الفازة
15-12-2008, 06:28 PM
:mad::mad::mad:
خضم هذا الحدث الاستثنائي المحلي، لن استغرب أن يقابل بعض الدعاة والمفكرين ممن غادر ساحة الاحتساب والنزال مع دعاة التغريب، مثل هذه المشاريع بالتجاهل أو حتى بالدعم غير المباشر، وإن لم يشعروا، عبر الكلام العام والفضفاض من أن السينما (ومثله لتمثيل) سلاح ذو حدين، يستخدم للخير والشر، وربما انتقد فئام منهم تلك الحملات الاحتسابية، داعين الإسلاميين إلى ترك أسلوب الاحتجاج والإنكار، وأن مآلهم هو اللحاق بالركب كما حدث في موقفهم من البث الفضائي، وأن الأولى بهم أن يسارعوا لإنتاج سينما "محافظة"، بدلاً من هذه المواقف الاحتسابية غير المجدية في نظرهم، ولا ينقضي عجبي من هذا الخطاب النظري، الذي يفتقر لأدنى رؤية موضوعية للواقع، وبيان ذلك في ملحظين:
بقلم عبد الرحيم التميمي
أعلنت بعض وسائل الإعلام العربية والغربية عن عرض أول فيلم سينمائي سعودي في صالة سينما في مدينة جدة، والذي كلف الشركة الراعية له، قرابة مليوني دولار، يأتي هذا الحدث بعد مضي تسعة أشهر على موافقة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على بناء أول مدينة إعلامية في العاصمة، والتي تحوي عددا من الاستديوهات والمعدات لتأجيرها للقنوات الفضائية.
ولاشك أن تطبيع السينما داخل المجتمع السعودي المحافظ، يمهد لاختراق قيمي وأخلاقي خطير للمجتمع، وخطورة مثل هذه الخطوة لا تتعلق بوجود صالة تعرض فيها بعض الأفلام، والتي ربما كانت أقل تحرراً وانفلاتا من تلك الأفلام والبرامج التي يراها الناس عبر القنوات الفضائية، كما يشيع بعض المفكرين، إذ إن تطبيع السينما داخل بلاد الحرمين، سيجعل البلاد مؤهلة للسير نحو طريق مظلم من الانحطاط الفني.
والجو السينمائي يقارب إلى حد ما وضعية السينما في بعض البلاد العربية، إذ يتوفر داخل البلاد عدة عوامل محورية لتحقيق ما يسميه سدنة التغريب "نهضة فنية"، فالرافد المالي متوفر بالدعم الكبير، الذي سيوفره ممولو العهر الفضائي من ملاك القنوات الفضائية، والدعم المالي سيشمل صناعة الأفلام، وتأهيل جيل شاب من الجنسين، للقيام بكافة الأعمال المهنية التي تتعلق بصناعة السينما، ابتداء من الممثلين وانتهاء بكافة الوظائف الفنية والتقنية لمن يقف خلف الكواليس.
وقد يفرز هذا كله افتتاح معاهد وأكاديميات للتمثيل والفنون، إما عبر مشاريع أهلية، أو بتطوير بعض الجمعيات الرسمية المهمشة، كجمعيات الفنون، ولاشك أن طبقة من الليبراليين ورجال الأعمال وأصحاب النفوذ، الذين يرغبون في تمرير مشاريعهم التغريبية، سيدفعون نحو إشعار أو إيهام أصحاب القرار، أن مثل هذه المشاريع تساعد في تلميع صورة البلاد في الغرب، وتنزع عنه الصورة المتطرفة التي ألصقت بها، بسبب أحداث 11سبتمبر وما تلاها، وقد يساهم هذا كله في دفع عجلة هذا التغيير إلى أقصى سرعة.
بالإضافة إلى وجود جمهور عريض مستهلك، كان ولا يزال مطمعاً، يراهن عليه كافة الإعلاميين العرب من أصحاب الفضائيات وصناعة السينما العربية، وفي حالة اكتمال هذا المشروع دون معوقات، فإن هذا سيفضي إلى خرق قيمي رهيب في المجتمع، فالنسبة العالية من البطالة لدى الجنسين، وبريق الأضواء السينمائية الأخاذ، سيدفع باتجاه دخول شرائح من الشباب فيما يسمى يـ"صناعة السينما" أو المجال الإعلامي، بما يكتنفه من اختلاط ومظاهر منحرفة في القيم والسلوك.
