المحب للوطن
07-06-2008, 01:15 PM
حامد خلف العُمري / كاتب سعودي
ما إن أعلنت نتائج الانتخابات الكويتية، والتي خرجت منها المرأة صفر اليدين، حتى أقام من يتسمون بالمدافعين عن حقوق المرأة الحسينيات، متهمين المجتمع الكويتي والمجتمعات العربية عموما بالنظرة الدونية للمرأة، وسيطرة النزعة الذكورية، وذلك بالرغم من أن نسبة النساء المشاركات في التصويت كانت أكبر من نسبة الرجال في جميع الدوائر الانتخابية الخمس.
وأخذ أولئك المدافعون في تحليل الأسباب، مرجعين أهم تلك الأسباب إلى (نظرة الرجل الهامشية للمرأة، ومنها ربما ما هو أقوى من كل تلك الأسباب هيمنة الفكر الديني المتزمت الذي لا يجد في المرأة سوى تابع للرجل ولا يرى فيها سوى وعاء لتفريغ ملذاته الجسدية ولا تصلح إلا للبيت وليس مكانها ميدان الحياة العامة) (1)
وزاد من حجم الشعور بالمرارة لدى هؤلاء، أنهم علموا أنه ليس الرجل فقط من وقف ضد ترشيح المرأة لشغل هذه المناصب، بل وقفت المرأة نفسها ضد ترشيح المرأة، وفي هذا كتبت إحداهن مقالا بعنوان: (وخذلت المرأةُ المرأةَ مرة أخرى).
هذا المشهد نفسه سبق أن تكرر بعد فشل المرأة العُمانية في انتخابات العام 2007م، وخروجها صفر اليدين من انتخابات مجلس الشورى العماني، حيث لم تفز أي من المرشحات الواحد والعشرون في تلك الانتخابات، وكذلك في الأردن، حيث فاز سبع مرشحات فقط من أصل 199 مرشحة خضن الانتخابات التشريعية.
وبما أن هؤلاء المدافعون إنما يستقون مبادئهم من الغرب، وخصوصا من المشرّع الأكبر لما يسمى بحقوق المرأة السياسية (أمريكا)، فقد يكون من المنطقي مطالبتهم بإبداء رأيهم حيال ما منيت به مرشحة الرئاسة الأمريكية السيناتور هيلاري كلينتون من خسارة أمام مرشح من أصول افريقية (وهم يعلمون ما يعني هذا في بلد متعصب دينيا وعرقيا كأمريكا)، بل هو مع ذلك سيناتور مبتدئ وقليل الانجازات في الحياة العامة مقارنة بها.
هل من المعقول أن هيمنة الفكر الديني المتزمت هو السبب في خسارتها معركتها الانتخابية؟ هل وصل تأثير الإسلاميين إلى الناخب الأمريكي، أم أنها العادات البالية للشعب الأمريكي؟
الواقع يقول إن الدعوات والشعارات التي طالما رددتها أمريكا من ضرورة المساواة التامة بين المرأة و الرجل و تمكين المرأة من الوصول إلى مراكز اتخاذ القرار إنما هي للتسويق الخارجي لا المحلي! وأنها وسيلة للضغط والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول بينما هم في الحقيقة مقتنعون بأن هناك من المهام ما لا يستطيع القيام به إلا الرجل.
ماذا سيقول دعاة حقوق المرأة العرب إذا علموا أنه وطوال تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والممتد لقرون عدة، لم تفز أي امرأة بمنصب رئاسة الدولة أو منصب نائب الرئيس!
أليسوا هم القائلون أن معيار التطور الحضاري لأي بلد، إنما يقاس بمقدار تمكين المرأة من المشاركة في الحياة السياسية، والسماح لها بالوصول إلى مراكز القيادة أسوة بالرجل؟
أليس من المنطقي بناءً على قولهم هذا، أن نقول بأن دولة كبنغلاديش مثلا أو باكستان هي أكثر تطورا من الولايات المتحدة، كونهما قد سبق لهما أن مكنتا المرأة من قيادة الشعب، بخلاف الولايات المتحدة الأمريكية؟!
بقي أن أقول، إن ديننا الإسلامي، وهو دين الفطرة، حدد للرجل والمرأة من المهام والواجبات، ما يتناسب مع طبيعة كل منهما، ومن ما أوكل الرجل به دون المرأة الولاية، فقد روى الإمام البخاري من طريق أبي بكرة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً".
وقد يكون من المضحك المبكي أن نرى كثيرا من الشعوب غير المسلمة تطبق ذلك عمليا في حياتها السياسية، بينما يوجد بين صفوفنا من يسعى لإقحام وإشغال المرأة عن مهامها الأساسية التي خلقها الله من أجلها، والتي لا تقل أهمية عن ما يمارسه الرجل من ولاية وقوامة.
