d12911
20-09-2008, 05:02 AM
حذر خبراء دوليون مستهلكي الأدوية المصنعة عالميا من أن كميات ضخمة من الأدوية المزيفة والمغشوشة في مكوناتها تغرق أسواق العالم، بما في ذلك المنتجة من دول شرق آسيوية، والمصدرة عبر شركات أوروبية.. وهو ما يعني أن على المرضى ألا يتوقعوا دوما شفاءً سحريا من أمراضهم إذا تناولوها، وأن يحتاطوا عند شراء أي دواء.. ومع أن الظاهرة ليست جديدة فإن آلافًا من النيجيريين لقوا حتفهم في صمت في عام 1995 بسبب زيف عقار لعلاج مرض بأغشية الدماغ، إلا أنه ليست هناك مبادرات دولية كافية لوقف هذا الشبح المخيف الذي يهدد صحة مرضى العالم، وقد يفشل مساعي دولة ما لإيقاف زحف وباء معين، ولا يقل خطره عن شبح المخدرات..
لعاب العصابات الدولية يسيل!
ومع أن حجم الأدوية المزيفة في أسواق العالم لا يُعرف على وجه الدقة؛ فإن تقديرات المنظمات الدولية تتفاوت ما بين 5-15% من حجم سوق الدواء العالمية؛ أي ما يساوي 16-48 مليار دولار أمريكي من مجموع قيمته، التي بلغت 317 مليارا، حسب أرقام عام 2000، والتي تشمل الأدوية التي يتم الغش والتزييف فيها عن قصد من ناحية المحتوى أو المصدر المصنِّع أو الماركة التجارية التي تحملها أو بلد المنشأ. والغش في مكونات الدواء تتفاوت ما بين مكونات غير فاعلة لا تضر غالبا ولكنها لا تنفع، ومكونات غير صحيحة خطيرة أو بمحتويات غير دقيقة مع تعليب زائف لها. وقد تكون أدوية فاعلة وصالحة سابقا، لكنها فسدت وأعيد تعليبها وختمها بتواريخ جديدة لتصدَّر للدول النامية والفقيرة!.
التجارة مربحة، وهي آمن بالنسبة لكبار رؤوس العصابات من تجارة المخدرات بأنواعها، الذين تحولوا إلى امتلاك مصانع أدوية كبيرة تغرق الأسواق بملايين الحبوب والعبوات المشروبة من الأدوية القاتلة أو غير الفاعلة على الأقل. ويعتمدون على تقنيات عالية في التعبئة، ونسخ الماركات التجارية، وطرق الشحن والنقل، وتوزيع الأعمال، وتفرقة المهام؛ فهم "معقدون في أعمالهم جدا" كما يقول "دان بريندل" مدير الشؤون التجارية بشركة "إلي ليلي" الأمريكية بهونج كونج.
ويقول العديد من الخبراء بأن ما يحدث في سوق الدواء العالمية يُعد جريمة مرتبة من جميع أوجهها؛ فالدواء المغشوش لا يختلف شكله عن الدواء الصالح للاستخدام، ومن الصعب على عامة الناس أن يكتشفوا التزييف في الدواء المعلب، ولا يختلف في ذلك الأمر كون الدواء غربيا أو شرقيا (شعبيا) معلبا بطريقة حديثة، ثم ما تلبث أن تختفي الأدلة التي يمكن أن تدين هذه الشركات عندما يتناول المرضى في أنحاء العالم هذه الأدوية، ثم تسارع الشركات إلى إنزال نوع جديد لنفس المرض، وتنتهي جولة مربحة بدون أن يعلم أحد وكأن الدواء أصبح كموضة الملابس والأحذية والألعاب.
ويؤكد "مايكل أنيسفيلد" أحد خبراء التزييف في قطاع الأدوية العالمي، رئيس مؤسسة جلوبيفارم للاستشارات الأمريكية - على أن "نسخة مزيفة من قرص ليزري لبرمجيات كومبيوترية لا يعني الكثير، سوى أن مايكروسوفت أو غيرها من الشركات لن تربح 10 دولارات، لكن الدواء المزيف قد يقتل المريض"، ويضيف بقوله: "ليس هناك بلد محمي من هذه الأدوية المزيفة، وليس هناك شخص يتعاطى أدوية مصنعة دوليا بمعزل عن هذا الخطر في أي مكان؛ ففي عام 1998 اكتشف زيف دواء مرتبط بشركة ألمانية في الصيدليات البرازيلية. وإن لم يقتلك الدواء فإنه قد يتركك مريضا أو محملا بآثار المرض حتى تتجرع دواء غيره"..