وإذا كان المجتمع السعودي، كان ولا يزال، يفاخر بتدينه وانحيازه للعلماء والدعاة، والانحرافات السلوكية التي لا يسلم منها شعب، اقتصرت في غالبها على الجوانب السلوكية، ولم تصل إلى المنظومة القيمية والثقافية لهذا الشعب، إذ يشتكي خصوم الإسلاميين من انعدام الامتداد الشعبي، فإن دخول السينما للبلاد، وما سيتبعه، سوف يدفع باتجاه انخراط شرائح مهمة من الشباب في الوسط الإعلامي التغريبي، وسيكون لرموز التغريب امتدادهم الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع السعودي، كما هو حاصل في بعض البلاد العربية التي سبقت بلاد الحرمين في هذا المضمار.
ومن المأمول أن ينفر العلماء وطلبة العلم لهبة احتسابية شبيهة بتلك التي حدثت بعد دمج الرئاسة أو الدعوة لقيادة المرأة للسيارة، وفي تقديري، فإن هذا متعين على الدعاة والعلماء وشباب الصحوة، وينبغي عدم التقليل من شأنه أو تثبيط القائمين عليه، فإن لهذه الهبات الاحتسابية دورها الهام، مهما ظن البعض عدم جدواها أو ضعف تأثيرها، فهي من جهة قد تنجح في منع تلك المشاريع أو تأخيرها، كما حدث في موضوع قيادة المرأة للسيارة، وقد تنجح في التقليل من آثارها السيئة كما حدث في موضوع دمج الرئاسة.
ولست هنا في معرض تقييم آلية تلك الحملة الاحتسابية ونتائجها على وجه الدقة والتفصيل، ولكن المقصود أن ثمة تأثيرا لتلك الحملات على صاحب القرار، والسكون والركون يبعثان برسالة غير مباشرة للقائمين على تلك المشاريع التغريبية، للمضي قدما في تسريعها والمضي فيها، وفي النهاية هو واجب شرعي وواجب وطني وإبراء للذمة "معذرة إلى ربهم ولعلهم يتقون".
وطبيعة هذه الحملات الاحتسابية، والتي تتركز في مناصحة أصحاب القرار وبيان أخطار مثل هذه المشاريع التغريبية على وحدة هذه البلاد وأمنها الفكري عبر وسائل مدنية حضارية، بعيدة عن العنف المادي والمعنوي، مما ينبغي مباركته وتأييده من كافة العقلاء والدعاة، مهما ظن البعض ضعف تأثيرها.
في خضم هذا الحدث الاستثنائي المحلي، لن استغرب أن يقابل بعض الدعاة والمفكرين ممن غادر ساحة الاحتساب والنزال مع دعاة التغريب، مثل هذه المشاريع بالتجاهل أو حتى بالدعم غير المباشر، وإن لم يشعروا، عبر الكلام العام والفضفاض من أن السينما (ومثله لتمثيل) سلاح ذو حدين، يستخدم للخير والشر، وربما انتقد فئام منهم تلك الحملات الاحتسابية، داعين الإسلاميين إلى ترك أسلوب الاحتجاج والإنكار، وأن مآلهم هو اللحاق بالركب كما حدث في موقفهم من البث الفضائي، وأن الأولى بهم أن يسارعوا لإنتاج سينما "محافظة"، بدلاً من هذه المواقف الاحتسابية غير المجدية في نظرهم، ولا ينقضي عجبي من هذا الخطاب النظري، الذي يفتقر لأدنى رؤية موضوعية للواقع، وبيان ذلك في ملحظين:
الأول: أن صناعة السينما الجاذبة تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة، والمؤسسات الدعوية والاغاثية تعاني عجزاً وقصوراً في دعمها، لأسباب لا تخفى على المطلعين، بالإضافة إلى أن إنشاء سينما محافظة جاذبة مقارنة بقدرات الخصوم المادية والتقنية، يعد سباقاً خاسراً في هذا الوقت، فما دمنا غير مهيئين مادياً وتقنيا ومهنياً للنزال في هذا الميدان، فخلخلة الرأي العام المعارض بمثل هذه التقريرات النظرية الباهتة، يعد حلباً في قدح الخصوم، وفق تعبير أستاذنا محمد الأحمري.
