المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوكالة / بقلم مفوز الفواز



أبو رامي
07-09-2008, 09:24 PM
الوكالات عبارة عن مستودعات كانت منتشرة في ينبع قديما لحفظ البضائع الواردة والصادرة لكبار التجار
وفي هذه الحلقات يعالجها الأستاذ مفوز الفواز بقلمه الرشيق ويسلط الضوء عليها وعلى دورها في الماضي البعيد ندعوكم لمتابعتها والاستفادة منها
***********
*******
****
**


الوكالة
بقلم /مفوز مفيز الفواز

الحلقة الأولى
كان يمشي الهوينَى ، يتمايل يمنةً ويَسْرة ، وقد أضناهُ شَقا يومِه ، لا يفكر في شيء سِوَى العودةُ لمنزلهِ فيلقى أولادَهُ الصّغارَ ، وهم ينتظرونَه أمامَ الدارِ ، وقد قَعد كلُّ واحدٍ منهم على حجرٍ يرقبُ المارةِ في الطريق وكأنهم يبَحثون عن ضالةٍ، وأمُّهم تتَرقُب من خلفَ البابِ ، عيناهَا على أبنائها الصغار ، وقلبُها مع القادمِ من بعيد ، متى يعودُ، تنتظر عودَته بشغفٍ أكثرَ من أبنائِها ، لتستقبلَِه مُهللِّة فتُريحُه من فتحِ البابِ حتى لا يُعيقُه عن الدخولِ ، فلرُبما أعيَاهُ التعبُ ، فهو بحاجةٍ إلى من يرعى قدومَه.
هيَّأتْ له الماءَ الدافِئ الممزوج بالملح في الطِّسْتِ... ليَضَع فيه قدمَيهِ المُضنَيتين من الوقوف طوال النهار ، ليَمتص منهما التعبَ ، فقد خرج "أبو صالح" في الصباح الباكرِ بعد أذان الفجر الأول ليصلي في الزاوية الصغيرة في وسط سوق البلدة ، فخُطاه المتقاربةُ ، ونظرُه القصيرُ لا يساعدانهِ على الوصول إلى الزاوية مبكراً للصلاة ، ولهذا فهو يخرج من منزله قبل أذان الفجر الثاني ليتمكن من أداء الصلاة جماعة ، ومنها إلى السوق مباشرة دون تأخير ، فالرزق في التبكير .
كان يعملُ في وكالةِ أحدِ التجارِ ، وهي عبارة عن متجرٍ كبير على شكل مستودع ، لها مدخل واحد كبير يفتح على طرقة تحيط بها على الجانبين غرفٌ مزودةٌ بكل متطلبات البيعِ والشراءِ إضافة إلى غرف لاستقبال كبار التجار تعلوها غرف لراحة صاحب الوكالة وضيوفه ، وفي الداخل عند نهاية الطرقة الممتدة من البوابة حتى وسط الوكالة ، غرف كبيرة على طول محيط الوكالة من جهاتها الأربعة ، يتوسّطُها فراغ كبير يتسع لجميع البضائع عند جلبها للوكالة فيتم فرزها ووضع كل صنف على حده في هذه الغرف المتراصة ، عدا الغرف المجاورة لبوابة الوكالة والمطلة على السوق والتي تخلو من النوافذ المُطلَّة على الخارج للناحية الأمنية ، كما أن غالبية المحال التجارية والوكالات عادة ما تكون متلاصقة مع بعضها مما لا يسمح بذلك ، إلا أنه يُستعاض عنه بفتحات صغيرة تُطل على الساحة من الداخل للإنارة ، وليس لهذه الغرف أبواب حتى لا تعيق حركة التحميل ، إلا ما كان منها مخصص للأشياء الثمينة.
أما الساحة فقد سقفت بالأخشاب على شكل هرمي محمول على مجموعة من الأعمدة المرتكزة على طول جدار الغرف من الداخل غير متباعدة، وبارتفاع نصف متر تقريباً للتهوية وإدخال أشعة الشمس للإنارة من خلال قضبان الحديد المثبت على أُطرٍ من الأخشاب بين تلك الأعمدة.
كثيراً ما يلجأ أصحاب الوكالات إلى إبراز ثرائهم بتزيين واجهات وكالاتهم والتي غالباً ما تكون واجهة واحدة ، لأن المتاجر متراصة إلى جوار بعضها البعض ، فيعمدون إلى فتح النوافذ الكبيرة ذات الدكاك الممتدة إلى الداخل والخارج حيث يُثبَّت عليها شباك كبير يسمى (الروشان)، وله ثلاث واجهات ، الواجهة الأمامية تحتوي على أربع فتحات ، أما الواجهتين الأخريين ، فكل واحدة منها تحتوي على فتحة واحدة ، ولا تقل نوافذه المتحركة في الفتحات الست عن أثني عشر شباكاً ، سِتةٌ منها تفتح إلى أسفل وستةٌ أخرى إلى أعلى تُـثبَّت بشناكل خاصة بها، ويتم اختيار أبرع النجارين لتصميم واجهة الروشان من الخارج ، لَيَصنَع منها لوحة من الفسيفساء نقشت بيد فنان يُذكَرُ اسمُه ما بقي هذا العملُ قائماً ، وقد استَخدم أجودَ أنواع الأخشاب المطاوعة للحفر والنقش ، ومقاومة لعوامل الطبيعة.
