وما هند إلا مـــهرة عربية

[أبو سفيان]

http://www.hadhad-arabians.com/img/ansata%20halim%20shah.jpg

قبل يومين كنا نجلس على ( المركاز ) المعتاد فطُرح سؤال عن ( البغلة ) وعلاقتها بالتهجين وهل تلد البغلة ؟
فأجمع الحاضرون على أن البغلة هي نتاج التهجين وهو تزاوج بين نوعين مختلفين لكنهما قريبين، ينتج من هذا التزاوج "هجين". وهو ما يحدث بين الفرس والحمار ينتج منه ( البغل) . وكان الاختلاف هل البغلة تلد بعد ذلك أم لا ؟؟
وللعلم ـ في هذه الحالة ـ بعد البحث نجد أن الهجين ليس خصبًا ولا ينجب نسلاً. إذ من المعروف أنه .يوجد بالحصان 64 كروموزوم بينما يوجد في الحمار 62 فقط ، أما البغال فيوجد بها 63 كروموزوم . وكما ورد في كتاب الجاحظ عندما سئل البغل عن والده تجاهل السؤال ؛ وأجاب بأن أمي الفرس ,,,
وبما أن البغال هي حيوانات هجينة نتيجة لتزاوج الـفرس والـحمارفقد اكتسبت العديد من صفاتهما المميزة ؛ فللبغل صبر الحمار وقوة الفرس. و للبغال عامة مقاومة عالية للأمراض ولكنها عقيمة ولا يمكنها التناسل.

أما الشاهد في هذا الكلام فقد جرنا الحديث بعد التهجين ونتائجه المبهرة إلى بيتي الشعر المشهورين لهند بنت النعمان وكانت جميلة فصيحة وأديبة عندما تزوجها الحجاج وهي غير راضية به ، وقصة ذلك موجودة في كتاب المستطرف والبيتان قالتهما هند من سوء حالها مع الحجاج فسمعها تنشد البيتين دون أن تعلم بوجوده عندما قالت: :


وما هند إلا مـــهرة عربية =سليلـــــــة أفراس تحللها بغل

فإن ولدت فحلاً فلله درها= وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل

تناقشنا أنا وأبو عماد الذي كان بجانبي في جملة ( إلا مهرةَ ) إن كانت منصوبة على أنها خبر (ما ) المشبهة بـ ( ليس ) والتي تعمل عمل كان ؟؟ واقتنعنا بهذا الرأي ولكنني تركتُ المركاز وفي نفسي شيء منها .
وبعد البحث وجدتُ أنها ( ما) المشبهة بـ ليس والتي تسمى ما الحجازية ؛ لأن الحجازيين هم الذين يُعملونها ..لكن وجدت ملاحظة مهمة وهي أنّ ما إذا انتقض نفيها بـ (إلا) أُهمِلَتْ عند الجميع كقوله تعالى: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا} (يس:15) وقوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ} (آل عمران: 144).
إذن الصحيح أن نقول:
(وما هند إلا مهرةٌ عربيةٌ ) بالرفع وليس بالنصب لـ ( مهرة ) ومن عنده تعليق أو رأي يخالف هذا فأهلا وسهلا كي نستفيد ونفيد .

[أبو عماد]

ألا حبذا ليلى إذا ما ذكرتها = ولا حبذا هند إذا ذكرت هيا
أخالف الشاعر هنا
وأحبذ هند في ذات الوقت للإستفادة التي منحتنا إياها في موضوعك الجميل أسهبت وأجملت
أخي العزيز أبا سفيان
كل الشكر والتقدير على هذه الإفادة العلمية والنحوية
وجميل هذا وليتنا نحظى منك بالكثير من مثل الإلتفاتات . لا تحرمنا جهدك وروعتك في مثل التناول والطرح

[المعلم]

ونحن نشارك الأديب
الشكر والتقدير لمشرفنا العام أبو سفيان
وكذا الطلب بألا يحرمنا مثل هذه الزهرات الفواحه
تحيتي لكم

[أبو رامي]

