عبدالمجيد
22-03-2008, 04:52 PM
في اللغة الهندية " banglaو bungalow" تعنيان: "بيت منخفض محاط بالبرندات على الطراز البنغالي". وقد انتقلت الكلمة الهندية "bungalow" إلى اللغات الإنجليزية لتعني منزلاً صغيراً يتكوّن في الغالب من طابق واحد ويحتوي على برندات، وله سقفٌ مائل، وذلك في بداية مرحلة الاحتلال البريطاني للهند. ويمكن القول إن المستعمرين الأوروبيين والأمريكيين قد مالوا كثيراً إلى الـ"bungalow" وشيدوا كثيراً منها ليس فقط في المستعمرات بل حتى في بلدانهم. وقد انتشرت الـ"bungalow" في مطلع القرن العشرين في كثير من المدن الأمريكية. وما زالت الـ"bungalow" تشيُد اليوم كمساكن وبيوت للاصطياف في بعض المناطق الساحلية الحارة مثل جنوب كاليفورنيا. وفي كثير من المستعمرات السابقة تُعد الـ"bungalow" من آثار نمط البناء الاستعماري، وذلك على الرغم من أصلها الهندي.
وقد انتقلت كلمة "bungalow" من الإنجليزية إلى معظم لغات العالم. لكن يبدو أنّ كلمة "بنقلة" التي تستخدم اليوم في لهجات حضرموت وعدن قد دخلتها من اللغة الهندية مباشرةً وذلك بسبب العلاقة التاريخية بين سكان تلك المنطقتين والهند. ومن لهجة عدن انتقلت الكلمة إلى لهجات بعض المناطق اليمنية الأخرى، لكن مع تغيير طفيف في المعنى؛ ففي بعض مناطق أبين (أحور مثلاً) تطلق كلمة بنقلة على: العمارة.
وإذا كان بإمكاننا أن نربط بين انتشار عدد محدود من البناقل في عدن (في التواهي والمعلا وكريتر والشيخ الدويل) بين سنة 1850 وسنة 1950، ووجود الاستعمار، لن نستطيع أن نفعل الشيء نفسه فيما يتعلق بالبناقل التي انتشرت في بعض مدن وادي حضرموت في القرن العشرين. فالحضارم الذين هاجروا كثيراً إلى الهند وسنقافورة جاوه (اندونيسيا) منذ القرن الثامن عشر نقلوا إلى حضرموت كثيراً من عادات تلك البلدان، لاسيما في الأكل والملبس وكذلك في البناء. ففي النصف الأول من القرن العشرين، في بعض مدن وادي حضرموت، كسيؤن وتريم وشبام، التي أصبح عدد من أبنائها من كبار التجار في تلك البلدان، قام عدد من هؤلاء التجار بتشييد منازل ضخمة، بل ومساجد، وحاولوا أن يستخدموا في بنائها تصميمات هندية أو جاوية مع الأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتوفرة والظروف الأمنية السائدة في حضرموت آنذاك. فمثلاً، لا يوجد أي أثر للسقوف المائلة في بناقل حضرموت. ولأسباب أمنية، لم يحاول الحضارم إلا نادراً جداً الاستفادة من الطوابق الأرضية لبناء الغرف ذات نوافذ أو برندات.
وفي الحقيقة، هناك نوعان من البناقل في وادي حضرموت. ففي سحيل شبام وسيؤن وتريم شيّد بعض التجار والسلاطين بناقل منفردة قليلة، وسط النخيل، يكرس الدور الأول منها للمطبخ والبركة الصغيرة الداخلية والمستودع، وفي الدور الثاني توجد غرفة أو غرفتين تحتويان على برندات ويتم عادة تزويقهما واستبعاد الأعمدة أو الركائز من وسطهما. وفي الغالب يُلحق بهذا النوع من البناقل مسابح خارجية، وبهذه السمة تقترب بناقل حضرموت من البناقل الهندية. وعادة لا يستخدم هذا النوع من البناقل للسكن العائلي الدائم، بل كمنتزهات واستراحات ومجالس للرجال، وأماكن لاستقبال الضيوف، لاسيما الأجانب. وبما أنه يتم في معظم الأحيان تأثيث تلك البناقل بطريقة أوروبية فقد أقدم الرحالة والمستشارون والطيارون الأوروبيون على استئجارها.
أما النوع الثاني من البناقل الذي انتشر بشكلً أوسع في وادي حضرموت، فهو عبارة عن جناح يلحق بالبيت، له مدخل ودرج خاصان به، وكذلك بركة صغيرة في الدور الأرضي. ويتكون الدور الثاني من غرفة بدون أعمدة، ومزخرفة، ولها برندات من جانبين وسطح، وتستخدم عادة لاستقبال الأصدقاء والضيوف من الرجال...فقط. والله أعلم.