في أكتوبر 2001 باعت شركة في إقليم غوانغسي الصيني عقارا يحمل وصفة شرقية عشبية باسم هوانغباي، لكنه كان يحتوي على كمية من المضاد الحيوي الغربي الفاسد، التي أغرقت شخصا في غيبوية طويلة وسممت 70 آخرين، وقبل سنوات بالفليبين اكتشفت شركة أدوية عالمية تزييف دواء لمرض الربو الصدري، ولم تتابع الشركة ما إذا كان قد تسبب ذلك في وفاة من كان لديه ضيق في التنفس من مستهلكيه.
الاجراءات الوقائيه لمواجهة هذا الخطر:
لمواجهة مخاطر تزييف الأدوية عالميا على المستوى الفردي والمؤسسي والحكومي والدولي.. يؤكد خبراء قطاع الأدوية عالميا على ضرورة أن تتبنى حكومات العالم والمؤسسات مبادرات فاعلة لمواجهة هذه الظاهرة، ومن بينها:
تشديد العقوبات وضمان فرضها وتنفيذها بتعديل القوانين الجنائية التي تبدو متساهلة في قضايا تزييف وغش الأدوية، وتدريب الموظفين المعنيين على مواجهة أحدث أساليب الغش والتزييف.
محاربة سلوكيات الفساد الإداري والمالي في الإدارات التي يمكن أن تتسلل منها الأدوية للنظام الصحي في البلاد، وتقوية سطوة السلطات الطبية والصيدلية المراقبة، وجعل ذلك ضمن الخطة الصحية لكل بلد.
تحسين وتطوير التعاون الدولي والثنائي، وتبادل المعلومات بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية وشركات الأدوية ذات المصداقية.
تعزيز التعاون بين مؤسسات الدولة الواحدة، وتقوية الجهود ضمن المنظمات الإقليمية.
تشديد إجراءات منح وتمديد رخص تصنيع وتركيب وتصدير أو إعادة تصدير الأدوية، وفرض تحكم صارم على صناعة وبيع الأدوية محليا.
التعامل المهني المتخصص مع الأدوية العشبية والنباتية (غير الغربية) المتزايدة، وتعيين خبراء في هذا المجال قبل السماح لأي دواء مستورد بالنزول للأسواق.
إجراءات وأساليب مستمرة وفعالة لاختبارات وفحص صلاحيات الأدوية المصدرة والمبيعة محليا حتى بعد منح الدواء رخصة البيع.
توفير مصادر معلوماتية ودعم مادي كافٍ للشرطة وإدارات الجمارك والتحقيقات وما شابهها.
إثارة القضية في مؤتمرات دولية ومنتديات محلية وإقليمية، والاستغلال الإعلامي لأي حالة من حالات اكتشاف الزيف لجذب الرأي العام لهذه الظاهرة، ونشر المزيد من المعلومات حول مخاطر هذه الظاهرة بين عامة الناس.
وعلى المستوى الفردي
وهذه عدد من السلوكيات الاستهلاكية المقترحة على المستوى الفردي التي يمكن أن توفر الحماية:
التزام قاعدة الحذر في التعامل مع أي دواء، وعدم الشراء إلا من صيدليات مرخصة وأطباء معروفين يثق فيهم المريض، وكن متأكدا من تسلم رصيد يثبت أنك اشتريت الدواء من تلك الصيدلية أو المستشفى.
كن حذرا من الأدوية التي تباع في "التنزيلات" بأسعار رخيصة، مع أنها فعالة ومعروفة بين المستهلكين، أو أنها أدوية جديدة تحمل على أغلفتها وعودا بنتائج مبهرة مع سعر رخيص، مع أن هذه ليست قاعدة عامة.
امتنع -إلا إذا كنت متيقنا من الدواء والشركة، وفي حالات نادرة- عن شراء أدوية عبر شبكة الإنترنت؛ لأن ذلك ليس كالاستشارة من طبيب الإنترنت الذي لست ملزما بالأخذ بما قال.
دائما اعتَدْ فحص العبوة الداخلية والخارجية، وقراءة بلد المنشأ والشركة وتاريخ الصلاحية ورقمي ترخيص الشركة المستوردة والشركة المصدرة ووجود عناوينها إن كانت من بلد ثالث والترقيم الدولي للدواء... إلخ، ولا تتردد في الشك في صلاحية الدواء إن وجدت خللا أو نقصا في هذه المعلومات.
انتبه لأي علامات غريبة كخطأ في التعليب أو تغيير لاسم أو عنوان أو سوء تعبئة أو أقراص مكسرة أو أي اختلاف مع العبوة التي اعتدت استهلاكها سابقا.
