المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة نقدية لكتاب فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج



أبو ياسر
13-01-2008, 04:18 PM
بقلم / سعد بن سعيد الرفاعي
مدير التخطيط والتطوير التربوي بتعليم ينبع للبنين

1-9

تمثل الدراسات و المؤلفات التي تناولت وتتناول الماضي أو المستقبل مصدر جذب و تشويق لشريحة كبيرة من القراء ، و بمجرد مصافحة عينيك لكتاب " فك أسرار ذي القرنين ( أخناتون ) و يأجوج و مأجوج "لمؤلفه حمدي بن حمزه الجهني في طبعته المنقحة عام 1428هـ ، ستجد العنوان متميزاً وجذاباً إلى حد كبير ، لأنه يشير إلى الماضي و المستقبل معاً ، مما يحفز إلى اقتنائه و الاطلاع عليه وهذا جانب تسويقي هام ، ثمة جانب آخر متميز في العنوان من الناحية العلمية ، فالعنوان صيغ بأسلوب خبري يشي بالوقوف على الأسرار الكاملة المتعلقة بذي القرنين ( أخناتون ) و يأجوج مأجوج ؛ مما يثير المتلقي أكثر و أكثر لاستحضاره قوله تعالى " و يسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا " (سورة الكهف : 83) حيث تشير الآيات إلى إيراد شيء من خبره وليس كل الخبر، بينما يشير العنوان إلى فك " الفك يعني فض المختوم أو المغلق " هذه الأسرار وهو عنوان يبعث الرغبة في الاطلاع على الكتاب لدى القارئ العادي . و يضاعفها لدى القارئ المتمرس أملاً في الوقوف على قرائن ودلائل تقوم على منهجية علمية سليمة – تروي عطشه المعرفي ، وعليه سيدلف إلى دفتي الكتاب بعين فاحصة ، ناقدة ....هذا عن العنوان ، أما لو أردنا أن نبحر عبر الكتاب فلن نجد مدخلاً لهذا الإبحار أفضل من مقدمة الكتاب التي أشار فيها المؤلف إلى وجود مفتاحين استنتجهما من الآيات الكريمة التي تناولت قصة ذي القرنين في سورة الكهف وهما مفتاح الشمس و مفتاح اللغة في عبارة " يأجوج و مأجوج " إضافة إلى بعض الجوانب الأخرى التي تستحق الوقوف وذلك على النحو التالي :

أولاً " القصور اللغوي :
حيث يقف قارئ الكتاب على قصور واضح في لغة الكتاب عبر جوانب متعددة منها :
1- مخالفة قواعد اللغة العربية . إذ لا يخفى عدم التمكن من قواعد اللغة العربية ، و يلمس هذا بوضوح عبر شواهد عديدة و متكررة في الكتاب من أوله و حتى آخره و منها على سبيل المثال لا الحصر، مع ملاحظة ما بين الأقواس :
• إن ذا القرنين كان مؤمناً و موحداً ( وذو ) رسالة إيمانية .
• إنه كان ملكاً و (ذو ) سلطة كبرى ص 54
• إنه كان مؤمناً... ( وذو ) عقيدة إيمانية سليمة .


