المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صائمون عن الدراسة



المعلم
07-09-2007, 11:19 AM
4 أيام ورمضان يبدأ الانطلاقة الجادة.. والتربويون يلومون الأسر


محمد سعيد الزهراني (الطائف) محمد السريعي (بيشة) ابراهيم القربي (جدة) سليمان النهابي (عنيزة)
يعود يوم غد اكثر من 5 ملايين طالب وطالبة الى الدراسة مع بداية العام الدراسي الجديد وبعد أربعة أيام تقريبا من عودة الحياة الى الفصول يحل علينا شهر رمضان ولأن ثمة افكارا ترسخت في اذهان الطلاب واسرهم بأن بداية الدراسة ليست جدية فان البعض قد يذهب الى الفصول وهم يتثاءبون. وتزداد هذه الحالة عمقا مع دخول شهر رمضان حيث يجده البعض فرصة للتعاطي بجدية مع بداية العام الدراسي. اذن «القضية» التي تلوح معطياتها بقوة تتمثل في كيفية استئصال الفكرة الخاطئة عند الكثيرين عن شهر رمضان انه شهر خمول واسترخاء بسبب الصيام والسهر في الليل نتيجة للعادات الاجتماعية ما يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي لدى الطالب وحتى في الجهد الذي يبذله المعلم. مسؤولون في وزارة التربية والتعليم وتربويون وضعوا النقاط فوق الحروف حول (الصوم عن الدراسة في رمضان) وفيما اذا كانت التعاميم الوزارية الصادرة مسبقا حول العودة الجدية الى الدراسة ستشطب كل هواجس العودة المتثاقلة ولأن الطلاب هم المعنيون في المقام الاول يمثلون «المتهم» الرئيسي في التقاعس فقد اجمع عدد منهم على ان بداية الدراسة وارتباطها برمضان تعتبر هاجسا ثقيلا بالنسبة اليهم.
وقال ناصر محمد الشهراني الطالب في الصف الثالث الثانوي بمدرسة في بيشة ان الدراسة في رمضان تمثل بالنسبة له عبئا ثقيلا حيث انه من المتوقع ان يذهب الى الفصل وهو يكابد النعاس لذا فبودّه لو يتم منح الطلاب اجازة في رمضان. واضاف ان بداية الدراسة قبل اربعة ايام من اطلالة رمضان تدعو الكثيرين الى الاعتقاد بأن بداية العام ستكون محبطة.
بداية سلبية
وفي ذات السياق قال عامر الشهراني الطالب في الصف الاول بمدرسة ثانوية في بيشة ان بداية الدراسة في هذا الوقت سلبية للغاية وكان من الافضل تقديمها لاسبوعين او تأخيرها لما بعد رمضان.
نشاط وحيوية
واذا كانت هذه آراء الطلاب وهواجسهم حول ارتباط بداية الدراسة بحلول شهر رمضان فان للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم اراء اخرى حيث اشار مدير شؤون المعلمين بوزارة التربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن الفرج الى ان النظرة التشاؤمية لبداية الدراسة ليست منطقية مبديا ثقته في جميع المعلمين ومؤكدا في نفس الوقت ان شهر رمضان اكثر نشاطا وحيوية واستطرد انه رغم ذلك قد تكون هناك نوعيات قليلة من المعلمين قد تحدث منهم بعض التجاوزت والغياب والتسيّب نتيجة لعدم توافق نظامهم اليومي في رمضان مع اليوم الدراسي لكن هذه لا تعد ظاهرة أبدا.
وتابع انه ليست هناك عقوبة مضاعفة أو جزاءات مختلفة حيث سيتم التعامل مع الغياب وفق جزاءات الخدمة المدنية فان غياب المعلم أو تأخره تؤخذ حياله اجراءات عادية كباقي ايام السنة.
