أبو رامي
30-12-2008, 01:01 PM
للأمانة العلمية
منقول من منتديات الشاعرة بقلم العضوة المها
بسم الله الرحمن الرحيم
هامش
نقش : استخدمت هذه الكلمة للدلالة على الخلود، والبقاء على توالي الدهور وكرور الأيام ومرور الليالي .
بالمسند : الخط الحميري العربي القديم ، وفي استخدامه كناية عن العراقة فالنقش الذي أُريد أن أوصل محتواه إلى الآخرين عريق المضامين.
ظمأى / معشبة : قد يتوهم متوهم أن في الأمر تناقضاً، لكن ليس كذلك فالظمأ من واقعها، والإعشاب في عراقتها وأصالتها ، والظمأ في ظروفي وواقعي/ والإعشاب في إبداعي وتعبيري عن العابرين إلى الخصب .
بالرمل : الباء/ ظرفية
بنّا البرازية بنت ابو شويط ابوالحنايا البرازي المطيري قائلة :
شوقي غلب شوقك على هبة الريح=ومحصلٍ فخر الكـرم والشجاعــــه
ركاب شوقي كل يومٍ مشــاويــــح=وإذا لفــا صكوا عليه الجمــــاعـه
يالبيض شومن للرجال المفاليــح=ولا تقربن راعالردى والدناعــــه
غالية البقمية
قال يوهان يوركهارت: كان يتزعم عرب البقوم الذين يعمل بعضهم في الرعي بعضهم الآخر في الزراعة، أرملة تسمى غالية، وكان زوجها أحد زعماء تربة ولديها ثروة تفوق مالدى أي أسرة عربية في منطقتها فأخذت توزع نقوداً ومؤناً على فقراء قبيلتها الذين كانوا على استعداد لمقاتلة الأتراك . وكانت مائدتها دائماً معدة لكل الوهابيين الذين كان يعقد زعماؤهم مجالسهم في بيتها، وبما أن هذه السيدة الكبيرة كانت مشهورة بسداد الرأي والمعرفة الدقيقة بأمور القبائل المحيطة بها فإن صوتها لم يكن مسموعاً في تلك المجالس فقط وإنما هو المتبنى بصفة عامة، وكانت في الواقع تحكم البقوم رغم أن لهم زعيماً رسمياً يدعى ابن جرشان ، وقد ذاع اسم غالية في كل البلاد منذ الهزيمة الأولى لمصطفى بك قرب تربة .
وسرعان ماضاعف مخاوف الجنود الأتراك منها نفوذها وأهميتها ورووا أسخف القصص عن قواها بصفتها ساحرة تغدق أفضالها على الوهابيين الذين أصبحوا بوسائلها لا يغلبون ، وقد ثبطت تلك الروايات من همم العثمانيين وزادت من ثقة البدو بأنفسهم وبذلك أسهمت كثيراً في إفشال حملة طوسون باشا.
اسمها( غالية بنت عبد الرحمن بن سلطان الغرابيط البقمي ) من المناقير آل بدر بن وازع .
وفي استدعاء هاتين الشخصيتين النسائيتين التأريخيتين تلميح إلى ما كان من الأولى من صناعة لرواية معينة تصور الرجل الكامل الذي تراه حليلاً له . ولما كان من الأخرى من بطولة أكدها امرأة اكتسبت بها سيرورةً وذكراً خالداً على الأيام.
1 ـ سحاب من القبلة : إشارة إلى الخير الشروقي المنتظر
تزبّر : تراكم بعضه على بعض كالبناء يوضع بعضه على بعض، كناية عن الخصب المنتظر المخبوء في هذة الكثافة السحابية .
منتويني بهملوله : تعبير يراد به الاستبشار بهذا الخير القادم .
وبيدي رفاع : جملة حالية تحمل تعبيراً كنائياً أريد به التحسر على وضع لايمكن من احتواء الخصب القادم. ورفاع هنا مرتفعة .
2 ـ امسح القاف عن عيني : حين تدمع العين شعراً يكون الأنسان إنساناً . فالمنتَّجُ والمنتج واحد، الشعر هو الدمع / الإفراز المالح المعبر عن المشاعر / القاف الحامل الرسائل الحميمية عندها يمسح الشعر عن العين، ويُقرأ الدمع حاملاً رسالة إلى الآخرين عن الشعر / الامتزاج والتواشج .
