المعلم
02-11-2007, 10:47 AM
د. فهد محمد الخضيري
تهتم النظم التعليمية الحديثة والقديمة للطلاب بمهارات التواصل COMUNICATION SKILLS وهي الطرق التي يتواصل بها الإنسان مع من حوله, وهي الطرق التي تنظم علاقتنا ببعضنا البعض وطرق التعامل مع الآخر سواء أخاً أو صديقاً أو جاراً أو معلماً أو زوجاً أو زوجة أو أباً أو مديراً.... الخ.
وهذه المناهج التواصلية والتنظيمية للعلاقة هي الأساس في تعامل الناس مع بعضهم البعض, ومع تقدم الحياة والاهتمام بالعلاقات الإنسانية اهتمت الدول بمهارات التواصل حتى صارت أجزاء من معظم المناهج والمواد الدراسية.
وفي ديننا الإسلامي اهتم القرآن بمهارات التواصل وتنظيم العلاقة بين الناس بما يضمن الاحترام والتقدير والتعاون والتفاهم لكي نحصل على البناء والتنمية الضرورية للحياة؛ فالتواصل مع الوالدين: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ...)، (وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) والدخول على الناس يتطلب الاستئذان.. وفي التعامل مع الأعداء: قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) الله لا ينهانا عن حسن التعامل بالقسط والرحمة مع الأعداء مالم يحتلوا ديارنا ويخرجوننا منها!!!
وفي الأحاديث النبوية الكريمة جاء الهدي النبوي ليضع الأسس التي يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر: (ليس منا من لم يوّقر كبيرنا ويعطف على صغيرنا...).. (من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك.. ثم أمك.. ثم أمك.. ثم أبوك) وفي التعامل مع الجار: (لا يؤمن من لا يأمن جحاره بوائقه)... والتعامل مع الصديق والقريب: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)... وللطريق: (أعطوا الطريق حقه), (إماطة الأذى عن الطريق حسنة), وحتى الأعداء فقد جاءت الأحاديث لتدلنا وتهدينا للتعامل معهم بما يتناسب مع أسس الإنسانية, بل ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الأمثال التطبيقية حينما زار جاره اليهودي الذي يحتضر وتعامل معهم بالبيع والشراء والتعاقد والتعاهد.. بل حتى الجمادات والكائنات الحية لها طرق التعامل ومهارات التواصل: للشجر حماية وحفاظ وللطير حقوق ورحمة.. فلم يترك الشرع الإسلامي أي طرف آخر إلا وأرشدنا إلى التعامل معه وطرق التعامل وأسس التواصل.
ومما يؤسف له أن مناهجنا التعليمية تكاد تخلو من هذه المهارات التواصلية بين هؤلاء الطلاب وبين الناس وبالنسبة إلى الأشياء, ولا تعلم طلابنا الأخلاق الحميدة وكيفية التعامل مع من حولهم؟ فنحن لدينا خمسة ملايين طالب بالمدارس ونجد من بعض هؤلاء الطلاب الكثير من التجاوزات السلوكية التي تهين أسس مهارات التواصل, فهذا طالب يكسر زجاجة في الشارع ليتسبب في أذى الآخرين أو يرمي الزبالة في غير أماكنها ويؤذي الآخرين بتصرفات سوقية قبيحة, وآخر يتلف كتاباً مدرسياً ويكتب على الجدران عبارات قبيحة مهينة للأخلاق, وثالث يضرب زميله، ورابع يقود سيارته بطريقة تؤذي الآخرين وتتسبب في قتل الأبرياء, ولا يحترمون معلميهم ولا جيرانهم، بل إن بعض هؤلاء الطلاب يتعمد إهانة من حوله ويغش ويكذب ويدلس ويعتبرها شطارة ومهارة... ويتعاملون بالكذب والأحقاد والعصبية والجاهلية ويتعمدون إهانة الآخرين من باب الذكاء!! ويسمونها (الفهلوة) أو (الشطارة) (الشقردي) ويتعمدون الغش وأخذ حقوق الآخرين ومضايقة الآخرين سواء بالطريق أو في منازلهم أو في الأماكن العامة, ضاربين بمعاني الدين والأخلاق عرض الحائط.. وبعضهم يتطفل عليك ويعاكس عائلتك رغم أن عائلتك في وضع محتشم لا ينبئ عن مخبر سلوكي سيئ، لكن للأسف التربية التي تربى عليها بعض الشباب تنم عن احتقار للآخرين وعدم مبالاة بمشاعرهم.
وللأسف الشديد تجد أحياناً أن الأب قد يكون قدوة سيئة لأبنائه ويدربهم ويعودهم على سوء الأخلاق والتعامل بخلاف الدين والمروءة والأخلاق، معتبراً ذلك من الشطارة والرجولة، أو أنه قد يكون قدوة سيئة لأبنائه من خلفه بتصرفاته القبيحة وسلوكياته البعيدة عن الأخلاق؛ فالأب قد يتصرف بنفس تلك التصرفات من رمي القمامة في غير أماكنها أو الغش أو التحايل... والأبناء ينسخون ذلك ويطبقونه تلقائياً؛ لأن الأب هو قدوتهم الأولى ما لم يكن هناك تعليم أو وزاع ديني.
