المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة بحرية بالسمبوك من ينع الى القصير في عام 1814م م



محمد بدين
05-11-2008, 10:17 AM
قال الرحالة الانجليزي جون لويس بيركهارت
ابحرت من ينبع في الخامس عشر من ايار /مايو عام 1814م في سمبوك مكشوف ـ هكذا كتبه بالميم ولم يكتبه سنبوك-متجه الى القصير لتحميل الحنطة من هناك وكان الريس او الربان ابن المالك وهو من اهل ينبع وقد اتفقت معه على عبوري من ينبع الى القصير مع عبدي لقاء خمسة دولارات وكان يدفع الحجاج عادة دولارين ودولارا واحدا يدفعه الفقراء والخدم وقد سمحت الحكومة لمالكي السفن بنصف دولار للشخص الواحد فقط لنقل الجنود وبما انه كان لشريك آمر ينبع حصة في هذا القارب فقد سمح له بالانطلاق بلا جنود وقال لي الريس ان هناك اثنا عشر عربيا فقط مسافرين على متن القارب وبعد ان جعلني ادفع دولارين اضافيين عن التعرفة المعتادة وافق على منحي مكانا صغبرا خلف المكان المخصص للمسافرين لي لوحدي غير اني حين صعدت على متن السمبوك وجدت نفسي مصابا بخيبة امل فقد كان عدد الركاب يفوق الثلاثين راكبا من السوريين والمصريين مع عشرة بحارة اضافة الى الريس واخوه الاصغر والقبطان والمضيف وقد استقر هؤلاء في المكان الواقع خلف الدفة والذي قد اتفقت معه على شغله لوحدي وان العودة الى ينبع وهي موطن الموت في ذلك الوقت امر غير ممكن وعنما لم ار أي مظاهر للطاعون على ظهر المركب اذعنت لقسمتي ونصيبي دون الخوض في جدال عقيم فابحرنا على الفور على مسافة قريبة من الشاطىءـيقصد بمحادات الشاطىءـ
وفي المساء وجدت نفسي وقد ساءت حالتي فقد كان في المحتجز ستة اشخاص من المرضى كان اثنان منهم في حالة من الهذيان العنيف ومات احدهم في اليوم التالي وتم رمي جثمانه في البحر وام يعد هناك شك في وجود الطاعون فغلا على متن المركب على الرغم من اصرار البحارة على النفي قائلين ان ذلك كان مرضا مختلفا في اليوم الثالث شعر الصبي اخو الريس بألم فظيع في رأسه وخوفا من الطاعون أصر على انزاله الى الشاطىء كنا حينذاكفي خليخ صغير فاذعن الريس لتوسلاته واتفق مع بدوي على الشاطىء لحمله على ظهر الجمل في طريق العودة الى ينبع وقد تم انزاله الى البر وانا اجهل مصيره بعد ذلك ان الوقاية الوحيدة التي استطعت اتباعها لتجنب العدوى كانت بوضع امتعتي حولي كأنني اشكل بقعة منعزلة حيث كان لي فيها مكان كاف للجلوس بطريقة مريحة ليس الا لكن على الرغم من ذلك فقد كنت مضطرا للاحتكاك باستمرار بمجموعة القارب ولحسن الحظ لم ينتشر الوباء
فقد كان دوار البحر وعملية التقيؤ المتكررة للمسافرين يبدو انه ساعد في عملية انقادهم من المرض
وقد اشمأزت نفسي من كل اصناف الطعام باستثناء الحساء الخفيف
وكنت كلما دخلنا في ميناء انزل واشتري خروفا من البدو لتحضير طبق من الحساء واوزع اللحم على المسافرين في القارب وبذلك كسبت مودتهم فاصبحت استطيع طلب المساعدة منهم في كل امر اريده واملاحة هنا تشبه الملاحة في سفرتي من جدة الى السواقين فكنا ندخل الميناء كل مساء ولا بنحر اطلاقا خلال الليل وعندما يعرف الربان ان اقرب ميناء او خور لانستطيع بلوغه قبل الليل كنا نتوقف في أي ميناء واحيانا نتوقف في منتصف النهار وقد كانت سفينتنا ليس بهاق لرب صغير نتمكن به من النزول الى الشاطىء
