المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنومة.. درة مصايف جبال السروات



أديب الشبكشي
25-07-2008, 02:00 PM
مدينة الضباب والمتنزهات والحصون
تنومة.. درة مصايف جبال السروات

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2008/07/25/ww32-big.jpg
سعيد رافع - تنومة
تنومة درة تتلألأ على جبال السروات على ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر وتمتاز بهوائها المعتدل وطبيعتها الخضراء والزراعة حتى قال عنها الهمداني في كتابه: (صفة جزيرة العرب): «تنومة واد فيه ستون قرية اسفله لبني يسار واعلاه لبلحارث بن شهر». وعرفت تنومة بوفرة رجالها السابقين للاسلام والفقهاء والشعراء ابرزهم الشاعر الشنفري الحجري وحظيت برعاية الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - الذي وجه الدعاة والمرشدين الى قبائلها وقراها تشجيعا للعلم. اختلفت الروايات والتفسيرات حول مصدر اسم (تنومة)، فقيل إن هذا الاسم يرجع إلى لذة النوم فيها وبين ربوعها الجميلة.
هذا التفسير قديم جداً ويرجع إلى زمن القوافل التي كانت تمر بتُنومة إما إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج قادمة من بلادجنوب الجزيرة وغيرها ، أو إلى اليمن للتجارة وطلب العلم . فكان المار بها ينام فيها نوماً لذيذاً هانئاً نظراً لاعتدال مناخها ولطف جوها.
فقيل إن كلمة (تُنومة) تعود في أصلها إلى كلمتين كانتا دارجتين كلهجة لأهل هذه المنطقة قديماً وهما:
(تنوي ... مه) بمعنى ماذا تنوي؟ أو ماذا تنوي؟! للفرد .
و (تنووا... مه؟) للجماعة. ومع مرور الأيام حورت لتصبح اسماً لهذه البقعة فسميت (تُنومه) بضم التاء لا بالفتح.
وهناك ما ذهب إليه بعض المعمرين وكبار السن من أن هذا الاسم جاء بسبب مناخ المنطقة الجميل والمعتدل الذي يساعد الإنسان على العمل بهمة ونشاط فإذا جاء وقت الاسترخاء والنوم بعد جهد العمل كان نومه هانئاً ومريحاً بحيث لا يشعر حين يصحو بالكسل أو الخمول كما يحدث في كثير من الأماكن.
ويشير العديد من الكُتّاب و الباحثين الى أن اسم «تُنومه» يرجع إلى «شجر التَّنَّوم» الوارد ذكره في بعض معاجم اللغة العربية؛ وهذا غير صحيحٍ ومُخالفٌ للواقع. إذ أن اسم ذلك الشجر «التَّنَّوم» ورد بالفتح ، واسم المدينة معروفٌ بالضم (تُنومه) مما يدلل على أن هناك فرقاً بين الاسمين؛ إضافةً إلى أن هذا النبات غير معروفٍ أبداً في تُنومة وما حولها، وليس صحيحاً القول باحتمال وجوده مع تغير اسمه، إذ كيف يتغير اسم النبات ولا يتغير اسم المكان؟
الصناعات اليدوية
كانت هناك بعض الصناعات المحلية اليدوية التي ما زال بعضها يُمارس إلى الآن ، وهي صناعات تقليدية لا تعتمد على الآلة ؛ وإنما تعتمد على مهارة اليد البشرية لغرض تأمين احتياج الأهالي في حياتهم البسيطة . علماً بأن هذه الصناعات تعتمد في المقام الأول على الخامات الموجودة في البيئة نفسها .ومن هذه الصناعات:
صناعة الأدوات المنزلية منها الخشبية والفخارية والحديدية والجلدية مثل الصحاف والمشهف والتنور (الميفا) وغيرها.
صناعة الأدوات الزراعية: وهي الأدوات التي يستخدمها المزارع في مزرعته مثل المحراث (اللومة وادوات الحصاد وغيرها).
صناعة مواد البناء: مثل(الابواب والشبابيك (البدائية) وغيرها.
صناعة الأسلحة القديمة: وهي صناعة قديمة لا تزال قائمة إلى يومنا الحاضر لصناعة البنادق القديمة كالمقمع والفتيل ، والخناجر والجنابي والسكاكين ، والسيوف والرماح والبارود الاسود .
الغَزْل والدباغة.
صناعة الحُـلي.
الحصون
تمتاز تُنومة بكثرة القلاع فيها وتسمى (الحُصُون). وهي مبانٍ حجريةحصينة،وتستخدم لتخزين الحبوب والمحاصيل الزراعية او للسكن وقيل انها بنيت لتحصن بها ايام الحروب القديمة وقديلاحظ من يشاهدها الاماكن والفتحات الصغيرة التي يستخدمها الرماة.
الزراعة
تنومة بوجه عام زراعية، على الرغم من قلة الأراضي الصالحة للزراعة، فقد اتخذ السكان من الجبال مدرجات زراعية منذ القدم وعلى منحدرات وضفاف الأودية وعلى امتداد جوانبها البساتين والحقول الخصبة.
