المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العالم يحتفل غداً بـ «لا.. لاستغلال الطفولة»



المعلم
31-10-2008, 01:46 PM
45% مـن الأطفال يتعرضون للأذى

وفاء باداود ـ ابراهيم القربي - جدة
قبل أربعة أشهر وتحديدا في غرة رجب الماضي انتهت تفاصيل جريمة الطفلة غصون، بالقصاص من والدها وزوجته اللذين تسببا في تعذيبها حتى الموت. لكن لم تكن غصون التى راحت ضحية أبشع عنف ضد الأطفال، الوحيدة التي هزت مجتمعنا، إذ توالت الحوادث وسمعنا عن بلقيس - 7 سنوات- التي عذبتها زوجة الأب، وكانت تحرقها وتخرجها من المنزل عارية حتى أصيبت بالموت الدماغي، وأريج التي عذبها الأب وزوجته بالحرق والضرب حتى الموت، أما النماذج الأخرى، فما زالت قيد الكتمان. والغريب في الأمر أنه في وقت يحتفل العالم غدا (الأول من نوفمبر) باليوم العالمي للطفولة تحت شعار (لا لاستغلال الطفولة)، نفتقد إلى احصائيات تكشف كم التعذيب أو الإيذاء، الذي يتعرض له الأطفال في مجتمعنا، الأمر الذي يتوقف في غالب الأمر على المكاشفات الأسرية، مما يعقد المشكلة ولا يقودنا الى وضع الحلول المثلى لتجنب ما يمكن أن يقودنا إلى ظاهرة، ويجعل من الملف المعلن من غصون إلى أريج، مجرد حالات فردية لا تكرار لها.
النصف معذبون
أظهرت دراسة لمركز أبحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية أن 45% من الأطفال السعوديين يتعرضون للإيذاء بشكل يومي 33.6% للإيذاء النفسي، 25.3% للإيذاء الجسدي، 23.9%للإهمال وهو من أنواع العنف النفسي، و36% الحرمان من المكافآت المادية والمعنوية، و18%يتعرضون للضرب بأدوات خطيرة، 19% القذف بالأشياء التي في متناول اليد، 32% التهديد بالعنف، 21% السب بألفاظ قبيحة والتهكم، وأكثر الفئات تعرضا للإيذاء الأيتام بنسبة70%، تليها الأطفال عند انفصال الوالدين 58 %، وفي حال طلاقهما 42%، ثم حالة وفاة الأم 18.8%، ثم نسبة 10% في حالة وفاة كلا الوالدين، وأكثر الفئات تعرضا للإيذاء هي التي يقل دخل الأسرة فيها عن ثلاثة آلاف بنسبة 29.5%.
سيئ الأخلاق
ع. هـ (18 عاما) تصف والدها بأنه سيئ الأخلاق، وتقول: تزوج والدي من أخرى بعد وفاة والدتي، إلا أنه بدأ ينهال علينا واخوتي الثلاثة ضرباً بأدوات مختلفة، مرة بسلك الكهرباء وأخرى بالعصا وثالثة بيده وقدمه، ويمنعنا من الطعام، ويضعنا في غرفة ليس بها نور أو هواء، وعندما كانت زوجته تمنعه عن مثل هذه الممارسات لا يتورع في الاعتداء عليها معنا، حتى نالت حريتها منه بالطلاق، وأصبحنا معه يمارس علينا أبشع أنواع التعذيب والقسوة، الأمر الذي عرض اثنين من اخوتي الى الاصابة بمرض سوء النطق، ولم يستطع أحدهما الاستمرار في التعليم، والآخر أصبحت نزعاته عدوانية تجاه الأطفال حيث يركض وراءهم ويعتدي عليهم، مما سبب له مشكلة في المدرسة ومع الجيران، فحول عنفه إلى القطط في الشارع كتنفيس لما يتعرض له. وللأسف ما زال يمارس أنواع العنف علينا ونخاف أن نشكو لأحد أفراد عائلتنا فيضاعف علينا العذاب.
زوج متوحش
ن . خ أرملة لم تنجب، تزوجت من رجل لديه ثلاث بنات صغيرات ظناً منها أنها سوف تعوضهن عن والدتهن، ولكنها صعقت بوالدهن الذي يعذبهن بشكل قاس بعيدا عن اعتبارات طفولتهن، حيث كان يقوم بكي أجسادهن بالنار لاتفه الأسباب ويعلقهن من أرجلهن ورؤوسهن إلى الأسفل لفترات طويلة، مما تسبب في معاناة احداهن من مشكلة في الدماغ، والأخرى لديها مشاكل جسدية، وكان يمتنع عن أخذهن للطبيب خوفا من التبليغ عنه، أما الفتاة الثالثة، فقد كانت تتبول لا إراديا.
وقالت عندما كنت اتدخل لمنعه من ضربهن، لا يتردد في ممارسة نفس الأسلوب معي، بل يمنعني من الذهاب لأهلي، ويحرم الصغيرات من الذهاب للمدرسة حتى لا يلاحظهن أحد، وعندما فشلت في إصلاحه طلبت الطلاق لانجو بنفسي، خاصة انه لطالما عايرني بعدم الانجاب، وانهم بناته ومن حقه ان يربيهن كيفما أراد، فودعتهن وكلي أسى وحزن على الفتيات، فمن المؤكد أن مستقبلهن سيكون مظلما وسوف ينشأن بنفسيات مريضة جداً.
حضانة التعذيب
وقادت الصدفة المطلقة ف . ع إلى اكتشاف ما تعرض له طفلها من تعذيب على يد والده خلال فترة الحضانة معه، وقالت عاش طفلي معي لسبع سنوات، ثم انتقل إلى والده وأقام معه ثلاث سنوات، وعندما قرر الأب الزواج اشترطت عليه عروسه ألا يقيم ولدي معها فأعاده الي، فبدأ يصحو من نومه يصرخ، وبمناقشته اعترف أن والده كان يواظب على ضربه بالحذاء لأبسط الأسباب، ويمارس ضده أبشع أنواع التعذيب، ويمنعه من الطعام ويربطه على الكرسي، ويمنعه من النوم طوال وجود اصدقائه في المنزل، وبعد ذهابهم يجبره على تنظيف المنزل ويطعمه باقي الطعام، وبعرضه على الطبيب أوضح أنه يعاني من عقدة نفسية، ويتطلب علاجه وقتا طويلا.
إحصائيات غائبة
