المعلم
03-11-2008, 11:36 AM
محمود بن عبد الله القويحص
في بداية كل عام دراسي جديد يأمل من هم في الميدان التربوي أن تكون مشكلة زيادة أعداد الطلاب داخل الفصول قد تلاشت، وتم إيجاد الحلول المناسبة لها، كي يتم التميز في التعليم ويسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهدافه، وتظهر عليه آثار التطوير.
وإذا بالوضع لم يتغير منه شيء ففي هذا العام قلّ أن تجد مدرسة لا تشكوا من زيادة الإقبال عليها، وكثافة الطلاب داخل فصولها، حتى تحولت هذه المشكلة إلى ظاهرة داخل المدن الرئيسية وأصبحت تحتاج إلى تدخل سريع لحلها كي لا تؤثر سلبا على مستوى التعليم، لا سيما وأن التعليمات الموجهة إلى إدارات المدارس تنص على قبول الطلاب بغض النظر عن أعدادهم داخل الفصول، ولم يقتصر الأمر على المباني الحكومية بل امتد إلى المباني المستأجرة، ولعل هجرة بعض الأسر إلى المدن الرئيسية، وزيادة أعداد أبناء الوافدين والمقيمين وإقبالهم على المدارس الحكومية، والظروف الاقتصادية لدى من كان أبناؤه في مدرسة أهلية واضطر إلى نقلهم للمدارس الحكومية، وما قامت به الوزارة هذا العام من إغلاق لبعض المدارس المستأجرة ودمج طلابها بمدارس أخرى، كل ذلك زاد من تفاقم هذه المشكلة وزيادة أعداد الطلاب داخل الفصول، وعندما سألني أحد المسؤولين - ممن لا علاقة له بالتعليم - عن وضع الطلاب لهذا العام الدراسي؟ أجبته قائلا: هل تعلم أن هناك مدارس في مدينة الرياض يتجاوز عدد طلاب الفصل الواحد (45) خمسة وأربعين طالبا، ولو لم أخش أن يشك في كلامي لقلت له بل تجاوز (50) الخمسين طالبا، وبعض الصفوف الأولية أعداد طلابها تقترب من (30) الثلاثين طالبا، فقال لي مستنكرا: هل هذا تعليم؟ كيف يتمكن المعلم من السيطرة على الطلاب، بل كيف يتأكد من وصول المعلومة لهم، بل هل سيتم استيعاب جميع الطلاب للدرس، بل كيف سيكون وضعهم داخل المختبرات ومعمل الحاسب الآلي، بل هل بمقدور المعلم أن يستخدم التقنية وطرق التعليم الحديثة مع هذا الكم الهائل من الطلاب، وهل يوجد داخل الفصل مكان مهيأ لوجود واستخدام الوسائل التعليمية، بل هل المعلم سيدير الفصل إدارة فعّالة، واستطرد قائلاً: هل تعلم أن هذه المشكلة هي إحدى المعوقات الجذرية لتطوير التعليم، وحدوث المشاكل السلوكية، وقلة التحصيل العلمي بين الطلاب، وآثارها سلبية عليهم وعلى المعلم، فالمعلم لن يعطي عطاء مجدياً، ولن يحقق الأهداف التربوية والتعليمية للدرس، ولن يتابع جميع طلابه متابعة دقيقة، ولن يكون تقييمه منصفاً وواقعياً، ونفسيته ستتأثر من ذلك وتنعكس على الطلاب ومستوياتهم التعليمية، ويبقى همّه داخل الفصل متى سينتهي الدرس، أمّا الطالب فسيكون أكثر ضرراً من المعلم، من الناحية النفسية والسلوكية والتعليمية، فبيئة كهذه لن تكون في يوم من الأيام منتجة، أو دافعة للتعلم، أو مواكبة لمتطلبات العصر الحديث، وعلى المسؤولين في الوزارة وإدارات التعليم ضرورة التخطيط المسبق، ووضع هدف لابد من تحقيقه وهو التقليل من أعداد الطلاب داخل الفصول في مدارس المدن الرئيسية، ووضع كافة الاحتمالات والبدائل لتفادي هذه المشكلة، والسعي الجاد لحلها، وأن تكون من أولى الأولويات، وإلاّ فزيادة أعداد الطلاب داخل الفصول الدراسية نذير خطر يهدد أبناءنا وتعليمنا
في بداية كل عام دراسي جديد يأمل من هم في الميدان التربوي أن تكون مشكلة زيادة أعداد الطلاب داخل الفصول قد تلاشت، وتم إيجاد الحلول المناسبة لها، كي يتم التميز في التعليم ويسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهدافه، وتظهر عليه آثار التطوير.
