المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حملة الترشيد.. مَنْ يرشد مَنْ؟



المعلم
09-11-2008, 11:04 PM
إبراهيم بن سعد الماجد

حملة وزارة الكهرباء والماء للترشيد قد تلقى تجاوباً كبيراً من المواطنين، لكنها لن تجد أذناً صاغية من قبل الإدارات الحكومية. ففي حملات سابقة كان تجاوب المواطن واضحاً وإن كان دون المأمول، لكنه كان سيئاً من قبل الإدارات الحكومية دون استثناء لإدارة. شواهد ذلك جلية لا تحتاج دليلاً، ولعل الجميع يشاهد هذا الهدر في الكهرباء طوال الليل لجميع الإدارات، وما خفي كان أعظم من الأجهزة الكهربائية الأخرى من تكييف وآلات وخلافه. وحسب تصريح معالي وزير المياه والكهرباء فإن الهدر يتجاوز 35%!

موظف مثالي يحاول أن يتعاون في إغلاق كل الأجهزة والإضاءة في محيط مكتبه، أصيب بالإحباط عندما شاهد كل وزارته ضد ذلك بالفعل لا بالقول، عندما شاهد مكتب وزيرهم لا يلتفت إلى ذلك ولا يعير هذا التوجه للترشيد أي اهتمام، وعندما شاهد كل المديرين وكبار المسؤولين في الوزارة لا يوجهون للترشيد.

إذا كان 20% نصيب الأجهزة الحكومية من الاستهلاك العام فإن ذلك يعني أن هذه الأجهزة تساهم بشكل كبير في هذا الهدر والإسراف الذي يعاني منه المجتمع في كافة شؤون حياته وعلى رأس ذلك الكهرباء والماء.

ما دامت الحال هكذا فيحق لنا أن نقول مَنْ يرشد مَنْ؟

هل نحن في حاجة إلى جمعية أهلية متخصصة في الترشيد؟ تبدأ بالأجهزة الحكومية حال انطلاقها لعل وعسى أن تجد إذناً صاغية من هذا الوزير أو ذاك المدير.

هل نحن فعلاً نعاني من فقد المسؤولية؟

هل الضمير الوطني بات ضميراً غائباً؟

كثيراً ما نقول بأننا مجتمع يعي المسؤولية.. نقول ذلك فعلاً ولكنه قول ليس إلا، وإلا الواقع يقول عكس ذلك تماماً، فنحن أبعد ما نكون عن هذه الصفة الجميلة - للأسف الشديد.

في طرقاتنا.. في أعمالنا.. في سلوكياتنا.. بل وفي مساجدنا لا نشعر بهذا الشعور الجميل.. شعور المسؤولية، بل إن من يستشعر هذا الأمر ينظر إليه نظرة إشفاق من كثير من الناس وربما ينعت بصفات أبسطها أنه (مسكين).. إذا كان الجهاز الحكومي الذي يعنيه مباشرة حفظ المال وصيانة مكتسبات الوطن لا يستشعر هذه المسؤولية فمن باب أولى الفرد العادي، ولا يجب -والحال هذه- أن نلوم أي إنسان لم يتجاوب مع هذه الحملة ومثيلاتها.

إن استشعار المسؤول عظم مسؤوليته تجاه مكتسبات الوطن ثقافة يجب أن تسود، وإن كانت غائبة في واقعنا الحاضر فيجب أن نجاهد من أجل بثها بين كافة طبقات المجتمع، فمن دون هذه الثقافة التي -للأسف- تعاني من فقدها مجتمعاتنا العربية بشكل عام ومجتمعنا السعودي بشكل خاص لن نقدر على الرقي بالمجتمع ولن نستطيع تحقيق خططنا الوطنية مهما كانت هذه الخطط حالمة وواعدة.

عاشق حزن
09-11-2008, 11:37 PM
هل نحن في حاجة إلى جمعية أهلية متخصصة في الترشيد؟ تبدأ بالأجهزة الحكومية حال انطلاقها لعل وعسى أن تجد إذناً صاغية من هذا الوزير أو ذاك المدير.


نعم نحن في أمس الحاجة إلى قيام مثل هذا الأمر ,, حتى تكون مطالبنا بالترشيد تشمل الجميع

بما فيهم الإدارة والمنشئات الحكومية ,, وليس فقط المواطن المغلوب على أمره

تطالبنا وزارة الكهرباء والماء بين فترة وأخرى بضرورة ترشيد الإستهلاك وهي آخر من يطبق هذا الأمر

قبل أن يفتتح خادم الحرمين الشريفين المبنى الجديد للشئون الصحية بالمدينة المنورة في آخر زيارته لها

وبعد أن تم الإنتهاء من البناء ظل المبنى مضاء الأنوار ليلا في كامل أدوار المبنى دون أن يكون فيه أحد

ورغم افتتاحه للآن لم يتم الإنتقال إليه ولاتزال الأنوار مضاءه !!

للأسف الشديد حتى أنوار الشوارع نجد في كثير من الأوقات أنها مضاءه في النهار ,, ويرجعون السبب في

ذلك إلى عطل في نظام الإضاءة والذي يجعلها تطفي في النهار! طالما هناك عطل لماذا لا يتم إصلاحه

والكشف عليه كل فترة , أم أن ذلك لا يدخل ضمن حملات الترشيد التي يريدون تطبيقها فقط على المواطن





شكرا أخي المعلم على نقلك لهذا المقال ,, وللحق مميز أنت في إختيارك للمواضيع

الله يعطيك العافية

تحيتي لك

المعلم
10-11-2008, 01:56 PM
شكرا أخي عاشق حزن
والمتميز انت بحضورك الدائم ولطف مداخلاتك
حفظك الله ورعاك

الضآمي
11-11-2008, 04:45 PM
استاذنا المعلم

موضوع رائع الحقيقة

والمشكلة الأساسية في الدوائر الحكومية هي عدم إمكانية تطبيق العقوبة بحقها على أساس أنها مصلحة حكومية

والمشاكل الأخرى أن الإدارات الحكومية بشكل عام غير مشمولة بأي حملات توعية أو حملات إرشادية

كأنها الجهة المثالية التي لا تحتاج إلى تثقيف وتوعية

وللأسف إن في بعض الدوائر ومنها المرور على سبيل المثال تقام دورات سرية وخاصة جدا

عن تثقيف أفراد المرور بأنظمة المرور ولا نعلم لما هي سرية ولما هي محدودة لبعض منسوبيها


ونحن نقول أن عزل الدوائر الحكومية عن أي حملات توعية هي بحد ذاتها مشكلة توعوية يجب أن تنظر من قبل المسؤلين



دائما رائع في انتقاء مواضيعك وطرحها يا أستاذنا الكريم... دمت بألف صحة وتحياتي لك...

المعلم
11-11-2008, 04:54 PM
أخي الضامي
دائما ماتسعدني بتواجدك وتعقيبك الذي أحرص على متابعته
لأنه يأتي دائما مثريا للموضوع
جزاك الله عني خيرا
وبارك لك وعليك
تحيتي لك