المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : برفسور سعودي ينشُد الوفاء لشاعر ينبع



الترباني
31-10-2008, 06:48 AM
مقالة رائعة للأستاذ الدكتور عبدالملك بن علي الجنيدي الأستاذ بكلية الهندسة وعميد معهد البحوث والاستشارات بجامعة الملك عبدالعزيز بجده
يتحدث فيها عن الشاعر حسن عبدالرحيم القفطي ويناشد المسئولين بتكريم هذا الرجل بإطلاق اسمه على احد ميادين او شوارع ينبع

ينبع في شعر حسن القفطي

اسم شاعرنا هو حسن بن عبدالرحيم بن علي الخطيب القفطي الخزرجي الأنصاري. ينحدر من أسرة عربية نزحت من المدينة المنورة واستقرت بمصر. ولد الشاعر في منتصف القرن الثالث عشر الهجري «حوالي 1253هـ» في بلدة تسمى القصير. وكان والده تاجرًا فأرسل ابنه «حسن» إلى ينبع ليرعى له سفنه وتجارته هناك.
وفي نهاية القرن الثالث عشر عاد مجبرًا إلى مصر بعد أن نعي له والده. لكنه لم يستطع العودة إلى ينبع في ظل إصرار أهله على بقائه بينهم، فعاش هناك يحن إلى ينبع ويتوق إليها ويتذكر أيامه الخوالي بينبع وأصدقائه ومحبيه حتى وافته المنية عام 1321هـ.
تغنى شاعرنا كثيرًا بينبع، وامتدح أهلها، وحن إليها، وذكرها في معظم قصائده. يقول في إحدى مطولاته شوقًا لينبع:

إلى الفلك فانهض واغنم السير في البحر
إذا فـــزت بالإمــكان من فرصة الدهر
وكن بالجواري المنشآت وســـــيرها
خبيرًا متى هــبت رياح الســــرى فاسر
وبادر لهاتيك الســـــفينة واغتـــــنم
سرى الليل أو فاغتنم السير في الفجر
ويمم بها نحــــــو الحـجــاز وعج بها
على مــــنبع الخـــيرات في ينبع البحـــر
هـــــــي البلدة المشتاق قلبي لمن بها
ويحــلو لســــــمعي ذكرها طـــيب النشر
أمــــيل لــــــمن فيــــــها بقلب تقلبت
حشـــاشته من لوعة الشـوق في الجــمر
وإن ذكــــــــــــــرت يومًا أهيم بذكرها
وأسقى وهــاد الأرض بالأدمــع الحــمر
وقد لامني قومي إذا قمت في الدجى
أئـن كمــا أنّ الأســـيرُ مــــــن الأســــــــر

يا له من وفاء عجيب! غادر ينبع فجأة لزيارة مسقط رأسه فحالت نوائب الدهر دون عودته إلى تلك البلاد التي أحبها وأحبته . وفي اعتقادي أن حرارة البعد صهرت قريحة شاعرنا في التغني بينبع مثل ماجادت قرائح عمالقة الشعر العربي وهم في المنفى مثل شوقي , والبارودي .ومن أجمل ما قاله في ينبع والشوق إليها :
يا قلب دعني في الذي أنا فيه

إن كــان لي عــيش به أو فــــيه
والحق بأهلك بالحجاز وخلني
أبدي لأهلي الســـر أو أخـــفيه
واخـــــــتر من البلدان فيه ينبعًا
فمـــلاعب الغــــزلان في واديه
بـلــد إذا ما رمت وصف ملاحــــه
حـــــــدث بما قد شئت عن أهليه
إذ لو توارت عــنــــه شمس نهاره
أضحـت وجــــــوه مــــلاحه تغنيه


ومن أجمل ما قاله شاعرنا في تعلقه بينبع قوله على البحر البسيط :

