غيمة فرح
13-04-2009, 06:31 PM
أردت أن أعدّ مفاجأة لحفل المدرسة فرأيت أن أفضل ما يمكنني عمله هو دعوة (الضاد) لحضور فعاليات الاحتفال فتكون مفاجأة جميلة للمدرسة. وقمت بعمل الاتصالات اللازمة لأعرف عنوان الضاد فعلمت أنها غاضبة لما تلقاه من اضطهاد متعمد فى المجتمعات العربية بحيث أصبحت اللغة العامية هى المسيطرة على ألسنة العرب والمسلمين، فأصابها الإحباط واتخذت لنفسها خيمة صغيرة فى مكان سوق عكاظ القديم الخاوي تجتر ذكريات الماضي عندما كان هذا المكان هو عرس اللغة تتخذ فيه مكانتها اللائقة بها. فأرسلت إليها كتاباً أقول فيه:
يا ضاد يـا أم اللغـات ولا عجـب
هل تهجرين الناس فى أرض العرب
إنا أقمنا العُرْسَ كـى نُحيـى بـه
لغـة الفصاحـة بالقصائـد والأدب
فى واحةٍ للحـرف نحمِـى ضَادنـا
هيـا تعالـى للوليمـة والـطـرب
وقد جائنى من حامل الرسالة أنها هَشَّت وبَشَّت لهذه الدعوة واستعدت للسفر ،
وعندما وصلت أجابت غاضبة:
إنى أنا الضَّاد الفريد بيانهـا
أدبٌ وشعرٌ والفصيح لسانُها
أفسِح طريقى واعتذرْ إنِّى أنا
لغة الفصاحة والكتاب متونُها
ثم قالت:
بئس المواريث التى تنسى بها
لغة فيُنْسَى الدِّين فى أعقابهـا
ضيعتمـوا عربيـةًً وديانـةً
عودوا لِحصْنِى والجأوا لكتابها
فقلت نحن حماتها إن شاء الله ، لذلك نحن هنا ، هنا لقاءٌ لفرسانك يذودون عنك ،تعالى معى واسمعى لسان أصحابها.
ووصلنا لمقر الاحتفال.
وما أن دخلت إلى القاعة حتى هتفت:
سلامٌ عليكم حمـاة الديـار
ديار البلاغة أرض الفَخـار
ألبِّى نـداء دعانـى لرَبْـعٍ
فنعم النـداء لنعـم الديـار
تعالوا فإنى برفقة ضـادى
نحيى الجميع برَبْعَ الكبـار
فقولوا البَيَان بأفصح لفـظٍ
وهاتوا القصيد وحلو الثمار
سلام عليكم سيوف القريض
سأشهر سَيفى بتلك القِصار
وتهلل كل الموجودين فى القاعة من الشعراء والأدباء ، واجابها احد الحضور قائلاً:
أقيموا عرسَ واحتِنا بشعرٍ
بهِ التَّغريدُ من فرحٍ يطيـرُ
فيومُ الضَّادِ يدعوكم فلبـوا
بنثرِ الحرفِ وليأتِ السّميرُ
فابتسمت الضاد وسلمت عليها ، فتهللت الضاد وقالت الآن أشعر أنني لم مازلت حية فى هذا الزمان ، من هؤلاء الذين يقفون هناك وأشارت وقالت مرحبا ، فتقدم احد الشعراء وقال:
نحن قوم من بني ضاد لنا
رايةٌ , للحق , تغني نسبا
ونجوم في الدياجي زمـرٌ
كوكبٌ دريّ يرفو كوكبـا
كلما للمجد نؤتـى سببـا
نتبع العلياء منـا سببـا
موكبا للحب ما أكرمـه !
