المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لامية العجم / للطغرائي



عاشق حزن
25-06-2008, 11:12 PM
قصيدة من اروع وأجمل القصائد والتي اشتملت في كثير من أبياتها على

بعض الأمثال والحكم البليغة التي نعرفها

قرأت بعض أبيات هذه القصيدة في كتاب عندي عن أجمل الأبيات وأشهرها

وبحثت لكم عنها اليوم حتى وجدتها ,, وأتمنى أن تعجبكم جميعا

وأهديها للجميع وبشكل خاص لأخي الأكبر ( المعلم )





أصالَةُ الـرَّأيِ صانَتْنـي عـنِ الخَطَـلِ=وحِليةُ الفَضْـلِ زانَتْنـي لَـدَى العَطَـلِ


مَجـدي أخيـراً ومجـدي أولاً شَــرَعٌ=والشَّمسُ رأدَ الضُّحى كالشَّمسِ في الطَّفَلِ


فيـمَ الإقامَـةُ بالـزَّوراءِ لا سَكَـنـي=بِهـا ولا ناقَتـي فيـهـا ولا جَمَـلـي


ناءٍ عن الأهـلِ صِفـرُ الكَـفِّ مُنفـردٌ=كالنَّصْـلِ عُـرِّيَ مَثنـاهُ عـنِ الخِلَـلِ


فـلا صديـقٌ إليـهِ مُشتكَـى حَـزَنـي=ولا أنيـسٌ إلـيـهِ مُنتـهـى جَـذَلـي


طـالَ اغترابـيَ حتَّـى حَـنّ راحلتَـي=ورَحْلُهـا وقـنـا العَسَّـالـةِ الـذُبُـلِ


وضَجَّ من لَغَـبٍ نِضـوي وعَـجَّ لِمـا=يلقاهُ قلبي وَلَـجَّ الرَّكـبُ فـي عَذَلـي


أريـدُ بَسطـةَ كـفٍّ أستعـيـنُ بـهـا=لـى قضـاءِ حقـوقٍ للعُلـى قِبَـلـي


والدَّهـرُ يعكِـسُ آمـالـي ويُقنعُـنـي=مـن الغنيمـةِ بعـدَ الـكَـدِّ بالقَـفَـلِ


وذي شَطـاطٍ كصَـدرِ الرُّمـحِ مُعتقِـلٍ=بمثـلِـهِ غـيـرِ هَـيَّـابٍ ولا وَكَــلِ


حُلوِ الفَكاهـةِ مُـرِّ الجِـدِّ قـد مُزجَـتْ=بقَسـوةِ البـأسِ منـهُ رِقَّـةُ الـغَـزَلِ


طَردتُ سَرحَ الكَـرَى عـن وِرْدِ مُقلتِـهِ=واللَّيلُ أغـرَى سَـوامَ النَّـومِ بالمُقَـلِ


والرَّكبُ مِيلٌ على الأكـوارِ مـن طَـربٍ=صاحٍ وآخرَ مـن خَمـرِ الكـرى ثَمِـلِ


فقلـتُ أدعـوكَ للجُـلـىَّ لتَنصُـرَنـي=وأنـتَ تَخذُلُنـي فـي الحـادِثِ الجَلَـلِ


تنـامُ عَينـي وعيـنُ النَّجـمِ ساهـرةٌ=وتستَحيـلُ وصِبـغُ الليـلِ لـم يَـحُـلِ


فهلْ تُعيـنُ علـى غَـيٍّ هَمَمـتُ بـه=والغَـيُّ يَزْجُـرُ أحيانـاً عَـنِ الفَشَـلِ


إنّي أُريـدُ طُـروقَ الحـيِّ مـن إضَـمٍ=وقـد حَمَتـهُ رُمـاةٌ مـن بَنـي ثُعَـلِ


يَحمونَ بالبيضِ والسُّمْـرِ اللِّـدانِ بـهِ=سُـودَ الغَدائـرِ حُمـرَ الحَلـيِ والحُلـلِ