أوافق على الرفع وأبصم بالعشرة وهذا ما تناقشنا فيه أنا وأبو عماد بعد جلستكما
أما ما الحجازية فإن الحجازيين يعملونها كليس فيرفعون بها المبتدأ ويسمونه اسمها وينصبون بها الخبر ويسمونه خبرها .. وقد جاء القرآن الكريم بإعمالها على قول الحجازيين في قوله تعالى ( ماهذا بشرا )
أما التميميون فإنهم لا يعملونها ويرون أنها نافية فقط والجملة الاسمية بعدها مبتدأ وخبر .. ولكن رغم إعمال الحجازيين لها إلا أنهم يرون أن عملها يلغى إذا انتقض نفيها بإلا كما ذكرت واستدللت
بارك الله فيك على هذه الفائدة وشكرا لك .. وهكذا ينبغي أن تكون منتدياتنا بين الفينة والأخرى

[بن عبدالإله]

شكراً لك مشرفنا ابا سفيان .....
فعلاً لا تحرمنا الزهرات الفواحه .....

[أسير الغرام]

السلام عليكم
دعاني أخي وليد للمشاركة في هذا الموضوع .. ولم أكن أعلم بأن من تناوله أساتذتي ... لكنني سأشارك لأستفيد ولات حين مناص د
وقد بحثت في هذا الموضوع فوجدت ما يؤيد قولهم جميعا ... ذلك ما وجدته أما أنا فليس من حقي أن أتحدث في حضرتهم ...
كذلك فإن في مشاركتي المنقولة ما قد يثري الموضوع.:

الحروف المشبّهة بـ (ليس):
وهي أربعة: ما، لا، لات، إن.

* عملها: تعمل عمل كان وأخواتها، فترفع الاسم وتنصب الخبر.

* بعض أحكامها:

أولاً- ما: وتُسمى (ما) الحجازية. لأن الحجازيين هم الذين يعملونها، أما بنو تميم فيهملونها، وقد جاء القرآن بأعمالها مؤيدًا للحجازيين، قال تعالى: {مَا هَذَا بَشَراً } (يوسف:31)، وقال: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} (المجادلة:2). فلو انتفض نفيها بـ (إلا) أُهمِلَتْ عند الجميع كقوله تعالى: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا} (يس:15) وقوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ} (آل عمران: 144).

ثانيًا- (لا): وهي مثل (ما) في أنَّ الحجازيين يُعمِلونها وبنو تميم يُهملونها، ويُشترَط لإعمالها أن يكون معمولاها نكرتين، وألاّ يُفصَل بينها وبين اسمها، وألاّ يُنتقَضَ نفيُها بـ (إلا)، ومثالها: لا رجل في الدار. وهي لنفي الوحدة وليس الجنس، بدليل أنه يصح أن تقول: بل رجلان.

ثالثًا- لاَتَ: وهي خاصة بأسماء الزمان، ويكثر استعمالها مع لفظ (حين) بصفة خاصة، ولا يُذكَر معها إلاّ أحد معموليها ويُحذَف الآخر. والغالب أن يكون المذكور هو الخبر والمحذوف هو الاسم كقوله تعالى: {فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} (ص:3)، والتقدير: ولات الحين عند فرار. وقد يكون المحذوف هو الخبر والباقي هو الاسم كالقراءة الشاذة: {ولات حين مناص} برفع (حين) على أنها اسم (لات) والتقدير: ولات حين مناص حينًا لهم.

ومن دخولها على لفظ زمان غير (الحين) قول الشاعر:

ندم البغاة ولات ساعة مندم ،،،،، والبغي مرتع مبتغيه وخيم

أي لات الساعة ساعة مندم.

رابعًا: (إن): ويُراد بها النافية التي بمعنى (ليس) و (ما)، وإعمالُها قليل جدًا وهو لغة أهل العالية، أي عالية نجد مما يلي الطائف، ومن شواهدهم قول الشاعر:

إن هو مستوليها على أحد ،،،،، إلا على أضعف المجانين

وقول الآخر:

إن المرء ميتًا بانقضاء حياته ،،،،،، ولكن بأن يُبغى عليه فيخذلا

ويُروى عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قرأ: {إن الذين تدعون من دون الله عبادًا أمثالكم} بنصب (عباد) على أنها خبر (إن) النافية، والمعنى على هذه القراءة: ليسوا عبادًا أمثالكم، وإنما هم أصنام أقل منكم. وعلى قراءة الجمهور: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} (الأعراف:194) أي إنهم عبادٌ مثلكم فلماذا تدعونهم.
انتهى