وإذا بالوضع لم يتغير منه شيء ففي هذا العام قلّ أن تجد مدرسة لا تشكوا من زيادة الإقبال عليها، وكثافة الطلاب داخل فصولها، حتى تحولت هذه المشكلة إلى ظاهرة داخل المدن الرئيسية وأصبحت تحتاج إلى تدخل سريع لحلها كي لا تؤثر سلبا على مستوى التعليم، لا سيما وأن التعليمات الموجهة إلى إدارات المدارس تنص على قبول الطلاب بغض النظر عن أعدادهم داخل الفصول، ولم يقتصر الأمر على المباني الحكومية بل امتد إلى المباني المستأجرة، ولعل هجرة بعض الأسر إلى المدن الرئيسية، وزيادة أعداد أبناء الوافدين والمقيمين وإقبالهم على المدارس الحكومية، والظروف الاقتصادية لدى من كان أبناؤه في مدرسة أهلية واضطر إلى نقلهم للمدارس الحكومية، وما قامت به الوزارة هذا العام من إغلاق لبعض المدارس المستأجرة ودمج طلابها بمدارس أخرى، كل ذلك زاد من تفاقم هذه المشكلة وزيادة أعداد الطلاب داخل الفصول، وعندما سألني أحد المسؤولين - ممن لا علاقة له بالتعليم - عن وضع الطلاب لهذا العام الدراسي؟ أجبته قائلا: هل تعلم أن هناك مدارس في مدينة الرياض يتجاوز عدد طلاب الفصل الواحد (45) خمسة وأربعين طالبا، ولو لم أخش أن يشك في كلامي لقلت له بل تجاوز (50) الخمسين طالبا، وبعض الصفوف الأولية أعداد طلابها تقترب من (30) الثلاثين طالبا، فقال لي مستنكرا: هل هذا تعليم؟ كيف يتمكن المعلم من السيطرة على الطلاب، بل كيف يتأكد من وصول المعلومة لهم، بل هل سيتم استيعاب جميع الطلاب للدرس، بل كيف سيكون وضعهم داخل المختبرات ومعمل الحاسب الآلي، بل هل بمقدور المعلم أن يستخدم التقنية وطرق التعليم الحديثة مع هذا الكم الهائل من الطلاب، وهل يوجد داخل الفصل مكان مهيأ لوجود واستخدام الوسائل التعليمية، بل هل المعلم سيدير الفصل إدارة فعّالة، واستطرد قائلاً: هل تعلم أن هذه المشكلة هي إحدى المعوقات الجذرية لتطوير التعليم، وحدوث المشاكل السلوكية، وقلة التحصيل العلمي بين الطلاب، وآثارها سلبية عليهم وعلى المعلم، فالمعلم لن يعطي عطاء مجدياً، ولن يحقق الأهداف التربوية والتعليمية للدرس، ولن يتابع جميع طلابه متابعة دقيقة، ولن يكون تقييمه منصفاً وواقعياً، ونفسيته ستتأثر من ذلك وتنعكس على الطلاب ومستوياتهم التعليمية، ويبقى همّه داخل الفصل متى سينتهي الدرس، أمّا الطالب فسيكون أكثر ضرراً من المعلم، من الناحية النفسية والسلوكية والتعليمية، فبيئة كهذه لن تكون في يوم من الأيام منتجة، أو دافعة للتعلم، أو مواكبة لمتطلبات العصر الحديث، وعلى المسؤولين في الوزارة وإدارات التعليم ضرورة التخطيط المسبق، ووضع هدف لابد من تحقيقه وهو التقليل من أعداد الطلاب داخل الفصول في مدارس المدن الرئيسية، ووضع كافة الاحتمالات والبدائل لتفادي هذه المشكلة، والسعي الجاد لحلها، وأن تكون من أولى الأولويات، وإلاّ فزيادة أعداد الطلاب داخل الفصول الدراسية نذير خطر يهدد أبناءنا وتعليمنا