المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلق في عيون الأطفال.. ورائحة الكبريت في بلاغات المواطنين



جوال ينبع
14-05-2009, 10:08 AM
العيص: قلق في عيون الأطفال.. ورائحة الكبريت في بلاغات المواطنين


علي الحربي، خالد الشلاحي ـ العيص
كنت أعتقد وزملائي ونحن في اتجاهنا إلى العيص، أننا حينما نشعر بالهزة الأرضية، أو نسمع أصوات التحركات البركانية من حولنا، فإن وصفنا للوضع سيكون أكثر تأثيراً، وواقعية، لأنك عندما تعيش الحدث وترويه، فإن المسألة تختلف تماما عن وصفه لك، وبغض النظر عن حجم المشكلة في العيص، ورغم تهيئة وحشد جميع الإمكانيات من جميع الأجهزة ذات العلاقة، إلا أن حالة المجتمع من خلال جولتنا كان فيها شيء من الغرابة، حيث يمكنك أن تشعر بحجم ما يعانونه من توتر واضح، وأنت تقرأ تعابير وجوههم، أو عندما تدخل بين سطور أحاديثهم.
استعدادات ولكن
رغم الاستعدادات الهائلة التي شاهدناها هناك والتي لاحظها الأهالي، ورغم أنها من الطبيعي أن تبعث الهدوء في نفوسهم، إلا أن هذه الحشود على مايبدو، زادت من استشعار السكان من أن هناك مشكلة غير معلنة، الدفاع المدني استعان بـ 10 مساحين من منسوبي الدفاع المدني وصلوا أخيراً إلى المركز لمتابعة التطورات ومشاركة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في الرصد والمتابعة، كما أنه لا يغفل أي بلاغ إلا وتعامل معه بجدية تامة على مدار الساعة، شاهدنا أحد المواطنين يتقدم ببلاغ أثناء تواجدنا في مقرهم، بأنه شعر قبل يومين بهزه، وشم رائحة أكد لهم أنها كرائحة الغاز، وسأله أحدهم: كرائحة الكبريت؟ فسارع على الفور (ايوه.. زي الكبريت)، وسأله الآخر: كرائحة البيض الفاسد؟ فسارع أيضاً (ايوه.. زي البيض الفاسد)! فأرسلوا فوراً فرقة مجهزة لاستكشاف الأمر، والغريب أنهم طلبوا منه التوجه إلى منزله وأنهم سيلحقون به، فسألنا العقيد زهير سيبيه، إن كانوا يعرفون موقعه، فأجاب بهدوئه المعروف وابتسامته المتحفظة: إنه البلاغ الثالث في أقل من أسبوع من نفس الشخص.
لكن، ورغم الاستعدادات والتوعية في المدارس وغيرها من الدفاع المدني، إلا أن الحالة العامة التي يعيشها الأهالي هناك تشعر وكأنها مضطربة، رأينا في عيون من يدعي أن الأمور هادئة غير ذلك، فتسأل نفسك: هل العم (سالم) الذي استجاب (حسب قوله) لرغبة أحفاده بالتوجه إلى (ينبع) ثم العودة في اليوم التالي تلبية لرغبتهم أيضاً، هل كان يعني ذلك فعلاً؟.
لا يوجد «رادو»
رجل كبير في السن تجاوز الثمانين من عمره، لم يذكر لي اسمه، ظناً منه أنني من جهة حكومية! ولم يقتنع بفكرة إنني صحفي، فالرجل لا يهمه في النهاية إلا أن لا أذكر اسمه، سألته كم مرة شعرت بالزلازل فأجاب: (ما عندي لا رادو (أي راديو) ولا تلفزيون، أسمع مع الناس إنه في زلزال، وأنا ما أعلم عنه شيئا، لكن يقولون إنه كل نهار أشد من النهار اللي قدامه).
الهروب للشارع