ويزداد العمل جمالاً إذا ما رُبِطَ بشباك يعلوه على واجهة الغرفة العلوية ، لتكتمل الصورة وكأنها لوحةٌ واحدة يعلو كل واحد منها الآخر ، فالتجانس في العمل وتوحيد الفكرة لم يُفقِدها جمالها بل أكسبها روعة وفخامة.
ولكي تكتمل الصورة ، فيشار بالبنان إلى واجهة تلك الوكالة ، يَعمَدُ صاحبها إلى إقامة النوافذَ في الجانب الآخر من الواجهة إذا ما كان هناك مُتسع لديه ، يصلهما بشرفةٍ تصلُ بين الروشانين الواقعين على يمين البوابة وشمالها ، فتبدو الوكالة عندما يُفتح بابها على مصراعيه وكأنها صرحٌ تُـبهر الناظرَ إليها وتُشعر من دخلها بالثقة على بضاعته إذا كان مشترياً أم بائعاً.
هذه الشرفة لا تقل روعة وجمالاً عن سابقيها رُغم بساطتها، فهي بمثابة واسطة العقد، وقد اكتسبت هذا الجمال من الحسِّ المرهف والذوق الرفيع لدى النجار الصانع لهذه التحفة المتكاملة عندما ربطها جميعاً بخط واحد من أعلاها، وقد رقَّنَها بنمنمات من الخشب الصغير المقطع بأشكال تُـبْهِرُ العقل من دقة صنعها وتراكيبها، وقد ماثل بين التكوينات بأقواس متداخلة تعلو كل واحدة الأخرى لتمثل قِبَاباً شُطِرَت إلى نصفين ، مدلِّلَة علي الرؤيا الفنية ، وكأن هذا الرسام البارع تخرج من أرقى مدارسِ الفنِّ والرسمِ ، ولكنه في الواقع هو مدرسةٌ يستحق أن يُعَلَّمَ فَنُّه .
يقضي النجار في هذا العمل أياماً طوالاً ، بل أشهراً عدَّة بدون ملل أو كلل ، يشحذ فكره ويستعين بخبراته المتراكمة في هذا العمل، فيطوره بعد أن يجمع بين رغبة صاحب العمل وفكره المتفتح ، فيعمد إلى رسم الخرائط والخطط . وقد عَرِفَ برؤيته الفذَّة ، متى .. ومن أين يبدأ العمل.
لقد انتظر "البَنَّاء" حتى يشرع في تحديد مواقع النوافذ ، عندها يتدخل المعلم النجار للإشراف على تثبيت قاعدة الرواشين المراد إقامتها حيث يتم غرسها في الجدار من الخارج مستندة على زوايا خشبية ، والقاعدة مكونة من قطع خشبية من النوع المستخدم في تسقيف المنازل ، بأن يغرس جزء منها في الجدار ويبرز الآخر الذي سوف يثبت عليه الروشان ، أما الزوايا التي ترتكز عليها القاعدة فهي أيضاً من الأخشاب لا تقل سماكة عنها، غرست في داخل الجدار من أسفل ، وترتبط بالقاعدة من مقدمتها على شكل زاوية ، ويتم تغطيتها بالأخشاب عند تجميل الروشان من أسفله.
ما إن تنقضي صلاة الفجر ، حتى يَشرع أمين الوكالة بفتح أبوابها ، فتدب الحياة فيها وكأنها خليةُ نحلٍ ، لا يَعرفُ العاملَ من البائعِ و المشترِي أو طالبُ عملٍ إلا الناظرَ عليها أو صاحبُ الوكالة نفسُه ،وقد جلسَ السيد "صاحب الوكالة" على كرسيٍ عريضٍ في مدخل الوكالة " المركاز " لا يجلس بجوارهِ أحدٌ إلا من أشار إليه بالجلوس ، يُصِّرف الأمرَ حسبما يراه ، وقد زُيِّنَ الكرسيُّ بمتكأٍ يتناسبُ مع مكانتِه في السوقِ ، أمامه مكتب صغير يضع عليه دفترَ الحساباتِ اليومية ، وما يُقدَّم إليه من مشروباتٍ كالقهوةِ أو الشايُ ، وقد وقف أمامه أحد العمال خُصص لخدمته ، حتى لو بَعُدَ عنه فإنه يَرْقُبه بِنَظرهِ وسمْعِه ، لا يغفل عنه لحظة واحدة ، وإذا ما جاء أحد التجار المهمين ، فإنه يشير إلى الناظر على الوكالة لِيَحِلَّ مَحَلَّه ، ويقوم من مقعده ليستقبله ويدخله في الغرفة الخاصة باستقبال التُجار حيث كاتب الحسابات يجلس فيها يدقق الحسابات اليومية ويراجع المبيعات والمتبقي من المخزون ويسجل البضائعَ الواردةَ لصاحب الوكالة أو المُوكَلِ عليها إن كانت للتصدير أو التوريد، ويجلسَا هو وضَيفُه في الروشان المطل على السوق ، بعد أن يَفتحَ الخادمُ النوافذَ ليرى المارةُ ضيوفَ سَيِّدهِ المُهِمِّينَْ.



