المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو سفيان لو سمحت ،، ما صحة هذا البيت ،، لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها



أبو زهرة
26-01-2009, 11:35 AM
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْـلِـهَـا=ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجـالِ تَـضـيقُ

سمعت مناقشة حصلت حول هذا البيت
أو بالتحديد حول كلمة أخلاق في الشطر الثاني
البعض يقول إن البيت كما هو بعاليه
والبعض يقول :
ولكن أحلام الرجال تضيق
يعني أحلام بدلا من أخلاق
فما هي الحقيقة ؟؟

الشاعر مصطفى زقزوق
26-01-2009, 12:33 PM
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها .. ولكن أخلاق الرجال تضيق

في كتب الأدب قرأت هذا البيت من الشعر كما هو .

أما تغيير أخلاق بأحلام فإنها تركيبة مخالفة

مشعل الشريف
26-01-2009, 12:47 PM
أجد كلمة أحلام مناسبة أكثر
مجرد وجهة نظر دون الرجوع لأي مرجع

أبو سفيان
26-01-2009, 01:45 PM
أخي / أبو زهرة : أولا شكرا للمتداخلين ؛ أستاذنا وشاعرنا / مصطفى زقزوق وللأخ العزيز / مشعل الشريف وأنا أؤيد ما رجحه أديبنا الشاعر / مصطفى زقزوق حيث أنني أحفظ هذا البيت كما أوردته في سؤالك وبالأخص في شطره الثاني :
( ولكن أخلاق الرجال تضيق )
ومن المعروف أن ( الأخلاق ) هي التي غالبا ما تضيق أما (الأحلام ) فهي متسعة جدا عند كل الناس غنيهم وفقيرهم وهذا ما يرجح صحة البيت بالأخلاق وليس بالأحلام ..
ومن خلال البحث وجدتُ أن البعض يستخدم لفظة (الأحلام ) لتخدم موضوعا هو يقصده ، ولكن في المراجع المعتمدة المؤكد هو كلمة ( الأخلاق )
وهذا ما نجده في كتاب ( المفضليات) وهو من أجمل الكتب الشعرية ؛ عُرفت بالمفضليات نسبةً إلى جامعها المفضل الضبي المتوفى سنة 164هـ ، وكما ورد فيه فإن مجموع شعراء المفضليات 67 شاعراً منهم 47 شاعراً من، شعراء الجاهلية و14 من المخضرمين و6 من الإسلاميين ، ومن ضمنها قصيدة عمرو بن أهتم بن السعدي التميمي وهو شاعر مخضرم وفد مع وفد قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان أصغرهم، فأجازه كما أجاز كبارهم، وستجد جواب سؤالك ضمن هذه القصيدة التي نظمت بلغة راقية جدا :


أَلاَ طَرَقَتْ أَسْماءُ وَهْـيَ طَـرُوقُ=وبانَتْ على أَنَّ الـخَـيالَ يَشُـوقُ

بِحاجَةِ مَـحْـزُونٍ كـأَنَّ فـؤادَهُ=جَناحٌ وَهَى عَظْماهُ فَهْوَ خَفُـوقُ

وهانَ على أَسماءَ أَنْ شَطَّتِ النَّوَى=يَحِـنُّ الـيهـا وَالِـهٌ ويَتُــوقُ

ذَرينِي فإِنَّ البُـخْـلَ يَا أُمَّ هَـيثْـمٍ=لِصَالِحِ أَخلاقِ الرِّجـالِ سَـرُوقُ

ذَرينِي وحُطِّي في هَوَاى فإِنَّـنِـي=علي الحَسَبِ الزَّاكِي الرَّفِيعِ شَفِيقُ

وإِنِّي كريمٌ ذُو عِيالٍ تـهِـمُّـنِـي=نَوَائِبُ يَغْشَى رُزْؤُها وحُـقُـوقُ

ومُسْتنْبِحٍ بعدَ الـهُـدُوءِ دَعْـوَتُـهُ=وقد حانَ من نَجْم الشِّتاءِ خُفُـوقُ

يُعالِجُ عِرْنيناً مـنَ الـلَّـيلِ بـارداً=تَلُـفُّ رِياحٌ ثَـوْبَـهُ وبُــرُوقُ

تَأَلَّقُ في عَيْنٍ منَ الـمُـزْنِ وادِقٍلهُ=هَيْدَبٌ دَانِي السَّحَـابِ دَفُـوقُ