أمــن تذكر أكل الحــوت بالرطــب
أعـرضت عن لــذة العـــناب والعـــنب
أم شــوق نفســك للمـــعدوس أورثها
كــــراهة التين والرمــان والقصـــــــب
أما ترى النيل في تلك البطاح جـــرى
فجــــاء من رؤية الأزهــــار بالعــــجب
فكــيف تحـــزن بالأرياف من أســـــــف
على ديار شـــــراب المـــــاء والحــــطب
نعــــم أميــــل لهاتيك الديار ولــــــو
أصـــبحت فيها عديم المال والنســــب
أحبــــها وأحـــــب الـقـاطـــنـيـن بـها
وإن جـــــــفوني بلا ذنب ولا ســـــــــبب
أما وحرمة ما في البحر من سمــــــك
وما حوى الـــــحوت من رأس ومن ذنب
ما النيل عندي سوى نيل الترشف من
مـــــاء العصيلي إذا ما صـب في القرب
شوقي إلى القاد في الأحشاء يوقد من
نار اشــــتياقي إلى مـنجـــارة العـــرب
ومهجتي فـــــــي رصيف البنط ما برحت
رهـــينة لــــم تحــــل عنه ولـــم تغــــــب
وصورة الصور في الأحشاء صـــــورها
قلبي وحـــــــلة عبس غـــــاية الطلــــــب
وفي الخريق فؤادي ضاع وا أســـفي
على الخــــريق بذاك الحي في لهــــب
قد شاب رأســــي ولو أني نــظرت إلى
باب الشبيبي لكــــان الرأس لم يشـــب
أهــــوى وقوفي لدى باب الحديد لكي
أرى مصابيح ســــوق الليل كالشـــهب
في رقعة السمن لي قصد ولي غرض
وعند ســــــــوق الفواتي منتهى أربي
يا فـــــــوز من كان موجودًا هناك إذا
قام الحراج وصار البيع في الرطـــــب
والمــشــترون له حازوه وانقـــلــبوا
بنعمة في الفــــــواتي خـــير منقلـــــب
يا عرب ذاك الحمى كيف الــســبيـل إلى
قـــلبي الذي نشــــا في حـــــبكم وربي
ناديته يـــــوم ترحــالـــي أحــــــــــــدثه
بأنني راحــــل عــنه فلـــــــم يجـــــــــب
من ذا يـلـــوم على شــــوقي إلـــى بـلــد
العـــــــيش في غـــيره للقلب لــم يطــب
ما عاقــني عن رجــــــوعي في أمـاكنــها
إلا تراكـــــم أحـــــزاني بمـــــــوت أبي

ويصور شاعرنا يوم نعى الناعي إليه أباه، ويذكر سفره وارتحاله عن ينبع بأنه قرار صعب، جاء ضد رغبته وهواه حتى كأنه ترك قلبه هناك وغادر إلى مصر. بل إن قلبه لم يرد عليه إمعانًا في الحزن واللوعة لفراق ينبع. ما هذا السحر النافذ إلى قلب كل من سكن تلك المدينة؟ نترك الإجابة لسكانها:

ما بال دهــــــــري إذا ما رمت نجــــدته
في مطلب ساءني بالعكــــس في طلبي
مــــن لي بـــرد أويـقات لنا ســـلـفــــت
في يـــنبع الخــــــير والآمـــــــال والأدب
خـــير الـــبـــــلاد وأرجـــاها وأقـــربها
نفـــعًا وأرجـــحها كســــبًا لمكتســـــــب
وكـــــــيف لا وهـــي من دون البلاد غدت
بابًا لبلدة طــــــه المصـطــفـى العــــربي
أرجـــــــــــــــو وآمـــل أن اللَه يجعلني
فيها مـقــيمًا مــــدى الأيـام والـحقـــــب

وينهي قصيدته بتحسره على السنوات التي قضاها هناك وكأنها سويعات أو أويقات، فيقول:

لسرعان ما مرت أويقات قربهم
وهـــــل لسرور في الزمان دوم

ثم يختم الأستاذ الدكتور عبدالملك مقالته يطالب بتكريم هذا الشاعر :

رحم الله شاعرنا الذي نتمنى أن يطلق اسمه على أحد الميادين أو الشوارع الرئيسة في مدينة ينبع تخليدًا لذكراه، ووفاءً لهذا الشاعر الذي أبدع في مدح ينبع والتغني بها.فهل أنتم فاعلون ؟

http://pr.sv.net/aw/2008/AW%20October%202008%20E-version/AW%20Oct.%20Arabic/Culture_Oct.htm