تعود الرجوع إلى الطبيب والصيدلاني المختص عند شعورك بالقلق من دواء معين.
تشجع لرفع تقرير رسمي للجهات المختصة مباشرة عند ظهور أية أعراض مباشرة أو جانبية سلبية، أو عندما تلاحظ فشل الدواء في علاج مرضك بينما هو معروف بفعاليته.. وبعد كل هذا وقبله.. يبقى حفظ الله ورعايته المنجي من مخالب مصانع تزييف الأدوية العنكبوتية.
لعاب العصابات الدولية يسيل!
ومع أن حجم الأدوية المزيفة في أسواق العالم لا يُعرف على وجه الدقة؛ فإن تقديرات المنظمات الدولية تتفاوت ما بين 5-15% من حجم سوق الدواء العالمية؛ أي ما يساوي 16-48 مليار دولار أمريكي من مجموع قيمته، التي بلغت 317 مليارا، حسب أرقام عام 2000، والتي تشمل الأدوية التي يتم الغش والتزييف فيها عن قصد من ناحية المحتوى أو المصدر المصنِّع أو الماركة التجارية التي تحملها أو بلد المنشأ. والغش في مكونات الدواء تتفاوت ما بين مكونات غير فاعلة لا تضر غالبا ولكنها لا تنفع، ومكونات غير صحيحة خطيرة أو بمحتويات غير دقيقة مع تعليب زائف لها. وقد تكون أدوية فاعلة وصالحة سابقا، لكنها فسدت وأعيد تعليبها وختمها بتواريخ جديدة لتصدَّر للدول النامية والفقيرة!.
التجارة مربحة، وهي آمن بالنسبة لكبار رؤوس العصابات من تجارة المخدرات بأنواعها، الذين تحولوا إلى امتلاك مصانع أدوية كبيرة تغرق الأسواق بملايين الحبوب والعبوات المشروبة من الأدوية القاتلة أو غير الفاعلة على الأقل. ويعتمدون على تقنيات عالية في التعبئة، ونسخ الماركات التجارية، وطرق الشحن والنقل، وتوزيع الأعمال، وتفرقة المهام؛ فهم "معقدون في أعمالهم جدا" كما يقول "دان بريندل" مدير الشؤون التجارية بشركة "إلي ليلي" الأمريكية بهونج كونج.
ويقول العديد من الخبراء بأن ما يحدث في سوق الدواء العالمية يُعد جريمة مرتبة من جميع أوجهها؛ فالدواء المغشوش لا يختلف شكله عن الدواء الصالح للاستخدام، ومن الصعب على عامة الناس أن يكتشفوا التزييف في الدواء المعلب، ولا يختلف في ذلك الأمر كون الدواء غربيا أو شرقيا (شعبيا) معلبا بطريقة حديثة، ثم ما تلبث أن تختفي الأدلة التي يمكن أن تدين هذه الشركات عندما يتناول المرضى في أنحاء العالم هذه الأدوية، ثم تسارع الشركات إلى إنزال نوع جديد لنفس المرض، وتنتهي جولة مربحة بدون أن يعلم أحد وكأن الدواء أصبح كموضة الملابس والأحذية والألعاب.
ويؤكد "مايكل أنيسفيلد" أحد خبراء التزييف في قطاع الأدوية العالمي، رئيس مؤسسة جلوبيفارم للاستشارات الأمريكية - على أن "نسخة مزيفة من قرص ليزري لبرمجيات كومبيوترية لا يعني الكثير، سوى أن مايكروسوفت أو غيرها من الشركات لن تربح 10 دولارات، لكن الدواء المزيف قد يقتل المريض"، ويضيف بقوله: "ليس هناك بلد محمي من هذه الأدوية المزيفة، وليس هناك شخص يتعاطى أدوية مصنعة دوليا بمعزل عن هذا الخطر في أي مكان؛ ففي عام 1998 اكتشف زيف دواء مرتبط بشركة ألمانية في الصيدليات البرازيلية. وإن لم يقتلك الدواء فإنه قد يتركك مريضا أو محملا بآثار المرض حتى تتجرع دواء غيره"..
في أكتوبر 2001 باعت شركة في إقليم غوانغسي الصيني عقارا يحمل وصفة شرقية عشبية باسم هوانغباي، لكنه كان يحتوي على كمية من المضاد الحيوي الغربي الفاسد، التي أغرقت شخصا في غيبوية طويلة وسممت 70 آخرين، وقبل سنوات بالفليبين اكتشفت شركة أدوية عالمية تزييف دواء لمرض الربو الصدري، ولم تتابع الشركة ما إذا كان قد تسبب ذلك في وفاة من كان لديه ضيق في التنفس من مستهلكيه.