أَضَفْتُ فلم أُفْحِشْ عليهِ ولـم أَقُـلْ=لأَِحْرِمَهُ: إِنَّ المكـانَ مَـضِـيقُ

فَقلْتُ لهُ: أَهلاً وسهلاً ومَرحـبـاً=فهذا صَبُـوحٌ راهِـنٌ وصَـدِيقُ

وقُمتُ إِلى البَرْكِ الهَواجِدِ فاتَّقَـتْ=مقاحِيدُ كُومٌ كالـمَـجَـادِلِ رُوقُ

بأَدْماءَ مِرْباعِ النِّـتـاجِ كـأَنَّـهـا=إِذَا عَرَضَتْ دُونَ العِشارِ فَـنِـيقِ

بِضَرْبةِ ساقٍ أَو بِـنَـجْـلاَءَ ثَـرَّةٍ=لهَا مِن أَمامِ المَنْكَـبَـيْنِ فَـتِـيقُ

وقامَ إِليها الـجَـازِرَانِ فـأَوْفَـدَا=يُطِيرَانِ عَنها الجِلْدَ وَهْيَ تَفْـوقُ

فَجُرَّ إِلينا ضَرْعُها وسَـنَـامُـهـا=وأَزْهَرُ يَحْبُو لِـلـقـيامِ عَـتِـيقُ

بَقِيرٌ جَلاَ بالسَّيفِ عنـهُ غِـشَـاءَهُ=أَخٌ بإِخاءِ الصَّـالِـحِـينَ رَفـيقُ

فَباتَ لَنَا منها وللِضَّيْفِ مَـوْهِـنـا=شِوَاءٌ سَمِينٌ زَاهِـقٌ وغَـبـوقُ

وبَاتَ لهُ دُونَ الصَّبَا وهْـيَ قَـرَّةٌ=لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِسَـاءِ رَقِـيقُ

وكلُّ كَرِيم يَتَّقِي الذَّمَّ بـالـقِـرَى=لِلخَيْرِ بينَ الصّالحـينَ طَـريقُ

لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْـلِـهَـا=ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجـالِ تَـضـيقُ

نَمَتْنِي عُرُوقٌ من زُرَارَةَ لِلْعُـلَـى=ومنْ فَـدَكِـيٍّ والأَشَـدِّ عُـرُوقُ

مكارِمُ يَجْعَلْنَ الفَتَـى فـي أَرومَةٍ=يَفَاعٍ، وبعضُ الـوالِـدِينَ دَقِـيقُ

مهندس شكري حجازي
26-01-2009, 04:34 PM
تحياتي لاساتذنا واضيف
ورد هذة الابيات في قصيدة لابن الرومي
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق

وكذلك قول الشاعر بشار بن برد
وَلا ضاقَ فَضلُ اللَهِ عَن مُتَعَفِّفٍ وَلَكِنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَضيقُ
وكذلك ورد في قصيدة لعمرو بن الاهتم
يقول في اولها

أَلا طَرَقَت أَسماءُ وَهِيَ طَروقُ وَبانَت عَلى أَنَّ الخَيالَ يَشوقُ
لَعَمرُكَ ما ضاقَت بِلادٌ بِأَهلِها وَلَكِنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَضيقُ
والارجح هو للشاعر عمرو بن الاهتم
لَعَمرُكَ ما ضاقَت بِلادٌ بِأَهلِها وَلَكِنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَضيقُ

مشعل الشريف
26-01-2009, 07:42 PM
الحلم هو ضبط النفس عند الغضب ، والصبر على الأذى
وهنا أجد كلمة أحلام مناسبة أكثر حتى ولو كانت أخلاق هي الكلمة الصحيحة
فالبلاد لاتضيق بساكنيها ولكن صبرهم وحلمهم هو اللذي يضيق وينقص
فالحلم قابل للزيادة والنقص
يقول الامام الشافعي
يزيد سفاهة وأزيد حلماً = كعود زاده الإحراق طيبا

الشاعر مصطفى زقزوق
26-01-2009, 09:23 PM
لقد أثنى الله على رسوله الكريم بقوله عز من قائل :

وإنك لعلى خُلقٍ عظيم . صدق الله العظيم

أما ما قيل عن الحلم .

