قتادة
30-11-2007, 04:49 PM
في أول موضوع لي في المنتدى الأدبي أحب أن أهدي لكم
هذا الإبداع الشعري والسمو البلاغي والاحساس المرهف
لن أطيل التعليق واترككم مع هذه التحفة الأدبية
للشاعر بهاء الدين زهير
نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَـهاكـا=وَذُقتَ مِنَ الصَـبابَةِ ما كَـــفاكا
وَطالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي=وَقَد أَصبـَحتَ لَم تَحمَد سـُراكا
فَلا تَجزَع لِحـادِثَةِ اللَيـالـي=وَقُل لي إِن جَزِعـتَ فَما عَساكا
وَكَيفَ تَـلـومُ حادِثـَةً وَفيهـا=تَبَـيَّنَ مـَن أَحـــبَّكَ أَو قَلاكا
بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي=وَذُق ياقَلــبُ ما صَنَعَت يَداكا
لَعَمري كـنتَ عَن هَذا غَنِيـّاً=وَلَم تَـعرِف ضَلالَكَ مِن هُداكا
ضَنيتُ مِنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنــهُ=وَأَنتَ تُجيبُ كُلَّ هَوىً دَعاكا
فَدَع ياقَلبُ ماقَد كُنـتَ فيــهِ=أَلَستَ تَرى حَبيبَكَ قَد جَــفاكا
لَقَد بَلَغَت بِهِ روحـي التَراقي=وَقَد نَظَرَت بِهِ عَيني الهَـلاكا
فـَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي=وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكـا
حَبيبي كَيفَ حَتّى غِبتَ عَنـي=أَتَعلَمُ أَنَّ لي أَحَداً سـواكـــا
أَراكَ هَجـرتَني هَجراً طَويـلاً=وَمــا عَـوَّدتَـني من قَبلُ ذاكــا
عَهِدتُكَ لاتُطيقُ الصَبرَ عَنّي=وتَعصي في وَدادي مــَن نَهاكـا
فَكَيفَ تَغَيَّرَت تـلكَ السَجايا=وَمَن هَـذا الَّذي عَنّي ثَـناكا
فَلا وَاللَهِ ما حاوَلـت عُــذراً=فَكُـلُّ الناسِ يُعذَرُ ما خَـــلاكا
وَما فارَقتَني طَوعـاً وَلَكِــن=دَهكَ مِـن المَنِيَّـةِ ما دَهاكا
لَقَد حَكَمَت بِفُرقَـتِنا اللَيالي=وَلَـم يَكُ عَن رِضايَ وَلا رِضاكا
فَلَـيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي=وَكـانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكا
يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني=أُفَتّـشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
وَلَم أَرَ في سِـواكَ وَلا أَراهُ=شَمائِلَكَ المَليـحَةَ أَو حِلاكا
خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري=وَلَيـسَ يَزالُ مَختــوماً هُناكا
لَقَد عَــجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا=وَما اِستـَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِـباكا
فََوا أَسَفي لِجِسمِكَ كَيفَ يَبلى=وَيَذهَـبُ بَعدَ بَهجَــتِهِ سَناكا
وَما لي أَدَّعـي أَنّي وَفِيٌّ=وَلَستُ مُشارِكاً لَكَ في بَلاكـا
تَموتُ وَما أَموتُ عَلَيـكَ حُزناً=وَحَقَّ هَواكَ خُنتُكَ في هــَواكا
وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُـــحِبٌّ=وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا
أَرى الباكينَ فيكَ مَــعي كَثيراً=وَلَيسَ كَمــَن بَكى مَن قَد تَباكـا
فَيا مَن قَد نَوى سَفَـراً بَعيداً=مَتى قُل لـي رُجوعُكَ مَن نَواكا
جَزاكَ اللَهُ عَـنّي كُلَّ خَيرٍ=وَأَعلَــمُ أَنَّهُ عَنـــّي جَزاكــا
فَيا قَبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي=حمَلتُ وَلَو عَلـى عَــيني ثَراكـا
سَـقاكَ الغَيــثُ هَتّاناً وَإِلّا=فَحَسبُــكَ مِن دُموعــي ما سَقاكا
