المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريق السعادة.. من أين.. وكيف؟!



المعلم
28-11-2007, 10:01 PM
د. عبدالمجيد محمد الجلال





السعادة إحساس عاطفي رائع، ينتاب الوجدان الإنساني فيحيل حركاته وسكناته إلى واحة بنسائمها وظلالها الوارفة، وهي مقصد الإنسان وغايته، من أجلها يحشد كل قواه، وعصارة فكره، بل كل أدواته ووسائله الممكنة.

عن مفهومها كتب أحد المفكرين (إذا اعتبرناها راحة نسبية، ولذّة متناسبة مع إمكانات هذه الحياة، وعيشاً بالحد الأدنى أو المتوسط من المتطلبات، فإنَّ السعادة ليست فقط ممكنة، وإنما هي متوفرة للجميع، وبإمكانهم الوصول إليها بشرط توفير أسبابها وعواملها).

إذن كيف يصل الإنسان إلى هذه السعادة النسبية؟

قد تكون الإشكالية التي تواجه من ينشد السعادة كامنة في الطريقة، أو المنهج الذي يسلكه لبناء حياته، وتأمين مستقبله، ومن ثمَّ فقد يقوده هذا المنهج إلى طرقٍ، وأزقة ومتاهات تبعده أكثر عن طريق السعادة، وهو يعتقد أنه إليها أقرب.

من المؤكد أنَّ للسعادة طريقاً ومنطلقاً يصل إلى بوابتها، ومن المؤكد كذلك أنَّ عبور هذا الطريق لا يحتاج إلى امتلاك مالٍ أو جاه، أو نفوذ وسلطان، بل يحتاج بوجيز العبارة إلى قاعدة إيمانية تجعل الإنسان يسير على هداها، ويتمسك بسماتها، ويسعى إلى سبر أغوارها.

قاعدة إيمانية تستشعر قيَّم الصدق، والعدل، والصبر، والقناعة والرضا، والإيثار والمحبة، والأمل، واليقين، في علاقة الإنسان مع الآخرين!.

هذه القاعدة الإيمانية بقيّمها وسماتها، إذا ما تمَّ إسقاطها على واقع الحراك والسلوك الإنساني الراهن في إطار رؤية تحليلية نقدية فإنَّ الصورة أو النتيجة قد تكون قاتمة نسبياً، فقد أخذ الإنسان يندفع بشدة نحو عالم الماديات، وهو يعتقد واهماً أنَّه يسلك عالم السعادة، ومن جرَّاء هذه النزعة المادية، تآكلت لديه نسبياً قيّم القاعدة الإيمانية ومبادئها، وأضحى اهتمامه يتمحور أساساً حول (المادة) وتحقيق أقصى منفعة ممكنة منها، مستخدماً كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة، فامتهن النصب والاحتيال، والغش والخداع، وظلم الآخرين، وران على قلبه أدواء الحسد والكراهية والضغينة في تعامله مع الآخرين، بل اجتاحه التوتر والقلق، وغلب على سلوكياته وتصرفاته سواء في بيته، أو في بيئة العمل، وعلاقاته البينية، أو حتى في الساحات والطرق العامة.

في ظل هذا الاضطراب المادي والنفسي، واللهث نحو الدنيا وزخرفها، ومع غياب القاعدة الإيمانية المساندة، فإنَّ السعادة بمفهومها الصحيح لن تكون حاضرة في هذا المشهد المادي البحت، بل سيحل محلها التعاسة والشقاء والخسران والضياع، وليس ببعيد عن هذا تزايد معدلات الجريمة، وانتهاك المحرمات، والمجاهرة بالمنكرات، وحالات الانتحار، والفساد الإداري والمالي، التي تتزايد في المجتمعات الإنسانية بشكل مطَّرد.

إنَّ السعادة بمفهومها الصحيح لن تتأتى إلا عبر بناء سليم، ومنهج قويم، يستند إلى قواعد الإيمان والعمل الصالح، والأخلاق والسلوكيات الفاضلة، فضلاً عن واجبات المواطنة والانتماء!

في إطار هذه الضوابط الإيمانية والسلوكية والوطنية ينبغي أن يعمل الإنسان ويجتهد، وأن يبني ذاته ومستقبله، ويسعى إلى تحقيق طموحاته وأحلامه، وسوف يستشعر بالتأكيد طعم السعادة ونشوتها، في نفسه، وداخل بيته، وفي بيئته ومجتمعه، بل وفي ما يملك من مال وسائر الطيبات، وسوف يواجه الأقدار والابتلاءات، بنفسٍ رضية، وعزيمة صلبة، وإرادة واعية وقادرة على مواصلة العمل والبناء.

