المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من قصيدة ( المواكب ) للشاعر اللبناني / جبران خليل جبران



عاشق حزن
23-06-2008, 11:09 PM
جبران خليل جبران

البلد:لبنان

تاريخ ميلاده من:1883 تاريخ وفاته 1931 ميلادي

ـ ولد في بشري عام 1883 وتوفي عام 1931
ـ درس في معهد الحكمة ببيروت ودرس فن الدرس في التصوير في باريس
رأس الرابطة القلمية .
ـ له ديوان : المواكب




من قصيدة (( المواكب ))


الخيرُ في الناس مصنوعٌ إذا جُبروا
والشرُّ في الناس لا يفنى وإن قُبِروا

وأكثرُ الناسِ آلاتٌ تُحرّكها
أصابعُ الدهرِ يوماً ثم تنكسرُ

فلا تقولنَّ هذا عالمٌ عَلَمٌَ
ولا تقولنَّ ذاك السيّدُ الوَقُرُ

فأفضلُ الناسِ قطعانٌ يسير بها
صوتُ الرعاةِ ومن لم يمشِ يندثر

ليس في الغابات راعٍ
لا ولا فيها القطيعْ

فالشِّتا يمشي ولكنْ
لا يُجاريه الربيع

خُلِق الناسُ عبيداً
للذي يأبى الخضوع

فإذا ما هبَّ يوماً
سائراً سار الجميع

أعطني النايَ وغنِّ
فالغِنا يرعى العقولْ

وأنينُ النايِ أبقى
من مجيدٍ وذليل

****
وما الحياةُ سوى نومٍ تراودهُ
أحلامُ مَنْ بمُراد النفسِ يأتمرُ

والسِرُّ في النفس حزنُ النفسِ يسترُهُ
فإن تولّى فبالأفراح يستتر

والسِرُّ في العيش رغدُ العيشِ يحجبهُ
فإن أُزيلَ تولّى حجبَه الكدر

فإن ترفّعْتَ عن رَغْدٍ وعن كَدَرٍ
جاورتَ ظِلَّ الذي حارت به الفِكَر


ليس في الغابات حزنٌ
لا ولا فيها الهمومْ

فإذا هبَّ نسيمٌ
لم تجئ مَعْه السّموم

ليس حزنُ النفسِ إلا
ظلَّ وهمٍ لا يدوم

وغيومُ النفسِ تبدو
من ثناياها النجوم

أعطني النايَ وغنِّ
فالغِنا يمحو المِحَنْ

وأنينُ النايِ يبقى
بعد أن يفنى الزمن


والحرُّ في الأرْض يبني من منازِعِهِ
سجناً لهُ وَهْوَ لا يدري فيؤتَسَرُ

فإنْ تحرّر من أبناء بَجْدَتِهِ
يَظَلّ عَبداً لمن يهوى ويفتكِر

فَهْو الأريبُ ولكنْ في تصلُّبه
حتى وللحقّ بُطل بل هوَ البطر

وَهْو الطليقُ ولكنْ في تسرّعِهِ
حتى إلى أوج مجد خالدٍ صِغَر


ليسَ في الغاباتِ حرٌّ
لا ولا العبدُ الذّميمْ

إنما الأمجاد سُخفٌ
وفقاقيعٌ تعوم

فإذا ما اللوزُ ألقى
زهرَهُ فوقَ الهشيم

لم يقل هذا حقيرٌ
وأنا المولى الكريم


أعطني النايَ وغنِّ
فالغِنا مَجْدٌ أثيلْ

وأنينُ النايِ أبقى
من زنيمٍ وجَليل

****
والموتُ في الأرض لابن الأرض خاتمةٌ
وللأثيريّ فهوَ البدءُ والظفرُ

فمن يُعانقُ في أحلامِه سَحَراً
يَبقى ومن نام كُلَّ الليلِ يندثر


ومن يُلازم تُرْباً حال يقظتِهِ
يعانق التربَ حتى تخمد الزُّهُر

فالموتُ كالبحر، من خفَّتْ عناصرهُ
يجتازه، وأخو الأثقال ينحدر

ليسَ في الغاباتِ مَوْتٌ
لا ولا فيها القبورْ

فإذا «نَيْسانُ» ولّى
لم يمتْ مَعْهُ السُّرور

إنّ هوْلَ الموتِ وَهْمٌ
ينثني طيَّ الصدور

فالذي عاش ربيعاً
كالذي عاش الدهور

أعطني النايّ وغَنّ
فالغِنا سرُّ الخُلودْ

وأنينُ النّايِ يَبقى
بَعدَ أن يَفنى الوُجود

****
أعطني النّايَ وغَنِّ
وانسَ ما قلتُ وقُلتَا

إنّما النّطقُ هباءٌ
فأفِدْني ما فَعَلْتَا




ارجو ان ينال الاختيار اعجابكم

كل الود


أخوكم / عاشق حزن

المعلم
24-06-2008, 01:05 AM
والموتُ في الأرض لابن الأرض خاتمةٌ
وللأثيريّ فهوَ البدءُ والظفرُ

فمن يُعانقُ في أحلامِه سَحَراً
يَبقى ومن نام كُلَّ الليلِ يندثر


ومن يُلازم تُرْباً حال يقظتِهِ
يعانق التربَ حتى تخمد الزُّهُر

شكرا أخي عاشق حزن

أبو عمرو
24-06-2008, 12:51 PM
جميل هذا الاختيار أخي / عاشق حزن ، لهذه المعزوفة الرائعة التي تغنت بها السيدة فيروز .

شكراً لك.

عاشق حزن
25-06-2008, 10:17 PM
الإخوة الاعزاء


المعلم


ابو عمرو


العفو اخواني

ومشكورين على تواجدكم واطلالتكم على المشاركة

لكما كل الود