وَلا زالَ السَلامُ عَلَيكَ مِنّي= يَرُفُ مَعَ النَسيــمِ عَلى ذُراكــــا
هذا الإبداع الشعري والسمو البلاغي والاحساس المرهف
لن أطيل التعليق واترككم مع هذه التحفة الأدبية
للشاعر بهاء الدين زهير
نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَـهاكـا=وَذُقتَ مِنَ الصَـبابَةِ ما كَـــفاكا
وَطالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي=وَقَد أَصبـَحتَ لَم تَحمَد سـُراكا
فَلا تَجزَع لِحـادِثَةِ اللَيـالـي=وَقُل لي إِن جَزِعـتَ فَما عَساكا
وَكَيفَ تَـلـومُ حادِثـَةً وَفيهـا=تَبَـيَّنَ مـَن أَحـــبَّكَ أَو قَلاكا
بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي=وَذُق ياقَلــبُ ما صَنَعَت يَداكا
لَعَمري كـنتَ عَن هَذا غَنِيـّاً=وَلَم تَـعرِف ضَلالَكَ مِن هُداكا
ضَنيتُ مِنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنــهُ=وَأَنتَ تُجيبُ كُلَّ هَوىً دَعاكا
فَدَع ياقَلبُ ماقَد كُنـتَ فيــهِ=أَلَستَ تَرى حَبيبَكَ قَد جَــفاكا
لَقَد بَلَغَت بِهِ روحـي التَراقي=وَقَد نَظَرَت بِهِ عَيني الهَـلاكا
فـَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي=وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكـا
حَبيبي كَيفَ حَتّى غِبتَ عَنـي=أَتَعلَمُ أَنَّ لي أَحَداً سـواكـــا
أَراكَ هَجـرتَني هَجراً طَويـلاً=وَمــا عَـوَّدتَـني من قَبلُ ذاكــا
عَهِدتُكَ لاتُطيقُ الصَبرَ عَنّي=وتَعصي في وَدادي مــَن نَهاكـا
فَكَيفَ تَغَيَّرَت تـلكَ السَجايا=وَمَن هَـذا الَّذي عَنّي ثَـناكا
فَلا وَاللَهِ ما حاوَلـت عُــذراً=فَكُـلُّ الناسِ يُعذَرُ ما خَـــلاكا
وَما فارَقتَني طَوعـاً وَلَكِــن=دَهكَ مِـن المَنِيَّـةِ ما دَهاكا
لَقَد حَكَمَت بِفُرقَـتِنا اللَيالي=وَلَـم يَكُ عَن رِضايَ وَلا رِضاكا
فَلَـيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي=وَكـانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكا
يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني=أُفَتّـشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
وَلَم أَرَ في سِـواكَ وَلا أَراهُ=شَمائِلَكَ المَليـحَةَ أَو حِلاكا
خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري=وَلَيـسَ يَزالُ مَختــوماً هُناكا
لَقَد عَــجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا=وَما اِستـَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِـباكا
فََوا أَسَفي لِجِسمِكَ كَيفَ يَبلى=وَيَذهَـبُ بَعدَ بَهجَــتِهِ سَناكا
وَما لي أَدَّعـي أَنّي وَفِيٌّ=وَلَستُ مُشارِكاً لَكَ في بَلاكـا
تَموتُ وَما أَموتُ عَلَيـكَ حُزناً=وَحَقَّ هَواكَ خُنتُكَ في هــَواكا
وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُـــحِبٌّ=وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا
أَرى الباكينَ فيكَ مَــعي كَثيراً=وَلَيسَ كَمــَن بَكى مَن قَد تَباكـا
فَيا مَن قَد نَوى سَفَـراً بَعيداً=مَتى قُل لـي رُجوعُكَ مَن نَواكا
جَزاكَ اللَهُ عَـنّي كُلَّ خَيرٍ=وَأَعلَــمُ أَنَّهُ عَنـــّي جَزاكــا
فَيا قَبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي=حمَلتُ وَلَو عَلـى عَــيني ثَراكـا
سَـقاكَ الغَيــثُ هَتّاناً وَإِلّا=فَحَسبُــكَ مِن دُموعــي ما سَقاكا
وَلا زالَ السَلامُ عَلَيكَ مِنّي= يَرُفُ مَعَ النَسيــمِ عَلى ذُراكــــا