المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تبديد مخاوف الصغار من الانتقال الى أجواء لم يألفوها من قبل



المعلم
08-09-2007, 07:59 AM
الاسبوع التمهيدي.. طمأنة الخطوة الأولى للتلاميذ باتجاه المدرسة


عبدالرحمن القرني (عسير)
يبدأ الاف التلاميذ الجدد خطوتهم الاولى في رحلة المعرفة والتي قد تمتد ببعضهم الى ما بعد الجامعة، فيما ينتقلون في أجواء اقرب الى الخوف من دفء الأسرة الى بيئة غريبة عنهم مما يتطلب طمأنتهم بالاسبوع التمهيدي.. فكيف ينظر التربيون والمشرفون والمعلمون الى هذا الاسبوع.. وكيف يقيمون فلسفته وبرامجه الرامية لتبديد مخاوف الصغار وهم يخطون اولى العتبات نحو المعرفة؟؟
«عكاظـ» طرحت القضية للنقاش مع أول يوم لبدء الدراسة في العام الجديد مع نخبة من التربويين والمشرفين والمعلمين الذين اجمعوا على أهمية الاسبوع التمهيدي في تهدئة خواطر الطلاب الملتحقين بالصف الاول الابتدائي في أول عهدهم بالمدرسة.
يعتبر الدكتور عبدالرحمن محمد فصيل مدير عام التربية والتعليم بمنطقة عسير الاسبوع التمهيدي للصف الأول الابتدائي إجراء مهما لتهيئة الاطفال نفسيا لاستقبال النظام المدرسي والتعرف على البيئة المدرسية والتكيف معها باسلوب مقبول ومشوق مما يعزز انتماء الطفل الى مؤسسته التربوية ولكن بعض المدارس لاتطبق الاسبوع التمهيدي كما خطط له بل تترك الأمر عشوائيا ودون استعداد مبكر لتنفيذه مما قلل من الفائدة المرجوة ولهذا نرى الاطفال مهملين في بعض الساحات والمرافق بالمدرسة وأحيانا لايعرف المعلم ماذا يطلب منه بالضبط فنجده يجتهد في برامج أو نشاطات يفكر بها في لحظتها وبدون تخطيط مسبق فيترتب على ذلك فقدان التوازن بين البرامج والنشاطات المشوقة وبين البرامج التعريفية الاساسية لتكيف التلميذ مع معلميه ومدير مدرسته والاستفادة من المرافق وكيفية التعامل معها ولذا يقترح:
ضرورة تدريب المعلمين الذين سيشرفون على الطلاب في الاسابيع التمهيدية على كيفية التخطيط والتنفيذ للبرامج المقترحة.
ان تكون البرامج التعريفية اساسية في التخطيط لان المشاهد الان التركيز على الالعاب ومشاهدة الأفلام بحيث يدرب التلاميذ على كيفية استخدام دورات المياه والملاعب الرياضية وغيرها من المرافق المهمة كما يتعرفون على أماكن الشرب والتعامل مع المقصف المدرسي وأن هناك زمنا دراسيا له مدة موزعة على الحصص وعلى المواد الدراسية والمحافظة عليها كما يوجهون الى المحافظة على ممتلكات المدرسة.
التركيز إعلاميا على أهمية هذا الاسبوع ودوره في تكيف الطفل مع البيئة المدرسية وارشاد المدارس الى خصائص النمو في هذه المرحلة وما يتطلبه الاسبوع التمهيدي من برامج هادفة ومشوقة وإبراز دور المعلمين ومديري المدارس فيها وربما يكون في ذلك حرج خاصة اذا لم يخطط المعلم للاسئلة وإدارة الحوار لأن بعض الاطفال ربما يفصحون عن بعض اسرار الأسرة كذلك بعض الاطفال الذين لم يتمكنوا من القيام برحلة أو زيارة لمكان معين لظروف خاصة ربما يساء الى نفسياتهم ومن المحتمل ان يضطرهم هذا الموقف الى الكذب مجاراة لزملائهم.
تطوير استراتيجيات التدريس ونقلها من التقليدية وان نركز اساليبنا وطرقنا على تنمية تفكير التلاميذ وتدريبهم على حل المشكلات والاكتشاف والتعاون مع الاخرين ونحو ذلك مما يحتاجونه للتفاعل مع المجتمع.