حبَّر : زيّن ونمَّق ، والشعر زينة وتنميق وضرب من التصوير.
والقاف مختصر يشير إلى القافية، وقد استخدم العاميون هذا المختصر ليكنوا به عن الشعر بإطلاق.
نبايثها : النبيثة ثرا البئر يرفع منها وحين اتكلم عن نبايث القصائد أُكني عن عمق التجربة ، وأُشير إلى الأغوار المسبورة بحثاً عن الأجمل في تعابير وتصاوير ذوات مضامين تكشف سيرة حياة وآمال طريق.
3 ـ حرف : الحرف الشعري المنتقى وفق رؤية موسيقية .
تعسجد : العسجد الذهب وتعسجد صار ذهباً . وتعسجد في اللهاة تعبير جميل فيه كناية عن نفاسة هذا الحرف وطيب أثره.
تبّر : أهلك أشير إلى أن الحرف العسجدي أفنى مهجة الشمس إذ كسف ضوءها .
من لونه : بسبب لونه . من الجارة تفيد السببية.
كتبني شعاع : كناية عن شهرة تسير مسار ضوء الشمس إذ حل الحرف العسجدي محلها.
4 ـ تقابل بين ( إقبال مفتون) و ( ظعن مدبَّر )الكناية الأولى الميلاد والكناية الأخرى الموت
هما خطوتان بين الميلاد والموت : الخطوة الأولى ولوج الهم والخطوة الأخرى الوداع
هذا التقابل أُلخص به الحياة بين فتنة الإقبال وحزن الظعن المدبر، بين الموت والميلاد ، بين
(ولوج الهم / الكبد اليومي ) و ( الحزن الأخير / الوداع )
ودبَّر العبد : علق عتقه بموته . وحين أصف الظعن بالمدبَّر أرجو أن تكون الوفاة آخر الأحزان ، وأن يختم للعابرين بالخاتمة الحسنة جزاء الكبد الأبدي . فهل تكون؟!
5 ـ سباريت : جمع سبروت وهي الأرض القفر .
سمر : جمع أسمر كناية عن عابري الرمال نحو الخصب المرصود في الغمائم العابرة إلى حيث يسوقها الله عز وجل ، كناية عن البدو .
سفرها الودق : السِّفر الكتاب الكبير / الودق المطر شديده وهيِّنه .
وفي جعل سفر السباريت الودق تعبير جمالي أردت به جمال كتاب البيداء حين تخطه الخضراء.
خبَّر : أي أخبر.
الحادي : من يسوق الإبل ويحثها على السير بالحداء ( الغناء للإبل ) .
الهيم : جمع أهيم وهو العطشان من الإبل والرجال وأريد به ظامئ الإبل.
صفر الرقاع : إشارة إلى الوثائق القديمة ، والكتب التراثية.
وفي البيت إشارة إلى ما ينقله السفر الودقي إلى حادي الهيم من مضامين صفر الرقاع في هذه السباريت : سباريت السمر .
6 ـ غاض : غاض الماء ، نزل في الأرض وغاب فيها وقد استعرته للصوت، لأُكني به عن مآل المحاولة ومصير الجهد وانعدام الجدوى.
تنبَّر : النَّبْر : رفع الصوت لكنني أردت التلاعب على الجذر اللغوي بين ( تَنبَّر ) و (الأنبار )
مشيرة إلى الكناية السابقة عن مصير لم يكن وفق المأمول . وفي( خيمة الأنبار) إشارة إلى بعدٍ بيداوي لا يخفى كنت أتمنى أن يسمع هذا الصوت في كل المفاوز العربية لكنه غاض.
كنت أتمنى أن يتكئ الحجاز على الأنبار، وأن يميل اليراع حيث يستغرق المساحة من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب ، حين أعبر (بالحجاز والأنبار ) أريد أمتداداً صوتياً يستغرق كل هذه المسافات من أجل غايات مثلى ، هي هاجس كل السمر العابرين إلى آمال غاضت أصوات الهاتفين بها .
7 ـ شربتي : ماأشربه . لهاث القيظ : تعبير أريد به وصف الجو المحيط بي وأنا في طريقي إلى عدٍّ آمل حين أصل إليه أن أطفئ ظمئي ولكنني فوجئت ( بعد محثبر ).