2-9

• مثلما كان ذو القرنين ( مهتم ) بها ص 57
• إشارة العالم ثور هردال بأن أولئك ( الملاحون ) ص 58
• كانوا معاصرين للأسرة الثالثة (عشر) أو الرابعة (عشر) السادسة (عشر) الثامنة ( عشر ) ص 59
• فإن هؤلاء ( المؤرخون ) ص 63
• ويلي الغربيين في هذا المجال علماء التاريخ و الآثار ( المصريين ) ص 116
• كان يوماًمعروفاً ومعلوماً وهاماً ( وذو ) موعد زمني محدد و متفق على موعده و مناسبته ودورته الزمنية ص 127
• بالنسبة لنا نحن ( المسلمون ) ص 131
• إن هذا التخريج الذي جاء ( متفق ) مع النص القرآني – متفقاً ص 133
• ما جاء في القرآن هو المرجعية و الأساس وهو الأصدق بالنسبة لنا نحن ( المسلمون ) ص 134
• أنشأت ابنها ( ذي ) القرنين ص 149 الصواب ( ذا )
• أخناتون الملك الذي أصبح ( ذو القرنين ) للشعبين المصري و الصيني ص 165
• الأمر الذي كان له ( دوراً كبيراً ) ص 168
• بعيداً عن التأثير بأنه ( ذي ) القرنين ص 169
• لم تُعبد فيه ( أ صناماً ) من قبل ص 176
• عندما بلغ أخناتون السنة التاسعة أو العاشرة ( فكرا ) والده ص 201
• لفت انتباه العلماء ( و الآثاريون و المؤرخون ) ص 207
• حقائق قرآنية مثل بلوغ ( ذو ) القرنين ص 253
• فماذا ( تعنيان ) هاتان الكلمتان ؟؟ ص 257
• ويرى ( مؤرخوا ) ص 279
• أن أولئك ( الملاحون ) ص 179
• وهنا يتكون ( مشرقين ) للأرض .. وكذلك يتكون (مغربين) للشمس؟؟؟ ص 298


3 -9

• وسأله ( موظفي ) الاستقبال عن السيدة ص 317
• هناك ( خمسة ) لهجات ص 345
• الهامش : لم ( يجري ) أي تغيير ص 360
• الردم الذي تم ( بناءه ) ص 367
• فترة تقدر بحوالي ( ثمانية ) عشرة عاماً ص 397
• و الآن ( لنرى ) كيف تعلم ذو القرنين ص 419
• وقد كان لهذا الإحساس ... ( دوراً مؤثراً ) ص 453
• كان للمؤرخ الإغريقي .... ( دوراً كبيراً ) ص 457
• ويقول ( مؤرخوا ) ص 458
• كما أن مفسري القرآن الكريم وكتاب ( ومفكرون مسلمون ) ص 474
• وقد حاول ( مفسروا ) الإنجيل ص 474
• وأن لفظهما و مضمونهما جاء ( مطابقان ) مطابقتين ص 475
• بأن السدين ( اللذان ) ص 478
• الحقيقة التي لم ( يتسنى ) يتسن ص 482
• في العنصرين ( اللذان ) ص 119
• ( ويتكونا ) بذلك ( المشرقين و المغربين المذكورين ) ص 286

غير أن أكثر هذه المخالفات إيلاماً للنفس بالنسبة للمؤلف و القارئ معاً هو ذلك الخطأ اللغوي الوارد ص 392 عندما وجه الكتاب سهام نقده للمعاجم العربية على تعريفها للردم بأنه سد فقال " وهذا في تقديري خطأً لغوياً فادحاً " و الصواب الرفع لا النصب بحيث يكون كما يلي ( وهذا في تقديري خطاٌ لغويٌ فادحٌ ) .

2- ضعف الصياغة :
ويبرز هذا في بعض الجمل و العبارات مثل :
سوف لا تتناول كل جوانب هذه السيرة ص 131 و الأفضل : لن نتناول كل جوانب السيرة وكذلك : بحثنا لهذه السيرة سوف لا يعتمد ص 131 و الأفضل لن يعتمد .



4 -9


3- ضعف الاستدلال :
وذلك باعتبارأن اللغة أداة تفكير قبل أن تكون أداة تعبير ومن الشواهدعلى ذلك قوله ص 252
( إن فرق التوقيت بين كيريباتي و جزر المالديف .... ربما يكون هو المعدل الزمني الصحيح لفرق التوقيت بين موقع مطلع الشمس و موقع مغرب الشمس ... فكلا الموقعين وفقاً للنص القرآني معرفان بالإضافة ومن ثم فهما ثابتان وغير متغيران ... وهذا الوضع لا يتنافى مع وجود عدد لا يحصى من المشارق و المغارب تختلف في (كونها) نكرة و ليست معرفة مثل موقع مغرب الشمس .

ولا يخفى على ذي لب عدم صحة هذا القول لاستواء المعرفة في كل مطلع الشمس ( التعريف بالإضافة ) ، و المشارق ( التعريف بأل ) ، وكذلك قوله ص 108 ( ولعلني لا أبالغ إن قلت بأن تغييره لاسمه الإسرائيلي الأصلي ( ولعله ) قارون إلى اسم امنحوتب المماثل لاسم فرعون إنما هو دليل آخر على أن ذلك الرجل هو قارون ) فأي دلالة يمكن أن تصل لها من هذا الكلام الذي لا يقوم إلا على الأماني ؟؟!

ومن شواهد ضعف الاستدلال أيضاً ما ورد من أن أخناتون هو الرجل المؤمن من آل فرعون ودلل على ذلك بأنه وجه حديثه و خطابه لكل القوم ولم يوجهه لفرعون والده أو ملأ فرعون وفي هذا دلالة على نبوته و رسالته . وهو قول لا يستقيم لأن أصل الخطاب في الآيات الكريمة " يا قومي" بالإضافة لياء المتكلم وقد حذفت للتخفيف من الاسم الصحيح الآخر مع إظهار الكسر للدلالة ، كما أنه وحسبما يظهر من السياق القرآني ، كان يخاطب المجتمعين لدى فرعون بقوله " أتقتلون " يدل على هذا ما يذهب إليه أهل اللغة من أن كلمة القوم تستخدم للرجال دون النساء يؤكد ذلك قوله تعالى " ولا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء " الآية .
وكذلك قول الشاعر زهير : و ما أدري وسوف أخال أدري **** أقومٌ آل حصن أم نساء

ومن الشواهد على ضعف الاستدلال أيضاً ما ورد في حديثه عن أهل ذي القرنين " أل تشو " ص 532 نصاً ( ولعل إطلاق صفة الفاضل عليه هي أشبه بالصفات التي علمنا الإسلام إطلاقها على الرسل و الأنبياء ).

أبو ياسر
13-01-2008, 04:19 PM
5 -9

و لا يخفى مدى غرابة هذا القول ؛ لأن صفة الفاضل تطلق على كل من يتحلى بالفضيلة – هكذا علمنا الإسلام – أما الأنبياء و الرسل فنوقرهم بالصلاة و السلام عليهم ، والاقتداء بهم .

ومن الشواهد التي نوردها في هذا الجانب أيضاً قوله ص 346 ( إن تضمين القرآن الكريم لجملة باللغة الصينية التي لم يكن العرب على علم بها وقت البعثة النبوية إنما هو دليل قاطع على علم الله تعالى بلغات جميع الأمم ، ومن ثم فإنه يمكن القول بأن جبريل عليه السلام وكذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم و المسلمون من بعدهم قد تحدثوا باللغة الصينية ، وكذلك فعل أصحاب الرسول رضي الله عنهم و المسلمون من بعدهم ) فأي تفكير يقود إلى هذا الكلام ؟ وماذا لو ثبت أن القرآن لم يضمن جملة باللغة الصينية ؟ فهل في هذا نفي لعلم الله (تعالى الله عن ذلك) ؟! و ما الذي يثبت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته باللغة الصينية ، ثم ما الداعي لتكرار الجملة الأخيرة ؟!

ومن الشواهد في هذا الصدد أيضاً قوله ص 473 ( ..وهذه القصة القرآنية هي بحق القصة الوحيدة الحقيقية ليأجوج و مأجوج ..وذلك لأنها القصة الوحيدة التي احتوت على اللفظ و المعنى الصحيح لعبارة يأجوج و مأجوج باعتبارها عبارة و جملة كاملة باللغة الصينية ) فماذا
لو تبين عدم صحة العبارة الصينية ألا يؤدي بنا ذلك إلى عدم صحة القصة القرآنية ؟! وبالتالي عدم صحة القصص القرآني ؟!

ولعل آخر الشواهد التي تؤكد ضعف الاستدلال و الاستنتاج ما ذهب إليه ص 66 من أن قبول يوسف عليه السلام العمل مع ملك مصر دليل على صلاح هذا الملك ، وهو الدليل الذي لا يمكن القطع به و بخاصة أن يوسف عليه السلام كان عليماً بالرؤى و إزاء أزمة طاحنة ستأكل الأخضر و اليابس ، وهو الأمر الذي يجعله يضع مصلحة عامة الناس قبل كل شيء . ودون النظر إلى صلاح الملك من عدمه .

4- افتقار الكتاب إلى علامات الترقيم بشكل كبير رغم أهميتها ودلالاتها اللغوية و البلاغية .

ثانياً : مفتاح الشمس :
حيث ذهب الكتاب في مقدمته إلى أن القرآن ترك لنا مفتاح الشمس للدلالة على رحلة ذي القرنين ، و نحن – هنا – سنجعل مفتاح الشمس شاهداً على مخالفات الكتاب و منها " كان كل همها أن تربي ابنها و تنشئه على عقيدة التوحيد و تقديس الشمس و رب الشمس " ص 177 و منها كذلك ما ورد ص 277 ( لتلك الرموز الشمية الخاصة بفراعنة مصر و بلاد ما بين النهرين و الهند القديمة ) فلماذا قصرت الأمر على مصر ولم تتعرض لغيرها ؟!




6-9

وكذلك قوله ( وباعتبار أن معبوده هو إله الشمس كما جاء في ديانته التي كان يبشر بها ) ص 183 و أقف – هنا – لأسأل سؤالاً غير بريء : ألم يكن لدى المصريين آلهة أخرى و من بينها إله القمر ؟! وكذلك ما ورد في مواقع متعددة من الكتاب عن الأسرة الشمسية ، موحد رب الشمس ..الخ ، هذا الارتباط بالشمس الم يجعلك تستدعي قصة إبراهيم عليه السلام عند بحثه عن الإله الواحد ، وكيف تحول عن فكرة عبادة الشمس الآفلة كما أورد ذلك القرآن الكريم ؟! قال تعالى " فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون " الأنعام آية 6

ثالثاً : التعارض الشرعي :
حيث حفل الكتاب بالعديد من الآراء والاستنتاجات والمعلومات التي خالفت الكتاب والسنة ومنها :
قوله ( ... ودعوة و رسالة أخناتون ذي القرنين التوحيدية التي كان يدعو إلى اعتناقها مصر و العالم . كما جاءت النقوش و المخطوطات و الآثار و كتب التاريخ مؤيدة و مجمعة عليه ) ص 125 ، وكذلك قوله " وكرسول يبشر بعبادة إله واحد لا شريك له ليس للمصريين فقط ولكن للعالم أجمع " ص 206، وشبيه بذلك ما ورد ص 501 ، و لا يخفى أن ما سبق يتعارض مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الوارد في الصحيحين وبض كتب السنن بأنه أعطي خمسا لم تعط لغيره و منها عمومية رسالته ، و خصوصية غيره من الأنبياء و الرسل . - هذا لو سلمنا بنبوة أخناتون . – وهي العمومية التي قال تعالى عنها ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) الآية .ثم ..هل يستوي القرآن الكريم مع النقوش والآثار والمخطوطات وكتب التاريخ ؟؟!

ومن المخالفات الشرعية أيضاً – ما ورد في الكتاب ص 165 ( أخناتون الذي أصبح " ذو " القرنين المصري و الصيني) وهذا القول يتعارض مع قوله تعالى " و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ... الآية )




7-9

ومن المخالفات الشرعية – أيضاً – ما ورد في الكتاب ص 162 ( .. وهكذا نرى أن الله قد استجاب لدعاء الملكة " تي " إمرات الفرعون امنحوتب الثالث حينما دعت ربها وقالت " رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة " ) وهو ما يتعارض صراحة مع الحديث النبوي الوارد في صحيح البخاري و الذي ينص على أن اسم إمراة فرعون ( آسية ) و ليست ( تي ) .

ومن المخالفات الشرعية – أيضاً – قوله ( ..كان كل همها أن تربي ابنها وتنشئه على عقيدة التوحيد وتقديس الشمس ورب الشمس ) ص 177 ، فهل نحن الموحدين نقدس الشمس ؟!

ومن المخالفات الواردة في الكتاب تحت عنوان فكرة الأضحيات و الفدية ص 533 حيث تحدث عن اعتقاد آل ذي القرنين و أتباعه آل تشو بتقديم الأضحيات و الفدية لقوى الطبيعة السماوية و الأرضية الأقل شأناً . فهل يقبل هذا الشرك مسلم موحد فضلاً عن أن يكون مؤمناً أو صاحب رسالة .

ولعل آخر المخالفات الشرعية التي سنوردها تلك التي تشير إلى أن العلوم و المعلومات قد جاءت ضمن فصول في كتاب منزل على ذي القرنين باعتباره رسولاً من لدن الله للأمة الصينية ص 534 ، و السؤال الملح هنا أين هذا الكتاب من الكتب السماوية المعروفة ؟ وهل أرسل ذو القرنين بدعوة عامة أم للأمة الصينية فقط ؟!

رابعاً : مخالفة المنهجية العلمية :
يقوم البحث العلمي الرصين على مجموعة من الأسس التي لا غنى عنها لأي بحث أو باحث ومن أهمها:
*التواضع العلمي الذي لا يقطع بالنتائج المتمخضة عن البحث و الدراسة ، و المتتبع لثنايا الكتاب يجد أن الكتاب يحفل بالعديد من الشواهد القطعية التي لا تستقيم مع روح البحث العلمي و منها ما ورد ص 95 (و أخناتون مثلاً كان اسمه عند ولادته هو امنحوتب الرابع ثم غير اسمه بعد توليه الملك و أصبح اسمه أخناتون ثم ذي القرنين ... الخ) .
فمن أين استمد هذه القطعية في الأحكام ؟!
وكذلك ما ورد ص 510 ونصه( من الحقائق التي لا يأتيها الشك من أي جانب هو أن الشعب الذي استغاث بذي القرنين ... كان الشعب الصيني)
أيعقل أن يستقيم هذا الجزم مع الحقائق المستجدة كل حين ؟!



8-9

وكذلك ما ورد ص 523 بقوله " المهم هنا أن هناك من نقل الحروف الهيروغليفية للصين وذلك الناقل لم يكن سوى أخناتون ... وهذه الحقيقة لا تحتاج إلى مزيد من الأدلة تماماً مثلها النهار الذي لا يحتاج إلى دليل . و لا يخفى أن ما سبق لا يمكن أن يكون ذا صلة بروح البحث العلمي التي يجب أن تتسم بالموضوعية و التواضع .

* كما إن إحدى المخالفات المنهجية الواردة في الكتاب ذلك التناقض و الاضطراب في مواضيع كثيرة من الكتاب و منها – مثلاً – ما ورد في المقدمة ص 18 "... والقول ( بشروق ) الشمس يتنافى مع النص القرآني و يتنافى مع معطيات علم الفلك فالشمس تطلع و لا تشرق " ثم يعود ص 173 ليقول " ... ومن المحتمل الاعتقاد بأن المصير الشمسي قد نشأ في عقيدة قدماء المصريين عن طريق ( شروق ) الشمس ثانية كل يوم بعد غروبها "

ومن مناقضات الكتاب – أيضاً ـ ما ذهب إليه ص 423 من أن ذا القرنين قد قام بعد إنجاز مشروع الردم بتجربة لتسلقه أو لعله راقب مدى قدرة يأجوج ومأجوج على تسلق الردم و اختراقه ، لكن الكتاب يعود بعد ذلك لينفي مشاهدة ذي القرنين يأجوج ومأجوج ، نافياً و صفه لهم كما قال بذلك بعض المؤرخين ص 481 ، و لا يخفى ما في هذا التعارض من تحيز للفكرة و محاولةلحشد الأدلة لصالحها .

*ولعل آخر المخالفات المنهجية التي سنوردها هي مخالفة العرف العلمي في بناء الفرضيات ، إذ تعارف أهل البحث و الدراسة على قيام الفرضية استناداً على مجموعة من الحقائق ، بيد أن الكتاب – هنا – خالف ذلك في أكثر من موضع ومنها :

قوله " ولعل (أخناتون) اتخذ قراره بتغيير اسمه من أخناتون إلى ذي القرنين ص 235 " ليعود مباشرة قاطعاً بصحة هذا الافتراض كحقيقة بقوله " وفي هذه الرحلة تحول اسم أخناتون إلى لقب ذي القرنين " ص 237 ، وشبيه ذلك – أيضاً – ما أورده ص 308 مفترضاً بأن ذا القرنين أرسل أتباعه إلى نهاية المحيط الهادي للدعوة لدينه ، ثم يعود الكتاب قاطعاً بأن من اكتشف أمريكا هي البعثة التي أرسلها أخناتون ذو القرنين إلى المحيط الهادي ص 313 .
فهل يستقيم ذلك مع أدبيات البحث العلمي ؟! وأي منطق عقلي يقبل ذلك ؟!




9ـ9
وإننا إذ نصل إلى ختام قراءتنا لهذا الكتاب فإننا نوجز بعض النقاط الجديرة بالاهتمام و منها :

• إن أبرز و أجمل ما أورده الكتاب – من وجهة نظر متواضعة – هي تلك الخطرات الإدارية المضيئة عبر تناول قصة إدارة بناء الردم على ضوء السياق القرآني ، و لا عجب في ذلك فالمؤلف يطل – هنا – من شرفته العالية .
• إن إثبات قصور الكتاب فيما نتعارف عليه بالضرورة يجعلنا لا نطمئن للمعلومات الواردة عن اللغات الصينية وغيرها مما لم نتعرض له ؛ فالكتاب الذي يخفق في التعامل مع لغته الأم لا يمكن أن يشي لنا بالثقة في لغة أو معلومة أخرى .
• إن خطورة هذا الكتاب ـمن وجهة نظرنا ـ هو إبرازه الكثير من الشواهد القرآنية مما قد يوهم القارئ العادي بصحة كل ما فيه ، وبخاصة في ظل افتتان المؤلف وانبهاره بالإعجاز القرآني حسبما يراه ،ولعمري إن أخطرمافيه نفي تفرد الرسول صلى الله عليه وسلم بعالمية الرسالة ، ولذا علينا ألا نستغرب إذا ما خرج علينا من يتهم الصحابة الكرام بالدموية والتوسع والاعتداء غيرالمبرربحجة نشر الإسلام ؛ فأخناتون – النبي بزعم الكتاب – لم يفعل ذلك برغم عالمية دعوته ،وإنما كان مثالاً للتسامح و تفهم حريات الآخرين !!
• إن الكتاب – وعلى ضوء القضايا التي تناولها – كان بحاجة إلى مراجع تزيد كثيراً عن تلك المراجع التي اتكأ عليها المؤلف ، و بخاصة أن كل فرضية من فرضياته كانت بحاجة إلى بحث مستقل ، وعمل متأن ، ومرجعية واسعة وبخاصة المرجعية الإسلامية .

