المحب للوطن
11-02-2008, 05:32 AM
الدكتور تنيضب الفايدي
مساعد مدير التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة
عنوان المقال (الحب: ينبع)
ولكن تذكر الكاتب أن (الحبيبة والمحبة والمحببة والمحبوبة) وما تفرع عن ذلك خاص بالمدينة المنورة لاينازعها في ذلك أي موقع وكان ذلك استجابة لدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، أما ينبع فهي امتداد لطيبة، ألم تتعطر أرضها بالخطوات المباركة للرسول صلى الله عليه وسلم واكتحلت جبالها برؤيته صلى الله عليه وسلم في غزوة العشيرة وما غزوة بواط عنها ببعيد وينبع أصبحت مجموعة من ينابيع الخير: ينبع التاريخ أو ينبع النخل هذا الوادي الذي يضم مجموعة من القرى التاريخية التي تكتنفها الجبال يُخيل اليك وأنت فيها أنك تخطو على بصمات التاريخ، وتستروح نسمات المجد، خاصة وان لها دوراً مميزاً في صنعه، أما ينبع البحر
فقد عاشت أقدار الحضارة الإسلامية، ولها تراث عريق حيث المآثر المتعددة سواء في أشكال مبانيها أو جوامعها، إضافة إلى جمال المشربيات (الرواشين) التي لا زالت تغطي بعض واجهات المنازل القديمة لتزيدها جمالاً، كما اشتهرت بعلمائها وشعرائها، وتعتبر ينبع ميناء المدينة المنورة بعد اندثار ميناء الجار، وقد تكون سابقة له تحققت لينبع عوامل الازدهار حيث اتسعت اتساعاً كبيراً خلال الأعوام المتأخرة واتصلت مع ينبع الصناعية التي أمست مصدر أمل لكل أبناء بلادنا الغالية كما أصبحت العمق الاقتصادي الآمن من حيث الشركات العالمية التي غطت مساحات شاسعة، وعشرات المصانع التي تستخدم احدث الآلات وتطبق أرقى ما وصلت إليه أساليب التقنية، وتصدر تلك المصانع (نبض الحياة) أو الطاقة إلى جميع أنحاء العالم.
وتمثل ينبع الصناعية روح التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي واستوعبت آلاف الشباب، وتهيأت لهم سبل المشاركة الحقيقية في بناء الوطن، وأتيحت لهم الفرصة لتطبيق مهارات تفكيرهم وتفجير طاقاتهم الابداعية وتنميتها ضمن بيئة حضارية متقدمة.
كما واصلت ينبع البحر زحفها العمراني شرقاً حتى التقت مع جزئها الآخر ينبع النخل أو (كأن قد) كما ترتبط بينبع عدة مراكز منها: مركز أو على الأصح محافظة العيص ومراكز كل من:
الجابرية، السليم، سليلة جهينه، المربع، نبط، تلعة نزا، خمال، أميره، جراجر، رخو، المرامية.
وتقف رضوى بشموخ تشرف على هذا النمو المبارك لينابيعها الثلاثة لأنها - رضوى - جبل مبارك في أرض مباركة، وقد اتخذها كبار الشعراء رمزاً لخلود شعرهم فها هو الشاعر المعجز أبو الطيب المتنبي:
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى
أن الكواكب في التراب تغور
ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى
رضوى على أعناق الرجال تسير
وقال أبو العلاء المعري عن رضوى من قصيدة مطلعها
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل
عفاف، واقدام، وحزم، ونائل
إلى أن يقول:
يهم الليالي بعض ما أنا مضمر
ويثقل رضوى دون ما أنا حامل
وقال آخر:
أصبنا بما لو أن رضوى أصابها
لسهل من أركانها ما توعَّرا
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه مذكراً ومعتزاً بحاضره وماضية:
لنا حاضر فعم وباد كأنه
شماريخ رضوى عزة وتكرما
وتتكرر شماريخ رضوى:
سقوني وقالولا تغن
ولو سقوا شماريخ رضوى ما سقوني لغنّت
وتضرب رضوى مثلاً:
حيث تقول العرب ابلغ من سحبان وائل، وأخطب من قس بن ساعدة، وأكرم من حاتم الطائي، وأثقل من رضوى.
كما أن (كثيراً الذي هام ب (عزة) حباً وشوقاً كرر ذكر رضوى وأوديتها وسهولها حيث كونت هذه المواقع فيه رقة الطبع وعذوبة الكلمات وبث قصائده وجداً وشوقاً على أطلال ديار الحبيبة (عزة) ويزيد ذلك جمالاً ما انبسط من رضوى سهولاً لتتصل بالرمال التي ابتردت بالأمواج المتكسرة على شاطئهامما يذكي العاطفة الصادقة في النفس، وينشر جواً من المرح والسرور خاصة في الليل مع البدر! إنها:
جواهر في منظر العين تشتهي
لتزدان أذرع وصدور
فيا من رأى بحراً وبدراً كلاهما
مع البيد في ليل الربيع سمير
هذه كلمات تنساب رقيقة صافية كصفاء بحر ينبع الهادئ، تأتيك الكلمات سهلة وأنت في لؤلؤ الخير حيث تأسرك بماضيها المشرف وحاضرها الزاهر ومستقبلها المشرق.
يا أهل ينبع بإخلاصكم رفعتم الوطن، وبأخلاقكم ملكتم القلوب.