جيء لقيس بن عاصم المنقري بابن مقتولا .. وأخ مكتوفا .. وقيل له

إن أخاك قتل أبنك .. فقال حِلُوا وثاقَ أخي وأبعثوا لأم ابني ديته لأنها

ليست من قومنا وأنشد يقول :

أقول للنفس تأساء وتعزيةً .. إحدى يديَ أصابتني ولم تُردِ

كلاهما خَلفٌ عن فقد صاحبهِ .. هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي

ولما توفى قيس رثته قبيلته ببيت واحد من الشعر .

وما كان قيسٌ حُبهُ حُبُ واحدٍ .. ولكنهُ بُنيانُ قومٍ تهدَمَا

والأحلام .. في مؤداها أحلام اليقظة ..

والحلم كلمة مفردة لا يمكن أن تكون أحلاما

وقد نردد ما قيل : الحلم سيد الأخلاق . أما الأحلام وحلوم

فلا نستبدل الأخلاق بأحلام والأحلام رؤيا منام لا كما يقول

محمد حسنين هيكل .. كأن نقول أحلام اسرائيل في التوسع وأحلام

فلان في أن يكون وزيرا .. أو صاحب ثروة وهنا مكانها الصحيح

أما أخلاق الناس تضيق بعد مرارة الصبر

وهناك بيت من الشعر :

ولو وزنت حلوم بني نمير .. على الميزان ما وزنت ذبابا

مشعل الشريف
27-01-2009, 12:13 AM
الأستاذ مصطفى
أحسنت
غاب عني ماقلت لإنشغالي بالمعنى

بارك الله بإضافتك الرائعة

محبتي

مشعل الشريف
27-01-2009, 12:28 AM
سؤال أساتذتي الأفاضل :

يقول جرير

أحلامنا تزن الجبال رزانة **** و يفوق جاهلنا فعال الجهل

ويقول الفرزدق

أحلامنا تزن الجبال رزانة ** وتخالنا جنا إذا ما نجهل

مالمقصود بأحلام في البيتين السابقين ؟؟

تحياتي

الشاعر مصطفى زقزوق
27-01-2009, 02:05 AM
تلك تتفق مع ما قاله

عمرور بن كلثوم التغلبي



ألا يجهلن أحدٌ علينا .. فنجهل فوق جهل الجاهلينا


ومعنى أحلامنا : قوة التجلد أو التأني : أو الصبر .

وللصبر حدود

مشعل الشريف
27-01-2009, 02:19 AM
أستاذي
إذا هنا يصح أن نستخدم أحلام الرجال في البيت المعني

أعلم أن للحلم وللصبر حدود
فصبرك علينا
:)

البندر
27-01-2009, 02:34 AM
متابع للمناقشه الرائعه بين الاستاذ مشعل الشريف والشاعر الكبير الشاعر المكى مصطفى زقزوق
مع انى اقتنعت براي واحد منهم ولكن سوف اصبر واحلم للااخير تتمسوا على خير انا رايح وبامر الله بكره اجي

الشاعر مصطفى زقزوق
27-01-2009, 08:48 AM
ياسيدي العزيز

من قواعد الأدب العربي

ألا نستبدل كلمة بغيرها في أي بيت من الشعر

لأن الحقوق محفوظة .

وأخلاق الرجال تضيق .. أبلغ من أحلام . واذا ميزنا

الحلم بالصبر .. الا أن أخلاق لا يمكن السيطرة على

ضيقها حتى وإن كان سلطانها العقل . وقد نتفق

على عدم وضع كلمة بدل اخرى تقديرا لما جاءت

به ولشاعرها

أبو رامي
27-01-2009, 12:02 PM
متابع لهذا البحث من البداية .. وأشكر العضو الكريم أبو زهرة على هذا السؤال الذي أتاح لنا الاطلاع على هذه الثقافة الثرية بدءا من أستاذنا أبو سفيان وانتهاء بشاعرنا الكبير مصطفى زقزوق .. ولو لم يكن لهذه المشاركة إلا عودة أخينا الأديب المثقف الخلوق مشعل الشريف بعد انقطاع طويل لكفتنا وهو كما عهدناه لا يحضر إلا في الموضوعات الدسمة

وكما قال أستاذنا مصطفى أنه ليس من حقنا استبدال كلمة قالها الشاعر بأخرى لأنها من الحقوق المحفوظة له حتى لو كان غيرها أحسن منها وقد ثبت أن ( أخلاق ) هي الكلمة الأصلية كما وردت في قصيدة عمرو بن الأهتم .. إلا أن المشاركة مباحة

وقد وردت في لسان العرب لابن المنظور الأحلام بمعنى العقول وهو معنى آخر خلاف ما يراه النائم


الحِلْمُ، بالكسر: الأَناةُ والعقل، وجمعه أَحْلام وحُلُومٌ. وفي التنزيل العزيز: أمْ تَأْمُرُهُم أَحْلامُهم بهذا؛ قال جرير:


هَلْ مِنْ حُلُومٍ لأَقـوامٍ، فَـتُـنْـذِرَهُـم = ما جَرَّبَ الناسُ من عَضِّي وتَضْرِيسي?

. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، في صلاة الجماعة: لِيَلِيَنِّي منكم أُولوا الأَحْلام والنُّهَى أي ذوو الألباب والعقول، واحدها حِلْمٌ، بالكسر، وكأَنه من الحِلْم الأَناة والتثبُّت في الأُمور، وذلك من شِعار العقلاء.

أضيف ذلك من أجل الحضور في هذه المناقشة الرائعة
وفق الله الجميع

مشعل الشريف
27-01-2009, 02:29 PM
متابع للمناقشه الرائعه بين الاستاذ مشعل الشريف والشاعر الكبير الشاعر المكى مصطفى زقزوق
مع انى اقتنعت براي واحد منهم ولكن سوف اصبر واحلم للااخير تتمسوا على خير انا رايح وبامر الله بكره اجي

سعيد بمتابعتك أخي البندر .
بإنتظارك


ياسيدي العزيز

من قواعد الأدب العربي

ألا نستبدل كلمة بغيرها في أي بيت من الشعر

لأن الحقوق محفوظة .

وأخلاق الرجال تضيق .. أبلغ من أحلام . واذا ميزنا

الحلم بالصبر .. الا أن أخلاق لا يمكن السيطرة على

ضيقها حتى وإن كان سلطانها العقل . وقد نتفق

على عدم وضع كلمة بدل اخرى تقديرا لما جاءت

به ولشاعرها

أستاذي الفاضل
أتفق معك تماماً وأنا هنا لاأقصد استبدالها ولكن قلت أنه يصح إستخدام كلمة أحلام كمعنى
أتشرف كثيراً بمشاركتك هذا الحوار .


متابع لهذا البحث من البداية .. وأشكر العضو الكريم أبو زهرة على هذا السؤال الذي أتاح لنا الاطلاع على هذه الثقافة الثرية بدءا من أستاذنا أبو سفيان وانتهاء بشاعرنا الكبير مصطفى زقزوق .. ولو لم يكن لهذه المشاركة إلا عودة أخينا الأديب المثقف الخلوق مشعل الشريف بعد انقطاع طويل لكفتنا وهو كما عهدناه لا يحضر إلا في الموضوعات الدسمة

وكما قال أستاذنا مصطفى أنه ليس من حقنا استبدال كلمة قالها الشاعر بأخرى لأنها من الحقوق المحفوظة له حتى لو كان غيرها أحسن منها وقد ثبت أن ( أخلاق ) هي الكلمة الأصلية كما وردت في قصيدة عمرو بن الأهتم .. إلا أن المشاركة مباحة

وقد وردت في لسان العرب لابن المنظور الأحلام بمعنى العقول وهو معنى آخر خلاف ما يراه النائم


الحِلْمُ، بالكسر: الأَناةُ والعقل، وجمعه أَحْلام وحُلُومٌ. وفي التنزيل العزيز: أمْ تَأْمُرُهُم أَحْلامُهم بهذا؛ قال جرير:


هَلْ مِنْ حُلُومٍ لأَقـوامٍ، فَـتُـنْـذِرَهُـم = ما جَرَّبَ الناسُ من عَضِّي وتَضْرِيسي?

. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، في صلاة الجماعة: لِيَلِيَنِّي منكم أُولوا الأَحْلام والنُّهَى أي ذوو الألباب والعقول، واحدها حِلْمٌ، بالكسر، وكأَنه من الحِلْم الأَناة والتثبُّت في الأُمور، وذلك من شِعار العقلاء.

أضيف ذلك من أجل الحضور في هذه المناقشة الرائعة
وفق الله الجميع

كالعادة أستاذي حضورك ممًيز
وأشكر لك طيب كلماتك
جميل هذا النقاش وزاد جمالأ ورقياً بحضوركم الكريم .