المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهيب بقومي



المعلم
06-11-2007, 11:09 AM
من يحمي لغتنا من جهل الخطاطين؟

فائز بن موسى البدراني الحربي





يقول العرب: حسن الخط مفتاح الرزق.. وهذه عبارة جليلة المعنى، فالخط مهنة سامية وجماله موهبة تفتح لصاحبها أبواب الرزق.. والخطاطون المهرة هم الذين كان لهم شرف نسخ كتاب الله وما أعظمه من شرف.. كان هذا عندما كان الخط فن له أصوله وقواعده وأخلاقياته.. أما اليوم فالخط حرفة يمارسها من لا يعرف قواعدها، منذ أصبح مهنة العمالة الوافدة يشترك فيه الخطاط والدهان والعربي والآسيوي، في زمن غابت فيه الغيرة على اللغة.. ولهذا تتعرض لغتنا العربية الجميلة للتشويه والإساءة، وهي التي اختارها الخالق الكريم لتكون لغة كتابه العزيز الذي أنزل على صفوة خلقه (عليه الصلاة والسلام) ليبلغ خاتمة الأديان السماوية إلى الناس كافة وإلى أن تقوم الساعة.. ولو نال هذا الشرف لغة أخرى لرأينا كيف يتفاخر أهلها بلغتهم، وكيف يحافظون عليها ويدافعون عنها، ولرأينا كيف يقدسونها ويتشرفون بها..

أما نحن العرب، خصوصاً في عصور التخلف والانحطاط، فقد أضعنا الكثير من المزايا التي وهبنا الله إياها، وفضلنا بها على غيرنا، ومن أهمها لغتنا العربية التي وصفها الله بالفصاحة والبيان، قبل أن يصفها أرباب الكلام واللسانيات...لكن هذه اللغة العظيمة تمتهن اليوم في الفصل وفي الشارع، وعلى قارعة الطريق، من خلال اللوحات الإرشادية، ومن خلال اللوحات الإعلانية، ومن خلال الإعلانات المرئية والإذاعية...من منا لم تطالعه لوحات على الطرق السريعة مكتوب عليها: (صلي على النبي..).. و(أذكر الله).. و(إشتري علبة واحصل على الثانية مجاناً).. و(معبر جمال) و(إنتبه).. و(منتزه الواق واق).. و(إتصل على تلفون....).. وأما في المكاتب والإدارات فمن منا لم يطالع: (قسم المشتروات).. و(ممنوع التدخين).. و(إنتظر) و(محل الإنتظار) ...إلخ.

وأعرف أن من لديه أدنى إلمام واهتمام بلغته يعرف أن صواب تلك العبارات هو: صلِّ على النبي، لأن فعل الأمر يبنى على حذف حرف العلة، ولأنها بإثبات الياء تكون للمخاطبة وليست للمخاطب، وكأننا لم نعد نفرق بين خطاب التأنيث والتذكير منذ أن قبلنا: (أنت فيه معلوم) وأخواتها.. وأن: أذكر الله، صوابها: اذكر الله، وأن: إشتري، فيها خطآن، وصحتها: اشتر، فإثبات الهمزة خطأ، وإثبات الياء في فعل الأمر خطأ آخر. و(إنتبه) صوابها: انتبه، و(منتزه) صوابها: متنزه، و(إتصل) صوابها: اتصل، وأما (التلفون) فصوابها: الهاتف، و(ممنوع التدخين) صوابها: التدخين ممنوع، و(المشتروات)، صحتها: المشتريات، لأنها من اشترى يشتري، وليست من اشترى يشترو. وأما (معبر الجمال) فصوابها: معبر الإبل، أو المواشي، فهو ليس معبر لذكور الإبل دون إناثها.. وإنتظر، وإنتبه، والإنتظار، صوابها: انتظر، وانتبه، والانتظار.

هذه أمثلة سريعة لأخطاء تطالعنا أينما نذهب، ونشترك جميعاً في ارتكابها، لأننا لا نعيرها اهتماماً، ولا نحاسب الخطاطين، ولا نسائل أصحاب الإعلانات التجارية الذين لا يهمهم إلاَّ الكسب المادي حتى لو كان على أشلاء لغتنا، وعلى إعوجاج ألسنة أطفالنا وشبابنا..

ولنسأل أنفسنا ماذا لو أخطا الخطاط وزاد حرفاً أو نقص حرفاً في اللغة الإنجليزية أو الألمانية أو الفرنسية أو التركية أو لحن في قواعد اللغة، فهل سيقبض ثمن لوحته ؟.

إنها هموم لا يعانيها إلاَّ الغيور على لغة القرآن ولغة الأمة، الذي لا تحتمل أذنه تلك العبارات الممجوجة، أما الجاهل بلغته وفضلها فلا يعنيه ذلك ولا يؤرقه، لأن الجهل نعيم لصاحبه على حد قول الشاعر:

ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ

وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ

وليد شبكشي
06-11-2007, 11:24 AM
نعم استاذي الفاضل لقد اختلط الحابل بالنابل
ولانقول الا ((الله المستعان))

بشير
06-11-2007, 11:57 AM
شكرا المعلم
هي قضية مهمة متشعبة فالتعليم لا يفي للغتنا العربية حقها وتفريطنا ومجاراتنا لغير الناطقين بلغة الضاد وإسناد مهمة كتابتهم للوحات مصيبة كبيرة وكذلك عدم تدقيقها من الجهات المختصة وتغريب المعاني مشكلة وصدر قبل فترة نظام يمنع المحلات التجارية بالتسمي بغير العربية ولكننا نرى على سبيل المثال سيتي ماكس بيتزا هوت وغيرها

المعلم
06-11-2007, 09:58 PM
أخي المشكاة
تسأل عن الحال... هذا هو الحال
شكرا لك

أخي بشير
نعم ماذكرتم صحيح وللأسف
يطوعنا الأجنبي لنجاريه في لغته
مع أنه أحيانا يستطيع التحدث معنا بلغتنا العربيه
شكرا لك مشاركتك اللطيفه

تحيتي لكم