المعلم
31-10-2008, 11:19 AM
ثم يختم الأستاذ الدكتور عبدالملك مقالته يطالب بتكريم هذا الشاعر :

رحم الله شاعرنا الذي نتمنى أن يطلق اسمه على أحد الميادين أو الشوارع الرئيسة في مدينة ينبع تخليدًا لذكراه، ووفاءً لهذا الشاعر الذي أبدع في مدح ينبع والتغني بها.فهل أنتم فاعلون ؟
نتمنى أن يطلع المسؤولون على هذا الطلب ويتم تحقيقه
شكرا الترباني

أبو سفيان
31-10-2008, 11:54 AM
شكرا لك أخي الترباني على نقل هذا المقال فقد أخبرني عنه أكثر من واحد ثم تكرم علي أحدهم وأحضر لي مجلة أهلا وسهلا التي تصدرها الخطوط السعودية وكنتُ مهتما بنشر المقال فجزاك الله خيرا .. كما أشار لذلك الأخ / زرياب هنا في المنتدى ..
والشكر موصول للأستاذ الدكتور عبدالملك بن علي الجنيدي الأستاذ بكلية الهندسة وعميد معهد البحوث والاستشارات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ونتمنى أن يجد اقتراحه استجابة من الجهات المسؤولة فالشاعر القفطي هام حبا بينبع وأهل ينبع وطاب له العيش فيها وبين ربوعها بدليل قوله :

من ذا يـلـــوم على شــــوقي إلـــى بـلــد
العـــــــيش في غـــيره للقلب لــم يطــب

فلا أقل أن نخلد ذكراه باسم يطلق على شارع أو الحي الذي كان يسكنه .

أبو رامي
31-10-2008, 01:12 PM
أشكر كثيرا الأستاذ الترباني على إطلاعنا على مانشره الأستاذ الدكتور عبد الملك الجنيدي عن هذا الشاعر الينبعي الرائع وعلى اقتراحه بأن يسمى أحد الشوارع باسمه .. وأجد نفسي مضطرا للقول بأنني أول من فكر في هذا المقترح وأول من قدمه إلى رئيس بلدية ينبع قبل سبع سنوات من الآن وكتبت ذلك في منتدى الشعر المعاصر ثم أعدت الاقتراح في هذا المنتدى إبان افتتاحه على هذا الرابط

http://www.alhejaz.net/vb/showthread.php?t=7094

ثم أن الصديق الأديب المؤرخ الأستاذ صالح عبد اللطيف السيد أهداني ما استطاع أن يجمعه الأستاذ عبد الكريم محمود الخطيب عن هذا الشاعر الينبعي في كتاب ( شاعر من ينبع ) وكان أنفس ما أهدي إلي .. قرأته بشغف واهتمام واطلعت على حياة الشاعر في ينبع وفي القصير كما جاءت في الكتاب .
ولا أخفيكم أن اقتراحي الآن قد اعتراه بعض الفتور !! أما لماذا ؟ فهذا ما سأطلعكم عليه قريبا إن شاء الله

الترباني
01-11-2008, 04:25 AM
أستاذي (( المعلم )) وأبوســــفيان وأبو رامـــــــــي في صفحتي . يافرحتي ويالسروري بوجود هولا الجهابذة في صفحتي ولا أقول إلا شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــكراً لكم ورفع الله من قدركم وعز من شانكم .

• أستاذي أبو سفيان: إذا كانت مشاركتي مشابهة لمشاركة الأخ زرياب فأرجو حجب مشاركتي حفاظاً على حق وجهد العزيز زرياب . فكلانا هدفه إيصال المعلومة ونشر الفائدة .

• أستاذي أبو رامي .... لا يُلام المرء بعد اجتهاده وما علينا إلا الجد والاجتهاد وعلى الله التوكلان .
وأتوقع أن يكون سبب الفتور الذي اعترى اقتراحك هو ..... ...... ...... سأرسله لك على الخاص
لأني أذكر الرواية ولا أذكر الراوي .

