المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التربية الحديثة



عجيبي2
08-02-2003, 07:30 PM
مقال صدر في مجلة المعرفة عدد ذي الحجة1423
وهو مكتوب في العام 1955م أي قبل 48 سنة تقريبا وفي مجلة سعودية
والحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء
أترككم مع المقال ..

التربية الحديثة*

عبدالله عبدالدايم
تؤمن التربية الحديثة بالجهد أعمق الإيمان، ولكنها تؤمن به جهدًا ممتعًا لذيذًا لايكاد يكون جهدًا. ولا يتم هذا الوئام العميق بين الجهد والتشويق إلا إذا انبثق الجهد عن اهتمام صادق لدى الطفل صادر عن تحريك ميوله ودوافعه العميقة، فالطفل ليس كائنًا عديم الرغبات والميول، ولا هو مجرد قربة نملؤها بما نشاء، وإنما هو كائن ذو فضول طبيعي وذو تساؤلات ثاوية في أعماق أعماقه. إنه يريد أن يعرف، يريد أن يتقرى الأشياء، يريد أن يستطيع ويعلم. وحين نقدم له زادنا من المعرفة، فإنما نقدم له أجوبة عن أسئلة هو الذي يطرحها بحكم ميوله ودوافعه الطبيعية. وكل ما في الأمر أن من الواجب أن نجعل التعليم دومًا جوابًا حقيقيًا عن هذه الميول والدوافع، وأن نقدم له عن طريق هذا التعليم الطعام الفكري الذي يحتاج إليه، وأن نتخير الوقت المناسب لتقديم هذا الطعام.
وإن نحن فعلنا، أقبل الطفل على التعلم نهمًا لا يهدأ ولا تفتر له همة، وقام بالجهد قصارى الجهد، ولكنه جهد خصيب ممتع لايكاد يشعر به، لأنه تلبية عميقة لحاجاته ورغباته.
إن الطفل لا ينفر من الجهد، كما ندرك ذلك حقًا حين نتأمله مستغرقًا في لعبته أو في مشكلة عويصة يندفع إلى حلها، إنه على العكس يجد اللذة في الجهد، حين يتجاوب هذا الجهد مع حقيقة دوافعه. والمشكلة كل المشكلة أن نعرف كيف نجعل من التعليم أداة لتحريك دوافعه، وأن نطرح موضوعاته بعد أن نثير الاهتمام بها ونربطها بالميول العميقة التي تحرك الطفل، وأن نعرف كيف نوجد المشكلات التي تغري الطفل وتتحداه فيهب لمواجهتها ويجهد لحلها.
سوى أن تطبيق مثل هذا المبدأ في التربية لا يخلو من دقة كبيرة، ويحتاج إلى مزيد من الوعي والكفاءة وإلى قدر كبير من الاطلاع على وسائل التعليم وأساليبه. ولهذا كثيرًا ما يخطئه أصحابه، فلا يبلغون به مداه، ويقصرون عن شأوه، وإذا بهم يأخذون ببعض الكتاب ويدعون بعضًا، فيحسبون إرواء الدوافع والميول دغدغة للكسل ومضيًا مع الراحة ويتوهمون التربية الحديثة تربية تريد أن تجنب الطفل أي جهد ومشقة، وأنها بالتالي عاجزة عن أن تقدم له من المعرفة ما تقدمه التربية القديمة. والحق دون ما يتوهمون: فالتربية الحديثة تُوغِل في تعويد الطالب على الجهد، ولكنها تصل إلى غايتها عن طريق جعل هذا الجهد جهدًا خصيبًا ممتعًا حين نربطه بدوافع الطفل وحاجاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت بمجلة المعرفة السعودية عام 1955م

شبيه الريـح
09-02-2003, 07:18 PM
المقال قبل 48 سنة

وأهداف لم تتغير

والطلاب اصبحوا سيئين

والمدرسين مهلمين