جراح
12-09-2008, 06:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إسلام أون لاين - علا عطا الله / بنبرات شجية خاشعة صدح صوت الإمام معلنا بدء صلاة التراويح.. وفي الركعة الثامنة ما أن تلا قوله تعالى: { قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف : 128 - 129] حتى سقطت دموعه وانسكبت تباعا.
العبرات المنهمرة أمام آيات تحكي عن الوعد الرباني للصابرين لم يكن صاحبها سوى رئيس الوزراء الفلسطيني المقال "إسماعيل هنية"، الذي بكى تضرعا لله أن يفرج كرب غزة ويزيل حصارها الذي يخنقها به الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام.
وفي كل مساء يتوافد المئات لأداء صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الغربي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة؛ طمعا في الصلاة خلف هنية الذي يحرص على الصلاة إماما بالمصلين بعيدا عن أجواء السياسة والاجتماعات والجدول المكدس بعشرات القضايا، ولا تكاد ليلة تمر إلا ويكون حاضرا.
هل صلى أحدهم..؟
ورغم آلام الحصار ومرارة المعيشة ترتسم أمارات الفخر والإعجاب على وجوه الكثيرين وهم يقفون خلف أول رئيس وزراء في العصر الحديث يؤم المصلين، بحسب قولهم.
وبعد أن تنفض الصلاة يتداول الغزاويون أسئلة من قبيل: "من منكم رأى دموع زعيم عربي أو رئيس أو ملك؟ هل صلى أحدهم إماما بشعبه؟"
ويتتبعون علامات الاستفهام، ويبحثون عن الإجابة، وقلوبهم تبتسم لرجل أعاد لهم تاريخ الأزمنة الجميلة.
وفي ساعات المساء الأولى يتحول المسجد الغربي إلى مقصد للمصلين الذين جاءوا من كل ركن وزاوية للصلاة فيه.
ورغم أن بيته يبعد أميالا عن المسجد فإن الغزاوي أبو أحمد حجازي يبذل قصارى جهده للالتحاق بالصفوف الأولى: "أنا والمئات مثلي نفعل ذلك.. المسجد يمتلئ لدرجة لا تكاد تجد فيها موطأ لقدم".
ولفت أبو أحمد إلى أن بكاء هنية في ليلة الثامن من رمضان جعل جميع المصلين يجهشون بالدموع: "كان يقرأ في سورة الأعراف، ولما وصل للآية التي تتحدث عن موسى وأصحابه شعرنا أن صوته اختنق.. تذكر الحصار الخانق وتكالب الدنيا عليه".
ولم تتمالك الحاجة أم حسن نفسها وهي ترى عبرات هنية تسيل على وجنتيه، وبشيء من الفخر قالت: "قناة الأقصى الفضائية تنقل التروايح من المسجد الغربي يوميا.. لا أتحرك من أمامها وأنا أنصت لأبو العبد (كنية هنية).. عندما بكى بكت عيوني وقلبي معه".
لمن هذا الصوت؟!
ولم تكن إيمان تدري أن صوت الإمام الذي أشعرها بالخشوع هو لرئيس الوزراء.
وبفخر تقص روايتها قائلة: "قال لي زوجي إننا سنصلي في المسجد الغربي بالشاطئ.. كان ممتلئا، والجو حارا.. أردت أن أخرج، وفجأة.. ارتفع صوت الإمام فعمت السكينة، لم أشعر يوما بطمأنينة وخشوع كما في تلك اللحظات".
وتتابع: وفي البيت قلت لزوجي: يا الله ما أروع صوت الإمام، فرد علي باستغراب: ألم تعرفي من هو؟ فأجبت: "لا".. ولما أخبرني أن الإمام هو إسماعيل هنية زادت محبتي له.
أما أحمد الذي لا تفوته صلاة في المسجد الغربي فمن أشد ما أعجبه في صلاة هنية أنها "تكشف عن تواضع القائد ومشاركته شعبه في كافة أمورهم وشئون حياتهم؛ فبتواضع يدخل المسجد، ومن ثم يلقي التحية ونظرات الحب على المصلين، وبعد أن يفرغ من الصلاة يحادثهم وينصت لمشاكلهم".