ما إن أعلنت نتائج الانتخابات الكويتية، والتي خرجت منها المرأة صفر اليدين، حتى أقام من يتسمون بالمدافعين عن حقوق المرأة الحسينيات، متهمين المجتمع الكويتي والمجتمعات العربية عموما بالنظرة الدونية للمرأة، وسيطرة النزعة الذكورية، وذلك بالرغم من أن نسبة النساء المشاركات في التصويت كانت أكبر من نسبة الرجال في جميع الدوائر الانتخابية الخمس.
وأخذ أولئك المدافعون في تحليل الأسباب، مرجعين أهم تلك الأسباب إلى (نظرة الرجل الهامشية للمرأة، ومنها ربما ما هو أقوى من كل تلك الأسباب هيمنة الفكر الديني المتزمت الذي لا يجد في المرأة سوى تابع للرجل ولا يرى فيها سوى وعاء لتفريغ ملذاته الجسدية ولا تصلح إلا للبيت وليس مكانها ميدان الحياة العامة) (1)
وزاد من حجم الشعور بالمرارة لدى هؤلاء، أنهم علموا أنه ليس الرجل فقط من وقف ضد ترشيح المرأة لشغل هذه المناصب، بل وقفت المرأة نفسها ضد ترشيح المرأة، وفي هذا كتبت إحداهن مقالا بعنوان: (وخذلت المرأةُ المرأةَ مرة أخرى).
هذا المشهد نفسه سبق أن تكرر بعد فشل المرأة العُمانية في انتخابات العام 2007م، وخروجها صفر اليدين من انتخابات مجلس الشورى العماني، حيث لم تفز أي من المرشحات الواحد والعشرون في تلك الانتخابات، وكذلك في الأردن، حيث فاز سبع مرشحات فقط من أصل 199 مرشحة خضن الانتخابات التشريعية.
وبما أن هؤلاء المدافعون إنما يستقون مبادئهم من الغرب، وخصوصا من المشرّع الأكبر لما يسمى بحقوق المرأة السياسية (أمريكا)، فقد يكون من المنطقي مطالبتهم بإبداء رأيهم حيال ما منيت به مرشحة الرئاسة الأمريكية السيناتور هيلاري كلينتون من خسارة أمام مرشح من أصول افريقية (وهم يعلمون ما يعني هذا في بلد متعصب دينيا وعرقيا كأمريكا)، بل هو مع ذلك سيناتور مبتدئ وقليل الانجازات في الحياة العامة مقارنة بها.
هل من المعقول أن هيمنة الفكر الديني المتزمت هو السبب في خسارتها معركتها الانتخابية؟ هل وصل تأثير الإسلاميين إلى الناخب الأمريكي، أم أنها العادات البالية للشعب الأمريكي؟
الواقع يقول إن الدعوات والشعارات التي طالما رددتها أمريكا من ضرورة المساواة التامة بين المرأة و الرجل و تمكين المرأة من الوصول إلى مراكز اتخاذ القرار إنما هي للتسويق الخارجي لا المحلي! وأنها وسيلة للضغط والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول بينما هم في الحقيقة مقتنعون بأن هناك من المهام ما لا يستطيع القيام به إلا الرجل.
ماذا سيقول دعاة حقوق المرأة العرب إذا علموا أنه وطوال تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والممتد لقرون عدة، لم تفز أي امرأة بمنصب رئاسة الدولة أو منصب نائب الرئيس!
أليسوا هم القائلون أن معيار التطور الحضاري لأي بلد، إنما يقاس بمقدار تمكين المرأة من المشاركة في الحياة السياسية، والسماح لها بالوصول إلى مراكز القيادة أسوة بالرجل؟
أليس من المنطقي بناءً على قولهم هذا، أن نقول بأن دولة كبنغلاديش مثلا أو باكستان هي أكثر تطورا من الولايات المتحدة، كونهما قد سبق لهما أن مكنتا المرأة من قيادة الشعب، بخلاف الولايات المتحدة الأمريكية؟!
بقي أن أقول، إن ديننا الإسلامي، وهو دين الفطرة، حدد للرجل والمرأة من المهام والواجبات، ما يتناسب مع طبيعة كل منهما، ومن ما أوكل الرجل به دون المرأة الولاية، فقد روى الإمام البخاري من طريق أبي بكرة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً".
وقد يكون من المضحك المبكي أن نرى كثيرا من الشعوب غير المسلمة تطبق ذلك عمليا في حياتها السياسية، بينما يوجد بين صفوفنا من يسعى لإقحام وإشغال المرأة عن مهامها الأساسية التي خلقها الله من أجلها، والتي لا تقل أهمية عن ما يمارسه الرجل من ولاية وقوامة.