نور العيون
23-09-2007, 04:26 AM
لا شيء أقسى على الوالدين من أن يرزقا بطفل معاق أو طفلة معاقة . فوجود هذه الحالة في البيت ، أيا كان نوع الإعاقة، يؤثر في كل فرد من أفراد الأسرة وفي حياتها ،خاصة الأم في ظل غياب أي شكل من أشكال المساعدة المعنوية والمادية ، في بعض البلدان العربية.
يؤكد الدكتور عبد الله الورديني الأخصائي النفسي إن « مجيء طفل معاق إلى الأسرة ، خصوصاً إذا كانت الإعاقة ظاهرة في الشهور الأولى ، يعني فشل مشروع اسري ، وانهيار حلم ظل يراود الأبوين لعدة شهور، وهو إن يرزقا طفلاً سليماً . فالطفل السليم يشعر الأبوين بالأمان ، بينما في حالة وجود طفل معاق فانهما يعرفان أن حياتهما ستتغير جذرياً ، خاصة أنهما وحدهما سيتحملان المسؤولية ، في غياب أي دعم من الدولة » حسب صحيفة الشرق الأوسط.
وأشار الورديني إلى إن الأم تتحمل العبء الأكبر في تربية الطفل المعاق ، لكونها أما في المقام الأول، ولأنه «يتكون لديها شعور باطني بأنها لم تستطع أن تمنح هذا لطفل الذي حملته بين أحشائها حياة طبيعية ، وهذا الشعور يسبب لها إحساساً بالذنب لا يفارقها ، وهو ما نلاحظه من خلال لقاءاتنا مع الأمهات».
وحذر الورديني من إن هذا الشعور بالذنب كثيراً ما يتسبب في نشوء علاقة مضطربة وغير طبيعية بين الأم وطفلها ، تنعكس بشكل سلبي على نمو الطفل المعاق وتجاوبه مع العلاج وقدرته على الاندماج في المجتمع ، بالرغم من مظاهر الرعاية التي تبذلها الأم على المستوى العملي ، إلا إنها تبقى غير كافية أو مجدية ، إذا لم تتخلص من ذلك الشعور النفسي.
وتبعا لذلك ، أكد وجود حالات عديدة لأطفال خضعوا لعلاج منتظم وتلقوا رعاية خاصة ، الا إن حالتهم لم تتحسن بسبب عدم استيعاب الأم كونها تتعامل مع طفل معاق ، وليس ذاك الطفل المثالي الذي كانت تحلم به . فوجود تلك المسافة أو الهوة النفسية بين الطفل المثالي الموجود في خيال الأم وطفلها المعاق، يضاعف معاناة الطفل . ولتدارك الخطأ الذي كان يقع فيه المعالجون النفسيون في السنوات الماضية، قال الورديني انه بدأ الاهتمام والعناية بالأسرة ككل في مرحلة العلاج، وليس فقط بالطفل المعاق كحالة فردية، لمساعدة الأم بالتحديد على تجاوز حالة الاكتئاب والإحباط التي تعاني منها نتيجة شعورها بالذنب. صحيح أن « الأب قد يشعر بنفس الإحساس لكن بدرجة اقل ، لان علاقته بالطفل الصغير في المجتمعات العربية عموماً ، تبدأ في مرحلة متأخرة ، أي بعدما يكبر الطفل ، الأمر الذي يترك الأم وحدها في مواجهة مسؤولية طفلها المعاق».
وأشار الورديني إلى إن هناك إهمالاً تاما لهذه الفئة في مجتمعنا ، فنحن بحاجة إلى برامج عملية ومراكز للرعاية ، لان المعاقين لديهم الحق في التربية والتعليم والصحة كغيرهم من الأطفال . وبالرغم من إن المغرب صادق منذ سنوات على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ، إلا أنه لم ينتج عنها الكثير على ارض الواقع ، بل مجرد مبادرات غير كافية ، لان الأمر يتطلب إرادة سياسية . ومقارنة بما وصلت إليه الدول الغربية في موضوع العناية بالأطفال المعاقين ، نجد إننا بعيدون جداً عن ما هو مأمول ، ففي الدول الغربية لا يسمح للأهل بترك طفل معاق في المنزل ، بل يوضع في مراكز للرعاية الخاصة ، كما تقدم للأسرة جميع التسهيلات والمساعدات المعنوية والمادية . لان العناية به من مسؤولية الدولة والمجتمع ككل باعتباره مواطنا. في حين لا احد يسأل عن المعاق عندنا. وحتى ذلك الحين ، أي عندما تتغير الظروف والعقليات يقدم الورديني
نصائح مهمة عن كيف يمكن للأسرة أن تتعامل مع طفلها المعاق حتى تتغلب على بعض الصعوبات: 1ـ ضرورة أن تتعامل الأسرة ، خصوصا الأم ، مع هذا الطفل بواقعية لا باعتباره ذاك الطفل الذي كانت تحلم به.
2ـ عدم عزله في المنزل ، من باب حمايته من قسوة العالم الخارجي ، بل مساعدته على الاندماج في المجالات الطبيعية للحياة.
3ـ مساهمة الأب في تحمل المسؤولية لمساعدة الأم وتخفيف العبء عنها.
