المعلم
06-11-2007, 10:52 AM
يبلغ الحال ببعض الناس أحيانا حدا لا يمكن القبول به في أمور عدة.. وكلما تُرك أولئك الناس يمارسون تجاوزاتهم دون أن يتم إيقافهم عند حدهم كلما تمادوا في تصرفاتهم القاصرة دون تفكير أو تدبر.
كتبتُ وكتب غيري عن الأساليب الخاطئة التي تستخدمها إدارات بعض مدارس البنات مع طالباتها المقبلات على الدنيا بكل الحماس والحب لتقضي على المعاني الجميلة داخل نفوسهن بسوء التصرف ولكن لا حياة لمن تنادي، ولعل بعض الإخوة والأخوات من القراء يتذكرون ما سبق وكتبته عن المرايا التي قامت إدارة إحدى المدارس بمكة المكرمة بنزعها من مغاسل المدرسة وسحبها من حقائب الطالبات وطلاء البرادات الاستانليستيل باللون الأسود حتى لا تستطيع البنات مطالعة وجوههن فيها أو إعادة ترتيب شعورهن أو غير ذلك مما يفعله الإنسان عادة بالمرايا.. لقد كلمني يومها مدير التعليم واستنكر ذلك الفعل من المدرسة وأرعد وأزبد لكنه لم يفعل أي شيء لا هو ولا الإدارة النسائية التابعة له، وبقي الحال على ما هو عليه حتى يومنا هذا.
اليوم أتحدث عن حال آخر مضحك مبك يخص أناسا من الفئة نفسها، فلقد حدثتني إحدى المعلمات بمكة المكرمة عن مدرستها الحكومية المتوسطة التي تمنع البنات من ارتداء أي حذاء مكون من لونين حيث تقوم مديرة المدرسة أثناء الطابور الصباحي بالتفتيش على أحذية الطالبات ويتم إنذار العديد منهن وتحذيرهن من العقوبة ما لم يتم تغيير الأحذية، فمن كان رباط حذائها البني –رباطه فقط– بلون أبيض مثلا تُنذر وتُهزأ، ومن كان بحذائها البني خط أسود –لاحظوا بني مع أسود– يُفعل معها الشيء نفسه، وقس على ذلك مما اضطر الكثيرات لتغيير أحذيتهن، بل إن إحدى الطالبات غيرت حذاءها تبعا لذلك ثلاث مرات حتى تحقق رضا المديرة بالرغم من أنها تعاني من كبر حجم القدم مما يصعب إمكانية توفير الحذاء المناسب بالمواصفات المطلوبة، أما العقوبة التي فرضتها المدرسة مقابل تلك المخالفة العظمى إضافة إلى نهر الطالبات أمام الجميع فهي خلع الحذاء والسير بدونه في ساحة المدرسة، فهل هذه دار تربية وتعليم بالله عليكم؟؟
هناك أيضا مشكلة أخرى في تلك المدرسة وهي إصرار المديرة على أن تكون أحزمة المراييل مثبتة بالخياطة من الجانبين، حيث أن الموديل وحسب تعليمات إدارات التعليم نفسها يحتوي على «عروة» في كل جانب يتم إدخال الحزام بها، لكن المديرة رأت أن ترك الحزام بهذا الشكل قد يدفعه أحيانا نزولا إلى ما بعد الخصر ولو بمسافة صغيرة مما يجعله أشبه بما تربطه الراقصة حول جسدها، لذا فقد نبهت الطالبات للأمر وقامت بتحذيرهن من إبقائه على ذلك النحو، وحيث إن بعض الطالبات ينسين إخبار أمهاتهن بالموضوع أو يتجاهلنه أو.. أو.. فإن الوضع يبقى على حاله عند الكثيرات، الأمر الذي اضطر المديرة مؤخرا لسحب أحزمة الطالبات من مراييلهن ورميها على الأرض مما كدس الأحزمة تحت أقدامهن أثناء مرور طوابيرهن في الصباح المبكر.
هذه المديرة وأمثالها تَرَكْنَ مشكلات المناهج وطرق التعليم وأساليب إيصال المعلومة و.. و.. وتوجهن إلى قشور تافهة يركزن عليها ويضيعن أوقاتهن وأوقات الطالبات فيها.
أتمنى من وزارة التربية والتعليم إقامة دورات خاصة بمديرات مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية لتعليمهن كيفية التعامل مع الشابات الصغيرات في هذه المدارس.. علموهن كيفية احترام الطالبة وتعزيز ثقتها بنفسها وتوجيهها نحو الارتقاء بذاتها من جميع النواحي لتعطي وتبدع وتتألق. تعتقد أولئك المديرات أنهن يفعلن الصواب، لكنهن أبعد ما يكن عنه وبمراحل.. في الوقت نفسه هن ينبهن الطالبات إلى أشياء لم تخطر ببالهن ويدفعنهن دفعا نحو العناد والمكابرة، كما يفقدن في الوقت نفسه احترامهن وتقديرهن..
لابد أن تحب الطالبة بيئة المدرسة أولا حتى تستطيع التعايش معها وقبول التزاماتها والتقيد بقواعدها وأنظمتها المعقولة، لكن ذلك أمر غير مهم من وجهة نظر البعض، المهم أن يتم التنفيس من خلال هؤلاء الشابات المغلوبات على أمرهن بشكل أو بآخر.. وعلى الجميع الانصياع والطاعة.