فَسِرْ بِنـا فـي ذِمـامِ الليـلِ مُهتديـاً=بنفحَـةِ الطِّيـبِ تَهدينـا إلـى الحِـلَـلِ


فالحبُّ حيـثُ العِـدى والأُسْـدُ رابضَـةٌ=حولَ الكِناس لهـا غـابٌ مـن الأَسَـلِ


نَـؤُمُّ ناشئـةً بالجِـزعِ قـد سُقـيـتْ=نِصالُهـا بمـيـاهِ الغُـنْـجِ والكَـحَـلِ


قـد زادَ طيـبَ أحاديـثِ الكِـرامِ بهـا=ما بالكرائِـمِ مـن جُبـنٍ ومـن بَخَـلِ


تبيتُ نـارُ الهَـوى منهـنَّ فـي كبـدٍ=حَرَّى ونارُ القِرَى منهـمْ علـى القُلَـلِ


يقتُلـنَ أنضـاءَ حُـبٍّ لا حَـراكَ بهـمْ=ويَنحَـرونَ كِـرامَ الخـيـلِ والإبــلِ


يُشفَـى لديـغُ العَوالـي فـي بيوتِهـمِ=بنهلـةٍ مـن غَديـرِ الخمـرِ والعَسَـلِ


لـعـلَّ إلمـامـةً بالـجـزعِ ثانـيـةً=يَدِبُّ منهـا نسيـمُ البُـرءِ فـي عِلَلـي


لا أكرهُ الطَّعنـةَ النَّجـلاءَ قـد شُفِعَـتْ=برشفـةٍ مـن زُلالِ الأعيـنِ النُّـجـلِ


ولا أهـابُ الصِّفـاحَ البيـضَ تُسعدُنـي=باللَّمحِ من خَلَـلِ الأستـارِ فـي الكِلَـلِ


ولا أُخــلُّ بـغــزلانٍ أُغـازلُـهـا=ولـو دَهَتنـي أُسـودُ الغـابِ بالغيَـلِ


حُـبُّ السَّلامـةِ يَثنـي هـمَّ صاحبِـه=عنِ المعالي ويُغـري المـرءَ بالكَسَـلِ


فـإنْ جَنَحـتَ إليـهِ فاتَّـخـذْ َفَـقـاً=في الأرضِ أو سُلَّماً في الجـوِّ فاعتـزلِ


ودَعْ غِمـارَ العُلـى للمُقدِميـنَ علـى=رُكوبِهـا واقتَـنـعْ منـهـنَّ بالبَـلَـلِ


يَرضى الذَّليلُ بخفضِ العيـشِ iيَخفضُـهُ=والعِـزُّ عنـدَ رَسيـمِ الأينُـقِ الـذُّلُـلِ


فادرأْ بهـا فـي نُحـورِ البيـدِ جافلـةً=مُعارضـاتٍ مثانـي اللُّجـمِ بِالـجُـدُلِ


إنَّ العُلـى حدَّثتنْـي وهـيَ iصـادقـةٌ=فيمـا تُحـدِّثُ أنَّ إلعِـزَّ فـي النُّـقَـلِ


