المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أروع القصائد ((شعر : غازي القصيبي ))



وليد شبكشي
18-04-2008, 07:38 AM
من أروع القصائد التي كتبها الشاعر غازي القصيبي هذه القصيدة وكأنه ينعي نفسه قبل رحيله ويوصينا بأن نخبر عنه بأنه لم يكن بطلاً لكنه لا يقبل العار، يخاطب فيها صحبه ثم زوجته ثم المعجبات غيرها ثم يخاطب وطنه الذي يعتبره أماً هو بمثابة الطفل بالنسبة له ثم يختتم بالالتجاء إلى الله وبيان إن إيمانه لا تخدشه الذنوب والخطايا فهو إيمان صادق بربه

خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ=أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت=إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا=يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ=سوى ثُمالةِ أيامِ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا=قلبي العناءَ!.. ولكن تلك أقداري
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى=عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ=وما تغيّرتِ .. والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبَ.. أنفَسها=وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي=والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني=بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه=وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً=لكنه لم يُقبِّل جبهةَ العارِ
وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه=ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ=يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما=رأيتِ.. مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ=والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي=فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً=وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه=لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي=وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي=ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً=وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه=وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به=علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي=أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ

الشاهين
18-04-2008, 11:11 AM
خمـسٌ وستُـونَ.. فــي أجـفـان إعـصـارِ=أمــا سئـمـتَ ارتـحـالاً أيّـهــا الـســاري؟
أمــا ملـلـتَ مــن الأسـفـارِ.. مــا هــدأت=إلا وألـقـتــك فــــي وعــثــاءِ أســفـــار؟
أمــا تَعِـبـتَ مــن الأعــداءِ.. مَـــا بـرحــوا=يــحــاورونـــكَ بـالـكــبــريــتِ والــــنــــارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هـل بَقِيَـتْ=ســـــوى ثُــمــالــةِ أيــــــامِ.. وتـــذكـــارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا=قلـبـي العـنـاءَ!.. ولـكـن تـلــك أقـــداري
أيــا رفيـقـةَ دربــي!.. لــو لــديّ ســـوى=عمـري.. لقلـتُ: فـدى عينـيـكِ أعـمـاري
أحببـتـنـي.. وشـبـابـي فــــي فـتـوّتــهِ=ومـــا تـغـيّـرتِ .. والأوجــــاعُ سُــمّــاري
منحتـنـي مــن كـنـوز الـحُـبَ.. أنفَسـهـا=وكـنــتُ لـــولا نـــداكِ الـجـائـعَ الــعــاري
مـــاذا أقـــولُ؟ وددتُ الـبـحـرَ قافـيـتـي=والغـيـم محبـرتـي.. والأفــقَ أشـعـاري
إنْ سـاءلـوكِ فقـولـي: كــان يعشقـنـي=بـكـلِّ مــا فـيــهِ مـــن عُـنــفٍ.. وإصـــرار
وكــان يــأوي إلــى قـلـبـي.. ويسـكـنـه=وكـــان يـحـمــل فــــي أضــلاعــهِ داري
وإنْ مضيـتُ.. فقولـي: لــم يـكـنْ بَـطَـلاً=لـكـنــه لـــــم يُـقــبِّــل جـبــهــةَ الــعـــارِ
وأنــتِ!.. يــا بـنـت فـجـرٍ فــي تنـفّـسـه=مـا فـي الأنـوثـة.. مــن سـحـرٍ وأســرارِ
مـــاذا تـريـديـن مـنــي؟! إنَّـنــي شَـبَــحٌ=يـهـيـمُ مــــا بــيــن أغــــلالٍ.. وأســــوارِ
هذي حديقة عمري فـي الغـروب.. كمـا=رأيـــتِ.. مـرعــى خـريــفٍ جـائــعٍ ضـــارِ
الـطـيـرُ هَـاجَــرَ.. والأغـصــانُ شـاحـبــةٌ=والــــوردُ أطــــرقَ يـبــكــي عــهـــد آذارِ
لا تتبعينـي! دعينـي!.. واقـرئـي كتـبـي=فـبــيــن أوراقِــهـــا تـلــقــاكِ أخــبـــاري
وإنْ مضيـتُ.. فقولـي: لــم يـكـن بـطـلاً=وكـــــان يـــمـــزجُ أطــــــواراً بـــأطـــوارِ
ويـــا بـــلاداً نــــذرت الـعـمــر.. زَهــرتَــه=لعزّهـا!... دُمـتِ!... إنـي حــان إبـحـاري
تـركــتُ بـيــن رمـــال الـبـيــد أغـنـيـتـي=وعنـد شاطـئـكِ المسـحـورِ.. أسـمـاري
إن ساءلـوكِ فقـولـي: لــم أبــعْ قلـمـي=ولــم أدنّــس بـسـوق الـزيـف أفـكــاري
وإن مضيـتُ.. فقولـي: لــم يـكـن بَـطَـلاً=وكـان طفـلـي.. ومحبـوبـي.. وقيـثـاري
يــا عـالـم الغـيـبِ! ذنـبـي أنــتَ تعـرفُـه=وأنـــت تـعـلــمُ إعــلانــي.. وإســــراري
وأنـــــتَ أدرى بـإيــمــانٍ مـنــنــتَ بـــــه=عــلــي.. مــــا خـدشـتــه كــــل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفـع لـي=أيـرتُــجَــى الـعــفــو إلاّ عــنـــد غـــفَّـــارِ

أخي وليد كل الشكر لك على هذا الاختيار الموفق .