في الحكم كما في الصلاة
ولم يكتف الغزاويون بإبداء إعجابهم بإمامة هنية لصلاة التراويح لبعضهم البعض، أو للإعلام التقليدي، بل نقلوه إلى المنتديات ومواقع الإنترنت.
عماد عفانة، الكاتب في شبكة فلسطين للحوار، كتب يقول في منتدى الشبكة: "ويتقدم هنية ليؤم الناس ويصطف الجميع خلفه، القدم بالقدم والكتف بالكتف الوزير مع الخفير، الغني مع الفقير والنائب مع الصاحب، ليقولوا للعالم أجمع نحن في الحكم كما نحن في الصلاة، لا نتعالى على الناس ولا نتكبر عليهم، بل اختارنا الناس لنكون خدما لهم".
وعلى موقع "يوتيوب" للوسائط المرئية كتب أحدهم قائلا: "نصركم الله والمجاهدين في سبيل الله في كل مكان.. أول مرة في حياتي أرى مسئولا عربيا يؤم المصلين"، وعلق ثان: "لن تهزم غزة وأنت إمامها".
واتفقت عشرات التعليقات على أن إمامة هنية حدثا فريدا يستحق التقدير، متمنين للقادة والمسئولين العرب أن يسيروا على ذات النهج.
ويحظى إسماعيل هنية بشعبية كبيرة في أوساط الشعب الفلسطيني منذ دخوله حلبة العمل السياسي تحت راية حركة حماس، وهو ما أهله لترؤس قائمة حماس البرلمانية التي فازت بأغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية عام 2006.
وفي 16 فبراير من نفس العام رشحته الحركة لمنصب رئيس الوزراء الفلسطيني في الحكومة العاشرة، وفي ذات الشهر من عام 2007 كلفه الرئيس محمود عباس بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفق اتفاق مكة للمصالحة بين فتح وحماس.
وفي 14 يونيو 2007 وعقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة أقال الرئيس حكومة الوحدة؛ ما أدى إلى وقوع شرخ سياسي عميق أفضى لنشوء سلطتين: إحداهما في القطاع يرأسها إسماعيل هنية، والأخرى بالضفة يرأسها سلام فياض.
إسلام أون لاين - علا عطا الله / بنبرات شجية خاشعة صدح صوت الإمام معلنا بدء صلاة التراويح.. وفي الركعة الثامنة ما أن تلا قوله تعالى: { قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف : 128 - 129] حتى سقطت دموعه وانسكبت تباعا.
العبرات المنهمرة أمام آيات تحكي عن الوعد الرباني للصابرين لم يكن صاحبها سوى رئيس الوزراء الفلسطيني المقال "إسماعيل هنية"، الذي بكى تضرعا لله أن يفرج كرب غزة ويزيل حصارها الذي يخنقها به الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام.
وفي كل مساء يتوافد المئات لأداء صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الغربي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة؛ طمعا في الصلاة خلف هنية الذي يحرص على الصلاة إماما بالمصلين بعيدا عن أجواء السياسة والاجتماعات والجدول المكدس بعشرات القضايا، ولا تكاد ليلة تمر إلا ويكون حاضرا.
هل صلى أحدهم..؟
ورغم آلام الحصار ومرارة المعيشة ترتسم أمارات الفخر والإعجاب على وجوه الكثيرين وهم يقفون خلف أول رئيس وزراء في العصر الحديث يؤم المصلين، بحسب قولهم.
وبعد أن تنفض الصلاة يتداول الغزاويون أسئلة من قبيل: "من منكم رأى دموع زعيم عربي أو رئيس أو ملك؟ هل صلى أحدهم إماما بشعبه؟"
ويتتبعون علامات الاستفهام، ويبحثون عن الإجابة، وقلوبهم تبتسم لرجل أعاد لهم تاريخ الأزمنة الجميلة.
وفي ساعات المساء الأولى يتحول المسجد الغربي إلى مقصد للمصلين الذين جاءوا من كل ركن وزاوية للصلاة فيه.
ورغم أن بيته يبعد أميالا عن المسجد فإن الغزاوي أبو أحمد حجازي يبذل قصارى جهده للالتحاق بالصفوف الأولى: "أنا والمئات مثلي نفعل ذلك.. المسجد يمتلئ لدرجة لا تكاد تجد فيها موطأ لقدم".