واستبعد الدكتور محمد إعجاز براشا أخصائي الطب النفسي أن يكون العنف ضد الأطفال في المملكة ظاهرة، واعتبرها حالات محدودة تقتصر معظمها في الضرب والسب، معبرا عن أسفه لغياب الإحصائيات عن عدد حالات العنف المسجلة في المملكة، في وقت يعد العنف في أنحاء العالم مشكلة اجتماعية ونفسية وثقافية، يتم تناولها بالدراسة والتمحيص ووضع الحلول المناسبة.
وقال إنه من الملاحظ أن الأم التي تمارس العنف على أطفالها تعاني من ضغوط في الحياة، ولا تجد متنفسا سوى أطفالها، والمعروف أن الأقل من سن خمس سنوات لا يختزنون الذكريات في نفسياتهم، ولكن الأطفال فوق سن العاشرة تظل الذكريات السلبية في عقولهم، وربما تؤثر في مستقبلهم، لذا لابد أن تكون هناك عيادات متخصصة للتوجيه والإرشاد للوالدين أو القائمين على الطفل، مع ضرورة تخصيص برامج توعوية عن أخطار العنف مع التبليغ عن أي حالة يلاحظ بأنها قد تعرضت للعنف.
شذوذ نفسي
ويؤمن الكاتب نجيب يماني أن التربية لا تعني العنف والاستبداد ولا الضرب والإذلال، إذ لها مضامين وحدود وغايات، من يخرج عنها يتجرد من نعمة الحب وسمو العاطفة، ويعاني من تحجر القلوب وتيبس العواطف.
وقال: نقرأ ونسمع ونرى عن آباء وأمهات كان أولادهم ضحية هذا الشذوذ النفسي، الذي يعانون منه، والذي يخالف الطبيعة البشرية التي أودعها فينا الله عز وجل من الحب والعاطفة والحنان، تجاه أولادنا الذين هم قطعة منا.
وبين أن حوادث عنف الأطفال كثيرة في مجتمعنا بعضها يعلن عنها والآخر في ظل سياسة العيب والفضيحة، يتم التستر عليها، فلا تصل إلى مسامع الجهات الرسمية، ولا تطلع عليها عيون الصحافة، أبطالها آباء وأمهات تجردوا من كل معاني الأمومة والأبوة، فأصبحت أجسام أطفالهم ملعباً لممارسة عنفهم وجنونهم دون رادع أو خوف من عاقبة أمرهم.
ويصف الآباء بالقتلة والأمهات بالقاسيات، محذرهم من معاداة الصغار من الأطفال، الذين هم أولياء الله وأحبابه.
التعامل الديني
واسترشد بقول الإمام الغزالي: (مهما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود، فينبغي أن يكرم ويقابل بما يفرح ويحمد بين الناس، فإذا خالف في بعض الأمور، فينبغي أن يتغاضى عنه ولا يكاشفه أمام الآخرين، ولا يظن الوالدين أن ما قام به الطفل لا يقوم به أحد غيره، ولتعريف الطفل بأن ماقام به خطأ يكون ذلك سراً ويعاتب في السر ويعظم له الأمر ولا يكثر القول عليه بالعتاب في كل حين، فإن كثرة العتاب والعقاب يهون على الطفل ركوب القبائح ويسقط وقع الكلام من قلبه وعلى الأب أو الأم أن يحافظا على هيبة الكلام معه).
الحضانة للأصلح
وتعتقد الكاتبة بشرى السباعي أن ارتفاع المستوى التعليمي للوالدين لم يشكل فارقا كبيرا بالنسبة لتعرض الأطفال للعنف والإهمال، وترتبط زيادة ظاهرة تعذيب الأطفال بتزايد حالات الطلاق، حيث غالبا ما يحكم للأب بحضانة الأولاد بغض النظر عن أهليته وتاريخه، رغم أن الأصل الحكم بالحضانة للأصلح من الوالدين،
وتدعو للاعتراف بأن جميع مآسي العنف ضد الأطفال التي اشتهرت كانت جراء تعذيب الوالد أو زوجة الأب، مشيرة الى ان هناك نوعين من الإساءة التي تتعرض لها البنات دون الأولاد في مجتمعنا، وهي المفاضلة الواضحة في معاملة الذكور على أخواتهم، وزواج الطفلات، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتطالعنا فيه الصحف بأخبار كهول يتبعون خرافة تجديد الشباب بتزوج طفلات لا يجب عليهن الحجاب، وأصغرهن طفلة نجران التي لم تتجاوز الخامسة، التي تزوجها ستيني وبعد أن دخل بها وجدت مغمى عليها وغارقة في دمها ونقلت في حالة خطرة للمستشفى حيث خضعت لعملية جراحية لمعالجة الضرر الجسيم الذي تسبب به زوجها الكهل المتوحش الذي أعيدت إليه.
المسكوت عنه
وشددت على أن العنف الأكبر المسكوت عنه، هو العنف الجنسي، وقد كشفت دراسة أن 80% من متعاطي الكحول والمخدرات تعرضوا للاعتداء في طفولتهم، وأن 80% من الهاربين من منازلهم كان الاعتداء عليهم السبب الرئيس لهروبهم، 78% من السجناء تعرضوا للاعتداء في طفولتهم، 90% من النساء المنحرفات تعرضن للاعتداء الجنسي في صغرهن.
وأشارت إلى أن العنف بنوعيه انتشر في محيط العائلة والمدارس فحسب إحصائية وزارة الداخلية أنها تشكل نسبة 82%من إجمالي حوادث العنف عموما، وحسب إحصائية شرطة منطقة الرياض زادت نسبة العنف في المدارس بنسبة 400% خلال سبع سنوات، وانتقلت لمدارس البنات، ويشمل العنف المدرسي العنف الجنسي والجسدي.
العقوبة والعلاج
وتصر السباعي على ان العقوبة لن تصلح العلاقة المنهارة بين الأب وطفله، إنما يصلحها إدخال عنصر المعالجة النفسية السلوكية، التركيز على التوعية بالأنماط الأكثر رشدا في التعامل معهم بفرض دورة للتوعية الزوجية والتربوية للمقبلين على الزواج، وكذلك التوعية الإعلامية بحقوق الأبناء، ومن حق الأطفال على المجتمع أن يكون ملاحظا لتعرضهم للعنف والاعتداء ومبادرا لتبليغ السلطات المعنية، لكن هناك جهل عام بالجهات المعنية التي يتوجب الاتصال بها، وضعف في إجراءات التعامل مع حوادث العنف لدى الجهات التي تحتك بها كالمدارس والمستشفيات والشرطة.