يتبع

المعلم
08-09-2008, 12:36 AM
شكرا مشرفنا العام أبو رامي
والشكر موصول لأخي وصديقي مفوز مفيز الفواز
نهنيء أنفسنا بهذه البادرة الطيبة التي تؤرخ لماض عريق
فيه الجمال أشكال في ينبعنا الحبيبه
ويخلد صناعا غادروا الحياة غفر الله لنا ولهم وتجار كانت لهم صولة وجولة
مقدمة رائعه وسرد متناسق وطيب
ننتظر بشوق ماتبقى من الحكاية
والحديث عن الوكالات في ينبع
تحيتي وتقديري لكم

دايم السعد
08-09-2008, 02:47 AM
شكرا مشرفنا العام أبو رامي
والشكر موصول لأستاذي القدير / مفوز مفيز الفواز

أبو رامي
12-09-2008, 04:41 PM
الوكالة
بقلم /مفوز مفيز الفواز

الحلقة الثانية

ينشغل صاحب الوكالة مع ضيفه في عقد الصفقات التجارية ، وتقديم الضيافة الواجبة له.ويستمر الأمين في عمله لتصريف الأمور حتى يأتي المساء ، وقبل غروب الشمس يدفع للعاملين فيها أجر يومهم بعد التأكد من أن جميع البضائع قد رتبت في أماكنها الصحيحة ، وأغلقت الأبواب.
آخر من يخرج من الوكالة ومعه مفاتيحها ، الأمين " أبو صالح " حاملاً معه ما ينوء به كتفُه من الزاد لأهله مما ُسمِح له بأخذه من ولي نعمته ، أو شرائه من المتاجر الأخرى ، وهو منهك القوى بعد عمل شاق لا راحة فيه وقد وقف على قدميه التي لا تقوى حتى على حمل جسمه النحيل ، فما باله وهو يضع حِملاً زائداً على كتفه ، هذا الحِمْلَ .. الذي لا يتجاوز ما "صرَّه" في طرف غِطاء رأسه ، أو ما وضعه في "زنبيل" أمسَك به في يده.
أقبل من بعيدٍ يتمايل وكأنه حمل معه كل ما في السوق من بضائع ، وقد بدا متثاقلاً في مشيته يختفي ويظهر من بين المارة الذين أَفِلوا معه إلى دورهم ، وهم لا يقلون عنه إحساسًا بما يشعر به .وما إن رأى الأولاد أباهم حتى قفزوا يتراكضون لاستقباله ، وكأن الطريق خلَتْ إلا منه ، فهم كانوا ينتظرونه جلوساً على عتبة الباب.
انتبهت الأم بعد أن كانت في غفلة منهم لإنجاز بعض أمرها في الدار ، فنظرت من ثُقب في الباب فلم تجد صغارها عنده .. فَزِعت ، ورفعت بصرها إلى الطريق لتشاهدهم يعدوا الواحد تلو الآخر..وتحيَّنت فرصة عدم مرور أحد في الطريق ، فواربت الباب ونادت :
* صالح .. ارجَع، إنت وإخوانك ، فين رايحين ؟.
لم يجيبوا نداءها .. فهم لن يسمعوها ، وقد ابتعدوا عنها.
انقبض قلب الأم الوَلْهى، خوفاً على صغارها .. وبقيت شاخصة تتبعهم بنظراتها ، وهم ينحرفون في كل اتجاه مجاراةً للطريق والمارة ، ولسانها يلهث بالدعاء لهم بأن يحفظهم الله من كل مكروه ، وبقيَ قلبُها يخفق ، ولم يهدأ لها بال ، حتى رأتهم وهم يحيطون بأبيهم من بعيد.فاطمأنت ، وارتاح بالها، وحمدت الله على سلامة الجميع.
تنبهت لنفسها أنها كانت تقف خلف الباب وهو مواربٌ فأغلقته ، ووقفت خلفه ترقب وصولهم من ثقبٍ فيه ، وما إن همَّ أبو صالح بمد يده لطرق الباب حتى أسرعت إلى فتحه بعد أن استدارت خلفه حتى لا يراها أحد من المارة.
تدافعوا جميعاً على الدخول ، حتى أن والدهم كاد يسقط من على عتبة الدار لمزاحمة أولاده له.
صاحت الأم في أولادها ..
* يا أولاد .. لا تطرحوه.. هو على مزاحمتكم ،أبوكم تعبان.
قال لها الأب :
* اتركيهم .. لا تخافي ، أنا بكُل نشاطي.
تسرع أم صالح .. وتتناول الزنبيل من يده لتخفِّف العبء عنه ، ويستدير أبو صالح ليغلق الباب، بينما الأولاد يشدون عمامة أبيهم كل واحد من طرف ، وكادت تخنقه ، ولكنه أدخل إصبعه بين طياتها ورقبته ليساعدهم على فكها.
تضع الزنبيل على الأرض وتمسك الأولاد بكلتا يديها .. وتقول لهم :
* قُلتْ لُكم ابتعدوا عنُّه ، وخلوه يرتاح.
يقول لها أبو صالح :
* يا أم صالح .. خلي الأولاد .. هم يُجرُّوا العمامة عشان اللي فيها.
* طيب .. بسْ لازم يتعلموا الأدب ويتركوك تجلس ، وبعدين تعطيهم اللي إنتَ جايبه معاك ليهم .. دولا كادوا يخنقوك وأنا أطُلْ فيك.