مواضيع مقننة
والى ذلك يقول سعد عوض الشهراني مدير الاشراف التربوي بمحافظة خميس مشيط: مع بداية العام الدراسي الجديد وباشراقة شمس أول ايامه تستقبل المدارس الابتدائية براعم جديدة من فلذات الاكباد وهم يتقدمون بخطواتهم الصغيرة لأول مرة، ونظرا لكون ذلك تجربة جديدة في حياة غالبية هؤلاء الاطفال خارج محيط بيئتهم الحانية التي اعتادوها وألفوها منذ ولادتهم قد يختلج في نفوسهم الكثير من مشاعر الفرح الممزوج بالخوف والرهبة من المجتمع المدرسي الجديد، وادراكا من وزارة التربية لأبعاد هذا الموقف النفسي الذي تنمو فيه وتكتسب كثير من الخبرات والاتجاهات المتفاعلة مع شخصية الطفل نتيجة اندماجه وتعامله مع عناصر جديدة ومتنوعة من معلمين وزملاء وادوات وأنظمة وما لذلك من أثر في حياة التلميذ مستقبلا، فإنها تسعى لجعل التجربة سارة في حياتهم من خلال تنفيذ الاسبوع التمهيدي ببرنامج تربوي لاستقبالهم في مدارسهم ومساعدتهم على تحقيق التكيف التربوي.
موضحا ان الاسبوع التمهيدي كما تم توضيحه هو برنامج تربوي بحت الهدف منه اكتشاف قدرات الطلاب سواء من النواحي العقلية أو السمعية أو البصرية وما الى ذلك من الصفات الجسمية لذلك يرى عدم إثارة موضوعات تشير الى بعض الفوارق بين الطلاب سواء الاجتماعية أو الاقتصادية وعدم الخوض مع الطلاب للحصول منهم على بعض المعلومات التي ليس لها أهمية بين مجتمع الطلاب مثل: اين قضيت الاجازة هذه السنة أو هل يوجد سائق وغيرها.
عشوائية وعدم وضوح
ويرى مدير مدرسة عبدالله بن مسعود مريع ناصر آل غريس أن يكون هناك برنامج معد لهذه المرحلة يشتمل على تعريف الطالب على المدرسين وكذلك المدرسة ومحتوياتها وتزويد الطفل ببعض المعارف التي يجب ان يتبعها اثناء تواجده بالمدرسة فتواجد الاطفال المقيدين فقط قبل بدء الدراسة بأسبوع مهم ومن شأنه ان يقوم جميع الفريق المدرسي بالعمل مع هؤلاء الاطفال وتنظيم الزيارات الترفيهية خارج المدرسة وتبادل الزيارات بين المدارس بالاضافة الى تنظيم زيارات خاصة للطبيب للمدرسة في هذا الاسبوع وذلك لتبديد مخاوف الاطفال حول هذا الموضوع كما يمكن عدم تقييد الاطفال وخاصة في المراحل الاولى وبداية العام الدراسي بالجلوس بالفصل وتزويدهم في هذه المرحلة ببعض المهارات مثل الالقاء حيث يشجع المدرس الطفل على الوقوف امام الطلاب لإلقاء اية كلمة أو انشودة أو حديث أو غيره، كما يمكن ان تقوم المدرسة بإخطار جميع اولياء الأمور أو الطلاب المقيدين في احضار اية لعبة أو وسيلة ترفيهية من المنزل للمدرسة حيث يستطيع ممارستها داخل المدرسة ويستحسن في هذه الفترة ايضا تعويد الطفل على بعض الاشياء التي من شأنها بناء شخصية الطفل بناء سليما مثل تعويده على التعامل مع الاخرين واحترام الكبير والاعتماد على النفس وتوجيهه باسلوب مناسب لشخصيته.