لان رياحا عاتية جرفته بعيدا في رحلة سابقة حسب ما قاله الربان لذا كنا لانستطيع النزول الا اذا وجدنا في الميناء او الخور سفن اخري وقد كانوا ينزلون الاشرعة عندما تهب الرياح القوية ويدخلون الى احد المرافىء وفي طول الرحلة لم نكن قد ابحرنا يوما لأكثر من خمسة وثلاثين ميلا خشية العواصف اوالابحار ليلا
ولم يكن في السفينة سوى برميل ماء واحد مربع الشكل
لاتكفي مياهه سوى ثلاثة ايام لطاقم السفينة فقط اما الركاب فان كل منهم لديه قربته الخاصة يملؤها بالماء كلما دخلنا ميناء او وصلنا الى مورد ماء ونجد البدو على الشاطىء قد جلبوا الماء ليبيعونه علينا
لقد ابحرنا للأيام الثلاثة الاولى على طول شاطىء رملي قاحل تماما والجبال ممتدة الى مسافات داخل الارض
وعلى مسافة ثلاثة ايام من ينبع كما يتم احصاؤها عادة وصلنا الى جبل حصَّاني( قد يقصد جبل حسان باملج) الذي يصل الى مسافة قريبة من الشاطىء ومن هناك تقع شمالا سلسلة جبال منخفضة جوار الشاطىء يقطنها قليل من البدو وتمتد مخيمات قبيلة جهينة حتى هذه الجبال والى الشمال منها حتى تصل الى محطة الحج التي تدعى الوجه او كما تلفظ (الوش) تقع مساكن قبيلة (حطيم) وتوجد العديد من الجزر في مقابل جبل حصَّاني كما ان البحر هنا مليء بالضحل والصخور المرجانية والتي ترتفع قريبا من السطح فتكتسب المياه من الوانها المتنوعة والسكان هناك جميعهم صيادون نشيطون ولديهم قوارب صغيرة وهم يقومون بتمليح السمك ويحملونه في قواربهم الى ينبع او القصير او يبيعونه للسفن المارة من هناكوتخص احدى تلك الجزر هناك قبيلة بني عبس وتدعى الحرة وهم مثل جيرانهم قبيلة حطيم ذوو سمعة سيئة ويوجد على جزيرة اخرى قبر امام يدعى شيخ حسن المرابط ويسكن قرب القبر عائلة من حطيم وكانت السفن المارة تقدم لهم الطعام تبركا بالامام
وحين اقتربت سفينتنا منها صنع ريسنا رغيف خبز كبير أعده في الرماد ووزع قطعة منه لكل شخص في السقينة يأكله تكريما للامام ثم قدم لنا بعدها فنجانا من القهوة
وعن عادات البحارة التي يراها خرافات يقول
انهم يحافظون على العادة الثابتة والدائمة برمي حفنة من الطعام المعد الى البحر عند كل وجبة قبل ان يجلسوا هم مميز وهناك حصتهم والا فهم سيعمدون الى عرقلة سير السفينة
وخلال الرحلة كنا نلتقي كل يوم بسفن قادمة من مصر وكنا نرسوا احيانا في الخليج نفسه مع ثلاثة او اربعةمنها في المساء وتنشب احيانا في تلك الظروف المشاجرات حول الماء فترغم السفن في بعض الأحيان على الانتظار ليوم او يومين حتى يأتي البدو بمؤونة كافية الى الساحل وكلنوا يحضرون الزبدة بكثرة والحليب والعسل والخراف والماعز والسمك المملح وخشب الموقد واغصان رفيعة من جنبات الأراكالتي يصنع منها العرب فرشاة اسنانهم ويتم عادة مقايضة هذه الاغراض بالحنطة او التبغ وان بعض هؤلاء البدو لصوص جسورون فكثير ما يعومون الى السفن خلال الليل لانتظار فرصة مناسبة للسلب والنهب
المياه على طول الساحل سيئة النوعية الا عند الوجه وضباء
ان الوجه تعرف عادة ببعدها عن جبل حصاني بثلاثة ايام هي عبارة عن حصن يقع على طريق الحج بنحو ثلاثة اميال داخل الاراضي وهناك بالقرب منه نبع للمياه وهناك كذلك آبار غزيرة من المياه المتوسطة النوعية التي تقع في تخوم صغير هو عبارة عن مرفأ للحصن يدعى مرسى الوجه
يسكن الجبال المجاورة للوجه بدو قبيلة بلي والى الشمال من الوجه على مسافة يومين جنوبي مويلح يقع مرسى ضبا المشهور بآباره الممتازة وهو يقع في خليج واسع هو احد افضل الموانىء على هذا الساحل والابار تقع على مسافة نصف ساعة داخل الاراضي في بستان نخل

تقف السفن التي تمر من القصير متجهة الى ينبع في هذه النقطة ثم تتابع رحلتها الساحلية باتجاه الجنوب
والى الشمال من ضبا علىمسافة يومين يقع حصن مويلح وقريتها الصغيرة في اراضي بدو قبيلتي الحويطات وعمران
وموقع مويلح مميز جدا بسبب الجبل الشاهق الذي يقع خلفها تماما وله ثلاثة قمم مدببة الرأس ترتفع عن الأخريات بحيث يمكن رؤيتها من مسافة ستين الى ثمانين ميلا ومويلح هي المركز الرئيسي على هذا الساحل من العقبة الى ينبع
ومن مويلح تبدو شبه جزيرة سيناء بوضوح عبر النقطة التي تدعى رأس محمد وتأخذ السفن المتجهة من ينبع الى القصير
هذا الرعن عادة او احدى الجزر الواقعة خلفه ومن تم تبحر جنوبا الى القصير وهم يقومون بذلك للاستفادة من الرياح الشمالية التي تهب في تلك الاجزاء من البحر الأحمر فهم يفضلون دائما طريقة السفر الساحلي البطيء والممل لأنه الأكثر أمانا
وعند وصولهم الى رأس محمد يلقون مرساتهم بالقرب من احدى الجزر او يدخلون المرفأ المدعو (شرم)
وينتظرون هبوب ريح معتدله تنقلهم الى القصير في بوم او يومين وبالنسبة لسفينتنا فلم يحدث معنا أي حادث غير سار
سوي مرة واحدة ارغمنا على البقاء في المرسى لثلاثة ايام
ولطالما توقعت ان تتحطم السقينة وانا ارى الربان يبحر بين الضحل على الشاطىء ولكن خبرتهم الواسعة تجعلهم يظهرون جسارة عالية
وبعد سفر دام عشرين يوما وصلما جوار رأس محمد في الرابع من شهر حزيران /يونيو عام 1814 م
ومن هنا رغبت انزالي الى الشاطىء لتفق مع بعض البدو الذين كانوا بالعادة ينقلون من يرغب من المسافرين عبر البر على الجمال الي طور او السويس حيث كانت الطريق من طور او السويس الى القاهرة اقصر كثيرا من القصير الى القاهرة

ومن هنا نزل صاحبنا وسافر عبر البر
لذلك تركت انا السقينة وعدت اليكم
ارجوا ان اكون قد وفقت في نقل ما كتبه صاحبنا عن رحلة بحرية

ينبع
05-11-2008, 10:43 AM
رائع يا أبو سلطان
مع مرتبة الشرف
حقيقة حهد تشكر عليه ونقل موفق جداً

من يقرأ الموضوع يستخلص منه أشياء كثيرة جداً
عن الوضع السائد في ذلك الزمن بينبع ومن حولها
وكم تمنيت لو ذكر اسماً واحد من أسماء من رافقه في تلك الرحلة
المزيد المزيد يا أبو سلطان
جوزيت خيرا وزوجت بكرا ورزقت عشرا في عشر في عشر

المعلم
05-11-2008, 11:31 AM
شكرا أبا سلطان
فعلا نقلتنا في هذه الرحلة المضنية
وكم تمنيت التعريف بالريس أو أحد البحارة
واسم المركب
على كل حال أشكر لكم هذا التوثيق الجميل

بشير
05-11-2008, 11:45 AM
شكرا أستاذ محمد
سافرنا بخيالنا مع هذه الرحلة
وكما ذكر الأخوان كم تمنيت أن يكتب إسم الريس

!!عــــذاري !!
05-11-2008, 01:03 PM
شكرا أستاذ محمد

محمد بدين
05-11-2008, 04:20 PM
اخوتي الكرام الافاضل
ينبع (ابو عبد الله )
المعلم (ابو خالد)
بشير
عمري
سعادتي لاتوصف بكم وبمروركم
وكم كنت اتمنى ان يكون قد سجل لنا ولو اسم واحد
لأي واحد من طاقم السفينة ولكن الاسماء يبدو انها لم تكن ضمن اهتماماته
لذلك لم يكتب اسماء اشخاص اطلاقا
شكرا لكم جميعا وتقبلوا تحياتي

بدر عاشور
05-11-2008, 07:13 PM
شكرا أستاذ محمد
سافرنا بخيالنا مع هذه الرحلة
وكما ذكر الأخوان كم تمنيت أن يكتب إسم الريس

محمد بدين
05-11-2008, 10:48 PM
اهلا بك اخي بدر
اسعدني جدا انك هنا في متصفحي
شكرا لك لمرورك وجميل مشاعرك
تقبل شكري وتقديري

العادل
05-11-2008, 11:19 PM
شكرا أبا سلطان على هذا التوثيق الجميل

محمد بدين
06-11-2008, 09:36 PM
العفو اخي العادل
شكرا لمرورك
وتقبل تحياتي

نبع الخير&
07-11-2008, 09:00 AM
وكنت كلما دخلنا في ميناء انزل واشتري خروفا من البدو لتحضير طبق من الحساء واوزع اللحم على المسافرين في القارب وبذلك كسبت مودتهم فاصبحت استطيع طلب المساعدة منهم في كل امر اريده

أسعدني قرأة القصه وأكثر من مره وقد عشت أسبح في خيالي وكاني معهم لمعرفتي أكثر الأماكن التي مرة بها الرحلة ووقفت عليها سوى مدن أوقلاع وهي وموجوده وتم تسويرها لي أهميتها التاريخية


ألمبدع أباسلطان
مشكوور الف شكر طرح رائع
والصور الذهنية ولااروع..تقديري لك

محبكم في الله
نبع للخير
أبوعبدالعزيز

خميس حمدان الرفاعي
07-11-2008, 10:51 AM
أخي العزيز أبو سلطان حقيقة عشنا في رحلة شاقة وممتعة وجميلة من خلال قلمك االسيال العذب ونتمنى منك المزيد وأنت أهلاً لذلك . حفظك الله بالصحة والعافية ووفقك لما يحبه ويرضاه .

تقبل تحياتي وتقديري

عبدالله الفايدي
07-11-2008, 03:02 PM
سافرنا بخيالنا مع هذه الرحلة الشاقة ولكنها ممتعمه

دمت في رعاية الله أخي محمد بدين

محب الموروث
08-11-2008, 12:12 AM
مجهود موفق وعرض رائع ..
الله يعطيك العافية يابوسلطان ولايحرمنا طيباتك ..
بالنسبة لكلمة ( سنبوك ) أو ( سمبوك ) وهذا هو النطق المحلي لها فمسميات الوحدات البحرية نجدها تتشابه في عدة لغات ، فمثلا لاحصرا في الانجليزية يطلقون نفس المسميات على ( سنبوك ) و ( بوت ) و ( دنجي ) و ( تاك ) وغيرها ، ونجدها بنفس المسميات في عدة لغات ، وأعول ذلك الى الاتصال البحري بين الشعوب ..
أما عن قبيلة ( حطيم ) فأعتقد أن المقصود هم ( هتيم ) ، وذكر لنا كبار السن أن لهم منازل في السواحل الشمالية فيما سبق ..
أكرر شكري وتقديري يابوسلطان ..
مع تحياتي ..
.

أبو هشام
08-11-2008, 05:33 PM
شكرا أخي الأستاذ محمد على هذا الطرح الجميل

أما بالنسبة لكلمة سنبوك في اعتقادي أن الراوي

ليس لديه خلفية في علم التجويد فالنون في كلمة سنبوك

ساكنة وقد أتى بعدها حرف الباء فقلبت ميما لفظا ،وعلم

التجويد لايقتصر تطبيقه على القرآن الكريم فقط فمن الممكن

تطبيقه في شتى صنوف المعارف التي تكتب بالفصحى وللأهمية

جرى التنويه .كما هو في كلمة ( ينبع )

استدراك: أقصد بالراوي البحارة الإنجليزي مستر (جون)