أبو سفيان
01-11-2008, 10:28 AM
الأخ الترباني قلت :

( أستاذي أبو سفيان: إذا كانت مشاركتي مشابهة لمشاركة الأخ زرياب فأرجو حجب مشاركتي حفاظاً على حق وجهد العزيز زرياب . فكلانا هدفه إيصال المعلومة ونشر الفائدة .)

أرجو أن تتمعن في الكلام الذي قلته عن مشاركة الأخ / زرياب :

. ( كما أشار لذلك الأخ / زرياب هنا في المنتدى ..)

وأنت بلا شك تفهم معنى ( أشار)

الترباني
01-11-2008, 01:55 PM
شكراً لك يا أبوسفيان على الإيضاح ... فقد أعتقدت أن الأخ زرياب سبقني بنقل الموضوع أو رابط الموقع .

أستاذي ابو رامي لا عدمناك ولا خلوناك شكراً لك على المعلومة المفيدة وننتظـــــر منك تفاصيل التفاصيل .

مهندس شكري حجازي
10-11-2008, 04:33 PM
ينبع في شعر حسن القفطي

أ.د.عبدالملك بن علي الجنيدي

أستاذ بكلية الهندسة، وعميد معهد البحوث والاستشارات، جامعة الملك عبدالعزيز، جدة

culture_pict

اسم شاعرنا هو حسن بن عبدالرحيم بن علي الخطيب القفطي الخزرجي الأنصاري. ينحدر من أسرة عربية نزحت من المدينة المنورة واستقرت بمصر. ولد الشاعر في منتصف القرن الثالث عشر الهجري «حوالي 1253هـ» في بلدة تسمى القصير. وكان والده تاجرًا فأرسل ابنه «حسن» إلى ينبع ليرعى له سفنه وتجارته هناك.
وفي نهاية القرن الثالث عشر عاد مجبرًا إلى مصر بعد أن نعي له والده. لكنه لم يستطع العودة إلى ينبع في ظل إصرار أهله على بقائه بينهم، فعاش هناك يحن إلى ينبع ويتوق إليها ويتذكر أيامه الخوالي بينبع وأصدقائه ومحبيه حتى وافته المنية عام 1321هـ.

تغنى شاعرنا كثيرًا بينبع، وامتدح أهلها، وحن إليها، وذكرها في معظم قصائده. يقول في إحدى مطولاته شوقًا لينبع:
إلى الفلك فانهض واغنم السير في البحر
إذا فـــزت بالإمــكان من فرصة الدهر
وكن بالجواري المنشآت وسيرها
خبيرًا متى هــبت رياح الســــرى فاسر
وبادر لهاتيك السفينة واغتنم
سرى الليل أو فاغتنم السير في الفجر
ويمم بها نحو الحجاز وعج بها
على مــــنبع الخـــيرات في ينبع البحـــر
هي البلدة المشتاق قلبي لمن بها
ويحــلو لســــــمعي ذكرها طـــيب النشر
أميل لمن فيها بقلب تقلبت
حشـــاشته من لوعة الشـوق في الجــمر
وإن ذكرت يومًا أهيم بذكرها
وأسقى وهــاد الأرض بالأدمــع الحــمر
وقد لامني قومي إذا قمت في الدجى
أئـن كمــا أنّ الأســـيرُ مــــــن الأســــــــر

يا له من وفاء عجيب! غادر ينبع فجأة لزيارة مسقط رأسه فحالت نوائب الدهر دون عودته إلى تلك البلدة التي أحبها وأحبته. وفي اعتقادي أن حرارة البعد صهرت قريحة شاعرنا في التغني بينبع مثل ما جادت قرائح عمالقة الشعر العربي وهم في المنفى مثل شوقي، والبارودي.
ومن أجمل ما قاله في ينبع والشوق إليها:
يا قلب دعني في الذي أنا فيه
إن كــان لي عــيش به أو فــــيه
والحق بأهلك بالحجاز وخلني
أبدي لأهلي الســـر أو أخـــفيه
واختر من البلدان فيه ينبعًا
فمـــلاعب الغــــزلان في واديه
بلد إذا ما رمت وصف ملاحه
حدث بما قد شئت عن أهليه
إذ لو توارت عنه شمس نهاره
أضحـت وجوه مــــلاحه تغنيه
كم فيه من ظبي كحيل نافر
أحـوى حوى الدر الثمين بفيه
أو شمس حسن بالهلال تدملجت
وبدت كـبرد في ســــــماء التيه