يتبع

عبد-.الله
12-09-2008, 05:22 PM
شكرا مشرفنا العام أبو رامي
والشكر موصول لأستاذي القدير / مفوز مفيز الفواز

إبراهيم المحياوي
13-09-2008, 02:26 AM
شكرا أستاذي القدير ابورامي
والشكر موصول للأستاذ مفوز على هذه الحلقات التي جعلنا نعيش به عبق الماضي بكل تفاصيله
لا زلنا متابعين لهذه الحلقات الجميله

محب الموروث
13-09-2008, 02:50 AM
أكيد أكيد الكتابة لها فن .. وفن راقي لايتمكنه الا فناااااااااااان .. ومثقف ..
هنا أطل علينا أستاذنا الفنان مفوز الفواز بقلمه المثقف وخياله الفني بل وابداعه الفني ورسم بقلمه لوحة تراثية باهرة , جسدت صورة ناطقة للأيام الجميلة ..
استأثر كل الحواس لتعيش الوصف ..
وصف الوكالات التجارية في ينبع قديما بكل تفاصيلها .. بحركتها التجارية .. بأصحابها .. بالعاملين فيها .. بالمتسوقين .. ( بالفنان ) صانع الروشان .. ومعلم البناء مهندس الديكور البارع في هندسة التهوية والاضاءة وتوزيع المساحة وتقنينها .. وتدرج في الوصف القصصي المشوق لحياة الرجل البسيط ..
أستاذي ..
أعذر تلميذك في محاولته تسطير اعجابه ..
نعم وقفت هنا أستاذي وتأملت .. وتعلمت ..
تقبل خالص تقديري وتحياتي ..
ولك أيضا أستاذي أبارامي كل تقديري واحترامي .. وشكري لهذا ( الاخراج )..
وفي شوق الى بقية الحلقات ..

الرايق
13-09-2008, 03:08 AM
يا سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

أبو سفيان
14-09-2008, 02:54 PM
أحسنت وأبدعت أخي العزيز / مفوز مفيز وإنك بهذه الكتابة التوثيقية تحفظ جزءا من تاريخنا التجاري الذي كان سائدا في حقبة زمنية عايشنا فترة بسيطة من آخر أيامها وبقاياها .. وصف دقيق ، ومهارة لا نستغربها من فنان تشكيلي يعرف كل جزء من مكونات الأجزاء الخشبية وأعمال النجارة والرواشين ..
والذي أريد التعقيب به تاريخيا أن هذه الوكالات كانت سائدة في معظم البلدان التي كانت خاضعة للدولة العثمانية آنذاك وقد تُسمى أحيانا بالخان في مصر والشام ، وأعجبني من شبهها ( بالمول ) العصري فالوكالات ما هي إلا مجمع تجاري كبير يقصده التجار والعامة وهي أشبه بالمؤسسات التي تعقد فيها الصفقات التجارية وتعرض فيها أنواع السلع من غلال وحبوب وهذا هو المتعارف عليه في معظم البلاد العربية وبعض البلاد الإسلامية مثل تركيا .
وللمقارنة وتأكيد ما أجملته في وصفك لمحتويات الوكالة وتصميمها فهذا وصف لأحدى الوكالات القديمة في مصر مع الفارق طبعا في الاستخدامات والمرافق كل مجتمع بحسب ما يتطلبه الاحتياج :

" الوكالات تتكون بصفة عامة من فناء مستطيل أو مربع يحيط به من جميع الجهات عدة طوابق، يخصص الأول منها في الغالب لـ ( الحواصل) أي المخازن أو المكان الذي توضع فيه دواب القوافل التجارية.

