن عشرات الآبار بالقراصة هلكت منذ عشرات السنوات الماضية بحسب ما سمعه من عدد كبير من أصحاب تلك المزارع مما دفعهم لتركها ، لكن مع تزايد الهزات الأرضية-بحسب قوله- حدثت تغيرات بالآبار وتسببت تلك الاهتزازات بارتفاع ملحوظ في منسوب المياه بالآبار على غير العادة وهذا يعد فأل خير –بحسب وصفه- على المنطقة والعيص نظرا لشهرتها منذ عقود طويلة
لأنها تنتج أجود أنواع التمور بالمملكة ومنها يسمى كذلك ببرني العيص حيث تشتهر منذ عقود بوفرة المياه وكثرة العيون.
معاينة ميدانية
في غضون ذلك، طالب الباحث في مجال البراكين والزلازل والعلوم الطبيعية عبدالسلام بن علي العوفي بعد قراءة متأنية ومعاينة ميدانية لعدد من المواقع البركانية الهامدة بالمدينة وغيرها من المناطق بحفر عدد واسع من الآبار العميقة جدا وذلك لتخفيف حدة الزلاذل أو منع حدوثها وذلك لتكون هذه الآبار متنفسا تخرج عبره المادة المحركة للأرض.
وأضاف أن حفر الآبار في مثل هذه الحالة أجمع عليه علماء منهم جالينوس وابن سيناء، لافتا إلى جدوى هذه الطريقة ، داعيا إلى تنفيذها عن طريق المعدات الحديثة ذات الجودة العالية.
واستغرب الباحث سكوت الوسط العلمي حتى هذه اللحظة على وجه الخصوص وغيابه عن مثل هذه الحلول المنطقية والتي يعرفها صاحب كل دارية في هذا الباب، حسب قوله. وقال إنها تتم بوضع أنبوب عامودي يحتوي على ثقوب متعددة بطول الأنبوب بحيث تسمح تلك الثقوب بتنفيس الهواء الذي يمر بها في باطن الأرض ومن ثم المساعدة على إخراجه إلى خارج البئر باتجاه الفضاء الخارجي مشيرا إلى أن مسألة الضرر الذي تخرج عبر هذا الهواء أقل بكثير من حالة خروجه دفعة واحدة فيما لو انفجر البركان-لاسمح الله- .
وأشار إلى أن خطورة تسمم الهواء تعتمد أساسا على نوع المواد المعدنية التي صدر عنها الدخان خصوصا أن بعض المعادن تعتبر من النوع السام كما وصف الخبراء