ومما قاله شاعرنا في الشوق لينبع:
عودوا بنا لنواحي ينبع عودوا
فعيشها قد صفا والعـــــــــود محمود
وزودوا القلب من ذكر الرحيل لها
فكـــم له غـــــرض فـــيها ومقــــصود
خير البلاد الذي ما اختاره وطنًا
إلا فتى بجــــنان الحســـن مــــوعـــود
أعظم به بلدًا ناهيك من بلد
أمضى الصوارم فيه الأعين السـود
تشكو الأسود الضواري فيه مظلمة
من الظبا وأمير الحسن موجود

ومن أجمل ما قاله شاعرنا في تعلقه بينبع قوله على البحر البسيط:
أمن تذكر أكل الحوت بالرطب قلبي وحـــــــلة عبس غـــــاية الطلــــــب
أعـرضت عن لــذة العـــناب والعـــنب وفي الخريق فؤادي ضاع وا أسفي
أم شوق نفسك للمعدوس أورثها على الخــــريق بذاك الحي في لهــــب
كــــراهة التين والرمــان والقصـــــــب قد شاب رأسي ولو أني نظرت إلى
أما ترى النيل في تلك البطاح جرى باب الشبيبي لكــــان الرأس لم يشب
فجــــاء من رؤية الأزهــــار بالعــــجب أهوى وقوفي لدى باب الحديد لكي
فكيف تحزن بالأرياف من أسف أرى مصابيح سوق الليل كالشـــهب
على ديار شـــــراب المـــــاء والحــــطب في رقعة السمن لي قصد ولي غرض
نعم أميل لهاتيك الديار ولو وعند ســــــــوق الفواتي منتهى أربي
أصـــبحت فيها عديم المال والنســــب يا فوز من كان موجودًا هناك إذا
أحبها وأحب القاطنين بها قام الحراج وصار البيع في الرطب
وإن جـــــــفوني بلا ذنب ولا ســـــــــبب والمشترون له حازوه وانقلبوا
أما وحرمة ما في البحر من سمك بنعمة في الفــــــواتي خـــير منقلـــــب
وما حوى الحوت من رأس ومن ذنب يا عرب ذاك الحمى كيف السبيل إلى
ما النيل عندي سوى نيل الترشف من قـــلبي الذي نشــــا في حـــــبكم وربي
ماء العصيلي إذا ما صـب في القرب ناديته يوم ترحالي أحدثه
شوقي إلى القاد في الأحشاء يوقد من بأنني راحــــل عــنه فلـــــــم يجـــــــــب
نار اشــــتياقي إلى مـنجـــارة العـــرب من ذا يلوم على شوقي إلى بلد
ومهجتي في رصيف البنط ما برحت العـــــــيش في غيره للقلب لــم يطــب
رهـــينة لــــم تحــــل عنه ولـــم تغــــــب ما عاقني عن رجوعي في أماكنها
وصورة الصور في الأحشاء صورها إلا تراكـــــم أحـــــزاني بمـــــــوت أبي

ويصور شاعرنا يوم نعى الناعي إليه أباه، ويذكر سفره وارتحاله عن ينبع بأنه قرار صعب، جاء ضد رغبته وهواه حتى كأنه ترك قلبه هناك وغادر إلى مصر. بل إن قلبه لم يرد عليه إمعانًا في الحزن واللوعة لفراق ينبع. ما هذا السحر النافذ إلى قلب كل من سكن تلك المدينة؟ نترك الإجابة لسكانها:
ما بال دهري إذا ما رمت نجدته
في مطلب ساءني بالعكس في طلبي
من لي برد أويقات لنا سلفت
في ينبع الخــــــير والآمـــــــال والأدب
خير البلاد وأرجاها وأقربها
نفـــعًا وأرجـــحها كســــبًا لمكتســـــــب
وكيف لا وهي من دون البلاد غدت
بابًا لبلدة طــــه المصطفى العــــربي
أرجو وآمل أن اللَه يجعلني
فيها مقيمًا مــــدى الأيـام والحقـــب

كما ورد في ديوان شاعرنا الذي يناهز الثمان مئة بيت قوله:
أرغد العيش في الحجاز ولكن
دونه الفــتك من عيون الغواني
صاح قم للسرى على بنت ريح
هي مــثل الطيور في الطـــــيران
سم باسم الإله في مجريها
من مرسي القصـر قبل الأذان
ريثما تشرق الغزالة أو في
ينبع البحر مــرتع الغــــــــــــزلان

وينهي قصيدته بتحسره على السنوات التي قضاها هناك وكأنها سويعات أو أويقات، فيقول:
لسرعان ما مرت أويقات قربهم
وهل لسرور في الزمان دوم

رحم الله شاعرنا الذي نتمنى أن يطلق اسمه على أحد الميادين أو الشوارع الرئيسة في مدينة ينبع تخليدًا لذكراه، ووفاءً لهذا الشاعر الذي أبدع في مدح ينبع والتغني بها.

الحُر
10-11-2008, 08:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي المهندس شكري حجازي

أشكر لك ما أوردته هنا، حقيقة لأول مرة أسمع بالشاعر حسن القفطي -رحمه الله- ولكني عجبت لما ورد في

أشعاره وهذا الشوق الكبير لينبع خاصة ذكره لحي الخريق والمنجاره والقاد والعصيلي.

ليس بمستغرب لمن عاش في ينبع لفترة من الزمن أن يشتاق لها وهذا شئ يحدث حتى الأن مع أخوتنا من المدن

السعودية الأخرى والذين يعملون في شركات ينبع فإنهم يشتاقون لها وبعضهم يسكنون في ينبع بعد إحالتهم

للتقاعد وذلك لإرتباطهم بها وبأهلها.

عن نفسي فإني أحن لها حنيناً كبيراً إذا غبت عنها لأيام ولا تسألني عن السبب لأني لا أعلم وهذا الحنين

والشوق هو عادة كل أهل ينبع.

شكراً لك مرة أخرى لما متعتنا به من سرد لسيرة الشاعر رحمه الله وقصائده الجميلة.

وأتمنى من أخوتي الأعضاء ممن لديه معلومات أكثر عن الشاعر أن يوردها هنا.

نبع الخير&
10-11-2008, 09:32 PM
من لي برد أويقات لنا سلفت
في ينبع الخــــــير والآمـــــــال والأدب
خير البلاد وأرجاها وأقربها
نفـــعًا وأرجـــحها كســــبًا لمكتســـــــب
وكيف لا وهي من دون البلاد غدت
بابًا لبلدة طــــه المصطفى العــــربي
أرجو وآمل أن اللَه يجعلني
فيها مقيمًا مــــدى الأيـام والحقـــب

صح لسان الشاعر وتستحق ينبع وأهلها هذا الثناء
بارك الله فيك
الغالي
مهندس شكري حجازي
تقبل مروري

ملك الساحة
11-11-2008, 02:46 AM
استاذى شكرى حجازى اقف لك احتراما ولموضوعك الرائع فعلا انت على قائمة المثقفين هنا وانا من المعجبين بك وبكتاباتك الراقية ولكن هى الدنيا والحرف والكلمة الراقية تفرض نفسها احييك من الاعماق

مهندس شكري حجازي
11-11-2008, 03:39 PM
اخواني اشكر مروركم جميعا
الخ ملك الساحة
الاخ نبع الخبر
الاخ الحر كما اني اسف ان كان احد قدسبقني اليه
ان شاء الله سارل في وقت لاحق
قصيدة للشاعر
وهي الوحيدة عندي وان كنت اعرف اهله وللاسف ليس عند احد شئ من شعرة وانما هي في موسوعة الشعر العربي

مهندس شكري حجازي
16-11-2008, 12:12 AM
لمؤلف القفطي، حسن عبد الرحيم، 1837 أو 38-1903.
العنوان ديوان القفطى / حسن عبد الرحيم القفطى.
الناشر [د.م. : محمد حسن عبد الرحيم، 197-]
رقم الأستدعاء 892.715
مواصفات 200 ص. ؛ 24 س

مكتبة الاسكندرية