ولفت أبو أحمد إلى أن بكاء هنية في ليلة الثامن من رمضان جعل جميع المصلين يجهشون بالدموع: "كان يقرأ في سورة الأعراف، ولما وصل للآية التي تتحدث عن موسى وأصحابه شعرنا أن صوته اختنق.. تذكر الحصار الخانق وتكالب الدنيا عليه".
ولم تتمالك الحاجة أم حسن نفسها وهي ترى عبرات هنية تسيل على وجنتيه، وبشيء من الفخر قالت: "قناة الأقصى الفضائية تنقل التروايح من المسجد الغربي يوميا.. لا أتحرك من أمامها وأنا أنصت لأبو العبد (كنية هنية).. عندما بكى بكت عيوني وقلبي معه".
لمن هذا الصوت؟!
ولم تكن إيمان تدري أن صوت الإمام الذي أشعرها بالخشوع هو لرئيس الوزراء.
وبفخر تقص روايتها قائلة: "قال لي زوجي إننا سنصلي في المسجد الغربي بالشاطئ.. كان ممتلئا، والجو حارا.. أردت أن أخرج، وفجأة.. ارتفع صوت الإمام فعمت السكينة، لم أشعر يوما بطمأنينة وخشوع كما في تلك اللحظات".
وتتابع: وفي البيت قلت لزوجي: يا الله ما أروع صوت الإمام، فرد علي باستغراب: ألم تعرفي من هو؟ فأجبت: "لا".. ولما أخبرني أن الإمام هو إسماعيل هنية زادت محبتي له.
أما أحمد الذي لا تفوته صلاة في المسجد الغربي فمن أشد ما أعجبه في صلاة هنية أنها "تكشف عن تواضع القائد ومشاركته شعبه في كافة أمورهم وشئون حياتهم؛ فبتواضع يدخل المسجد، ومن ثم يلقي التحية ونظرات الحب على المصلين، وبعد أن يفرغ من الصلاة يحادثهم وينصت لمشاكلهم".
في الحكم كما في الصلاة
ولم يكتف الغزاويون بإبداء إعجابهم بإمامة هنية لصلاة التراويح لبعضهم البعض، أو للإعلام التقليدي، بل نقلوه إلى المنتديات ومواقع الإنترنت.
عماد عفانة، الكاتب في شبكة فلسطين للحوار، كتب يقول في منتدى الشبكة: "ويتقدم هنية ليؤم الناس ويصطف الجميع خلفه، القدم بالقدم والكتف بالكتف الوزير مع الخفير، الغني مع الفقير والنائب مع الصاحب، ليقولوا للعالم أجمع نحن في الحكم كما نحن في الصلاة، لا نتعالى على الناس ولا نتكبر عليهم، بل اختارنا الناس لنكون خدما لهم".
وعلى موقع "يوتيوب" للوسائط المرئية كتب أحدهم قائلا: "نصركم الله والمجاهدين في سبيل الله في كل مكان.. أول مرة في حياتي أرى مسئولا عربيا يؤم المصلين"، وعلق ثان: "لن تهزم غزة وأنت إمامها".
واتفقت عشرات التعليقات على أن إمامة هنية حدثا فريدا يستحق التقدير، متمنين للقادة والمسئولين العرب أن يسيروا على ذات النهج.
ويحظى إسماعيل هنية بشعبية كبيرة في أوساط الشعب الفلسطيني منذ دخوله حلبة العمل السياسي تحت راية حركة حماس، وهو ما أهله لترؤس قائمة حماس البرلمانية التي فازت بأغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية عام 2006.
وفي 16 فبراير من نفس العام رشحته الحركة لمنصب رئيس الوزراء الفلسطيني في الحكومة العاشرة، وفي ذات الشهر من عام 2007 كلفه الرئيس محمود عباس بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفق اتفاق مكة للمصالحة بين فتح وحماس.
وفي 14 يونيو 2007 وعقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة أقال الرئيس حكومة الوحدة؛ ما أدى إلى وقوع شرخ سياسي عميق أفضى لنشوء سلطتين: إحداهما في القطاع يرأسها إسماعيل هنية، والأخرى بالضفة يرأسها سلام فياض.