تعلو هذه الحواصل طوابق سكنية للتجار وهي بالمعني الحديث تعادل الأجنحة في الفنادق، أما مدخل الوكالة يتميز بزخارف حجرية وهندسية، وتحتوي الوكالات بالإضافة إلى ما سبق إلى بعض الحوانيت أي المحلات الخارجية التي تُفتح على الشارع الذي توجد به الوكالة.
ومن أشهر الوكالات في مصر وكالة بازرعة والغوري وعباس أغا، لكن تأتي في مقدمتها وكالة بازرعة فهي الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بمعظم طوابقها، وتعد نموذجا متميزاً لجمال فن العمارة الإسلامية..
تشغل الوكالة مساحة إجمالية تقدر بـ1050 مترا مربعا، وللوكالة واجهه واحدة رئيسية يبلغ طولها 25مترا ويبلغ ارتفاعها حوالي 14 مترا، يزينها مجموعة من المشربيات الجميلة الصنع من خشب الخرط ، مدخل الوكالة يمتاز بأنه جميل الشكل ويتزين بالحلية الزخرفية التي تعبر عن روعة فن العمارة الإسلامية.

هذا الفن يبرز أيضا في بوابة الوكالة، فهي عبارة عن ضلفتان من الخشب الصلب المتين مصفح بشرائح من الحديد، ومركب عليه مغلاق خشبي (ضبة) مطعمه بالعاج والصدف.

ويفتح باب الوكالة علي الفناء الذي يتوسط الوكالة ويطلق علية (الصحن)، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل تقريبا، وكان يستخدم لعرض البضاعة وممارسة أعمال البيع والشراء، حيث تفتح عليه الحواصل المتجاورة التي في الطابق الأرضي والتي يبلغ عددها 25 حاصلا تتوزع علي أضلاع الوكالة الأربع. "

وقد أوردتُ هذا المقطع لأثبت للقارئ بأنك وصفت الوكالة الينبعية على وجه الخصوص وصفا دقيقا من الواقع ومن الذاكرة ، وأعرف أنك بحثت وسألت واجتهدت وألححت في جلب المعلومة وصياغتها بأسلوبك الأدبي الجميل وقد نجحت وأبدعت .. فلك مني خاصة جزيل الشكر على هذا الجهد الذي بلا شك يخدم تراثنا ويبرز ما اندثر من مكونات المجتمع التجاري الينبعي الذي كان يضرب به المثل في يوم من الأيام .
وهذه صورة لواجهة إحدى وكالاتنا في سوق ينبع الملاصق لحي الصور
http://www.alhejaz.net/vb/images/uploads/41_2453948ccf93c0de4e.jpg


ـــــــــــــــــــ


وهذه أيضا صورة لإحدى الوكالات العريقة في مصر للمقارنة وملاحظة الفارق في التصميم

http://masr.20at.com/images/wek/wek5.jpg

المتواضع
14-09-2008, 08:17 PM
با رك الله فيك استاذي القدير مفوز الفواز صاحب القلم المبدع والاسلوب المميز والشكر للتربوي رئيس لجنة التراث الاستاذ الفاضل عواد الصبحي على هذا الطرح مع الدعاء للجميع بالتوفيق 0

أبو ياسر
14-09-2008, 08:30 PM
عندما تكون ريشة القلم بيد الأساتذة أمثال أستاذي القدير والفاضل مفوز مفيز الفواز
لانملك إلا القراءة والقراءة فقط للإستفادة وكسب العلم
صورت فأبدعت أستاذنا
وما هذه المداخلة إلا تأكيدا بأننا نتابع.
والشكر موصول لمداخلة الجميع وخاصة زميلكم وأستاذنا أبوسفيان
ولمخرج هذه الحلقات زميلكم ورفيق عمركم الفني أستاذنا أبو رامي