الطالب ابن بيئته
وفي ذات السياق قال المدير العام المساعد للاشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم الدكتور خالد عبدالعزيز الخريجي انه لا يرى ان البداية ستكون متثاقلة ولكنها ربما تكون بداية ينخفض فيها مستوى الجدية لدى بعض الطلاب بسبب الرؤية التقليدية عن ايام الدراسة الاولى بأنها ايام تسجيل وتوزيع كتب.
وتابع قائلا: ان ما يعزز هذه الفكرة ان بعض المعلمين وهم قلة قليلة عندما يخرجون عن النص بمعنى اخر يقدمون بتصرفاتهم رسائل سلبية عن بداية الدراسة. واستطرد: انه من المؤكد ان البداية الجادة هي الاصل وهي السائدة حقيقة بل انها من الامور البديهية لدى أهل التربية والتعليم، مشيرا الى ان المشكلة تكمن في بعض الممارسات غير الجادة التي تطفو على الحسنات وعلى حساب الغالبية الجادة التي تخاف الله في عملها وتتقيه في رسالتها. وتابع: انه لا يلوم الطالب اليوم على تأخره في النوم في شهر رمضان فهو ابن بيئته واخلاقياته وسلوكه نتاج تفاعله مع المجتمع من حوله وهي لن تكون مشكلة في المستقبل لأن الدراسة لن تتزامن مع الشهر الكريم. واضاف انه حتى لا يكون هناك صوم عن الدراسة في شهر رمضان يجب على اهل التربية التعامل مع هذه الحقائق بالتنظيم الحيوي الملائم لشهر رمضان وبزيادة الانشطة العلمية والجماعية التفاعلية داخل بيئة التعليم ثم بالتأكيد على الاخذ باستراتيجيات التدريس التي تجعل من الطالب متعلما نشطا مقبلا على التعليم ليس في رمضان فحسب بل طيلة ايام العام الدراسي، اضافة الى زيادة فاعلية القيام بالمهام التربوية لمدير المدرسة بحيث يعزز جانب الرقابة الذاتية في نفوس الجميع مؤكدا ان البداية التفاؤلية هي الاقرب والاحرى للجهود التي تبذلها الوزارة وكافة ادارات التربية والتعليم.
فكرة خاطئة
ومن جانبه قال مدير ادارة التربية والتعليم المكلف بمحافظة عنيزة يوسف عبدالله الرميح: ان الفكرة التي يحملها بعض الطلاب عن الدراسة في رمضان بانها غير مجدية كون شهر رمضان شهر تعب وكسل فكرة خاطئة، واضاف لا شك ان هذه المسألة ليست اكثر منها مسألة تعود بالنسبة للطلاب الذين كيّفوا حياتهم على نحو معين فلو ساهمت الاسرة والبيئة الاجتماعية في ان يكون شهر رمضان كغيره من الشهور شهر جد ونشاط لأبعدت فكرة الخمول والكسل عن عقول الشباب. وتابع: انه من هنا يجب ان تساهم الاسرة والبيئة في دفع الوعي لدى الطلاب بأن شهر رمضان شهر جد وعمل ولا مجال فيه للتثاؤب أو التثاقل ولعل الجميع يدرك ان الدراسة تكون داخل فصول مكيفة ومهيأة للدراسة والتحصيل وليسوا في اجواء مرهقة أو تحت شمس لاهبة اذا أين مجال الارهاق والتعب.
ومن جانبه قال مدير ادارة التربية والتعليم للبنات في عنيزة الدكتور عبدالله الطريف: ان الدراسة في شهر رمضان ليست كما يظن كثير من الطلاب انها تعب وكسل وخمول ذلك ان الطلاب والطالبات ومن خلفهم الاسر أسسوا هذه الفكرة وراحوا يعمدون الى السهر وعدم النوم إلا بعد صلاة الفجر وبعض الطلاب والطالبات يواصلون السهر ويذهبون الى المدارس وهم لم يذوقوا طعم النوم فكيف نريد منهم تفاعلا مع معلميهم؟ أو تجاوبا مع مدرسيهم؟ ولو انهم اخذوا في الليل قسطا وافرا من الراحة لكان حضورهم للمدارس بكل النشاط والهمة ولو ان الاسرة وجهت ابناءها الى النوم ليكون لهم في النهار ما أرادوا من النشاط لكان افضل لكن ان تساهم الاسرة في وضع المشكلة بحجمها التي نراها اليوم فان الأمر لا يعدو كونه تساهلا وتهاونا وتقصيرا من الاسرة والطلاب والطالبات ويجب على الاسرة ان تبادر الى افهام ابنائها وان يتفهم الطلاب دورهم ويحرص الجميع على ان يكون شهر رمضان شهر الجد والعطاء والعمل بعيدا عن التكاسل والتثاقل وهو كغيره من شهور السنة.
