المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الناس.. الحلوين !



المعلم
27-12-2007, 11:42 AM
بقي أن أكتب عن الناس الحلوين بعد أن انقضى موسم الحج المبارك والحمد لله على خير ما كنا نتمنى أو نتوقع.. والحمد لله العيد الكبير انقضى وتبادلنا التهاني مع من نعرف ونحب ومن لا نعرف ولا نكره! والحمد لله تم إلقاء القبض على زمرة من المعتدين الآثمين قبل تنفيذ مآربهم وقبل أن يُفسدوا في الأرض... ويسفكوا الدماء. والحمد لله خرجت الميزانية بأعلى الأرقام وأدسمها فكان البذر في الأرض مجزياً في انتظار أن يأتي الحصاد مناسباً مع الزرع!! والحمد لله رغم أن انفلونزا الطيور تخيم على المنطقة التي أكتب منها إلا أنها تحت السيطرة كما يقولون ولم يفلت الزمام بعد في تصيّد الطيور المصابة والبريئة فإذا اختلط الاثنان لابد أن يؤخذ البريء بذنب المتهم! وما أكثر ما يحدث هذا في عالمنا البشري هذه الأيام فالأبرياء يدفعون ثمن أخطاء المتهمين!! بعد كل هذا الحمد والشكر بقي أن أكتب عن الناس الحلوين.. وها هي عينة منهم.. مثلاً.. خرج عدد غير قليل من حملة الأقلام المحترمين بكتاباتهم على الملأ رافضين زيادة الرواتب إثر الغلاء الفاحش الذي أتى على كل شيء من علبة الكريم إلى علبة الحليب ومن الرز إلى إبر الوخز وقالوا حجتهم في الرفض أن كل زيادة في الراتب سوف تقابلها زيادة في جشع التجار المرابحين والرابحين!!! يا سلااام على الناس الحلوين يكتفون أمام الملأ بحجة ممنطقة وليست منطقية.. أن زيادة الرواتب تؤدي إلى زيادة الجشع عند التجار!! في هذه الحال لماذا لا يكون الحل هو اتخاذ اجراءات صارمة ورادعة على الواقع من الجهات المختصة لمنع الجشع والاستغلال والانتهازية.. لماذا على المتضرر أن يدفع الثمن وحده وينجو الفاعل الذي قام بالضرر!! لماذا على المتضرر المسكين أن يحمي من يأكلون قوته ولا يُعاقبون إنما يُعاقب هو بعدم زيادة راتبه!! هل رأيتم مثل هذا الحل العبقري على حساب الأغلبية الصامتة!! كنت أتمنى مثلاً لو برر الرافضون لزيادة الرواتب رفضهم بحجة منطقية كالقول ليس جميع المتضررين من الغلاء موظفين وبالتالي زيادة الرواتب تحل مشكلة الموظفين فقط ولن تحل مشكلة الجميع لذا تقتضي القسمة العادلة منح الفرص المتكافئة للجميع! أو اقتراح مثلاً قيام الجمعيات التعاونية لخدمة المستهلكين مثل ما يحدث في مصر والكويت... أما أن يكون الحل لردع الجشع بمعاقبة البريء المتضرر منه فهذه لا يفعلها غير الناس الحلوين التي تريد لنفسها النجاة من اللوم واللائمين فلا يغضب منها زيد ولا يعتب عليها عبيد!! وهاكم عينة أخرى من الناس الحلوين.. لاحظوا عندما يستقيل عضو مجلس بلدي.. كلنا نصفق لشجاعة الاستقالة لكن لا أحد قط يقول يجب أن يعاد إلى عمله بقوة الصالح العام فمثل هذا الضمير الحي لا تُقبل استقالته بسهولة ويجب مواجهة أسباب الاستقالة بشفافية ووضوح وكف الأذى عنه وإتاحة الفرصة للأيادي النظيفة أن تقوم بواجباتها الوطنية أما أن نصفق للاستقالة ونتركه لوحده يقاوم المحنة فلا يفعل ذلك غير الناس الحلوين التي تكتفي من المعركة بالفرجة ولا تريد من المعمعة غير السلامة ولا ترضى بدور غير دور المشي جنب الحيط!! وخذوا مثلاً عندما تعلن أمانة مدينة عن تحملها لقصور لم ترتكبه إنما ارتكبه غيرها من الانتهازيين.. كلنا نشكر الأمانة لأنها تحملت المسؤولية لكن لا أحد قال وأين الفاعل المستتر؟! لماذا نقبل أن تكون الأمانة في القفص والفاعل الحقيقي خارجه يفرك كفيه فرحاً بالغنيمة!! ما قلت لكم إحنا ناس حلوين ما نبغى مشاكل نبغى الأمور من فوق ها الله الله ومن تحت يعلم الله.. بس خلاص.