أجل سوف يستشعر (الوزير) - على سبيل المثال - طعم السعادة حين يخلص في العمل، ويصدق في الفعل، ويحقَّق مبادئ العدل والقسط، في إدارة أمور الناس واحتياجاتهم، ويتفقد أحوال موظفيه، ويتصل بهم مباشرة، فيكافئ المجتهد، وينصف المظلوم، ويضع آلية للمكافآت والترقيات تستند إلى الجوانب الفنية والعملية فقط!.

وسوف يستشعر (المدير العام) - سواء في القطاع العام أو الخاص - طعم السعادة حين يتقن العمل، ويطوّر من قدرات موظفيه، ويطبق ميزان العدل في التعامل معهم، ولا يستغل مركزه الإداري أو الوظيفي، والأمانة الموكولة إليه، للعبث بحقوق موظفيه، أو بالمال العام!.

وسوف يستشعر (الموظف) طعم السعادة حين يرفع من إنتاجيته، ويصقل مهارته الفنية، ويتحلى بالصبر والصدق وحُسُن التعامل مع مراجعيه ومرؤوسيه!

وسوف يستشعر (المعلم أو الأستاذ) في الجامعة والمعهد والمدرسة طعم السعادة حين ينهض بالرسالة الملقاة على عاتقه، ويطوّر قدراته العلمية، ومنهجه الدراسي، ليكون قادراً على الوفاء بتبعات وظيفته العلمية على أفضل صورة ممكنة، وبما يُعّزز من معدلات التحصيل العلمي لدى طلابه!.

وسوف يستشعر (رجل الأعمال أو التاجر) طعم السعادة حين يلتزم بقنوات الكسب والاستثمار الشرعية والأخلاقية، وينأى بنفسه عما سواها، فلا يرهن نفسه أو كسبه، لقنوات النصب والاحتيال والاحتكار ورفع الأسعار وأكل أموال الناس بالباطل، أو العبث بمصادر كسب الناس وأرزاقهم في أسواق المال أو العقار، وخلافها.

وسوف يستشعر (الزوج والزوجة) طعم السعادة إذا أحسَّ كل منهما بهموم الآخر واحتياجاته المادية والعاطفية، وبمسؤولية رعاية أبنائهما، وسائر الواجبات التي يفرضها هذا الميثاق الغليظ!

أجل!! سوف يستشعر السعادة من سلك طريقها، وآمن بقيّم الانتماء والمواطنة، (وقليلٌ مَّا هُمْ)!

من مأثور الحكم: حسْبُك من السعادة ضمير نقي، ونفس هادئة، وقلب شريف.

ابو نمر
28-11-2007, 11:12 PM
ولست ارى السعادة جمع مال ******* ولكن السعيد هو التقي



يعطيك العافيه اخوي المعلم

أديب الشبكشي
28-11-2007, 11:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البعض منا يعتقد السعادة ما هي إلا جمع للمال و العيش في رفاهية
وعندما ينتهي من جمعه للمال والوصول اليه ، ستراه أحزن الناس على حاله، وأكثرهم هموماً

السعادة هي ليست وقت ..... ولا مكان نذهب إليه أو غيره من ذلك

بالنسبة لي طريق السعادة ليس بالسهل ابدا ، فالسعادة تتطلب رضا الخالق عز وجل ،
في جميع الأمور ،

والدليل على ذلك

حين تفعل خيرا في هؤلاء أنظر فقط

بسمة الطفل

بسمة الفقراء

بسمة اليتامى

هذا غير الدعاء لك

ستشعر بالسعادة حينها أنك شاركت فقط في هذا الشئ البسيط

.... تقبل تحيتى أستاذى مبارك....

المعلم
29-11-2007, 12:19 AM
أخي العزيز أبو نمر
دائما تسعدنا بتواجدك ومشاركتك
تحيتي وتقديري لك

المعلم
29-11-2007, 12:23 AM
أخي الشبكشي
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لي طريق السعادة ليس بالسهل ابدا ، فالسعادة تتطلب رضا الخالق عز وجل ،
في جميع الأمور ،
والدليل على ذلك
حين تفعل خيرا في هؤلاء أنظر فقط
بسمة الطفل
بسمة الفقراء
بسمة اليتامى
هذا غير الدعاء لك
ستشعر بالسعادة حينها أنك شاركت فقط في هذا الشئ البسيط
جميل هذا التعقيب
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
تحيتي لك