وقفة:
ألا ترن أن هندا خالفت الرأي القائل :أن الهججبن غير خصب ولا ينتج بقولها أنها من الممكن أن تنجب مهرة أو بغلا ههههههههههههههه؟

تحيتي

[أحمد الدبيش]

[الحقيقه ان هذا النقاش الدائر بين الاسا تذه من اهل الخبرة والمعرفه في شأن اللغه العربيه فيه من الفائده العظيمه لمن
يطلّع مثلي ولم يكن متبحرا في هذا الشأن ليقرأ ويستمتع ويستزيد معرفة مما قد يغيب عنه .. شكرا للأساتذه الافاضل
وللجميع تحياتي وامتناني

[جوال ينبع]

شكرا للجميع علي هذا الموضوع والمداخلة الجميلة من أسير الغرام

[وليد شبكشي]

شكرا لكم ابوسفيان على طرحكم الاكثر من رائع والشكر موصول لكل من أدلى بدلوه في هذا الموضوع
وشكرخاص للأستاذ/ محمد ابوالعسل حيث اسهم في اثراء النقاش في هذا الموضوع

[أبو عمرو]

تجليات رائعة لأساتذه كبار في موضوع مهم ، فشكراً لهم جميعاً وشكراً لأستاذنا / أبو سفيان على طرح هذا الموضوع هنا ، والشكر موصول للأخ/ وليد لدعوته أستاذنا / محمد أبو العسل.

[@ الرفاعي @]

Aالحمد لله الذي أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض به مخضرة ، وأحيا بإنزال غيثه القلوب فغدت به منشرحة منسرة أحمده على تعداد نعمه البرة وأشكره على أمداد مواقع إحسانه التي بها الألسن مقرة وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تنجي قائلها يوم يرى الأخ من أخيه مفرة وأصلي وأسلم على سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أكمل به الدين وأقره وجعله للعيون قرة صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه نجوم الهدا وأعلام الاقتداء فكل على دائرة أفقهم ممره صلاة ترفع قائلها بعد أن تنصبه تمييزا لدار الخلد وتجره. وبعد


تعد ( ليس ) من أخوات كان ترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها.

الحروف المشبهة بليس أربعة وهي :
(ما ، لا ، لات ، إنْ )
(ما )تعمل عمل ليس بشروط:
1_ ألا ياتي بعدها إنْ مثل: (ما أنْ زيدٌّ ناجح)ٌّ
ما : نافية لا تعمل عمل ليس لدخول إنْ فوجب إهمالها.
إن : نافية كفت ما الحجازية عن العمل.
زيد : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ناجحٌّ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

2_ألا ينتقض النفي بإلا ، مثل (ما هند إلا مهرة عربية )
ما : نافية لا محل لها من الإعراب لانقاض إلا لها.
هند : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
إلا : أداة حصر.
مهرة: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
عربية : نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

قال تعالى( وما محمدٌ إلا رسولٌ )انتقض النفي بإلافوجب اهمالها والإعراب نفس الإعراب المتقدم قريبا

قال النحاة :إذا وجد في الجملة ما وإلا فهذا استثناء مفرغ.


3_ألا يتقدم الخبر على الإسم ، مثل : ما مخذولون المجاهدون .

ما : نافية لا محل لها من الإعراب.

مخذولون : خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

المجاهدون: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.



وقد تتصل الباء الزائدة بخبر ما العاملة عمل ليس مثل قوله تعالى( وما ربك بظلام للعبيد )
ما: عاملة عمل ليس ترفع الإسم وتنصب الخبر.
ربك: اسم ما مرفوع بالضمة،وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
بظلام: الباء حرف جر زائد.
ظلام : اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما.

[ابن عاطي]

جبتها يا ستاذ عواد لله درك

الاساتذه الكرام انا اشوف ان البيتين فى منتهى البلاغه وهى بيت القصيد وكل ما كتب حول كان واخواتها ومن يرفعون المبتدأ وينصبون الخبر ما هو إلا لتشتيت فكر القارئ عن بيت القصيد وللجميع تحياتى

وما هند إلا مهـرة عربيـة = سليلة أفراس تـحللها بغـل
فإن ولدت فحـلاً فلله درهـا = وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل