المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترميم سوق الليل يستعيد أهازيج باعة الحوت الناشف



بيروت
11-04-2009, 08:59 AM
ينبع: أحمد العمري

سيعود سليمان الغميري أقدم بائع للحوت الناشف في ينبع إلى محله القديم في سوق الليل الذي يحتضن دكانه المتهدم لمزاولة مهنته القديمة التي أحبها وأحبته بعد أن قامت الهيئة العليا للسياحة والآثار بترميم السوق الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل 100 عام. ومع عودة الغميري ستعود صيحاته وأهازيجه لتخترق سكون المكان على الرغم من اختلاف الزمان وهو ينادي على الزبائن ليعرض بضاعته من الحوت الناشف، ولكن الغميري لن يعود بمفرده إلى دكانه المتواضع في السوق بل سيكون برفقته أصدقاء المهنة الذين تقاسم معهم لقمة العيش وعاصروا الحياة حلوها ومرها على مدى 70 عاماً مضت، فهناك محمد المتخصص في بيع السمك الناشف والبصر والزرنباك، ولطفي بائع المنتجات الغذائية كالسمن والعسل والتمر وأدوات الصيد البحرية.
يقول سليمان الغميري وهو يستعد للانتقال لدكانه المرمم: سوق الليل من أشهر الأسواق الشعبية في ينبع، ومنذ ما يقارب عشرين سنة هجره أصحاب الدكاكين لركود العمل وظروف أخرى فتهدمت بعض أجزائه، وطال الخراب أركانه فأنتقل أصحاب السوق إلى محال قريبة منه لكي لا يفقدوا زبائنهم ولاعتيادهم على منظر البحر أمامهم وصيحات القادمين من رحلات الصيد والغوص تملأ أسماعهم قبل أن تصل إلى قلوبهم.
ولاستعادة ذلك الزمن الجميل سعت الهيئة العليا للسياحة والآثار بالتعاون مع الهيئة الملكية بينبع ولجنة أصدقاء التراث إلى إجراء دراسات ووضع الرسومات التصورية لما كان عليه السوق في السابق تمهيداً لإجراء أعمال ترميم واسعة أنجز 90% منها تمهيداً لافتتاحه قريبا. وقال رئيس لجنة أصدقاء التراث بينبع عواد الصبحي لـ "الوطن": تم ترميم جزء من سوق الليل (22 دكانا) وأدخل التيار الكهربائي، وروعي في الترميم الحفاظ وبشدة على النمط والهوية القديمة للسوق من الداخل والخارج مثل الأبواب والشبابيك والمصطبة التي توضع أمام المحل ليجلس عليها الزبائن، حيث لجأ المقاول إلى استخدام أدوات قديمة مشابهة لأدوات البناء القديمة . وعن مراحل ترميم السوق قال الصبحي إن الهيئة الملكية بينبع قطعت مشواراً طويلاً في أعمال الترميم وإعادة بنائه من أساساته القديمة وأرسل رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان فريقا من الهيئة لمتابعة سير العمل لإزالة إي عقبة تعترضه.
وعن سبب ترميم سوق الليل القديم بينبع قال الصبحي: سوق الليل يقع ضمن المنطقة التاريخية بينبع التي تحتوي على مبان أثرية قديمة يعود بعضها لأكثر من 100 عام ما زالت قائمة حتى الآن، وقد حافظ بعضها على تماسكه، مما جعلها محط اهتمام الدارسين، كما أن المنطقة التاريخية تقع في وسط البلد، وهو ما يسهل على الجميع زيارتها متى شاؤوا، وبها مبان كثيرة ذات طراز إسلامي، تزينها الرواشين والأبواب، وتتميز بخصائص الفن المعماري المحلي.كما أن حي الصور يحتوي على أقدم المباني، وهو ما يعرف بمبنى (الشونة)، الذي كان يستخدم لتخزين المواد الغذائية.
وكان محافظ ينبع إبراهيم السلطان قد تفقد مؤخرا سير أعمال الترميم ووقف مع رئيس وأعضاء لجنة التراث على مراحل المشروع ووعد محافظ ينبع بتقديم الدعم اللازم لمشروع الترميم والذي يبرز هوية سوق الليل القديمة باعتباره أحد المعالم البارزة وكونه واجهة حضارية وجزءاً مهماً من الهوية الثقافية والحضارية للمحافظة، لما يحتويه من تراث ثقافي ومعماري متميز مما يجعل منطقة سوق الليل القديمة وجهة سياحية طوال العام.

http://www.alwatan.com.sa/news/newsPrinting.asp?issueno=3116&id=97358