العد المحثبر : ( العد الكدر الماء ، المعكر ) وفي الفصحى : محثرب . وفيه كناية عن تبرم بنصيب من الحياة مكدّر .
دوزن : ضبط أوتار العود لتؤدي مايراد منها من ألحان ، وفيه تصوير جميل إذ ٍند الدوزنة إلى الفجاج الوساع ، وأكون وفق ظروفي مدوزنة على الضيقة ، رغم أن أي كائن حي يبحث عن الراحة والانطلاق... ولا يريد أحد أن يسكن في قارورة عطر .
والمفارقة كل المفارقة أن تدوزنك على الضيقة الفجاج الوساع، ويأتيك الأمر من حيث لا يخطر لك ببال .
8 ـ عادة يقف الإنسان على الرسم ، أما أنا فيقف الرسم بي متأملاً معتبراً قارئاً فيِّ ما أقرؤه في وجوه حيارى عبروا بي سراعاً ، إنهم من يسكنون هاجسي ليلياً في إقامتهم وظعنهم وفي استقرارهم في أحزمة صفيح على أطراف مدن تنكرهم !!
9 ـ ريح الشجو تهز الصبح توقظه والليل وسع مساحة غيمة الحزن ، وأطلق للنوارس البيضاء أشرعة لتسافر بي في أحزان جديدة .
10 ـ قسم للجواد المسافر إلى الكرامة ؛ الكاتب أوراق المجد ألا يغبر في أرصفة الردى وإن جار الزمان على الفارس.
واستدعاء للاستعطاف التأريخي للشاعر الذي ركض جواده ممتطياً الشعر الهجائي والنظم الاستجدائي المدحي ليؤمن لصغاره شيئاً من الزاد، تلميحاً إلى البيت المشهور:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ =زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
11 ـ في البيت تأكيد لمعنى سابقه أعلن فيه الاعتداد التام بمروءة مكتوبة موروثة أحافظ عليها ، وإن ثُلم حد السيف فحد القلب لم يثلم
الثلم : ثلم السيف صيره غير ماضي القطع.
الضيغمي: نسبة إلى الضيغم وهو الأسد الواسع الشدق ، وفي ذلك دلالة على شدة افتراسه
ودوام سطوته .
12 ـ نُقل الخبر على وجه الإفساد والتشويه فلزم أن ينقل على وجهه الصحيح : لذلك أقسمت على تصحيح المفاهيم وتصويب التصور المبني على الغمز واللمز ، مصممة على ذلك حتى يذعن الآخرون للصواب ، وقد كنيت عن هذا بقولي ( لين تروي صميل الحق لأم القناع) .
13 ـ حين يُشَبّ الشعر سَمْراً في محيط سدرٍ أنهكته الخبارى في الضلوع معبراً عن ذل رمل ليلٍ مشاعٍ يتفجر الشاعر وهذا ما كان فقد أوقدوا بفعلهم ما أوقدوا وحملت أنا الهم .
14 ـ شدوا : غادروا تاركين ديارهم والنخل في حين التأبير ولم يؤبر ..... وكانت فرصة سانحة لعمي الرعاع الذين لا يحقون حقاً ولا يبطلون باطلاً ، فشرعهم أعمى وسلوكهم ينطلق من هذه الرؤية غير المبصرة فكان الحزن الأبدي .
سَمْر مشبوب في الضلوع وسدر ينسغ من شؤم الخباري ، ورمل ذليل في دامسة طامسة ، وظعن في خصبٍ أسود تخاطفته أيدي الصُّعر الغُبر .
15 ـ مازال الرحيل المر صورة ماثلة أمام عيني ، فمظاهير البدو خَبَرهم بين لاجتماع بعده.
سبَّر : خبَر ، سبر الجرح قاس غوره بالمسبار.
فالبين الذي لا لقاء بعده خبر هولاء، وأصبح صفة ملازمة لهم نتيجة سبره أغوراهم وشعوره أنها بيئة صالحة له فأقام ولم يرمْ .