الثاني: أن معاشر الدعاة والعلماء في أوج قوتهم وانتشارهم الشعبي، لم يتحصلوا على إذن رسمي بإنشاء صحيفة أو إذاعية، وإذا علم العقلاء أن قناة المجد قدمت طلباً للسماح لها ببث محطة إذاعية خاصة بالأطفال "ردايو دال للأطفال" منذ سنوات، ولم يسمح لها حتى هذه اللحظة، وإذاعة ام بي سي بجناحيها ( إف إم، بانوراما) ثبت على مدار الساعة أغانيها وحواراتها الساقطة بين الجنسين، تبين لهم أن دعوتهم لإنتاج سينما محافظة، أبعد ما يكون عن الواقعية في مثل هذه الظروف.
ومهم ألا يشتغل شباب الصحوة ودعاتها أثناء حملاتهم الاحتسابية بنقد بعض المواقف المتراخية من بعض إخوانهم، وأما إن أبوا إلا إبراز مواقفهم المتراخية إزاء الحدث، فلا بأس من الرد عليهم بعلم وعدل، مع حفظ مكانتهم وإحسان الظن بهم، وإذا كنا قد نختلف مع بعض الدعاة والمفكرين في آلية مقاومة كتائب التغريب، فإن هذا لا يمنعنا من حفظ قدرهم ومكانتهم، ولعل هذا من اختلاف التنوع، فالفئة المعتزلة لميدان النزال مع كتائب التغريب، تكسب مساحات لا بأس بها في ميدان الإعلام والمجتمع عموماً، وهذا يسمح لها بإيصال الخطاب الدعوي الإسلامي لشرائح في المجتمع، قد لا تستطيع الفئة المحتسبة الوصول إليها.
خضم هذا الحدث الاستثنائي المحلي، لن استغرب أن يقابل بعض الدعاة والمفكرين ممن غادر ساحة الاحتساب والنزال مع دعاة التغريب، مثل هذه المشاريع بالتجاهل أو حتى بالدعم غير المباشر، وإن لم يشعروا، عبر الكلام العام والفضفاض من أن السينما (ومثله لتمثيل) سلاح ذو حدين، يستخدم للخير والشر، وربما انتقد فئام منهم تلك الحملات الاحتسابية، داعين الإسلاميين إلى ترك أسلوب الاحتجاج والإنكار، وأن مآلهم هو اللحاق بالركب كما حدث في موقفهم من البث الفضائي، وأن الأولى بهم أن يسارعوا لإنتاج سينما "محافظة"، بدلاً من هذه المواقف الاحتسابية غير المجدية في نظرهم، ولا ينقضي عجبي من هذا الخطاب النظري، الذي يفتقر لأدنى رؤية موضوعية للواقع، وبيان ذلك في ملحظين:
بقلم عبد الرحيم التميمي
أعلنت بعض وسائل الإعلام العربية والغربية عن عرض أول فيلم سينمائي سعودي في صالة سينما في مدينة جدة، والذي كلف الشركة الراعية له، قرابة مليوني دولار، يأتي هذا الحدث بعد مضي تسعة أشهر على موافقة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على بناء أول مدينة إعلامية في العاصمة، والتي تحوي عددا من الاستديوهات والمعدات لتأجيرها للقنوات الفضائية.
ولاشك أن تطبيع السينما داخل المجتمع السعودي المحافظ، يمهد لاختراق قيمي وأخلاقي خطير للمجتمع، وخطورة مثل هذه الخطوة لا تتعلق بوجود صالة تعرض فيها بعض الأفلام، والتي ربما كانت أقل تحرراً وانفلاتا من تلك الأفلام والبرامج التي يراها الناس عبر القنوات الفضائية، كما يشيع بعض المفكرين، إذ إن تطبيع السينما داخل بلاد الحرمين، سيجعل البلاد مؤهلة للسير نحو طريق مظلم من الانحطاط الفني.