الاجراءات الوقائيه لمواجهة هذا الخطر:
لمواجهة مخاطر تزييف الأدوية عالميا على المستوى الفردي والمؤسسي والحكومي والدولي.. يؤكد خبراء قطاع الأدوية عالميا على ضرورة أن تتبنى حكومات العالم والمؤسسات مبادرات فاعلة لمواجهة هذه الظاهرة، ومن بينها:
تشديد العقوبات وضمان فرضها وتنفيذها بتعديل القوانين الجنائية التي تبدو متساهلة في قضايا تزييف وغش الأدوية، وتدريب الموظفين المعنيين على مواجهة أحدث أساليب الغش والتزييف.
محاربة سلوكيات الفساد الإداري والمالي في الإدارات التي يمكن أن تتسلل منها الأدوية للنظام الصحي في البلاد، وتقوية سطوة السلطات الطبية والصيدلية المراقبة، وجعل ذلك ضمن الخطة الصحية لكل بلد.
تحسين وتطوير التعاون الدولي والثنائي، وتبادل المعلومات بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية وشركات الأدوية ذات المصداقية.
تعزيز التعاون بين مؤسسات الدولة الواحدة، وتقوية الجهود ضمن المنظمات الإقليمية.
تشديد إجراءات منح وتمديد رخص تصنيع وتركيب وتصدير أو إعادة تصدير الأدوية، وفرض تحكم صارم على صناعة وبيع الأدوية محليا.
التعامل المهني المتخصص مع الأدوية العشبية والنباتية (غير الغربية) المتزايدة، وتعيين خبراء في هذا المجال قبل السماح لأي دواء مستورد بالنزول للأسواق.
إجراءات وأساليب مستمرة وفعالة لاختبارات وفحص صلاحيات الأدوية المصدرة والمبيعة محليا حتى بعد منح الدواء رخصة البيع.
توفير مصادر معلوماتية ودعم مادي كافٍ للشرطة وإدارات الجمارك والتحقيقات وما شابهها.
إثارة القضية في مؤتمرات دولية ومنتديات محلية وإقليمية، والاستغلال الإعلامي لأي حالة من حالات اكتشاف الزيف لجذب الرأي العام لهذه الظاهرة، ونشر المزيد من المعلومات حول مخاطر هذه الظاهرة بين عامة الناس.
وعلى المستوى الفردي
وهذه عدد من السلوكيات الاستهلاكية المقترحة على المستوى الفردي التي يمكن أن توفر الحماية:
التزام قاعدة الحذر في التعامل مع أي دواء، وعدم الشراء إلا من صيدليات مرخصة وأطباء معروفين يثق فيهم المريض، وكن متأكدا من تسلم رصيد يثبت أنك اشتريت الدواء من تلك الصيدلية أو المستشفى.
كن حذرا من الأدوية التي تباع في "التنزيلات" بأسعار رخيصة، مع أنها فعالة ومعروفة بين المستهلكين، أو أنها أدوية جديدة تحمل على أغلفتها وعودا بنتائج مبهرة مع سعر رخيص، مع أن هذه ليست قاعدة عامة.
امتنع -إلا إذا كنت متيقنا من الدواء والشركة، وفي حالات نادرة- عن شراء أدوية عبر شبكة الإنترنت؛ لأن ذلك ليس كالاستشارة من طبيب الإنترنت الذي لست ملزما بالأخذ بما قال.
دائما اعتَدْ فحص العبوة الداخلية والخارجية، وقراءة بلد المنشأ والشركة وتاريخ الصلاحية ورقمي ترخيص الشركة المستوردة والشركة المصدرة ووجود عناوينها إن كانت من بلد ثالث والترقيم الدولي للدواء... إلخ، ولا تتردد في الشك في صلاحية الدواء إن وجدت خللا أو نقصا في هذه المعلومات.
انتبه لأي علامات غريبة كخطأ في التعليب أو تغيير لاسم أو عنوان أو سوء تعبئة أو أقراص مكسرة أو أي اختلاف مع العبوة التي اعتدت استهلاكها سابقا.
تعود الرجوع إلى الطبيب والصيدلاني المختص عند شعورك بالقلق من دواء معين.
تشجع لرفع تقرير رسمي للجهات المختصة مباشرة عند ظهور أية أعراض مباشرة أو جانبية سلبية، أو عندما تلاحظ فشل الدواء في علاج مرضك بينما هو معروف بفعاليته.. وبعد كل هذا وقبله.. يبقى حفظ الله ورعايته المنجي من مخالب مصانع تزييف الأدوية العنكبوتية.