16 ـ الضول : الصوت لا يعرف مصدره قال الشاعر :
نشدت وش هالضول قالوا تواجه
وايق تشوف بعينك اللي يشوفون
رهبان : جمع راهب
الدير : دار الرهبان والراهبات
نبَّر : صَوَّت
والنواقيس : جمع ناقوس وهو مضراب النصارى الذي يضربونه إيذاناً بحلول وقت الصلاة ووجه الشبه . بين لجة مظاهير البدو وضول الرهبان وضرب نواقيسهم في وقت المطر هو الاختلاط والجلبة والضوضاء ، وفيه كناية ايضاً عن الضلال فمظاهير البدو ينتظرهم المستقبل المجهول وضاربوا النواقيس يعمهون في الضلال .
17 ـ يبكيهم كل حيد ٍ : ( رأس الجبل/ أو مانتأ منه ) كاتباً دموعه الزرقاء في كتاب الليالي:
عبرٌ كلها الليالي ولكن اين من يفتح الكتاب ويقرأ!!
لماذا يبكيهم الحيد ، لشعوره أن في رحيلهم ضياعاً له ولهم فهو مرتبط بهم وهم مرتبطون، ولهذا كان بكاء هذا الجلمد....
18 ـ أنظر اليهم متوكئة على شيح وقصائد معنبرة ، وأتنفس الغضا المتضوع من السارين (وال في الساري ) جنسية ، وعزمي صلب جلمد كا لتلاع التي نقش العابرون عليها بالمسند مارتأوا أنه الميثاق الحقيقي للحياة .
19 ـ اكتحل بشموخ البيد، رغم أن الصبر أصبح صبراً في اللهاة ولكن ما يخفف من هذه المرارة أن عندي للسوالف متاعاً لا ينقضي على الأيام!!
20 ـ من متاع السوالف الصانعة للمروءة ، المكاتبة المجد السرحان الخالص السرحانية الذي لم يتعسبر ، والعسبور والعسبورة ولد الكلبة من الذئب والعسبار والعسبارة ولد الضبع من الذئب.
هذا السرحان الذي لم يتعسبر واختار الطويلة اختياري للمجد ، وكاتب الأعالي مكاتبتي الأنفة والشموخ هو الذي يجعل للأيام الباقية بعد ظعنهم معنى ويجعل للقادم قراءة أخرى .
تم بحمدالله
منقول من منتديات الشاعرة بقلم العضوة المها
بسم الله الرحمن الرحيم
هامش
نقش : استخدمت هذه الكلمة للدلالة على الخلود، والبقاء على توالي الدهور وكرور الأيام ومرور الليالي .
بالمسند : الخط الحميري العربي القديم ، وفي استخدامه كناية عن العراقة فالنقش الذي أُريد أن أوصل محتواه إلى الآخرين عريق المضامين.
ظمأى / معشبة : قد يتوهم متوهم أن في الأمر تناقضاً، لكن ليس كذلك فالظمأ من واقعها، والإعشاب في عراقتها وأصالتها ، والظمأ في ظروفي وواقعي/ والإعشاب في إبداعي وتعبيري عن العابرين إلى الخصب .
بالرمل : الباء/ ظرفية
بنّا البرازية بنت ابو شويط ابوالحنايا البرازي المطيري قائلة :
شوقي غلب شوقك على هبة الريح=ومحصلٍ فخر الكـرم والشجاعــــه
ركاب شوقي كل يومٍ مشــاويــــح=وإذا لفــا صكوا عليه الجمــــاعـه
يالبيض شومن للرجال المفاليــح=ولا تقربن راعالردى والدناعــــه
غالية البقمية
قال يوهان يوركهارت: كان يتزعم عرب البقوم الذين يعمل بعضهم في الرعي بعضهم الآخر في الزراعة، أرملة تسمى غالية، وكان زوجها أحد زعماء تربة ولديها ثروة تفوق مالدى أي أسرة عربية في منطقتها فأخذت توزع نقوداً ومؤناً على فقراء قبيلتها الذين كانوا على استعداد لمقاتلة الأتراك . وكانت مائدتها دائماً معدة لكل الوهابيين الذين كان يعقد زعماؤهم مجالسهم في بيتها، وبما أن هذه السيدة الكبيرة كانت مشهورة بسداد الرأي والمعرفة الدقيقة بأمور القبائل المحيطة بها فإن صوتها لم يكن مسموعاً في تلك المجالس فقط وإنما هو المتبنى بصفة عامة، وكانت في الواقع تحكم البقوم رغم أن لهم زعيماً رسمياً يدعى ابن جرشان ، وقد ذاع اسم غالية في كل البلاد منذ الهزيمة الأولى لمصطفى بك قرب تربة .