التواصل مع المدرسة
ويرى يحيى العلكمي «وكيل مدرسة» ان اول يوم دراسي بالنسبة لحياة الطفل يظل ركيزة مهمة في بداياته التعليمية والاجتماعية والاغلبية منا يتذكر ذلك اليوم وتلك البداية ومن طبيعة الانسان ايا كان سنه ان يدور في ذهنه العديد من الاستفسارات عندما يريد الدخول في اي مكان جديد فما بالك بطفل لم يتعد السادسة والنصف من عمره حيث انتقل من منزل اسرته حيث الحب والعطف والحنان واللعب والنشاط الحر والتفاعل الاجتماعي والانفعالي مع افراد الاسرة وقد تكون تساؤلات الطفل عن المدرسة كثيرة جدا منها ما اشبع من خلال الاسرة ومنها الكثير بقي معلقا دون اجابة فيسعى هذا الطفل الصغير الى البحث عن اجابات شافية لها، من هذا كله كان لابد من وضع برنامج تمهيدي لاطفال هذا الصف وهو امر بالغ الاهمية حيث يراعى فيه التدرج في نقل هذا الطفل من بيئته التي عاش فيها لست سنوات الى بيئة جديدة وعالم جديد.
ولتطوير برامج الاسبوع التمهيدي ارى زيادة المخصصات المادية كفيلة بتحسين الواقع التطبيقي لهذه البرامج وتفعيلها بشكل اكبر، اضافة الى ضرورة تدريب المعلمين في الصف الاول والمرشدين الطلابيين على مهارات تنفيذ البرامج المقترحة وتهيئة الظروف المناسبة لهم من قبل المسؤولين.
وفي هذا الاطار يقترح محمد عائض العسيري مدرس صف أول التالي:
-التدرج في نقل التلميذ من بيئته التي عاش فيها ست سنوات الى بيئته الجديدة ووجوه جديدة.
-تدرج التلميذ في حضوره للمدرسة وخروجه منها.
-تفاعل التلميذ مع زملائه ومعلميه والنظام داخل متطلبات الدراسة.
-توفير الجو المناسب للتلميذ وجعله ينتظر غدا بشوق للعودة للمدرسة.
-اكتشاف الحالات الفردية وتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة.
ويرى حسين عبدالله العسيري مدرس صف أول: ان يتم تقليص وقت الحصص وان نكثر من فترات الراحة حيث لاتكون طويلة ويستحسن ان تكون هذه الفترات مجالا لان يلعب التلاميذ فيها لعبا منظما صحيا ومن المعلوم ان الطفل الصغير يشعر بالشوق الى الالتحاق بالمدرسة ويبقى هذا اليوم راسخا بذاكرته، وحتى لاينطفئ هذا الشوق يجب ان تكون معاملة المشرفين على تربية الطفل فيها عطف وحنان فالرهبة والتهديد يؤديان الى شعور التلميذ بعدم الأمن الداخلي ذلك ان الحاجة الى العطف وثيقة الاتصال بالحاجة الى الانتماء، ومن المناسب تهيئة المدرسة بالزينات واللوحات التي تحاكي الاطفال حيث ان المظهر العام لمباني المدرسة من شأنه ان يكون اتجاهات طيبة نحو المدرسة.
المرشد الطلابي ناصر عبدالله الشمراني اعتبر الاسبوع التمهيدي لاستقبال الطلاب المستجدين من البرامج المهمة والهادفة التي تطبق في المدارس وخاصة في المرحلة الابتدائية (طلاب الصف الاول) ليخفف شعور الخوف والرهبة في نفس الطالب المستجد ويحل محله شعور الألفة والطمأنينة لان هؤلاء الطلاب ينتقلون من مجتمع قد تكيفوا معه وهو المنزل الى مجتمع غريب عليهم وهو المدرسة وبالنسبة للبرنامج المطبق حاليا في المدارس الابتدائية. يرى ان يسبق هذا الأسبوع اجتماع لهؤلاء الطلبة في المدرسة اثناء عودة المعلمين لمدة يوم دراسي او يومين يقام لهم حفل استقبال مبسط للتعرف عليهم وابعاد الخوف والرهبة عنهم قبل بداية العام الدراسي وقبل الاسبوع التمهيدي وكذلك ليتعرفوا بعضهم على بعض، ايضا الهدف الاساسي من ذلك التعرف ان كان احد هؤلاء الطلاب لاقدر الله لديه تخلف عقلي أو أية مشاكل اخرى صحية لكي تقدم له الخدمات العلاجية المبكرة من تحويل أو غيره قبل بداية العام الدراسي.