ينثرُ الوردَ هنا والذهبَـا
دمتِ في العلياء يا واحتنا
روضةً تُدْني الغدَ المُرْتَقَبَا
ها هو القلب يغني طرِبـا
عندما يسمع منكمْ:مرحبا
فدمعت الضاد وهتفت أنتم حقاً حماة كنوزى ، فإذا باحد الشعراء يقول:
في الواحةِ تلقى إخوتَنا
بالحُبِّ , رفاقاً بالكَـرمِ
وسَنبني مَجداً يا صَحبي
ونُجدِّدُ عَهـداً بالقِيـمِ
نَحمي لُغةَ الضّادِ العَرَبيْ
شعراً أو نَثراً وبالكَلِـمِ
الواحةُ بَيتي بلْ وَطَنـي
رَفرفْ خَفّاقاً يا عَلمـي
فَأقيموا فيهـا أفْراحـاً
تَعلو صَرحاً بينَ الأمَـمِ
فنظرت له الضاد بحنان شديد ،وأخذ الشعراء بيد الضاد إلى مقعد الصدارة فى القاعة وجلسوا جميعا ثم تقدم احد الشعراء وتلفت يمينا ويسارا ثم أشار بيده للضاد وقال:
لهذا الضاد سحرٌ في عيون
تقرُّ اليوم في بيـتٍ كريـمِ
بكم تزدان أشعـار ورثنـا
ونعم الإرثِ مـن أمٍّ رؤومِ
فيا أم اللغات شرُفتِ دهـرا
ًبذكر الله في الآي الحكيـم
كفاك الله فخراً فـي كتـابٍ
ووعداً من لدنهِ بأن تدومي
بك الآباء قد نضموا القوافي
و أبناءٌ بحرفهـم النضيـم
فتحركت الضاد فى مقعدها من الانتشاء والفرحة والقت عليه بوردة كانت بيدها.
وتقدم للمنصة شاعر منهمك بأوراق كثيرة فى يديه ومعلقات شعر فى حقيبة كبيره وتقدم للمنصة وترك كل ما معه ووقف يرتجل:
شاهدتها في ربا الإكـرام باسقـة
ندَّت أيادي الرضا حبـا روابيهـا
هيا أُخَيَّ فمـا للضـاد مـن أمـل
إلاكمـو عتـرة عـذراء تبنيهـا
ليت البيان بهمس الوجد يسعفنـي
شعر الألى صدقوا ، بالروح نفديها
كيف الأغاريد تبدو حيـن نعلنهـا
بنـت البلاغـة زفتهـا زواهينـا
وهنا وقفت الضاد تصفق ونادت على الشاعر فجاء لها مهرولاً فاحتضنته بحنان بالغ ، فقالت بارك الله بك بنى إجلس بجوارى فجلس.
وهنا هتف احد الشعراء من وسط القاعة وقال:
وذاكَ المسكُ أقسمُ لوْ تَبَاهَى
بحُبِّ اللهِ لانتـزعَ الوِسَامَـا
فلا متنٌ لوصْلِ الرُّوْح ِيَسْرِي
بنورِ الحقِّ إنْ عشِقَتْ حَرَامَا
ومنْ يمشي بنورِ الله دَرْبـاً
حريٌ أن ينالَ بـهِ المرَامَـا
وما أصْغيتُ للشَّيطانِ سَمْعـاَ
وقد أصغى لأشعاري احترَامَا
فيامنْ قدْ أتيتَ اليومَ تشـدوْ
بنعمة ِخالقي حِكَمَـاً كِرَامَـا
رأيتُ بنشوةِ الإيمان ِ نسْرَاً
علا بالدِّين ِ يمتشقُ الحُسَامَا
ليجعلَ واحة َ الإيمان ِ قلبَـاً
لأهـلِ الله ترفعُهُـم ْمقامَـا
وصاح من الخلف الشاعر خادم الفصحى :
يا واحة الخير ماللشعر يعصيني
وينتحي جانبا عني ، فيدمينـي؟
ولم يكبل مسيري غير مصطنع
من المعاذير بالأشواق يكوينـي
وهل أصوغ لك الأعذار واهيـة
تعيدني مثل طير ثَمَّ مسجـون؟
ماذا أقدم والأشـواق تحملنـي
على جناح كسير الخفق يرديني؟
يكاد يحرمني الأنسام وهي على
ربى ضحوك إلى اللقيا تنادينـي
فلتقبلى مقة مني إليـك ؛ فمـا
عندي سواها إذا قلت ملايينـى
فوقفت الضاد تصفق واتجهت إليه وسلمت عليه فدمعت عيناه وكل الحضور يصفق ويهلل.