ولأنّ جميع بناقل حضرموت قد شيدت من الطين في النصف الأول من القرن العشرين،
وربما لعدم استخدام الأعمدة فيها، وبفعل الإهمال، فأن معظمها قد يتساقط.
أما بناقل السلاطين في سيؤن فقد أصبحت لوكندات ومقايل.
وأخير يمكن أن نشير إلى أنّ كلمة "بنقلة"، في بعض المناطق الساحلية من حضرموت، تطلق على البيت الفخم الذي يشبه القصر. وقبل ثلاث سنوات تمّ تهديم دار "بنقاله" الذي بناه أبو بكر بن شيخ الكاف في سيؤن مطلع القرن العشرين
وقد انتقلت كلمة "bungalow" من الإنجليزية إلى معظم لغات العالم. لكن يبدو أنّ كلمة "بنقلة" التي تستخدم اليوم في لهجات حضرموت وعدن قد دخلتها من اللغة الهندية مباشرةً وذلك بسبب العلاقة التاريخية بين سكان تلك المنطقتين والهند. ومن لهجة عدن انتقلت الكلمة إلى لهجات بعض المناطق اليمنية الأخرى، لكن مع تغيير طفيف في المعنى؛ ففي بعض مناطق أبين (أحور مثلاً) تطلق كلمة بنقلة على: العمارة.
وإذا كان بإمكاننا أن نربط بين انتشار عدد محدود من البناقل في عدن (في التواهي والمعلا وكريتر والشيخ الدويل) بين سنة 1850 وسنة 1950، ووجود الاستعمار، لن نستطيع أن نفعل الشيء نفسه فيما يتعلق بالبناقل التي انتشرت في بعض مدن وادي حضرموت في القرن العشرين. فالحضارم الذين هاجروا كثيراً إلى الهند وسنقافورة جاوه (اندونيسيا) منذ القرن الثامن عشر نقلوا إلى حضرموت كثيراً من عادات تلك البلدان، لاسيما في الأكل والملبس وكذلك في البناء. ففي النصف الأول من القرن العشرين، في بعض مدن وادي حضرموت، كسيؤن وتريم وشبام، التي أصبح عدد من أبنائها من كبار التجار في تلك البلدان، قام عدد من هؤلاء التجار بتشييد منازل ضخمة، بل ومساجد، وحاولوا أن يستخدموا في بنائها تصميمات هندية أو جاوية مع الأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتوفرة والظروف الأمنية السائدة في حضرموت آنذاك. فمثلاً، لا يوجد أي أثر للسقوف المائلة في بناقل حضرموت. ولأسباب أمنية، لم يحاول الحضارم إلا نادراً جداً الاستفادة من الطوابق الأرضية لبناء الغرف ذات نوافذ أو برندات.
وفي الحقيقة، هناك نوعان من البناقل في وادي حضرموت. ففي سحيل شبام وسيؤن وتريم شيّد بعض التجار والسلاطين بناقل منفردة قليلة، وسط النخيل، يكرس الدور الأول منها للمطبخ والبركة الصغيرة الداخلية والمستودع، وفي الدور الثاني توجد غرفة أو غرفتين تحتويان على برندات ويتم عادة تزويقهما واستبعاد الأعمدة أو الركائز من وسطهما. وفي الغالب يُلحق بهذا النوع من البناقل مسابح خارجية، وبهذه السمة تقترب بناقل حضرموت من البناقل الهندية. وعادة لا يستخدم هذا النوع من البناقل للسكن العائلي الدائم، بل كمنتزهات واستراحات ومجالس للرجال، وأماكن لاستقبال الضيوف، لاسيما الأجانب. وبما أنه يتم في معظم الأحيان تأثيث تلك البناقل بطريقة أوروبية فقد أقدم الرحالة والمستشارون والطيارون الأوروبيون على استئجارها.
أما النوع الثاني من البناقل الذي انتشر بشكلً أوسع في وادي حضرموت، فهو عبارة عن جناح يلحق بالبيت، له مدخل ودرج خاصان به، وكذلك بركة صغيرة في الدور الأرضي. ويتكون الدور الثاني من غرفة بدون أعمدة، ومزخرفة، ولها برندات من جانبين وسطح، وتستخدم عادة لاستقبال الأصدقاء والضيوف من الرجال...فقط. والله أعلم.
ولأنّ جميع بناقل حضرموت قد شيدت من الطين في النصف الأول من القرن العشرين،
وربما لعدم استخدام الأعمدة فيها، وبفعل الإهمال، فأن معظمها قد يتساقط.
أما بناقل السلاطين في سيؤن فقد أصبحت لوكندات ومقايل.
وأخير يمكن أن نشير إلى أنّ كلمة "بنقلة"، في بعض المناطق الساحلية من حضرموت، تطلق على البيت الفخم الذي يشبه القصر. وقبل ثلاث سنوات تمّ تهديم دار "بنقاله" الذي بناه أبو بكر بن شيخ الكاف في سيؤن مطلع القرن العشرين