لو أنَّ في شرفِ المـأوى بُلـوغَ مُنـىً=لم تبرحِ الشَّمـسُ يومـاً دارةَ الحَمَـلِ


أهبـتُ بالحـظِّ لـو ناديـتُ مُستمعـاً=والحـظُّ عنّـيَ بالجُهَّـالِ فـي شُـغـلِ


لعلَّـهُ إنْ بــدا فضـلـي ونقصُـهُـمُ=لِعينـهِ نـامَ عنهـمْ أو تنـبَّـهَ لــي


أُعلِّـلُ النَّـفـسَ بـالآمـالِ أرقُبُـهـا=ما أضيقَ العيشَ لـولا فَسحـةُ الأمـلِ


لـم أرضَ بالعيـشِ والأيـامُ مقبـلـةٌ=فكيفَ أرضى وقـد ولَّـتْ علـى عَجَـلِ


غالـىَ بنفسـيَ عِرفـانـي بقيمتِـهـا=فصُنْتُها عـن رخيـصِ القَـدرِ مُبتـذَلِ


وعـادةُ النَّصْـلِ أن يَزهـو بجـوهـرِهِ=وليـسَ يعمـلُ إلا فـي يَـديْ بَـطَـلِ


ما كنـتُ أوثِـرُ أنْ يمتـدَّ بـي زَمنـي=حتَّـى أرى دولـةَ الأوغـادِ والسِّـفـلِ


تَقَدَّمَتْنـي أنــاسٌ كــانَ شَوطُـهُـمُ=وراءَ خطـويَ إذْ أمشـي علـى مَهَـلِ


هـذا جـزاءُ امـريءٍ أقرانُـهُ دَرَجـوا=مـن قبلـهِ فتمنَّـى فُسحـةَ الأجــلِ


وإنْ علانـيَ مَـنْ دونـي فـلا عجـبٌ=لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمسِ عـن زُحـلِ


فاصبرْ لهـا غيـرَ محتـالٍ ولا ضَجـرٍ=في حادثِ الدَّهرِ ما يُغنـي عـن الحيَـلِ


أعدَى عَـدوِّكَ أدنـى مـنْ وثَقـتَ بـهِ=فحاذِرِ النـاسَ واصحبهـمْ علـى دَخَـلِ


فإنَّـمـا رجــلُ الدُّنـيـا وواحـدُهـا=مَنْ لا يُعوِّلُ فـي الدُّنيـا علـى رَجُـلِ


وحُسـنُ ظـنِّـكَ بـالأيـامِ مَعْـجِـزةٌ=فظُنَّ شـرّاً وكُـنْ منهـا علـى وَجَـلِ


غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغـدرُ وiنفرجـتْ=مسافةُ الخُلْـفِ بيـنَ القَـولِ والعمـلِ


وشـانَ صِدْقَـكَ بيـنَ النـاسِ كذبُهُـمُ=وهـلْ يُطـابَـقُ مُـعـوَجٌّ بمُعـتـدلِ


إنْ كـانَ ينجـمُ شـيءٌ فـي ثَباتهـمِ=على العُهـودِ فسَبـقُ السَّيـفِ للعَـذَلِ


يـا وارِداً سُـؤرَ عيـشٍ كلُّـهُ كّــدّرٌ=أنفقـتَ صَفـوَكَ فــي أيـامِـكَ الأولِ


فيـمَ اقتحامُـكَ لُـجَّ البحـرِ تركـبُـهُ=وأنـتَ تكفيـكَ منـهُ مُصَّـةُ الـوَشَـلِ


مُلـكُ القناعـةِ لا يُخشـى عليـه ولا=يحتـاجُ فيـه إلـى الأنصـارِ والخَـوَلِ


ترجـو البقـاءَ بـدارٍ لا ثبـاتَ لـهـا=فهـلْ سمعـتَ بظـلٍّ غيـرِ مُنتـقـلِ


ويـا خبيـراً علـى الأسـرارِ مُطَّلعـاً=أُصمتْ ففي الصَّمتِ منجاةٌ مـن الزَّلّـلِ


قـد رشَّحـوكَ لأمـرٍ إنْ فطِنـتَ لـهُ=فاربأْ بنفسِـكَ أنْ تَرعـى مـعَ الهَمَـلِ





القصيدة هي للشاعر / الطغرائي

وهو :أبو اسماعيل، الحسين بن على المشهور بالطغرائي، نسبة إلى الطغراء، وهي الطرة التي كانت تكتب في أعلى المنشورات والأوامر الصادرة عن الديوان، متضمنة اسم الملك ولقبه، ومن يتولى هذا العمل يسمى الطغرائي.