م . ن
يا ضاد يـا أم اللغـات ولا عجـب
هل تهجرين الناس فى أرض العرب
إنا أقمنا العُرْسَ كـى نُحيـى بـه
لغـة الفصاحـة بالقصائـد والأدب
فى واحةٍ للحـرف نحمِـى ضَادنـا
هيـا تعالـى للوليمـة والـطـرب
وقد جائنى من حامل الرسالة أنها هَشَّت وبَشَّت لهذه الدعوة واستعدت للسفر ،
وعندما وصلت أجابت غاضبة:
إنى أنا الضَّاد الفريد بيانهـا
أدبٌ وشعرٌ والفصيح لسانُها
أفسِح طريقى واعتذرْ إنِّى أنا
لغة الفصاحة والكتاب متونُها
ثم قالت:
بئس المواريث التى تنسى بها
لغة فيُنْسَى الدِّين فى أعقابهـا
ضيعتمـوا عربيـةًً وديانـةً
عودوا لِحصْنِى والجأوا لكتابها
فقلت نحن حماتها إن شاء الله ، لذلك نحن هنا ، هنا لقاءٌ لفرسانك يذودون عنك ،تعالى معى واسمعى لسان أصحابها.
ووصلنا لمقر الاحتفال.
وما أن دخلت إلى القاعة حتى هتفت:
سلامٌ عليكم حمـاة الديـار
ديار البلاغة أرض الفَخـار
ألبِّى نـداء دعانـى لرَبْـعٍ
فنعم النـداء لنعـم الديـار
تعالوا فإنى برفقة ضـادى
نحيى الجميع برَبْعَ الكبـار
فقولوا البَيَان بأفصح لفـظٍ
وهاتوا القصيد وحلو الثمار
سلام عليكم سيوف القريض
سأشهر سَيفى بتلك القِصار
وتهلل كل الموجودين فى القاعة من الشعراء والأدباء ، واجابها احد الحضور قائلاً:
أقيموا عرسَ واحتِنا بشعرٍ
بهِ التَّغريدُ من فرحٍ يطيـرُ
فيومُ الضَّادِ يدعوكم فلبـوا
بنثرِ الحرفِ وليأتِ السّميرُ
فابتسمت الضاد وسلمت عليها ، فتهللت الضاد وقالت الآن أشعر أنني لم مازلت حية فى هذا الزمان ، من هؤلاء الذين يقفون هناك وأشارت وقالت مرحبا ، فتقدم احد الشعراء وقال:
نحن قوم من بني ضاد لنا
رايةٌ , للحق , تغني نسبا
ونجوم في الدياجي زمـرٌ
كوكبٌ دريّ يرفو كوكبـا
كلما للمجد نؤتـى سببـا
نتبع العلياء منـا سببـا
موكبا للحب ما أكرمـه !