أبو رامي
14-09-2008, 09:20 PM
الوكالة
بقلم /مفوز مفيز الفواز

الحلقة الأخيرة
يضحك الأب الحنون .. ويساعد الأولاد في التخلص من العمامة ، فيجذبونها ويركضون بها في أرجاء البيت .. والأم تنظر إليهم ، ثم تقول لهم :
* مبسوط .. شوف خليهم يُمَزِّقوها لك ، وبعدين تصرِّخ فيهم.
* ما يهم .. أصرخ فيهم اليوم.. وأشتري غيرها بُكره.
تأخذ المرأة زوجها إلى داخل البيت حيث يستريح ، والأبناء لاهون في فك عقدة العمامة لاكتشاف ما " صُرَّ " فيها .
* أبو صالح .. هيا حُط رجولك في الطست خليها ترتاح شويه من التعب.. أنا مالياه لِيك بالمويه الدافيه وحطَّالك فيه شوَيَّةْ ملح قبل ساعة .. وأنا رايحه أجهز لك الحمَّام عشان تتغسل بالمرة ، فالمغرب ما يبقى عليه إلا قليل ويؤذن .
بعد أن انتهى أبو صالح من تدليك قدميه في الماء الفاتر ، ينادي على أم العيال :
* يا هوُ , يا أم صالح ، جهزت كُل شيء ؟ الوقت يِجري.
تجيبه من الداخل :
* يانَعَمين يابوصالح.. كل شيء جهَّزتُه ، والملابس النظيفة معلقة على باب الحمّام ــ الله يِكرِمك ــ تحت " الإحرام ".
كانت تقول ذلك وهي ملتهية في ترتيب الحاجيات التي أحضرها أبو صالح معه من السوق ، استعداداً لتحضير طعام العشاء ، فهي الوجبة الرئيسية الوحيدة في ذاك الزمان التي غالباً ما يجتمع حولها كامل الأسرة ، فوجبة الغداء إن تيسر لهم ذلك ممن حصل على قُوتِ يومه مُبكراً كفَتْ عن العشاء ، و إلا سَدُّوا حاجاتهم بفتات الخبز وما كان قابلاً للحفظ في البيت مما هو مُصبَّر بالملح أو السكر ، أما وجبة الإفطار إن توفرت فهي ليست ببعيدة عن لاحقتها ، إلا أن الموسرين لديهم ثلاث وجبات ، وجبة الإفطار وهي مكونة مما لذَّ وطاب ، يتنوع بين العسل والمُربيات والحلويات والأجبان وغيرها .. حتى أنه في بعض البيوت الأكثر ثراءً الفطور لديهم يتنوع في كُل يوم ، وكذلك وجبة الغداء فهي أساسية لديهم ، أما العشاء فهو أحياناً مما تبقى من الغداء.
انتهى الرجل من ارتداء ملابسه ، وتوضأ استعداداً لصلاة المغرب ، وتوجه للأولاد لاسترجاع عمامته منهم ، ولكنه وجدهم لا زالوا حائرين في فك عقدها ، وقد ملؤوها " لعاباً " وهم يحاولون ذلك بأفواههم ، فتناولها منهم ، ولم يقاوموه ، فقد أعياهم التعب وكأنهم شاركوا أباهم العمل من الفجر حتى المساء.
فك الوالد الصُرَّةَ ، ونثرها علي رؤوسهم ، وإذا هي قطع من الحلوى تناثرت في جميع أرجاء الغرفة ، وخرج ، وبدأوا يتصايحون فرحاً من جديد وهم يلتقطون حباتها.
صاحت الأم مداعبة ..
* أبو صالح .. ما تترك عنك الشقاوة إنت والأولاد ، وأنت في هذا السن . يَعني عاجبك كِدا؟دَحِّين يُوسخوا الفراش.
يضحك الأب .. ويقول لها :
* إنتِ شايفاني { كِبِرتْ } ..
ويخرج من الباب دون أن ينتظر الإجابة!!.وتنظر هي إليه دون أن تُجيب .. فهو لم يُعطها فُرصة الإجابة ، ولكنها تُسمِع نفسها .. وتقول :
* لا والله .. {إنت أصغر من كدا} فأنا أشوفك بقلبي مُو بعيوني.
تسرع في إعداد الطعام على النار ، وصغارها منشغلون في لهوهم بالحلوى ، حتى أنها عندما دخلت عندهم لتصلي المغرب ، أغلقت باب الغرفة من الداخل حرصاً منها أن يغلبهم الفضول ، فيتجهوا إلى القدر وهو على النار فينكفيء عليهم فيحرقهم.
بعد أن فرغت من صلاتها عاودت العمل مرة أخرى للإسراع في تحضير الطعام ، فزوجها على وشك العودة للمنزل ..وعندما أوشك على تجهيزُه على الانتهاء ، نادت على الأولاد ..
* يا أولاد .. هيا ، تعالوا عندي لا تناموا .. [ العشَا جِهِزْ ، أبوكم دحِّين جَايْ ] .
* صالح .. ناولني التبسي الملبس .
يناولها الولد التِّبسي بعد عدة أسئلة .
* أمي أيَّتْ تبسي ، الكبير.. والاَّ الصغير ، الأبيض .. والاَّ الأحمر ؟ ...
* يا ولد ، أما ما تِختِشي .. أيش الكلام دا اللي بِتقوله ، التبسي شوفه قدامك ، هو كم تبسي عندنا ؟ .