أطفالهم عاشوا الحزن والقلق النفسي مثلهم مثل الكبار تماما ، و(ليان) لا تعلم أين تذهب عندما سمعت رعد الأرض (هكذا يطلق الأطفال على أصوات الحشود الزلزالية في العيص)، فأينما يذهب عبدالعزيز الأخ الأكبر لها (5سنوات) تتبعه (ليان) ذات الـ(3 سنوات) لا تعرف حتى أن أباها قد رحل عن الدنيا في حادث مروري قبل 6 أشهر تقريباً أثناء توجهه إلى جدة لحضور تصفيات برنامج (شاعر المليون)، فهي مازالت تسأل عنه، ف(رجفة الخوف) فقط هو القاسم المشترك في قلبها حينما تسأل عن والدها أو تسمع صوت (رعد الأرض) حتى تكاد تقسم أنك شعرت بتلك الرجفة من خوفها.
أما عبدالعزيز فليس له من سبيل إلا اللجوء إلى جده (صالح) أو الخروج للشارع إن لم يكن جده في المنزل.
وما بين الهروب أو البقاء، يعيش البعض حالة من القلق الداخلي حتى وإن (كابر) البعض بأن التوجه إلى ينبع، كان بسبب رغبة الأطفال، إلا أنها ظاهرة في الوجوه.. فالشيخ (صالح) ذهب هناك تلبية لرغبة الأطفال وعاد في اليوم الثاني تلبية لرغبتهم أيضاً!.
المشاريع مستمرة
وكنت أتوقع انعكاس ما قاله رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب حول أهمية التأقلم مع الوضع في هذه المنطقة من حيث تغيير اشتراطات البناء في هذه المنطقة بالذات، باعتبارها مهددة دائماً بالهزات الأرضية، إلا أن رئيس المجمع القروي في العيص مدني محمود الجهني، لم يصله أي توجيه من هذا النوع، وأكد أن الاشتراطات الحالية كافية للحد من أي كوارث من تلك الهزات.
ورغم حالة الهدوء التي تسود العيص، إلا أننا شاهدنا بعض المشاريع الحكومية يتم العمل فيها، والتي توقع كثيرون أنها قد تتأثر بالتوقف أو التأجيل، لكن رئيس المجمع أكد لنا عكس ذلك.
وقال (مشاريعنا في كافة قرى العيص يجري تنفيذها وفقاً لمراحل التنفيذ المخطط لها، ولم يتم وقف العمل في أي مشروع)، وأضاف: لدينا عدة مشاريع بتكلفة إجمالية قدرها 12 مليون ريال في العيص والقرى والهجر التابعة لها، من ضمنها حديقتان ومشاريع سفلتة وإنارة بتكلفة ستة ملايين ريال ومشاريع درء أخطار السيول، وأضاف: طلبنا تعزيزات من أمانة المدينة المنورة وتمت الموافقة على إرسالها للعيص في ظل الظروف الراهنة واستمرار الهزات الأرضية، وتشمل ما يقارب 40 آلية ومعدات ثقيلة وبلدوزرات ورافعات وسيارات إسعاف خاصة بالمجمع القروي وسيارات صغيرة.
في العيص
في العيص تجد من يبتسم لك لكي لا يكسر خاطر الضيف وفي داخله تقرأ الحزن.
تجد من يودعك ولا يريدك أن ترحل، ومن ينهي اللقاء ليلتقي بآخر لديه معلومات أكثر منك، ومن يشد على يد الصحافي ليقول له بصراحة ماذا يحدث فعلاً، وهل الخطر حقيقي ولماذا كل هذه الحشود، هكذا خرجنا.

فرحان سرحان
14-05-2009, 11:30 AM
اللهم ارحمنا برحمتك

ورد الجناين
14-05-2009, 12:12 PM
اللهم احفظ العيص وسكانه من كل مكروه

شكراً استاذي القدير على الافاده
والله يكون في عونهم والله الاطفال هم الضحايه

بنت الماضي والحاضر
14-05-2009, 12:27 PM
اللهم احفظ العيص وسكانه من كل مكروه

بنت الماضي والحاضر
14-05-2009, 12:37 PM
اللهم احفظ العيص وسكانه من كل مكروه