والجو السينمائي يقارب إلى حد ما وضعية السينما في بعض البلاد العربية، إذ يتوفر داخل البلاد عدة عوامل محورية لتحقيق ما يسميه سدنة التغريب "نهضة فنية"، فالرافد المالي متوفر بالدعم الكبير، الذي سيوفره ممولو العهر الفضائي من ملاك القنوات الفضائية، والدعم المالي سيشمل صناعة الأفلام، وتأهيل جيل شاب من الجنسين، للقيام بكافة الأعمال المهنية التي تتعلق بصناعة السينما، ابتداء من الممثلين وانتهاء بكافة الوظائف الفنية والتقنية لمن يقف خلف الكواليس.
وقد يفرز هذا كله افتتاح معاهد وأكاديميات للتمثيل والفنون، إما عبر مشاريع أهلية، أو بتطوير بعض الجمعيات الرسمية المهمشة، كجمعيات الفنون، ولاشك أن طبقة من الليبراليين ورجال الأعمال وأصحاب النفوذ، الذين يرغبون في تمرير مشاريعهم التغريبية، سيدفعون نحو إشعار أو إيهام أصحاب القرار، أن مثل هذه المشاريع تساعد في تلميع صورة البلاد في الغرب، وتنزع عنه الصورة المتطرفة التي ألصقت بها، بسبب أحداث 11سبتمبر وما تلاها، وقد يساهم هذا كله في دفع عجلة هذا التغيير إلى أقصى سرعة.
بالإضافة إلى وجود جمهور عريض مستهلك، كان ولا يزال مطمعاً، يراهن عليه كافة الإعلاميين العرب من أصحاب الفضائيات وصناعة السينما العربية، وفي حالة اكتمال هذا المشروع دون معوقات، فإن هذا سيفضي إلى خرق قيمي رهيب في المجتمع، فالنسبة العالية من البطالة لدى الجنسين، وبريق الأضواء السينمائية الأخاذ، سيدفع باتجاه دخول شرائح من الشباب فيما يسمى يـ"صناعة السينما" أو المجال الإعلامي، بما يكتنفه من اختلاط ومظاهر منحرفة في القيم والسلوك.
وإذا كان المجتمع السعودي، كان ولا يزال، يفاخر بتدينه وانحيازه للعلماء والدعاة، والانحرافات السلوكية التي لا يسلم منها شعب، اقتصرت في غالبها على الجوانب السلوكية، ولم تصل إلى المنظومة القيمية والثقافية لهذا الشعب، إذ يشتكي خصوم الإسلاميين من انعدام الامتداد الشعبي، فإن دخول السينما للبلاد، وما سيتبعه، سوف يدفع باتجاه انخراط شرائح مهمة من الشباب في الوسط الإعلامي التغريبي، وسيكون لرموز التغريب امتدادهم الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع السعودي، كما هو حاصل في بعض البلاد العربية التي سبقت بلاد الحرمين في هذا المضمار.
ومن المأمول أن ينفر العلماء وطلبة العلم لهبة احتسابية شبيهة بتلك التي حدثت بعد دمج الرئاسة أو الدعوة لقيادة المرأة للسيارة، وفي تقديري، فإن هذا متعين على الدعاة والعلماء وشباب الصحوة، وينبغي عدم التقليل من شأنه أو تثبيط القائمين عليه، فإن لهذه الهبات الاحتسابية دورها الهام، مهما ظن البعض عدم جدواها أو ضعف تأثيرها، فهي من جهة قد تنجح في منع تلك المشاريع أو تأخيرها، كما حدث في موضوع قيادة المرأة للسيارة، وقد تنجح في التقليل من آثارها السيئة كما حدث في موضوع دمج الرئاسة.
ولست هنا في معرض تقييم آلية تلك الحملة الاحتسابية ونتائجها على وجه الدقة والتفصيل، ولكن المقصود أن ثمة تأثيرا لتلك الحملات على صاحب القرار، والسكون والركون يبعثان برسالة غير مباشرة للقائمين على تلك المشاريع التغريبية، للمضي قدما في تسريعها والمضي فيها، وفي النهاية هو واجب شرعي وواجب وطني وإبراء للذمة "معذرة إلى ربهم ولعلهم يتقون".
