المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة معالي الوزير بمناسبة بداية العام الدراسي 1428-1429



وليد شبكشي
08-09-2007, 09:34 AM
http://www.moe.gov.sa/openshare/moe/wazee22r2.jpg
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:


فإنه ليطيب لي مع بداية العام الدراسي الجديد أن أتوجه إلى أبنائي الطلاب وإلى الزملاء المعلمين والإداريين وإلى إخواني وأخواتي أولياء الأمور بالتهنئة وبجزيل الشكر على ما تم إنجازه في العام الدراسي الماضي 1427/1428 هـ وما صاحب ذلك من أنشطة صيفية ومشاركات دولية في مجالات الرياضيات والعلوم والكشافة وغيرها مجدداً كبير الأمل في أن نحقق في هذا العام بإذن الله ما نصبوا إليه جميعاً من تطوير ذاتي وتقدم علمي على مستوى الفرد والأسرة والمدرسة والادارة والمجتمع .

أيها الأبناء والبنات ، أيها الأخوة والأخوات : لقد منّ الله علينا بأعظم رسالة وتحملنا أكبر أمانة فالله الله بحملِ


الرسالة ، وأداءِ الأمانة ، والعملِ بإخلاص في سبيل حماية الدين وأمنِ الوطن و تحقيقِ شرعية السمع والطاعة .

إن قيم المواطنة في هذا العصر تستدعي مناّ تكثيفَ وتركيزَ الجهود لحماية القيم . وعلى رأسها ديننُا الحنيف عقيدةً وشريعة ، وعلى الأخلاق والسلوك وعلى رأسها أدبياتُ المهنة ، وعلى العلم والمعرفة وعلى رأسهما سعةُ الثقافة ومواكبةًُ التقدم العلمي . إن اكتساب المعارف والعلوم لا يكون إلاّ بالعمل الجاد المخلص ، وباستثمار المواهب والقدرات ، وبالإبداع في عالم الابتكار والاختراعات ، في وطن آمن تتفاعل فيه تلك المعطيات ، مستعينين بالله سبحانه ثم بتراث تليد لا نقف فقط عند أطلاله ، أو نتهرب من تحمل تبعاته ، متطلعين إلى أمل جديد نحسب خطواتَه ونحدد تكاليفَه وآلياتِه ، ونستفيد من تجارب الغير بنجاحاته وإخفاقاته .



إن بواكي الماضي لا تطعم اليوم أحداً . ومن لم يشارك في صناعة حاضره ومستقبله فلن يفلح أبداً . وقد ربط ربنا عز وجل الصلاح والفلاح بالإيمان وبالعمل الصالح وبالتواصي بالحق وبالتواصي بالصبر وجعل ذلك سنة كونية سنها لنا كما سنها لمن قبلنا ولمن بعدنا فقال عز من قائل ( والعصر . إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر . ) . ذلك أنه ليس بعد الإيمان إلا الكفر ، ولا غير العمل الصالح إلا الفساد والإفساد في الأرض ، ولا بديل عن التواصي بالحق إلا اتباع الأهواء والشهوات ، ولا عوض عن الصبر إلا التفلت والتبرم وكثرة الاختلافات . وفرق بين الصورتين ولا مجال للمفاضلة بين الخيارين . فلنكن كما أرادنا الله عزوجل خير أمة أخرجت للناس ؛ تؤمن بالله ، وتعمل على نهجه ، تتواصى بالحق ، وتصبر على متطلباته . وبذلك


نبني أنفسنا ومجتمعنا ونتفاعل مع العالم من حولنا . وتلك مهمة التربية والتعليم وهي رسالة مشتركة بين المدرسة والبيت والمجتمع . وهي كذلك مسئولية ورسالة المملكة العربية السعودية تجاه العالم .

زملائي : المعلمون والمعلمات :

إن الرفق بأبنائنا وبناتنا من واجبات الدين ، ومن أسس التربية الصحيحة . ومعلمنا الأول محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام يقول : إن الله يحب الرفق في الأمر كله ، ويقول : إن الرفق لم يوضع في شي إلا زانه ، وقد وصفه ربه عزوجل بقوله ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) التوبة : 128 . ومن أولى بالرحمة من أبنائنا وبناتنا فهم أعواد غضة ، إذا قوّمتم الواحد منها باللين استقام ، وإن أغلظتم في إصلاحه انكسر وتحطم . فاحملوا


أجيالنا القادمة على الرفق واللين والأخلاق الفاضلة والسلوك المستقيم ، واحرصوا على مواكبة العصر في مخترعاته وتقنياته مما له صلة بمهنتكم مهنة التربية والتعليم ، وعلى الاستفادة القصوى مما تقدمه الوزارة من برامج وتدريبات في هذا المجال . وقد توّجت الدولة برعاية خادم الحرمين الشريفين رعاه الله جـهود الـوزارة في هذا المجال بمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام الذي يتم تنفيذه تحت إشراف لجنة وزارية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران حفظه الله والذي يتناول تطوير المنهج وكفاية
المعلم وتهيئة البيئة التعليمية والنشاطات غير الصيفية ، والذي تتطلع الوزارة إلى بداية عطائه خلال هذا العام .




أسأل الله عز وجـل ونحن نستقبل عاماً دراسياً جديداً أن يمدنا جميعاً بالمزيد من العون والتوفيق والسداد وأن يسخرنا لخدمة ديننا وحماية وطننا ومجتمعنا في ظل الرعاية والعناية التي نلقاها من لدُنْ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز و سمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتوجيه وملاحظة ونقدِ كلَّ مخلصٍ في هذا الوطن الغالي أيّاً كان موقعه . شاكراً كل من قدم إسهاماً في دعم ومساندة وزارة التربية والتعليم في أداء مهامها من وزارات ومصالح حكومية وهيئات وأفراد ، والله ولي التوفيق .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وزير التـربية والتـعليم

د.عبدالله بن صالح العبيد