محمد بدين
09-11-2008, 08:21 AM
نبع الخير
انت دائم التوهج واللمعان
تثري المجالس بما تطرحه من مواضيع مفيدة
شكرا لمرورك وتقبل حبي

خميس حمدان الرفاعي
يسرني ويسعدني تواجدك
شكرا لك وتقبل تحيني

عبد الله الفايدي
اهلا بك وشكرا لك على المرور
ولك كل الود

محب الموروث ( اخي عبد الرحمن)
شكرا لك مرورك وتواجدك
وايضاحك لبض الكلمات الواردة
في الموضع اثراء له
تقبل ودي وشكري الجزيل لك

ابو هشام
فعلا ما تفضلت به
بشأن كلمة سنبوك
هي مشابهة لكلمة ينبع
من حيث الاقلاب فيها
فالصيح برأيي تكتب بالنون
وتلفظ بالميم لوجود الاقلاب
شكرا لك اضافة التوضيح الذي اثرى الموضع
وتقبل كثير امتناني

أبو رامز
09-11-2008, 11:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أبا سلطان العزيز

حقيقة .. تعجز الكلمات عن وصف ما تقوم به من جهد .
فقد كنت في لهفة وشوق لهذا الموضوع ، خصوصا .. بعد عرضكم التشويقي له في موضوعكم السابق ( وصف لمدينة ينبع عام 1814م )

وما هذا الا تعطشا مني لمعرفة تاريخ مدينتنا الحبيبة .. وعلى يد أستاذ نحبه ونستمتع بكتابته .

ولدي طلب أتمنى أن ينال استحسانكم
وهو الكتابة عن ( ذكريات الماضي لديك ) وعن من عاصرتهم.. ووصف لينبع التي عايشتها كيف كانت .

ولا أملك ختاما .. سوى تقديم خالص شكري وجل تقديري واحترامي لكم .

محبكم .. أبو رناد

مهندس شكري حجازي
11-11-2008, 12:24 AM
اخي جزاك الله خيرامتعتنا بهذه الرحلة
فطلبت المذيد فاسعدني ان اضيف الاتي
ينبع في كتب الرحلات
في مطلع القرن الثاني عشر الهجري سنة ( 1105هـ ) مر بينبع الرحالة الشيخ ( عبد الغني النابلسي ) فتحدث عنها في رحلته حديثًا ممتعًا وقال فيها :
سقى الله الحجاز وينبعيه وما حويا من الخير المهول
فينبع بحرهم نفع البرايا وينبع نخلهم مثوى العقول ..
ومما قاله في حديثه ( حتى أصبحنا يوم الثلاثاء وهو يوم العاشر من شعبان فركبنا وسرنا إلى أن وصلنا بعد الظهر إلى ( ينبع البحر ) ونزلنا هناك في ( القلعة ) على شاطئ البحر ولا ماء هناك إلا الماء الذي يجلب في وقت الصباح ويباع وسمي ( الينبع ) تفاؤلاً بنبع الماء فيه أو لنبع الأرزاق المجلوبة إليه من البحر وقلنا في ذلك إشارة إلى ماهنالك :

أتينا محلا شاطئ البحر دافق لديه بارزاق بها الله ينفع
جرت منه انواع الجرايات للورى كما الماء من عين جرى فهو ينبع
أما الأستاذ محمد حسن هيكل باشا فقد مر بينبع في ختام رحلته عائدًا إلى مصر من الديار المقدسة سنة 1937م وقال في كتابه الشهير ( في منزل الوحي ) : ( أصبحت بينبع مطمئنا سعيد ، وهبطت إلى غرفة الاستقبال فألفيت بها قوما من أهل البلد تفضلوا بزيارتي … )
وقد ورد ذكر ينبع في كثير من كتب الرحلات باعتبارها طريقًا من الطرق المؤدية للحج ومن هذه الرحلات :
( رحلة الجزيري ( 959هـ ) ، رحلة ابن خلدون ( 965) هـ ، رحلة محمد الحسيني ( 1039)هـ ، رحلة الوزير الشرقي الإسحاقي 1143هـ وغيرهم ..

العنبوسي
11-11-2008, 04:42 PM
ماذا يقصد بقوله:
بنو عبس لديهم سمعة سيئة كما بنو حطيم