وطبيعة هذه الحملات الاحتسابية، والتي تتركز في مناصحة أصحاب القرار وبيان أخطار مثل هذه المشاريع التغريبية على وحدة هذه البلاد وأمنها الفكري عبر وسائل مدنية حضارية، بعيدة عن العنف المادي والمعنوي، مما ينبغي مباركته وتأييده من كافة العقلاء والدعاة، مهما ظن البعض ضعف تأثيرها.
في خضم هذا الحدث الاستثنائي المحلي، لن استغرب أن يقابل بعض الدعاة والمفكرين ممن غادر ساحة الاحتساب والنزال مع دعاة التغريب، مثل هذه المشاريع بالتجاهل أو حتى بالدعم غير المباشر، وإن لم يشعروا، عبر الكلام العام والفضفاض من أن السينما (ومثله لتمثيل) سلاح ذو حدين، يستخدم للخير والشر، وربما انتقد فئام منهم تلك الحملات الاحتسابية، داعين الإسلاميين إلى ترك أسلوب الاحتجاج والإنكار، وأن مآلهم هو اللحاق بالركب كما حدث في موقفهم من البث الفضائي، وأن الأولى بهم أن يسارعوا لإنتاج سينما "محافظة"، بدلاً من هذه المواقف الاحتسابية غير المجدية في نظرهم، ولا ينقضي عجبي من هذا الخطاب النظري، الذي يفتقر لأدنى رؤية موضوعية للواقع، وبيان ذلك في ملحظين:
الأول: أن صناعة السينما الجاذبة تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة، والمؤسسات الدعوية والاغاثية تعاني عجزاً وقصوراً في دعمها، لأسباب لا تخفى على المطلعين، بالإضافة إلى أن إنشاء سينما محافظة جاذبة مقارنة بقدرات الخصوم المادية والتقنية، يعد سباقاً خاسراً في هذا الوقت، فما دمنا غير مهيئين مادياً وتقنيا ومهنياً للنزال في هذا الميدان، فخلخلة الرأي العام المعارض بمثل هذه التقريرات النظرية الباهتة، يعد حلباً في قدح الخصوم، وفق تعبير أستاذنا محمد الأحمري.
الثاني: أن معاشر الدعاة والعلماء في أوج قوتهم وانتشارهم الشعبي، لم يتحصلوا على إذن رسمي بإنشاء صحيفة أو إذاعية، وإذا علم العقلاء أن قناة المجد قدمت طلباً للسماح لها ببث محطة إذاعية خاصة بالأطفال "ردايو دال للأطفال" منذ سنوات، ولم يسمح لها حتى هذه اللحظة، وإذاعة ام بي سي بجناحيها ( إف إم، بانوراما) ثبت على مدار الساعة أغانيها وحواراتها الساقطة بين الجنسين، تبين لهم أن دعوتهم لإنتاج سينما محافظة، أبعد ما يكون عن الواقعية في مثل هذه الظروف.
ومهم ألا يشتغل شباب الصحوة ودعاتها أثناء حملاتهم الاحتسابية بنقد بعض المواقف المتراخية من بعض إخوانهم، وأما إن أبوا إلا إبراز مواقفهم المتراخية إزاء الحدث، فلا بأس من الرد عليهم بعلم وعدل، مع حفظ مكانتهم وإحسان الظن بهم، وإذا كنا قد نختلف مع بعض الدعاة والمفكرين في آلية مقاومة كتائب التغريب، فإن هذا لا يمنعنا من حفظ قدرهم ومكانتهم، ولعل هذا من اختلاف التنوع، فالفئة المعتزلة لميدان النزال مع كتائب التغريب، تكسب مساحات لا بأس بها في ميدان الإعلام والمجتمع عموماً، وهذا يسمح لها بإيصال الخطاب الدعوي الإسلامي لشرائح في المجتمع، قد لا تستطيع الفئة المحتسبة الوصول إليها.