المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحبك فكيف لا أشتاق إليك



دايم السعد
27-12-2008, 01:37 PM
أحبك فكيف لا أشتاق إليك
---------------
غيابك
كأس سم أحتسيه كل ليلة فيبلل الطرقات في أعماقي
ويمتزج بدم قلبي فتموت كل الأشياء فيَّ إلا.. أنت

غيابك
وسادة جمر ..أتوسدها كل ليلة وأضع رأسي في أحشائها
فيتصاعد دخان ذاكرتي فتفور وتخنقني رائحة التفاصيل المشتعلة ..

غيابك
مدينة حزن أشد الرحال إليها كل ليلة وأدخلها بلا أوراق رسمية
وأتجول في شوارعها وأشعل شموع الأمل في طرقاتها
وأتقصى آثار خطاك علَّ الدرب ينتهي يوماً إليك ..

غيابك
خنجر ملوث يحمل بصماتك بوضوح ويسافر كل ليلة ..إليّ..
ويتجول في داخلي
يتخبط كالمجنون الأعمى فيَّ ثم يستقر في آخر الليل (هنا )
و(هنا) قلبي ..

غيابك
حكاية مؤلمة بطلها الأول العذاب
وبطلها الثاني الضياع
وبطلها الثالث البكاء
وبطلها الرابع الوداع
وللفراق دور البطولة في الجزء الأخير..

غيابك
خيانة العقل للقلب
وخيانة اليوم للأمس
وخيانة اليقظة للحلم
وخيانة الحزن للفرح
وخيانة الواقع للخيال
وخيانة الضياع للاستقرار
وخيانة الموت للحياة ..

غيابك
انتصار اليأس على الأمل
وانتصار الحزن على الفرح
وانتصار القسوة على الرحمة
وانتصار الخوف على الأمان
وانتصار الشر على الخير ..

غيابك
رعب لا يستقر
وموج لا يهدأ
وسفن لا تصل
ومعاناة لا تنتهي
ومأساة تتكرر كالنبض فيَّ
وحالة مرضية شفاؤها الموت ..

غيابك
شهقة دهشة لا تتوقف
وسؤال ذهول ليست له إجابة
ودرب شوك ليست له نهاية
وحكاية رعب ليست لها خاتمة
وعمر بلا أيام
وأيام بلا لحظات
ولحظات بلا تفاصيل ..

غيابك
شي من الذهول وحالة من اللاوعي
وإحساس بالوحدة وإحساس باليتم
وإحساس بالضياع يمتد بي ما بين الأرض والسماء ..

غيابك
مواسم الذبول
وحصاد النهايات
وأولى قطرات البكاء
وأول دروس الوداع
وأولى خطوات الضياع
وآخر خيوط الشمس

***************

سأشتاق إليك
كلما اكتمل القمر وعبث شتاء الجفاء بالأوراق والصور
وهطل المطر الممزوج بعطر كفك وأنفاس الزهر
وحين يكون الحزن طوفان.

سأشتاق إليك
عندما أتلمس شفتي المتشققة عطشا للابتسامة
فقد كانت أحلى ابتساماتي معك وأعذب دمعاتي معك
وأحلى أوقاتي معك كنت أنت سواحل جنوني وبر الأمان

سأشتاق إليك
حين يهم احدهم بتحريك مشاعري
فتحول ذكراك بيني وبينهم
فأنت الوحيدة التي علمتني مبادئء الحب
فكان عقلي تلميذ بليد فشل في أول امتحان

سأشتاق إليك
فأنت المرأة التي أثارت
جنوني وخوفي ورعبي وتمردي وغروري وتناقضاتي
وبدلت اسمي آلاف المرات وأخضعتني وروضتني
ومنحتني القلب العاشق وجمعتني وبعثرتني
وأسكنتني مدن الحلم على سطح القمر كإحدى النجمات
فاختنقت بالفرح لأني رجل أعتاد أن يعيش في مدن الأحزان

سأشتاق إليك
عندما تشتد ببابي رياح الخريف وتعول رياح الغربة
في صحارى الوجد وتجرح أقدامي أشواك البعد
وتفتقد سماء مشاعري سحب الحنان

سأشتاق إليك
حين افتح ستائر العمر واراك مبتعدة عن دربي
واراك كارهة قربي والمحك من بعيد تحدثين آخر
وتنظرين إلى عينيه وتتعمدين قهري فتخنقني عبرة الحرمان

سأشتاق إليك
عندما يأتي العيد وتتبادل التهاني والأماني فلا يصلني منك تهنئة
وانزوي وحدي أقرا تهانيك القديمة وأرسل أمنيتي اليتيمة أن يحفظك الرحمن