المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حارة الهنداوية بجدة



بدر عاشور
11-08-2008, 04:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابغى اتكلم شوي عن الماضي القريب يعني قبل اربعين سنة تقريباً وعن حارة عزيزة على قلبي حارة في مدينة جدة في السعودية . هي حارة الهنداوية . كنا في سن الصبا غير اللعب واللهو ما عندنا حياة بسيطة مافيها كلفة ولا مشقة متسهلة من عند ربنا ، ناس قلوبها طاهرة بارك ربنا في حياتهم وبكل شئ لديهم فاللقمة تأكل عشرة صدقوني ما ابالغ .
العصرية كانت فلكور منوّع : ساعة يعدي بياع المنفوش وصوته اللي يلعلع : منفوش هيا منفوش ...
وايش من منفوش شئ تأكل اصابعك وراه ، المنفوش يا أحبابي هو دقيق من القمح أو الذرة تنحط على صاج بعد عجينها على شكل قرص كبير ورقيق مرة ، يعني مقاس قطر القرص ما كان يقل عن 60 سم . ويتكسر من رقته .وكنا نشتريه بقرشين واللي ما عنده الا قرش يقوم راعي المنفوش يقطع له نصف المنفوش بسكينة ( قطعة من غطاء علبة صلصلة ) .

وبعد المنفوش يعدي صاحب الغريبة وحلاوة السمسم والنارجين ووراه بياع الفول والترمس وما أحلا صوته وهو يقول :
فول على ترمس والنافع الله يا حلبة .وتلاقي كمان بياع اليغمش شايل قدره فوق راسه وجالس يجول في الشوارع كل عصرية ، يعني بتلاقي البياعين اشكال والوان شئ تراثي .

أما الصنايعية فكانوا يتجولوا في الأحياء وهم المنجدين ومصلحي الدوافير . طبعا زمان الناس بتنام على طراريح قطن وبعد فترة من الزمن القطن ينضغط ويصير قاسي ولا بد من نفشه فيجي المنجد ومعاه العصاية حقته ويجلس ينفش في القطن الين تصير متباعدة عن بعضها ويرجع يحشيها داخل الطراحة من جديد ويقفلها بالخياط . ويأخذ أجرته وكانت ما تتعدى ريالين .
أما مصلح الدوافير فكانوا من الجنسية الفلسطينية وكان مصلح الدوافير فنان وكنا نحترمه ونشوفه مهندس لأنه بغير الدوافير ما نقدر نطبخ الأكل إلا بطباخات القاز المتعبة واللي تسود القدور . فكانت أغلب الدوافير يصير فيها تنسيم فيجي المهندس ويجلس يشوف مكان الخرم ويجلس يصنفر فيه ويحط الكاوية حقته على النار ويحط التيزاب واللحام على الكاوية الين يسيل فيقوم حاططه على مكان الخرم ويتركه دقيقتين يبرد بعدها يقوم بضربه بالشاكوش كم ضربه الين يثبت ويسد الخرم وبتلاقي الأولاد بيتفرجوا عليه وقت التصليح عاملين زي الحلقة .

يامسهل يا مسهل يا مسهل هذا نداء بياع الفحم كنا نعرفه من شكله ثوبه اسود من الفحم وتلاقي شماغه صار اسود وأختفى الحمار منه فكان يصيح بأعلى صوته .. يامسهل . .

هناك كمان مركبين الأسنان وكانوا من الفلسطينيين بيدورو في الشوارع ومعاهم شنطة فيها العدة زرادية وكلبة واسنان تركيبة وكانت حديد.
الله على شكلها ( أنياب ) فكان يمشي في الحواري ساكت طبعا شايف نفسه دكتور ، ما له نداء خاص فيه لكن الناس تعرفه فبمجرد تناديه يروح حاطط الشنطة ومنزل العدة ويبدأ بتركيب الأسنان للزبون وكان السن بخمسة ريال ( يابلاش )

أما حداد السكاكين فكان يحمل على ظهرة الة الحدادة وكانت زي جنط كفر البسكليتة ويجلس يدورها برجوله والسكينه على طرفها الين تصير حادة وكل سكينة يحدها بقرش .

أما المطهرين أو اللي يختنوا الأولاد فكان هناك ناس معروفة وأكثرهم تكارنة ومهنتهم الحلاقة ومنها الختان .
وكان التعقيم اللي يستعمله الخاتن هو القاز ولا أحد كان يستنكر ذلك .

مرة كنا في قوز تراب نلعب وكان الوقت صبحية وكان الكلام هادا في عهد الملك سعود وقبل ظهور التلفزيون ووقتها ما كان في الاذاعة الا طلال مداح وعبدالله محمد وغازي علي وطارق عبدالحكيم . واثناء ما كنا نلعب الا ونسمع وردك يازارع الورد لطلال وهات يا جري على بيت ابو عمر وبدون دستور رفسنا الباب الخشب وانفك وبسرعة شغلنا الراديو الخشب الكبير ابو لمبات وطبعا كان الراديو ما يظهر صوته الا لما تسخن اللمبات حقته فجلسنا نخبط فيه مستعجلين قبل تنتهي الاغنية فاشتغل الراديو وبدينا نسمع
الين خلصت الاغنية وقفلنا الراديو
منقول

بشير
12-08-2008, 01:50 PM
شكرا بدر عاشور
من العايدين وفقك الله

فكرتنا بزمان الحب ولنا في الهنداوية زكريات

الله يرحم ابوك وأمواتنا وأموات المسلمين ويرحم خالك مدني ايام الدباب السبعين كان رجل مكافح والفول من يده له طعم خاص ايييه على رجال اول وزمان اول

بدر عاشور
19-08-2008, 10:05 AM
شكرا بدر عاشور
من العايدين وفقك الله

فكرتنا بزمان الحب ولنا في الهنداوية زكريات

الله يرحم ابوك وأمواتنا وأموات المسلمين ويرحم خالك مدني ايام الدباب السبعين كان رجل مكافح والفول من يده له طعم خاص ايييه على رجال اول وزمان اول

يعطيك الف عافيه على المرور المميز
دمت في عز الله