ويا أهل ينبع:
أتأذنون لصب في زيارتكم
فعندكم شهوات السمع والبصر
مساعد مدير التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة
عنوان المقال (الحب: ينبع)
ولكن تذكر الكاتب أن (الحبيبة والمحبة والمحببة والمحبوبة) وما تفرع عن ذلك خاص بالمدينة المنورة لاينازعها في ذلك أي موقع وكان ذلك استجابة لدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، أما ينبع فهي امتداد لطيبة، ألم تتعطر أرضها بالخطوات المباركة للرسول صلى الله عليه وسلم واكتحلت جبالها برؤيته صلى الله عليه وسلم في غزوة العشيرة وما غزوة بواط عنها ببعيد وينبع أصبحت مجموعة من ينابيع الخير: ينبع التاريخ أو ينبع النخل هذا الوادي الذي يضم مجموعة من القرى التاريخية التي تكتنفها الجبال يُخيل اليك وأنت فيها أنك تخطو على بصمات التاريخ، وتستروح نسمات المجد، خاصة وان لها دوراً مميزاً في صنعه، أما ينبع البحر
فقد عاشت أقدار الحضارة الإسلامية، ولها تراث عريق حيث المآثر المتعددة سواء في أشكال مبانيها أو جوامعها، إضافة إلى جمال المشربيات (الرواشين) التي لا زالت تغطي بعض واجهات المنازل القديمة لتزيدها جمالاً، كما اشتهرت بعلمائها وشعرائها، وتعتبر ينبع ميناء المدينة المنورة بعد اندثار ميناء الجار، وقد تكون سابقة له تحققت لينبع عوامل الازدهار حيث اتسعت اتساعاً كبيراً خلال الأعوام المتأخرة واتصلت مع ينبع الصناعية التي أمست مصدر أمل لكل أبناء بلادنا الغالية كما أصبحت العمق الاقتصادي الآمن من حيث الشركات العالمية التي غطت مساحات شاسعة، وعشرات المصانع التي تستخدم احدث الآلات وتطبق أرقى ما وصلت إليه أساليب التقنية، وتصدر تلك المصانع (نبض الحياة) أو الطاقة إلى جميع أنحاء العالم.
وتمثل ينبع الصناعية روح التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي واستوعبت آلاف الشباب، وتهيأت لهم سبل المشاركة الحقيقية في بناء الوطن، وأتيحت لهم الفرصة لتطبيق مهارات تفكيرهم وتفجير طاقاتهم الابداعية وتنميتها ضمن بيئة حضارية متقدمة.
كما واصلت ينبع البحر زحفها العمراني شرقاً حتى التقت مع جزئها الآخر ينبع النخل أو (كأن قد) كما ترتبط بينبع عدة مراكز منها: مركز أو على الأصح محافظة العيص ومراكز كل من:
الجابرية، السليم، سليلة جهينه، المربع، نبط، تلعة نزا، خمال، أميره، جراجر، رخو، المرامية.
وتقف رضوى بشموخ تشرف على هذا النمو المبارك لينابيعها الثلاثة لأنها - رضوى - جبل مبارك في أرض مباركة، وقد اتخذها كبار الشعراء رمزاً لخلود شعرهم فها هو الشاعر المعجز أبو الطيب المتنبي:
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى
أن الكواكب في التراب تغور
ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى
رضوى على أعناق الرجال تسير
وقال أبو العلاء المعري عن رضوى من قصيدة مطلعها
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل
عفاف، واقدام، وحزم، ونائل
إلى أن يقول:
يهم الليالي بعض ما أنا مضمر
ويثقل رضوى دون ما أنا حامل
وقال آخر:
أصبنا بما لو أن رضوى أصابها
لسهل من أركانها ما توعَّرا
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه مذكراً ومعتزاً بحاضره وماضية:
لنا حاضر فعم وباد كأنه
شماريخ رضوى عزة وتكرما
وتتكرر شماريخ رضوى:
سقوني وقالولا تغن
ولو سقوا شماريخ رضوى ما سقوني لغنّت
وتضرب رضوى مثلاً:
حيث تقول العرب ابلغ من سحبان وائل، وأخطب من قس بن ساعدة، وأكرم من حاتم الطائي، وأثقل من رضوى.
كما أن (كثيراً الذي هام ب (عزة) حباً وشوقاً كرر ذكر رضوى وأوديتها وسهولها حيث كونت هذه المواقع فيه رقة الطبع وعذوبة الكلمات وبث قصائده وجداً وشوقاً على أطلال ديار الحبيبة (عزة) ويزيد ذلك جمالاً ما انبسط من رضوى سهولاً لتتصل بالرمال التي ابتردت بالأمواج المتكسرة على شاطئهامما يذكي العاطفة الصادقة في النفس، وينشر جواً من المرح والسرور خاصة في الليل مع البدر! إنها:
جواهر في منظر العين تشتهي
لتزدان أذرع وصدور
فيا من رأى بحراً وبدراً كلاهما
مع البيد في ليل الربيع سمير
هذه كلمات تنساب رقيقة صافية كصفاء بحر ينبع الهادئ، تأتيك الكلمات سهلة وأنت في لؤلؤ الخير حيث تأسرك بماضيها المشرف وحاضرها الزاهر ومستقبلها المشرق.
يا أهل ينبع بإخلاصكم رفعتم الوطن، وبأخلاقكم ملكتم القلوب.
ويا أهل ينبع:
أتأذنون لصب في زيارتكم
فعندكم شهوات السمع والبصر