د. إبتسام حلواني
كتبتُ وكتب غيري عن الأساليب الخاطئة التي تستخدمها إدارات بعض مدارس البنات مع طالباتها المقبلات على الدنيا بكل الحماس والحب لتقضي على المعاني الجميلة داخل نفوسهن بسوء التصرف ولكن لا حياة لمن تنادي، ولعل بعض الإخوة والأخوات من القراء يتذكرون ما سبق وكتبته عن المرايا التي قامت إدارة إحدى المدارس بمكة المكرمة بنزعها من مغاسل المدرسة وسحبها من حقائب الطالبات وطلاء البرادات الاستانليستيل باللون الأسود حتى لا تستطيع البنات مطالعة وجوههن فيها أو إعادة ترتيب شعورهن أو غير ذلك مما يفعله الإنسان عادة بالمرايا.. لقد كلمني يومها مدير التعليم واستنكر ذلك الفعل من المدرسة وأرعد وأزبد لكنه لم يفعل أي شيء لا هو ولا الإدارة النسائية التابعة له، وبقي الحال على ما هو عليه حتى يومنا هذا.
اليوم أتحدث عن حال آخر مضحك مبك يخص أناسا من الفئة نفسها، فلقد حدثتني إحدى المعلمات بمكة المكرمة عن مدرستها الحكومية المتوسطة التي تمنع البنات من ارتداء أي حذاء مكون من لونين حيث تقوم مديرة المدرسة أثناء الطابور الصباحي بالتفتيش على أحذية الطالبات ويتم إنذار العديد منهن وتحذيرهن من العقوبة ما لم يتم تغيير الأحذية، فمن كان رباط حذائها البني –رباطه فقط– بلون أبيض مثلا تُنذر وتُهزأ، ومن كان بحذائها البني خط أسود –لاحظوا بني مع أسود– يُفعل معها الشيء نفسه، وقس على ذلك مما اضطر الكثيرات لتغيير أحذيتهن، بل إن إحدى الطالبات غيرت حذاءها تبعا لذلك ثلاث مرات حتى تحقق رضا المديرة بالرغم من أنها تعاني من كبر حجم القدم مما يصعب إمكانية توفير الحذاء المناسب بالمواصفات المطلوبة، أما العقوبة التي فرضتها المدرسة مقابل تلك المخالفة العظمى إضافة إلى نهر الطالبات أمام الجميع فهي خلع الحذاء والسير بدونه في ساحة المدرسة، فهل هذه دار تربية وتعليم بالله عليكم؟؟
هناك أيضا مشكلة أخرى في تلك المدرسة وهي إصرار المديرة على أن تكون أحزمة المراييل مثبتة بالخياطة من الجانبين، حيث أن الموديل وحسب تعليمات إدارات التعليم نفسها يحتوي على «عروة» في كل جانب يتم إدخال الحزام بها، لكن المديرة رأت أن ترك الحزام بهذا الشكل قد يدفعه أحيانا نزولا إلى ما بعد الخصر ولو بمسافة صغيرة مما يجعله أشبه بما تربطه الراقصة حول جسدها، لذا فقد نبهت الطالبات للأمر وقامت بتحذيرهن من إبقائه على ذلك النحو، وحيث إن بعض الطالبات ينسين إخبار أمهاتهن بالموضوع أو يتجاهلنه أو.. أو.. فإن الوضع يبقى على حاله عند الكثيرات، الأمر الذي اضطر المديرة مؤخرا لسحب أحزمة الطالبات من مراييلهن ورميها على الأرض مما كدس الأحزمة تحت أقدامهن أثناء مرور طوابيرهن في الصباح المبكر.
هذه المديرة وأمثالها تَرَكْنَ مشكلات المناهج وطرق التعليم وأساليب إيصال المعلومة و.. و.. وتوجهن إلى قشور تافهة يركزن عليها ويضيعن أوقاتهن وأوقات الطالبات فيها.
أتمنى من وزارة التربية والتعليم إقامة دورات خاصة بمديرات مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية لتعليمهن كيفية التعامل مع الشابات الصغيرات في هذه المدارس.. علموهن كيفية احترام الطالبة وتعزيز ثقتها بنفسها وتوجيهها نحو الارتقاء بذاتها من جميع النواحي لتعطي وتبدع وتتألق. تعتقد أولئك المديرات أنهن يفعلن الصواب، لكنهن أبعد ما يكن عنه وبمراحل.. في الوقت نفسه هن ينبهن الطالبات إلى أشياء لم تخطر ببالهن ويدفعنهن دفعا نحو العناد والمكابرة، كما يفقدن في الوقت نفسه احترامهن وتقديرهن..
لابد أن تحب الطالبة بيئة المدرسة أولا حتى تستطيع التعايش معها وقبول التزاماتها والتقيد بقواعدها وأنظمتها المعقولة، لكن ذلك أمر غير مهم من وجهة نظر البعض، المهم أن يتم التنفيس من خلال هؤلاء الشابات المغلوبات على أمرهن بشكل أو بآخر.. وعلى الجميع الانصياع والطاعة.
د. إبتسام حلواني