وسرعان ماضاعف مخاوف الجنود الأتراك منها نفوذها وأهميتها ورووا أسخف القصص عن قواها بصفتها ساحرة تغدق أفضالها على الوهابيين الذين أصبحوا بوسائلها لا يغلبون ، وقد ثبطت تلك الروايات من همم العثمانيين وزادت من ثقة البدو بأنفسهم وبذلك أسهمت كثيراً في إفشال حملة طوسون باشا.
اسمها( غالية بنت عبد الرحمن بن سلطان الغرابيط البقمي ) من المناقير آل بدر بن وازع .
وفي استدعاء هاتين الشخصيتين النسائيتين التأريخيتين تلميح إلى ما كان من الأولى من صناعة لرواية معينة تصور الرجل الكامل الذي تراه حليلاً له . ولما كان من الأخرى من بطولة أكدها امرأة اكتسبت بها سيرورةً وذكراً خالداً على الأيام.
1 ـ سحاب من القبلة : إشارة إلى الخير الشروقي المنتظر
تزبّر : تراكم بعضه على بعض كالبناء يوضع بعضه على بعض، كناية عن الخصب المنتظر المخبوء في هذة الكثافة السحابية .
منتويني بهملوله : تعبير يراد به الاستبشار بهذا الخير القادم .
وبيدي رفاع : جملة حالية تحمل تعبيراً كنائياً أريد به التحسر على وضع لايمكن من احتواء الخصب القادم. ورفاع هنا مرتفعة .
2 ـ امسح القاف عن عيني : حين تدمع العين شعراً يكون الأنسان إنساناً . فالمنتَّجُ والمنتج واحد، الشعر هو الدمع / الإفراز المالح المعبر عن المشاعر / القاف الحامل الرسائل الحميمية عندها يمسح الشعر عن العين، ويُقرأ الدمع حاملاً رسالة إلى الآخرين عن الشعر / الامتزاج والتواشج .
حبَّر : زيّن ونمَّق ، والشعر زينة وتنميق وضرب من التصوير.
والقاف مختصر يشير إلى القافية، وقد استخدم العاميون هذا المختصر ليكنوا به عن الشعر بإطلاق.
نبايثها : النبيثة ثرا البئر يرفع منها وحين اتكلم عن نبايث القصائد أُكني عن عمق التجربة ، وأُشير إلى الأغوار المسبورة بحثاً عن الأجمل في تعابير وتصاوير ذوات مضامين تكشف سيرة حياة وآمال طريق.
3 ـ حرف : الحرف الشعري المنتقى وفق رؤية موسيقية .
تعسجد : العسجد الذهب وتعسجد صار ذهباً . وتعسجد في اللهاة تعبير جميل فيه كناية عن نفاسة هذا الحرف وطيب أثره.
تبّر : أهلك أشير إلى أن الحرف العسجدي أفنى مهجة الشمس إذ كسف ضوءها .
من لونه : بسبب لونه . من الجارة تفيد السببية.
كتبني شعاع : كناية عن شهرة تسير مسار ضوء الشمس إذ حل الحرف العسجدي محلها.
4 ـ تقابل بين ( إقبال مفتون) و ( ظعن مدبَّر )الكناية الأولى الميلاد والكناية الأخرى الموت
هما خطوتان بين الميلاد والموت : الخطوة الأولى ولوج الهم والخطوة الأخرى الوداع
هذا التقابل أُلخص به الحياة بين فتنة الإقبال وحزن الظعن المدبر، بين الموت والميلاد ، بين
(ولوج الهم / الكبد اليومي ) و ( الحزن الأخير / الوداع )
ودبَّر العبد : علق عتقه بموته . وحين أصف الظعن بالمدبَّر أرجو أن تكون الوفاة آخر الأحزان ، وأن يختم للعابرين بالخاتمة الحسنة جزاء الكبد الأبدي . فهل تكون؟!
5 ـ سباريت : جمع سبروت وهي الأرض القفر .