بحـــر
31-10-2008, 01:56 PM
نتمنى أن نحتفل غداً ..وكل يوم بهذا الشعار اللذي تفرضه إنسانيتنا علينا ..

إحصائيات مخيفه جداً ..

أحباب الله ماذنبهم .. ولو حكم الكل ضميره فيهم لما ضرهم ..

أستاذنا الفاضل أبوخالد نشكرك على مشاركتنا لهذا المقال ..

دمت بكل الودّ ..

نبع الخير&
01-11-2008, 10:15 PM
العقوبة والعلاج
وتصر السباعي على ان العقوبة لن تصلح العلاقة المنهارة بين الأب وطفله، إنما يصلحها إدخال عنصر المعالجة النفسية السلوكية، التركيز على التوعية بالأنماط الأكثر رشدا في التعامل معهم بفرض دورة للتوعية الزوجية والتربوية للمقبلين على الزواج، وكذلك التوعية الإعلامية بحقوق الأبناء، ومن حق الأطفال على المجتمع أن يكون ملاحظا لتعرضهم للعنف والاعتداء ومبادرا لتبليغ السلطات المعنية، لكن هناك جهل عام بالجهات المعنية التي يتوجب الاتصال بها، وضعف في إجراءات التعامل مع حوادث العنف لدى الجهات التي تحتك بها كالمدارس والمستشفيات والشرطة.



المعلم
موضوع في غاية ألاهمية
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم

المعلم
02-11-2008, 12:03 AM
أخوي العزيزين
بحر
نبع الخير&
أقدر لكما المشاركة وحسن المداخلة
ولطف التعبير
شكرا لكما
دمتما في رعاية الله