وتعتمد الزراعة في تنومة على مياه الأمطار والآبار والعيون، ومن أهم المنتجات الزراعية الحبوب بأنواعها (القمح والذرة والشعير) والعدس (البلسن) والفواكه كالعنب الأبيض والأسود والرمان والتين الشوكي (البرشوم) والتين والخوخ (الفرسك) والمشمش والتفاح والبرتقال والحبحب .
ومن الخضر البطاطس والبصل والبامية والكوسا والفاصوليا والكراث والفجل والرجلة والخس والملفوف والجزر والسبانخ والبقدونس والكزبرة والخيار والقثاء والطماطم .
وتشتهر تنومة بكثرة غاباتها وكثافة أشجارها التي تختلف أنواعها بين الطلح والعرعر والزيتون البري المسمى (العتم) والنباتات العطرية كالريحان والبرك والشيح والورود.
أما العسل فتشتهر تنومة بإنتاج أجود أنواعه وأفضلها وبها العديد من المناحل التي تعتمد على النباتات الطبيعية.
سد الدهناء
هذا السد قامت بإنشائه حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الزراعةآنذاك والهدف من إنشائه رفع مستوى المياه في الآبار التي يغطيها وتعويض ما ينقص من مخزونها وقد انشأ هذا السد من الخرسانة المسلحة وأبعاده كالتالي:
بطول 65 مترا وعرض 16 مترا أما سعته التخزينية فتبلغ مليونا ومائتي ألف متر مكعب من مياه الأمطار وقد كلف إنشاؤه أربعة ملايين وسبعمائة ألف ريال ويخدم هذا السد آبار قرى دهناء والعوصاء إضافة إلى محافظته على استمرار تدفق مياه شلال دهناء المعروف على النطاق السياحي
الألعاب الشعبية
من الألعاب الشعبية التي كانت منتشرة في تنومة والقرى المجاورة لها والتي كان يقوم بها غالباً الشباب، في حين يمارس بعضها الآخر الرجال والنساء بغض النظر عن العمر لاسيما الألعاب التي لاتتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً.
الملادحة: وهي تشبه إلى حد كبير المصارعة الرومانية أو الساموا اليابانية وهي لعبة تعتمد على عضلات اليدين والقوة البدنية.
الزقلة: وهذه اللعبة مخصصة للنساء في الغالب لاسيما البنات منهن، وربما يلعبها أيضاً الأولاد الصغار والفتيان، ويتم لعبها بواسطة عدد محدد من الحصى الصغير بحيث يكون كروي الشكل، وتلعب على الأرض برمي حصاة إلى الأعلى والتقاط حجر آخر أو أكثر من المعدّ للعب ثم إمساك الحصاة مرة أخرى في الجو.
المقامشة: وهذه اللعبة يلعبها الفتيان في العادة، وهي عبارة عن وضع حفرة صغيرة في الأرض وأحيانا يوضع في الحفرة علبة معدنية صغيرة مثل علبة الصلصة، ويكون مع كل مشترك في اللعب عدد من النقود المعدنية أو عدد من البنايق الخاصة بالثياب، أو المشابك المعدنية، وأحياناً بيراع الرصاص الفارغ، وعلى بعد حوالى خمسة أمتار يقوم كل مشارك برمي قطعته مستهدفاً وضعها في الحفرة ثم يبدأ اللعب بحيث يلعب الأول الذي وضع القطعة في الحفرة أو كان اقرب إلى الحفرة والثاني الذي يليه وهكذا، وما يستطيع وضعه في الحفرة تكون له، ويستمر اللعب حتى تنتهي.
البعية: عبارة عن مباراة بين فريقين من الشباب، ولا يستخدم اللاعبون أي شيء، حيث يذهب اللاعبون الى أي قطعة زراعية متوسطة المساحة ويقسمون في العادة هذه الأرض إلى نصفين متساويين وكل فريق يكون في قسم، ثم ينطلق لاعب من أحد الفريقين باتجاه الفريق المنافس بغرض الوصول إلى طرف القطعة الزراعية دون أن يلمسه أحد من الفريق الخصم، وفي حال استطاع احد ملامسته فإنه يتوقف عن التقدم في حين ينطلق اللاعب الذي لمسه باتجاه الفريق المنافس لغرض الوصول إلى الطرف الآخر، وهكذا يستمر اللعب سجالاً حتى يفوز أحد الفريقين.
الأماكن السياحية
يوجد في تنومة الكثير من المعالم السياحية والآثار التي تتميز بوفرة متنزهاتها وقد قامت البلدية بفتح الطرق المسفلتة والمعبدة الى معظم المتنزهات حتى يتسنى للزائر والمصطاف الوصول إليها بكل يسر وسهولة. ومن أبرز هذه المتنزهات..