سمر : جمع أسمر كناية عن عابري الرمال نحو الخصب المرصود في الغمائم العابرة إلى حيث يسوقها الله عز وجل ، كناية عن البدو .
سفرها الودق : السِّفر الكتاب الكبير / الودق المطر شديده وهيِّنه .
وفي جعل سفر السباريت الودق تعبير جمالي أردت به جمال كتاب البيداء حين تخطه الخضراء.
خبَّر : أي أخبر.
الحادي : من يسوق الإبل ويحثها على السير بالحداء ( الغناء للإبل ) .
الهيم : جمع أهيم وهو العطشان من الإبل والرجال وأريد به ظامئ الإبل.
صفر الرقاع : إشارة إلى الوثائق القديمة ، والكتب التراثية.
وفي البيت إشارة إلى ما ينقله السفر الودقي إلى حادي الهيم من مضامين صفر الرقاع في هذه السباريت : سباريت السمر .
6 ـ غاض : غاض الماء ، نزل في الأرض وغاب فيها وقد استعرته للصوت، لأُكني به عن مآل المحاولة ومصير الجهد وانعدام الجدوى.
تنبَّر : النَّبْر : رفع الصوت لكنني أردت التلاعب على الجذر اللغوي بين ( تَنبَّر ) و (الأنبار )
مشيرة إلى الكناية السابقة عن مصير لم يكن وفق المأمول . وفي( خيمة الأنبار) إشارة إلى بعدٍ بيداوي لا يخفى كنت أتمنى أن يسمع هذا الصوت في كل المفاوز العربية لكنه غاض.
كنت أتمنى أن يتكئ الحجاز على الأنبار، وأن يميل اليراع حيث يستغرق المساحة من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب ، حين أعبر (بالحجاز والأنبار ) أريد أمتداداً صوتياً يستغرق كل هذه المسافات من أجل غايات مثلى ، هي هاجس كل السمر العابرين إلى آمال غاضت أصوات الهاتفين بها .
7 ـ شربتي : ماأشربه . لهاث القيظ : تعبير أريد به وصف الجو المحيط بي وأنا في طريقي إلى عدٍّ آمل حين أصل إليه أن أطفئ ظمئي ولكنني فوجئت ( بعد محثبر ).
العد المحثبر : ( العد الكدر الماء ، المعكر ) وفي الفصحى : محثرب . وفيه كناية عن تبرم بنصيب من الحياة مكدّر .
دوزن : ضبط أوتار العود لتؤدي مايراد منها من ألحان ، وفيه تصوير جميل إذ ٍند الدوزنة إلى الفجاج الوساع ، وأكون وفق ظروفي مدوزنة على الضيقة ، رغم أن أي كائن حي يبحث عن الراحة والانطلاق... ولا يريد أحد أن يسكن في قارورة عطر .
والمفارقة كل المفارقة أن تدوزنك على الضيقة الفجاج الوساع، ويأتيك الأمر من حيث لا يخطر لك ببال .
8 ـ عادة يقف الإنسان على الرسم ، أما أنا فيقف الرسم بي متأملاً معتبراً قارئاً فيِّ ما أقرؤه في وجوه حيارى عبروا بي سراعاً ، إنهم من يسكنون هاجسي ليلياً في إقامتهم وظعنهم وفي استقرارهم في أحزمة صفيح على أطراف مدن تنكرهم !!
9 ـ ريح الشجو تهز الصبح توقظه والليل وسع مساحة غيمة الحزن ، وأطلق للنوارس البيضاء أشرعة لتسافر بي في أحزان جديدة .
10 ـ قسم للجواد المسافر إلى الكرامة ؛ الكاتب أوراق المجد ألا يغبر في أرصفة الردى وإن جار الزمان على الفارس.
واستدعاء للاستعطاف التأريخي للشاعر الذي ركض جواده ممتطياً الشعر الهجائي والنظم الاستجدائي المدحي ليؤمن لصغاره شيئاً من الزاد، تلميحاً إلى البيت المشهور:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ =زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
11 ـ في البيت تأكيد لمعنى سابقه أعلن فيه الاعتداد التام بمروءة مكتوبة موروثة أحافظ عليها ، وإن ثُلم حد السيف فحد القلب لم يثلم
الثلم : ثلم السيف صيره غير ماضي القطع.