أين مناهجنا؟
أين الوازع الديني لدى هؤلاء الطلاب؟
تهتم النظم التعليمية الحديثة والقديمة للطلاب بمهارات التواصل COMUNICATION SKILLS وهي الطرق التي يتواصل بها الإنسان مع من حوله, وهي الطرق التي تنظم علاقتنا ببعضنا البعض وطرق التعامل مع الآخر سواء أخاً أو صديقاً أو جاراً أو معلماً أو زوجاً أو زوجة أو أباً أو مديراً.... الخ.
وهذه المناهج التواصلية والتنظيمية للعلاقة هي الأساس في تعامل الناس مع بعضهم البعض, ومع تقدم الحياة والاهتمام بالعلاقات الإنسانية اهتمت الدول بمهارات التواصل حتى صارت أجزاء من معظم المناهج والمواد الدراسية.
وفي ديننا الإسلامي اهتم القرآن بمهارات التواصل وتنظيم العلاقة بين الناس بما يضمن الاحترام والتقدير والتعاون والتفاهم لكي نحصل على البناء والتنمية الضرورية للحياة؛ فالتواصل مع الوالدين: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ...)، (وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) والدخول على الناس يتطلب الاستئذان.. وفي التعامل مع الأعداء: قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) الله لا ينهانا عن حسن التعامل بالقسط والرحمة مع الأعداء مالم يحتلوا ديارنا ويخرجوننا منها!!!
وفي الأحاديث النبوية الكريمة جاء الهدي النبوي ليضع الأسس التي يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر: (ليس منا من لم يوّقر كبيرنا ويعطف على صغيرنا...).. (من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك.. ثم أمك.. ثم أمك.. ثم أبوك) وفي التعامل مع الجار: (لا يؤمن من لا يأمن جحاره بوائقه)... والتعامل مع الصديق والقريب: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)... وللطريق: (أعطوا الطريق حقه), (إماطة الأذى عن الطريق حسنة), وحتى الأعداء فقد جاءت الأحاديث لتدلنا وتهدينا للتعامل معهم بما يتناسب مع أسس الإنسانية, بل ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الأمثال التطبيقية حينما زار جاره اليهودي الذي يحتضر وتعامل معهم بالبيع والشراء والتعاقد والتعاهد.. بل حتى الجمادات والكائنات الحية لها طرق التعامل ومهارات التواصل: للشجر حماية وحفاظ وللطير حقوق ورحمة.. فلم يترك الشرع الإسلامي أي طرف آخر إلا وأرشدنا إلى التعامل معه وطرق التعامل وأسس التواصل.
ومما يؤسف له أن مناهجنا التعليمية تكاد تخلو من هذه المهارات التواصلية بين هؤلاء الطلاب وبين الناس وبالنسبة إلى الأشياء, ولا تعلم طلابنا الأخلاق الحميدة وكيفية التعامل مع من حولهم؟ فنحن لدينا خمسة ملايين طالب بالمدارس ونجد من بعض هؤلاء الطلاب الكثير من التجاوزات السلوكية التي تهين أسس مهارات التواصل, فهذا طالب يكسر زجاجة في الشارع ليتسبب في أذى الآخرين أو يرمي الزبالة في غير أماكنها ويؤذي الآخرين بتصرفات سوقية قبيحة, وآخر يتلف كتاباً مدرسياً ويكتب على الجدران عبارات قبيحة مهينة للأخلاق, وثالث يضرب زميله، ورابع يقود سيارته بطريقة تؤذي الآخرين وتتسبب في قتل الأبرياء, ولا يحترمون معلميهم ولا جيرانهم، بل إن بعض هؤلاء الطلاب يتعمد إهانة من حوله ويغش ويكذب ويدلس ويعتبرها شطارة ومهارة... ويتعاملون بالكذب والأحقاد والعصبية والجاهلية ويتعمدون إهانة الآخرين من باب الذكاء!! ويسمونها (الفهلوة) أو (الشطارة) (الشقردي) ويتعمدون الغش وأخذ حقوق الآخرين ومضايقة الآخرين سواء بالطريق أو في منازلهم أو في الأماكن العامة, ضاربين بمعاني الدين والأخلاق عرض الحائط.. وبعضهم يتطفل عليك ويعاكس عائلتك رغم أن عائلتك في وضع محتشم لا ينبئ عن مخبر سلوكي سيئ، لكن للأسف التربية التي تربى عليها بعض الشباب تنم عن احتقار للآخرين وعدم مبالاة بمشاعرهم.
وللأسف الشديد تجد أحياناً أن الأب قد يكون قدوة سيئة لأبنائه ويدربهم ويعودهم على سوء الأخلاق والتعامل بخلاف الدين والمروءة والأخلاق، معتبراً ذلك من الشطارة والرجولة، أو أنه قد يكون قدوة سيئة لأبنائه من خلفه بتصرفاته القبيحة وسلوكياته البعيدة عن الأخلاق؛ فالأب قد يتصرف بنفس تلك التصرفات من رمي القمامة في غير أماكنها أو الغش أو التحايل... والأبناء ينسخون ذلك ويطبقونه تلقائياً؛ لأن الأب هو قدوتهم الأولى ما لم يكن هناك تعليم أو وزاع ديني.
أين مناهجنا؟
أين الوازع الديني لدى هؤلاء الطلاب؟