منتزه الشرف ويقع في الجهة الغربية لتنومة
مُتنـزه المِحْفَار في الجهة الغربية لتُنومة وهو يطل على تهامة وعلى منتزه اوال .
مُتنـزه القَمْرَاء ويقع في الجهة الغربية أيضاً.
مُتنـزها الأَربُوعَة وبَرْمَة ويقعان في الجهة الغربية لتُنومة .
مُتنـزه شلال دَهْنَاء وهو أحد المعالم السياحية المهمة في تُنومة وهو عبارة عن شلالٍ مائي طبيعي فريدٍ من نوعه .
مُتنـزه الحِيفَة ويقع في الجهة الجنوبية الغربية .
مُتنـزه غابات غدانة ويقع في الجنوب الغربي لتُنومة.
مُتنـزه جبل مَوْمَه ويقع في الجهة الشمالية الغربية .
مُتنـزهات جبل مَنْعَاء وتقع في الجهة الشرقية لتُنومة على قمة جبل منعا .
مُتنـزهات تًرْج و تَرْجِس ودرع وتقع في الجهة الشرقية لتُنومة (خلف قرى الحصون)
لقد حبا الله هذه المدينة بمزايا دون سواها , فالجبال تبدو على شكل حدائق غناء مكسوة بالأشجار والأعشاب تزينها أشجار الزيتون والعرعر والشث والطلع والزهور البرية بأنواعها وهي تأخذ في الانحدار نحو الساحل الغربي .لتتجاوز سهولا فسيحة تسمى سهول تهامة لتعانق هذه السهول المنبسطة شواطئ البحر الاحمر الذي يتراءى للعين من فوق هذه الجبال وتزدان هذه المناطق الجبلية بالخضرة اليانعة والبساتين الغناء وتزداد بهجة وجمالاَ أثناء هطول الأمطار الصيفية والموسمية حيث تلبس الجبال حلة خضراء وتزدهر الأعشاب في السهول والوديان لتنادي وترحب بكل زائر ومصطاف.
أهلها كرام يحبون الزائر ويقدمون له كل ما في وسعهم ويهيئون له الراحة والهدوء. كرام في بيوتهم متسامحون في أفعالهم.
أما بالنسبة للمصطافين الذين يقصدون تنومة بشكل رئيسي فهم المصطافون من أبناء تنومة الذين يعيشون في مدن المملكة المختلفة حيث مقار عملهم أو مصالحهم التجارية وأغلب هؤلاء يصل مع بداية الإجازة الصيفية ويستمر معظمهم لمدة لا تقل عن شهر والكثير من هؤلاء يملك مساكن خاصة وبعضهم يسكنون مع ذويهم المقيمين بصفة دائمة في تنومة وتمثل هذه الفئة من المصطافين النسبة العظمى بين أعداد المصطافين .كما أن هناك فئة أخرى من المصطافين تتمثل في أبناء المحافظات والمراكز المجاورة التي تتميز بارتفاع درجة الحرارة صيفاً مثل محافظة محايل عسير ومحافظة المجاردة ومحافظة بيشة وما يتبعها من مراكز حيث أصبحت المسافات بين تنومة وبين هذه المحافظات والمراكز في تهامة والسراة قصيرة بفضل الطرق المسفلتة والعقبات المفتوحة عبر الجبال مما يساعد في تيسير الوصول إليها من خلال الطرق التي اختصرت المسافة بين تهامة والسراة. وهذه الفئة من المصطافين تتردد إلى تنومة كثيرا طوال أيام العطلة الصيفية وبعض هؤلاء يقيم في تنومة بصحبة عائلته حتى لو كان مرتبطا بوظيفته حيث يستمر في دوامه من تنومة بحكم قربها النسبي من مقار عملهم.
وهناك فئة أخرى من المصطافين وهم المصطافون المتجهون عن طريق البر إلى أبها أو مغادرتهم أبها باتجاه الباحة والطائف ومكة المكرمة فبحكم موقع تنومة بين الطائف وأبها فقد ساهم هذا الخط في إنعاش المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وحضاريا وهذا ما يجعل بعض المصطافين عند عبورهم تنومة يفضل البقاء فيها بعض الوقت للإطلاع على معالمها السياحية والاستمتاع بمناظرها الخلابة وأجوائها اللطيفة وهذه الفئة من المصطافين لا تمكث طويلا في تنومة أغلب الأحيان ولا يتجاوز بقاء معظمهم أسبوعا ولكنها مستمرة طوال الصيف, وهناك بعض المصطافين الذين يسكنون في أبها معظم العطلة الصيفية حيث يفضل بعضهم التجول في المناطق السياحية القريبة من أبها ومنها تنومة التي تبعد عن أبها 110 كلم فقط ومن ثم العودة مرة أخرى إلى أبها أو مغادرة المنطقة.
هذه تنومة التاريخ والطبيعة والآثار والمتنزهات والتي تفتح ذراعيها على الدوام لاستقبال زوارها للتمتع بما وهبها الله من جمال طبيعي.