الضيغمي: نسبة إلى الضيغم وهو الأسد الواسع الشدق ، وفي ذلك دلالة على شدة افتراسه
ودوام سطوته .
12 ـ نُقل الخبر على وجه الإفساد والتشويه فلزم أن ينقل على وجهه الصحيح : لذلك أقسمت على تصحيح المفاهيم وتصويب التصور المبني على الغمز واللمز ، مصممة على ذلك حتى يذعن الآخرون للصواب ، وقد كنيت عن هذا بقولي ( لين تروي صميل الحق لأم القناع) .
13 ـ حين يُشَبّ الشعر سَمْراً في محيط سدرٍ أنهكته الخبارى في الضلوع معبراً عن ذل رمل ليلٍ مشاعٍ يتفجر الشاعر وهذا ما كان فقد أوقدوا بفعلهم ما أوقدوا وحملت أنا الهم .
14 ـ شدوا : غادروا تاركين ديارهم والنخل في حين التأبير ولم يؤبر ..... وكانت فرصة سانحة لعمي الرعاع الذين لا يحقون حقاً ولا يبطلون باطلاً ، فشرعهم أعمى وسلوكهم ينطلق من هذه الرؤية غير المبصرة فكان الحزن الأبدي .
سَمْر مشبوب في الضلوع وسدر ينسغ من شؤم الخباري ، ورمل ذليل في دامسة طامسة ، وظعن في خصبٍ أسود تخاطفته أيدي الصُّعر الغُبر .
15 ـ مازال الرحيل المر صورة ماثلة أمام عيني ، فمظاهير البدو خَبَرهم بين لاجتماع بعده.
سبَّر : خبَر ، سبر الجرح قاس غوره بالمسبار.
فالبين الذي لا لقاء بعده خبر هولاء، وأصبح صفة ملازمة لهم نتيجة سبره أغوراهم وشعوره أنها بيئة صالحة له فأقام ولم يرمْ .
16 ـ الضول : الصوت لا يعرف مصدره قال الشاعر :
نشدت وش هالضول قالوا تواجه
وايق تشوف بعينك اللي يشوفون
رهبان : جمع راهب
الدير : دار الرهبان والراهبات
نبَّر : صَوَّت
والنواقيس : جمع ناقوس وهو مضراب النصارى الذي يضربونه إيذاناً بحلول وقت الصلاة ووجه الشبه . بين لجة مظاهير البدو وضول الرهبان وضرب نواقيسهم في وقت المطر هو الاختلاط والجلبة والضوضاء ، وفيه كناية ايضاً عن الضلال فمظاهير البدو ينتظرهم المستقبل المجهول وضاربوا النواقيس يعمهون في الضلال .
17 ـ يبكيهم كل حيد ٍ : ( رأس الجبل/ أو مانتأ منه ) كاتباً دموعه الزرقاء في كتاب الليالي:
عبرٌ كلها الليالي ولكن اين من يفتح الكتاب ويقرأ!!
لماذا يبكيهم الحيد ، لشعوره أن في رحيلهم ضياعاً له ولهم فهو مرتبط بهم وهم مرتبطون، ولهذا كان بكاء هذا الجلمد....
18 ـ أنظر اليهم متوكئة على شيح وقصائد معنبرة ، وأتنفس الغضا المتضوع من السارين (وال في الساري ) جنسية ، وعزمي صلب جلمد كا لتلاع التي نقش العابرون عليها بالمسند مارتأوا أنه الميثاق الحقيقي للحياة .
19 ـ اكتحل بشموخ البيد، رغم أن الصبر أصبح صبراً في اللهاة ولكن ما يخفف من هذه المرارة أن عندي للسوالف متاعاً لا ينقضي على الأيام!!
20 ـ من متاع السوالف الصانعة للمروءة ، المكاتبة المجد السرحان الخالص السرحانية الذي لم يتعسبر ، والعسبور والعسبورة ولد الكلبة من الذئب والعسبار والعسبارة ولد الضبع من الذئب.
هذا السرحان الذي لم يتعسبر واختار الطويلة اختياري للمجد ، وكاتب الأعالي مكاتبتي الأنفة والشموخ هو الذي يجعل للأيام الباقية بعد ظعنهم معنى ويجعل للقادم قراءة أخرى .
تم بحمدالله