4ـ عدم المبالغة في إشراك الأبناء الآخرين في تحمل مسؤولية الأخ المعاق والاعتناء به، حتى لا يؤثر ذلك سلباً في حالتهم النفسية وفي علاقتهم به
منقول للفائده
يؤكد الدكتور عبد الله الورديني الأخصائي النفسي إن « مجيء طفل معاق إلى الأسرة ، خصوصاً إذا كانت الإعاقة ظاهرة في الشهور الأولى ، يعني فشل مشروع اسري ، وانهيار حلم ظل يراود الأبوين لعدة شهور، وهو إن يرزقا طفلاً سليماً . فالطفل السليم يشعر الأبوين بالأمان ، بينما في حالة وجود طفل معاق فانهما يعرفان أن حياتهما ستتغير جذرياً ، خاصة أنهما وحدهما سيتحملان المسؤولية ، في غياب أي دعم من الدولة » حسب صحيفة الشرق الأوسط.
وأشار الورديني إلى إن الأم تتحمل العبء الأكبر في تربية الطفل المعاق ، لكونها أما في المقام الأول، ولأنه «يتكون لديها شعور باطني بأنها لم تستطع أن تمنح هذا لطفل الذي حملته بين أحشائها حياة طبيعية ، وهذا الشعور يسبب لها إحساساً بالذنب لا يفارقها ، وهو ما نلاحظه من خلال لقاءاتنا مع الأمهات».
وحذر الورديني من إن هذا الشعور بالذنب كثيراً ما يتسبب في نشوء علاقة مضطربة وغير طبيعية بين الأم وطفلها ، تنعكس بشكل سلبي على نمو الطفل المعاق وتجاوبه مع العلاج وقدرته على الاندماج في المجتمع ، بالرغم من مظاهر الرعاية التي تبذلها الأم على المستوى العملي ، إلا إنها تبقى غير كافية أو مجدية ، إذا لم تتخلص من ذلك الشعور النفسي.
وتبعا لذلك ، أكد وجود حالات عديدة لأطفال خضعوا لعلاج منتظم وتلقوا رعاية خاصة ، الا إن حالتهم لم تتحسن بسبب عدم استيعاب الأم كونها تتعامل مع طفل معاق ، وليس ذاك الطفل المثالي الذي كانت تحلم به . فوجود تلك المسافة أو الهوة النفسية بين الطفل المثالي الموجود في خيال الأم وطفلها المعاق، يضاعف معاناة الطفل . ولتدارك الخطأ الذي كان يقع فيه المعالجون النفسيون في السنوات الماضية، قال الورديني انه بدأ الاهتمام والعناية بالأسرة ككل في مرحلة العلاج، وليس فقط بالطفل المعاق كحالة فردية، لمساعدة الأم بالتحديد على تجاوز حالة الاكتئاب والإحباط التي تعاني منها نتيجة شعورها بالذنب. صحيح أن « الأب قد يشعر بنفس الإحساس لكن بدرجة اقل ، لان علاقته بالطفل الصغير في المجتمعات العربية عموماً ، تبدأ في مرحلة متأخرة ، أي بعدما يكبر الطفل ، الأمر الذي يترك الأم وحدها في مواجهة مسؤولية طفلها المعاق».
وأشار الورديني إلى إن هناك إهمالاً تاما لهذه الفئة في مجتمعنا ، فنحن بحاجة إلى برامج عملية ومراكز للرعاية ، لان المعاقين لديهم الحق في التربية والتعليم والصحة كغيرهم من الأطفال . وبالرغم من إن المغرب صادق منذ سنوات على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ، إلا أنه لم ينتج عنها الكثير على ارض الواقع ، بل مجرد مبادرات غير كافية ، لان الأمر يتطلب إرادة سياسية . ومقارنة بما وصلت إليه الدول الغربية في موضوع العناية بالأطفال المعاقين ، نجد إننا بعيدون جداً عن ما هو مأمول ، ففي الدول الغربية لا يسمح للأهل بترك طفل معاق في المنزل ، بل يوضع في مراكز للرعاية الخاصة ، كما تقدم للأسرة جميع التسهيلات والمساعدات المعنوية والمادية . لان العناية به من مسؤولية الدولة والمجتمع ككل باعتباره مواطنا. في حين لا احد يسأل عن المعاق عندنا. وحتى ذلك الحين ، أي عندما تتغير الظروف والعقليات يقدم الورديني
نصائح مهمة عن كيف يمكن للأسرة أن تتعامل مع طفلها المعاق حتى تتغلب على بعض الصعوبات: 1ـ ضرورة أن تتعامل الأسرة ، خصوصا الأم ، مع هذا الطفل بواقعية لا باعتباره ذاك الطفل الذي كانت تحلم به.
2ـ عدم عزله في المنزل ، من باب حمايته من قسوة العالم الخارجي ، بل مساعدته على الاندماج في المجالات الطبيعية للحياة.
3ـ مساهمة الأب في تحمل المسؤولية لمساعدة الأم وتخفيف العبء عنها.
4ـ عدم المبالغة في إشراك الأبناء الآخرين في تحمل مسؤولية الأخ المعاق والاعتناء به، حتى لا يؤثر ذلك سلباً في حالتهم النفسية وفي علاقتهم به
منقول للفائده