يُحضر الولد التبسي ويرميه عليها ، محدثاً صوتاً عالياً يضحك الأولاد ، وتغضب الأم .
* كدا .. قشطت التبسي ، وهو الحيلة اللي عندنا ، يلَّه قوم شيله مرة تانيه واشْطُفه.
يرد عليها صالح.
* يُوه ..
يسرع أخوه الأصغر ، ويأخذ التبسي ويجري به إلى " البالوعة " ، وتناديه أمه ..
* يا ولد دوبك على التبسي ، كمان إنت التاني ، لا تغَلِّقْ عليه . [ لا حول ولا قوة إلا بالله ] الواحد ما يرتاح منكم .. أَهُوْ ، " إن خلف ما ارتاح .. وإن ما خلف ما ارتاح " .
بقيت الأم على هذا المنوال ، وهي تكابد مع الأولاد .. المهم عندها أن لا يناموا إلا بعد أن يأتي أبو صالح من المسجد.
قفز الأولاد كعادتهم يتراكضون ..
* الأم . يا عيال .. كصرتوا الدنيا ، أيش دي الغلبة " الله يهديكم " .
يرد عليها الأولاد بصوت واحد ٍ .. "أبويا .. جا" ــ "أبويا .. جا".فقد كانوا أكثر إنصاتاً لمجيئه ، حيث سمعوا صوت مزلاج الباب عندما فتحه أبوهم ليدخل.
واجتمعوا على العشاء ..حول الطبلية بعد أن وضعت أم صالح تبسي العشاء عليها.
* يا ولد .. خذ هذي اللقمة وأنت بَسْ جالس تلعب ـــ الأب يحاكي أولاده ـــ وأنت كمان كُلْ زَيْ أخوك [ شوف أيش يسَوِّي ، وسوي زيُّه ] .
* أبو صالح .. سيب الأولاد و اتعشى ، وانت من الصبح على لحم بطنك ، دول الأولاد طول النهار ، وهم يِطْحَنوا . نسيت الحلاوة اللي دوبك جبتها ، ورميتها ليهم كلها يحوسوا فيها ويحوِّسوا البيت معاهم.
* يا شيخه .. صلي على النبي .. إحنا نشقى عشان مين ؟.. ما هو عشانهم .
* الله يحفظك لينا .. ويعطيك الصحة ، وتأَكِّلْ أولادهم.
* وانتِ .. كمَان يا أم صالح.
الأم ، تُكلم الولد الصغير ..
* تعال جنبي .. أأكلك لَتْحُوسْ في الأكل ، وتوسخ هدومك.
يرفض الولد ..
* [ أنا أبغَى اجلس جنب أبويه ] .
تسحبه بقوة وهو يصرخ .. تعالَ عندي .
* يا أم صالح .. سيبي الولد فْحَاله، هُوَّ مرتاح عندي.
* ما تشوفه حوَّس الأرض وِهْدُومُه كمَان ، ودَحّين ما فينا نغير لُهْ.
* لحظة صمت يلتهي فيها الوالدان في الأكل ، ويتبادلا بعض الأحاديث القصيرة في هموم المنزل ، أثناءها يتنبه الأب للولد الصغير فيُخاطب زوجته قائلاً :.
* أم صالح ..
* نَعَــمين ..
* أنعم الله عليك .. الولد رقد .. انتبهي لا يطيح على رأسه.
* يُوْه .. الولد ما أكل شيء .
* ما قُلتلِك ، خليه عندي ، أنتِ ما تسمعي الكلام ، هيا قومي شيليه وغسْلِيْ لُه ، ونومِيه على فراشه.
* خليه بعدين .. إيديني حاسيه كُلَّهاــ الله يخليك ــ إِسْدَحُه على جنبه عندك، لمَّا نِخْلَص من العشا ونرفِّع الطبلية.
نام الأولاد .. ونام الجميع ، وفي صباح اليوم التالي ،.. ينهض أبو صالح من فراشه مذعوراً وينبه زوجته من نومها ، فهذه المرة لم يصحُ من نومه إلا بعد الأذان الثاني للفجر، خرج من الغرفة مسرعاً وهو ينبه زوجته من النوم .فقد تأخر عن المسجد.
* أم صالح .. أم صالح .. قومي ، لقد أخذتنا نومه ، و إنت الله يصلحك ما صحيتيني زي العادة مع الأذان الأول.
* ليه .. هو الفجر أذن ؟.
* إيوه ياستي .. هذا الأذان الثاني .. دحين تفُوتْني الصلاة جماعة وأنا ما وصلت المسجد ، وكمان حاتأخر على فتح الوكالة.
* سامحني .. أنا أمس تعبت كثير، عشان كدا أنا نمت وُمَانِي داريه عن نفسي ، بس لا تخاف حتِلْحَق الصلاة جماعة إن شاء الله.. ما هو إنت أمس تقول إنك [شباب] يلَّه وريني شبابك .
* انتعش أبو صالح .. وقال :
* طيَِّب ، دحِّين أوَرِّيكي ..
خرج أبو صالح مسرعاً يحُثُّ الخُطَى.. وكأنه ابن الخامسة والعشرين ، بعد أن ودعته عند الباب بكلماتها المعتادة { روح الله يِفرجها في وجهك .. ويرزقك الرزق الحلال .. ويكفيك شر أولاد الحرام}وبقيت ترمُقُ مشيته بنظراتها حتى ابتعد.. وأغلقت الباب.