ينثرُ الوردَ هنا والذهبَـا
دمتِ في العلياء يا واحتنا
روضةً تُدْني الغدَ المُرْتَقَبَا
ها هو القلب يغني طرِبـا
عندما يسمع منكمْ:مرحبا
فدمعت الضاد وهتفت أنتم حقاً حماة كنوزى ، فإذا باحد الشعراء يقول:
في الواحةِ تلقى إخوتَنا
بالحُبِّ , رفاقاً بالكَـرمِ
وسَنبني مَجداً يا صَحبي
ونُجدِّدُ عَهـداً بالقِيـمِ
نَحمي لُغةَ الضّادِ العَرَبيْ
شعراً أو نَثراً وبالكَلِـمِ
الواحةُ بَيتي بلْ وَطَنـي
رَفرفْ خَفّاقاً يا عَلمـي
فَأقيموا فيهـا أفْراحـاً
تَعلو صَرحاً بينَ الأمَـمِ
فنظرت له الضاد بحنان شديد ،وأخذ الشعراء بيد الضاد إلى مقعد الصدارة فى القاعة وجلسوا جميعا ثم تقدم احد الشعراء وتلفت يمينا ويسارا ثم أشار بيده للضاد وقال:
لهذا الضاد سحرٌ في عيون
تقرُّ اليوم في بيـتٍ كريـمِ
بكم تزدان أشعـار ورثنـا
ونعم الإرثِ مـن أمٍّ رؤومِ
فيا أم اللغات شرُفتِ دهـرا
ًبذكر الله في الآي الحكيـم
كفاك الله فخراً فـي كتـابٍ
ووعداً من لدنهِ بأن تدومي
بك الآباء قد نضموا القوافي
و أبناءٌ بحرفهـم النضيـم
فتحركت الضاد فى مقعدها من الانتشاء والفرحة والقت عليه بوردة كانت بيدها.
وتقدم للمنصة شاعر منهمك بأوراق كثيرة فى يديه ومعلقات شعر فى حقيبة كبيره وتقدم للمنصة وترك كل ما معه ووقف يرتجل:
شاهدتها في ربا الإكـرام باسقـة
ندَّت أيادي الرضا حبـا روابيهـا
هيا أُخَيَّ فمـا للضـاد مـن أمـل
إلاكمـو عتـرة عـذراء تبنيهـا
ليت البيان بهمس الوجد يسعفنـي
شعر الألى صدقوا ، بالروح نفديها
كيف الأغاريد تبدو حيـن نعلنهـا
بنـت البلاغـة زفتهـا زواهينـا
وهنا وقفت الضاد تصفق ونادت على الشاعر فجاء لها مهرولاً فاحتضنته بحنان بالغ ، فقالت بارك الله بك بنى إجلس بجوارى فجلس.
وهنا هتف احد الشعراء من وسط القاعة وقال:
وذاكَ المسكُ أقسمُ لوْ تَبَاهَى
بحُبِّ اللهِ لانتـزعَ الوِسَامَـا
فلا متنٌ لوصْلِ الرُّوْح ِيَسْرِي
بنورِ الحقِّ إنْ عشِقَتْ حَرَامَا
ومنْ يمشي بنورِ الله دَرْبـاً
حريٌ أن ينالَ بـهِ المرَامَـا
وما أصْغيتُ للشَّيطانِ سَمْعـاَ
وقد أصغى لأشعاري احترَامَا
فيامنْ قدْ أتيتَ اليومَ تشـدوْ
بنعمة ِخالقي حِكَمَـاً كِرَامَـا
رأيتُ بنشوةِ الإيمان ِ نسْرَاً
علا بالدِّين ِ يمتشقُ الحُسَامَا
ليجعلَ واحة َ الإيمان ِ قلبَـاً
لأهـلِ الله ترفعُهُـم ْمقامَـا
وصاح من الخلف الشاعر خادم الفصحى :
يا واحة الخير ماللشعر يعصيني
وينتحي جانبا عني ، فيدمينـي؟
ولم يكبل مسيري غير مصطنع
من المعاذير بالأشواق يكوينـي
وهل أصوغ لك الأعذار واهيـة
تعيدني مثل طير ثَمَّ مسجـون؟
ماذا أقدم والأشـواق تحملنـي
على جناح كسير الخفق يرديني؟
يكاد يحرمني الأنسام وهي على
ربى ضحوك إلى اللقيا تنادينـي
فلتقبلى مقة مني إليـك ؛ فمـا
عندي سواها إذا قلت ملايينـى
فوقفت الضاد تصفق واتجهت إليه وسلمت عليه فدمعت عيناه وكل الحضور يصفق ويهلل.
م . ن