ولد عام 453 هـ بأصبهان، وانتقل إلى بغداد، وتولى ديوان الطغراء للسلطان ملك شاه ابن ألب أرسلان السلجوقي، وقتل عام 515 هـ.


وسميت لامية العجم لأن الطغرائي نظمها على نمط لامية العرب للشنفرى الأزدي



الخطل: المنطق الفاسد المضطرب والفحش والخطأ.

[3] العطل: عطلت المرأة أن خلا جيدها من الجواهر.

[4] جنح: مال إلى حب السلامة. النفق: الطريق تحت الأرض. والمعنى فإن ملت إلى حب السلامة فادخل في نفق تحت الأرض أو اصعد في الجو، لأن السلامة متعذرة عليك ما دمت بين الناس.

[5] غمار: الغمار: اللجج والبحار العميقة، أي اترك المخاطرة في البحار العميقة لغيرك ما دمت راضياً بالسلامة.

[6] الأوغاد: جمع وغد، وهو الدنيء السيِّئ.

السفل: السفلة من الناس، وهم الساقطون التافهون.

[7] الدخل: الريبة والشك.




القصيدة من موقع والتعريف بالشاعر وبعض معاني الكلمات من موقع آخر


نقلها لكم أخوكم / عاشق حزن

كل الود

المعلم
25-06-2008, 11:21 PM
حـبُّ السَّلامـةِ يَثنـي هـمَّ صاحبِـه
عنِ المعالي ويُغـري المـرءَ بالكَسَـلِ
فـإنْ جَنَحـتَ إلـيـهِ فاتَّـخـذْ نَفَـقـاً
في الأرضِ أو سُلَّماً في الجـوِّ فاعتـزلِ
ودَعْ غِمـارَ العُلـى للمُقدِميـنَ علـى
رُكوبِهـا واقتَـنـعْ منـهـنَّ بالبَـلَـلِ
’’’’’
مُلـكُ القناعـةِ لا يُخشـى علـيـه ولا
يحتـاجُ فيـه إلـى الأنصـارِ والخَـوَلِ
ترجـو البقـاءَ بـدارٍ لا ثبـاتَ لـهـا
فهـلْ سمعـتَ بظـلٍّ غيـرِ مُنتـقـلِ
أشكرك أخي عاشق حزن على حسن الاختيار ورفعة الذوق
إنها من عيون الشعر
تحيتي لك

عاشق حزن
26-06-2008, 12:00 AM
شكرا اخي المعلم لحضورك هنا

وشكرا لحسن ردك

تحيتي لك

أبو سفيان
24-07-2018, 08:31 PM
حقيقة هي من عيون الشعر وكل بيت من أبياتها حكمة
ولا يستطيع القارئ أن يبدأها حتى ينهيها كاملة

والشيء بالشيء يذكر فللعرب لاميتهم الشهيرة للشنفرى والتي مطلعها: أقيموا بني أمّي صدور مطيّكم

فإنّي إلى قومٍ سواكم لأميَلُ

التي قال عنها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- «علّموا أولادكم لامية العرب فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق»،
فلا ننكر أن للعجم لاميتهم وإن كانت بلسان عربي، ويرى بعض المهتمين أن إضافة اسم العجم إلى لامية الطغرائي أتى لتشبيهها بلامية العرب تعظيماً لها ورفعاً من شأنها (أي لامية العجم) ولم يكن ذلك حباً بالعرب أو إعجاباً بلغتهم إنما أتى هذا التشبيه في سياق أعم وأشمل .
وهنا لابد من الإشارة إلى أن المقصود بالعجم هم الفرس تحديداً وليس كل العجم.
شكرا أخي عبد الحميد أتحفتنا بهذه اللامية للطغرائي يرحمه الله وذكرتنا بلاميتنا العربية .