{ انتهت }

باسم الجهني
17-09-2008, 05:54 AM
شكرا مشرفنا العام أبو رامي
والشكر موصول لأستاذي القدير / مفوز مفيز الفواز

الهاوى22
17-09-2008, 11:31 AM
--------------------------------------------------------------------------------

شكرا مشرفنا العام أبو رامي
والشكر موصول لأستاذي القدير / مفوز مفيز الفواز

نبع الخير&
17-09-2008, 02:45 PM
absصاحب الوكالة" على كرسيٍ عريضٍ في مدخل الوكالة " المركاز " لا يجلس بجوارهِ أحدٌ إلا من أشار إليه بالجلوس ، يُصِّرف الأمرَ حسبما يراه ، وقد زُيِّنَ الكرسيُّ بمتكأٍ يتناسبُ مع مكانتِه في السوقِ ، أمامه مكتب صغير يضع عليه دفترَ الحساباتِ اليومية ، وما يُقدَّم إليه من مشروباتٍ كالقهوةِ أو الشايُ ، وقد وقف أمامه أحد العمال خُصص لخدمته ، حتى لو بَعُدَ عنه فإنه يَرْقُبه بِنَظرهِ وسمْعِه ، لا يغفل عنه لحظة واحدة ، وإذا ما جاء أحد التجار المهمين ، فإنه يشير إلى الناظر على الوكالة لِيَحِلَّ مَحَلَّه ، ويقوم من مقعده ليستقبله ويدخله في الغرفة الخاصة باستقبال التُجار

شكرا أستاذي القدير ابورامي
والشكر موصول للأستاذ مفوز على هذه الحلقات التي جعلنا نعيش به عبق الماضي بكل تفاصيله
لا زلنا متابعين لهذه الحلقات الجميله

محمد بدين
18-09-2008, 10:26 PM
روح الله يِفرجها في وجهك .. ويرزقك الرزق الحلال .. ويكفيك شر أولاد الحرام يا ابو محمد
لقد امتعتنا بهذا الموضوع الدسم الذي اعادنا للماضي الجميل وذكرني بوكالة جدي محمود بن لافي التي اتذكرها كالحلم لااذكر كثيرا من تفاصيلها لاني كنت صغير عندما كنت اذهب اليها مع والدي كان موقعها ممتدا من الرقعة الصغيرة الواقعة امام دكان عمنا عواد خريشي وقهوة الصقر حتى تنتهي عند بداية الرقعة الكبيرة الواقعة امام مسجد ابن عطا وقد ازيلت لصالح شارع الميناء الحالي
اتمنى ان تكون المعلومات التي اوردتها صحيحة في ما يخص الموقع اما الوكالة من الداخل فاذكر فيها غرف كثيرة على الصفين مملوءة بالمرابيع
شكرا لك ابا محمد وشكرا لك ابارامي على هذا الابداع والاسلوب القصصي الراقي المميز ولكما تحياتي

مهندس شكري حجازي
18-09-2008, 11:41 PM
شكرا
ان لم تقل ان هذة الضورة في ينبع لظننت انها في القصير عندنا لانه حتي اليوم لدي مثل هذة الواجهات
وجزاك الله خير لاني مهتم بالقصير والعائلات فيها فانا دائم الدخول لمنتداكم لاني فعلا اجد الربط والتشابه بين المدينتين حتي اني سمعت الكثير من العائلات لها نفس الاسماء

غريب الشرقيه
19-09-2008, 07:05 AM
اولا شكرا لمشرفنا العام الفاضل ابورامي
والشكر موصول لا استاذنا الفاضل مفوز امفيز الفواز
الحقيقه ان الواحد وهو يقري مثل هذه القصص التي تعتبر من التاريخ
القصصي
يرجع الي الزمن السابق وهو يقري ثم انه تفيض عيناه على الزمن واهله
لكن عندي مداخله بسيطه
لماذا لم تذكر لنا عشائهم ما نوعه هل هو فطير مفتوت بمرق اولبن او رشوف او عصيده
لانه ذلك الزمن لم تستورد الخضروات والرز
(ذكري)
ذكرتني في ابو صالح عندما يرجع ويرمي على اولاده الحلوي من السوق
من طرف عمامته
ذكرتني بابي عندما يرجع من النخل قرب المغرب ويكون بعمامته بعض (الجعيمات) في بداية الصيف ثم ينثرها لنا انا واخوتي في الدهليس
اهـ اهـ اهـ يازمن

اوجعت قلبي ترى بذكراك=باستذنا مفوز الفواز
بتاريخ ذكرى الهوي انصاك=حيثه يترخ لكم انجاز

وسلامتكم وكل عام وانتم بخير رمضان 1429هجريه

محب الموروث
20-09-2008, 05:06 AM
أشكر أستاذي ومشرفنا العام أبوسفيان لاضافته الثرية ..
وأرجو منه أن يزودنا بصورة لاحدى وكالات ينبع القديمة من الداخل فهي تشبه الى حد كبير تنظيم وشكل الوكالات في مصر والتي أورد صورة منها ..
لو دورت يابوسفيان في ملفاتك ستجد صورة أوربما أكثر .. ( ماهي صريه من صورة ناطقة ) .. سامحني رايح أكلف عليك بعناء البحث ..
وتقبل سلفا جزيل شكري وخالص تقديري ..
مع تحياتي .
.