ويكفي أن نشير إلى عدم الرجوع إلى أي مرجع حول الألفاظ الأعجمية في القرآن الكريم برغم أن أهم افتراضاته تقوم على كلمتي يأجوج ومأجوج ولغتها كما يذهب لذلك في مقدمة الكتاب . وأخيراً فإنني إذ أقدر للمؤلف حبه للعلم و المعرفة وروحه الاستكشافية وسعيه الجاد في هذا المضمار وحرصه الصادق على الوقوف على معطيات ونتائج الدراسة؛ فإنني آمل منه –صادقاً – أن يقف وقفة متأنية مع مؤلفه واستعراض ما ورد فيه وفق الأصول العلمية و بالله التوفيق ،،،،

المعلم
14-01-2008, 12:40 PM
شكرا مشرفنا العام أبا ياسر
والشكر موصول لأخي سعد سعيد الرفاعي
وهذه الإطلالة النقدية الفاحصه
نتمنى للجميع التوفيق
لما يحبه ربنا ويرضاه
من القول والعمل
آمين
تحيتي لكم

أمل الغد
22-01-2008, 11:37 PM
وفق الله الجميع للخير

الرايق
23-01-2008, 12:27 AM
5 -9

وإننا إذ نصل إلى ختام قراءتنا لهذا الكتاب فإننا نوجز بعض النقاط الجديرة بالاهتمام و منها :

• إن أبرز و أجمل ما أورده الكتاب – من وجهة نظر متواضعة – هي تلك الخطرات الإدارية المضيئة عبر تناول قصة إدارة بناء الردم على ضوء السياق القرآني ، و لا عجب في ذلك فالمؤلف يطل – هنا – من شرفته العالية .
• إن إثبات قصور الكتاب فيما نتعارف عليه بالضرورة يجعلنا لا نطمئن للمعلومات الواردة عن اللغات الصينية وغيرها مما لم نتعرض له ؛ فالكتاب الذي يخفق في التعامل مع لغته الأم لا يمكن أن يشي لنا بالثقة في لغة أو معلومة أخرى .
• إن خطورة هذا الكتاب ـمن وجهة نظرنا ـ هو إبرازه الكثير من الشواهد القرآنية مما قد يوهم القارئ العادي بصحة كل ما فيه ، وبخاصة في ظل افتتان المؤلف وانبهاره بالإعجاز القرآني حسبما يراه ،ولعمري إن أخطرمافيه نفي تفرد الرسول صلى الله عليه وسلم بعالمية الرسالة ، ولذا علينا ألا نستغرب إذا ما خرج علينا من يتهم الصحابة الكرام بالدموية والتوسع والاعتداء غيرالمبرربحجة نشر الإسلام ؛ فأخناتون – النبي بزعم الكتاب – لم يفعل ذلك برغم عالمية دعوته ،وإنما كان مثالاً للتسامح و تفهم حريات الآخرين !!
• إن الكتاب – وعلى ضوء القضايا التي تناولها – كان بحاجة إلى مراجع تزيد كثيراً عن تلك المراجع التي اتكأ عليها المؤلف ، و بخاصة أن كل فرضية من فرضياته كانت بحاجة إلى بحث مستقل ، وعمل متأن ، ومرجعية واسعة وبخاصة المرجعية الإسلامية .

ويكفي أن نشير إلى عدم الرجوع إلى أي مرجع حول الألفاظ الأعجمية في القرآن الكريم برغم أن أهم افتراضاته تقوم على كلمتي يأجوج ومأجوج ولغتها كما يذهب لذلك في مقدمة الكتاب . وأخيراً فإنني إذ أقدر للمؤلف حبه للعلم و المعرفة وروحه الاستكشافية وسعيه الجاد في هذا المضمار وحرصه الصادق على الوقوف على معطيات ونتائج الدراسة؛ فإنني آمل منه –صادقاً – أن يقف وقفة متأنية مع مؤلفه واستعراض ما ورد فيه وفق الأصول العلمية و بالله التوفيق ،،،،


شكراً جزيلاً أخي سعد الرفاعي
قراءة نقدية وافية
وموجز شافي ومقنع
بارك الله فيك
والشكر موصول لأخي محمد عباس
دمتم بخير