عاشق حزن
18-04-2009, 12:00 AM
تحدثنا في العدد السابق عن بحر ( الصخري ) , وهو أحد بحور الشعر النبطي , والذي يعد الأقدم في البحور النبطية بعد البحر الهلالي , وكان حديثنا عن تسمية هذا البحر بالصخري , وكيف جاءت هذه التسمية للغة , مع إزالة ما قد وقر في أذهان العامة من أن هذا البحر قد سُمي بالصخري نسبة إلى قبيلة صخر إحدى قبائل بادية الشام .
وسوف نكمل في هذا العدد حديثنا المموسق عن البحر الصخري متطرقين إلى طريقة نظم القصيدة على هذا البحر تدرجا من قدماء الشعراء حتى وقتنا الحاضر .
طريقة نظم القصيدة الصخرية
أولا: ينظم الصخري في أغلب الأوقات مهمل القافية الأولى في صدر البيت الأول , مربوط القافية الثانية في عجز البيت ,,, وعلى هذه الطريقة سار قدماء شعراء النبط وقلدهم من جاء بعدهم , وخير مثال على هذه الطريقة في النظم قول بركات الشريف يرحمه الله واصفا فرسه النجيبة :
يقوله إبركات والذي له = جوادٍ ما تدنا للمبيعه
قصيرٍ قينها وافٍ جماها = كبيرة راس صهوتها رفيعه
لها صدرٍ وسيع الشبح رحب = منفجة حواجبها تليعه
وحاركها كما ذيب موايق = على الرعيان ضاري للفديعه
ثانيا : أُدخل بعد ذلك على البحر الصخري شيء من التهذيب , فأصبح الشعراء يأخذون بالتصريع فيربطون صدر وعجز البيت الأول بقافية واحدة ثم يهملون قافية الصدر في بقية أبيات القصيدة , موحدين قافية العجز في أبياتها فقط ,, وذلك سيرا على النهج الهلالي في النظم وإدخالا لمسحة جمالية في طريقة نظم القصيدة , كقول مشعان بن هذال في قصيدة له صخرية :
ألا دنوا دواتي مع قلامي = ابكتب ما طرالي من كلامي
بيوتٍ كنهن نظم الزمرد = أو الياقوت زاهي بالنظامي
بيوتٍ ما تولف في سفاهٍ = ولا شوقٍ زها لبس الزمامي
بكيت رجال واجوادٍ شيوخ = مع اسلاف يقدون الجهامي
ثالثا : بقي الصخري ينظم على هذه الطريقة حتى ظهور شعراء النبط المجددين أمثال ابن لعبون , فأخلوا على هذا البحر تطويرا ملموسا وأضافوا إليه إضافات أثرته , فنظموه على قافيتين بعد أن كان ينظم على قافية واحدة كقول ابن لعبون من قصيدة له صخرية أسبغ عليها لمسات لعبونية مميزة :
سقى غيث الحيا مزنٍ تهاما = على قبرٍ بتلعات الحجازي
يعط إبه البختري والخزاما = وترتع فيه طفلات الجوازي
وغنت راعبيات الحماما = على ذيك المشاريف النوازي
رابعا : وقد أُدخل على القصيدة الصخرية تطوير آخر وهو ربط نهاية القصيدة الصخرية في بدايتها , كقول ابن لعبون في نهاية قصيدته السالفة الذكر وهي :
سقى غيث الحيا مزنٍ تهاما = على قبرٍ بتلعات الحجازي
فقد ختم ابن لعبون هذه القصيدة بما بدأ به بدليل أن عجز البيت الأول وعجز البيت الأخير هو ( على قبرٍ بتلعات الحجازي ) فهو يقول :
أباح الله يا من بالملاما = يسلم يوم ترزاه الروازي
وصلاة الله ربي والسلاما = على قبرٍ بتلعات الحجازي
بقلم / وحيد السعودية
مجلة الصدى
السنة الثانية – العدد التاسع والسبعون
الأحد 1 إكتوبر ( تشرين أول ) 2000م
زاوية / من على الشداد
والعدد موجود لدي
تحيتي للجميع
عاشق حزن
وسوف نكمل في هذا العدد حديثنا المموسق عن البحر الصخري متطرقين إلى طريقة نظم القصيدة على هذا البحر تدرجا من قدماء الشعراء حتى وقتنا الحاضر .
طريقة نظم القصيدة الصخرية
أولا: ينظم الصخري في أغلب الأوقات مهمل القافية الأولى في صدر البيت الأول , مربوط القافية الثانية في عجز البيت ,,, وعلى هذه الطريقة سار قدماء شعراء النبط وقلدهم من جاء بعدهم , وخير مثال على هذه الطريقة في النظم قول بركات الشريف يرحمه الله واصفا فرسه النجيبة :
يقوله إبركات والذي له = جوادٍ ما تدنا للمبيعه
قصيرٍ قينها وافٍ جماها = كبيرة راس صهوتها رفيعه
لها صدرٍ وسيع الشبح رحب = منفجة حواجبها تليعه
وحاركها كما ذيب موايق = على الرعيان ضاري للفديعه
ثانيا : أُدخل بعد ذلك على البحر الصخري شيء من التهذيب , فأصبح الشعراء يأخذون بالتصريع فيربطون صدر وعجز البيت الأول بقافية واحدة ثم يهملون قافية الصدر في بقية أبيات القصيدة , موحدين قافية العجز في أبياتها فقط ,, وذلك سيرا على النهج الهلالي في النظم وإدخالا لمسحة جمالية في طريقة نظم القصيدة , كقول مشعان بن هذال في قصيدة له صخرية :
ألا دنوا دواتي مع قلامي = ابكتب ما طرالي من كلامي
بيوتٍ كنهن نظم الزمرد = أو الياقوت زاهي بالنظامي
بيوتٍ ما تولف في سفاهٍ = ولا شوقٍ زها لبس الزمامي
بكيت رجال واجوادٍ شيوخ = مع اسلاف يقدون الجهامي
ثالثا : بقي الصخري ينظم على هذه الطريقة حتى ظهور شعراء النبط المجددين أمثال ابن لعبون , فأخلوا على هذا البحر تطويرا ملموسا وأضافوا إليه إضافات أثرته , فنظموه على قافيتين بعد أن كان ينظم على قافية واحدة كقول ابن لعبون من قصيدة له صخرية أسبغ عليها لمسات لعبونية مميزة :
سقى غيث الحيا مزنٍ تهاما = على قبرٍ بتلعات الحجازي
يعط إبه البختري والخزاما = وترتع فيه طفلات الجوازي
وغنت راعبيات الحماما = على ذيك المشاريف النوازي
رابعا : وقد أُدخل على القصيدة الصخرية تطوير آخر وهو ربط نهاية القصيدة الصخرية في بدايتها , كقول ابن لعبون في نهاية قصيدته السالفة الذكر وهي :
سقى غيث الحيا مزنٍ تهاما = على قبرٍ بتلعات الحجازي
فقد ختم ابن لعبون هذه القصيدة بما بدأ به بدليل أن عجز البيت الأول وعجز البيت الأخير هو ( على قبرٍ بتلعات الحجازي ) فهو يقول :
أباح الله يا من بالملاما = يسلم يوم ترزاه الروازي
وصلاة الله ربي والسلاما = على قبرٍ بتلعات الحجازي
بقلم / وحيد السعودية
مجلة الصدى
السنة الثانية – العدد التاسع والسبعون
الأحد 1 إكتوبر ( تشرين أول ) 2000م
زاوية / من على الشداد
والعدد موجود لدي
تحيتي للجميع
عاشق حزن