ليست حالة طارئة
ولم يكن رأي مدير عام التربية والتعليم في الطائف محمد سعيد ابو راس ببعيد عن الاراء السابقة حيث ابدى ثقته في المعلمين والطلاب على حد سواء حيث قال انه لم يتم توجيه تعاميم ولم تتخذ اجراءات مغايرة عند بداية كل عام.
واضاف انه لا يتوقع حدوث غياب فالدراسة في رمضان حتى وان تزامنت بدايتها مع شهر رمضان ليست قضية شائكة أو حالة طارئة نعلن من اجلها الطوارئ مؤكدا انه منذ سنين ونحن نتعامل مع وضع الدراسة في رمضان.
واضاف ان السنة الاخيرة التي تكون فيها الدراسة برمضان تكون ايجابية باذن الله.
وحمل ابو راس البيت مسؤولية الغياب والتسبب من قبل الطلاب حيث اوضح ان سلوك البيت هو العامل الرئيسي في ذلك وتوقع من جميع الآباء والامهات التعامل مع ابنائهم بنظام يوم دراسي وان لا يكون هناك سهر حتى الصبح.
واضاف ان زمان الثقافة والوعي المتدني ولّى الى غير رجعة. وحلت بدلا منه ثقافة ووعي تعليمي وتربوي كبير.
من جانبها اشارت مديرة الادارة العامة لتوجيه وارشاد الطالبات فلجا بنت صالح العنبر بدورها الى برنامج الاسبوع التمهيدي لاستقبال الطالبات المستجدات بالمرحلة الابتدائية، وبرنامج التهيئة الارشادية لطالبات الصف الرابع ابتدائي، والاول متوسط، والاول ثانوي، وذلك لتهيئة الطالبات نفسيا وتربويا واجتماعيا من خلال خطة عملية تتضمن عقد اللقاءات والندوات وحلقات النقاش التربوية بين الطالبات وبعض المعلمات والمرشدات.
من جانب اخر تسعى الوزارة جاهدة لتنظيم برنامج بشأن التطبيق التجريبي للمواد التعليمية في المشروع الشامل لتطوير المناهج للصفوف الاولية (الاول ابتدائي، الرابع الابتدائي، الاول المتوسط) للعام الدراسي 1427/1428هـ في كل من (الرياض، مكة المكرمة، جدة، الشرقية، القصيم) ويهدف البرنامج الى تهيئة الطالبات نفسيا وتربويا للتقبل والتكيف مع المناهج الجديدة والحد من المشكلات الناجمة عن التغيرات الطارئة في المناهج وذلك من خلال برنامج منوع للطالبات لمدة خمسة أيام خلال الاسبوع الاول مع بداية العام الدراسي يشتمل على حلقات نقاش مصغرة ومطويات ونشرات وبرامج اذاعية هادفة. وفي سياق الآلية التربوية يرى التربوي خالد الجميعي ان الاسابيع الدراسية كافية لاكمال المنهج الدراسي على أكمل وجه بعيدا عن الاسابيع الثلاثة التي ستدرس في رمضان. واضاف ان هذا ليس نداء للتسيب أو الغياب. ووفقا لاحمد فرحة الغامدي مدير ابتدائية ومتوسطة عبدالله بن عباس في بيشة فانه ليس هناك ما يدعو للتشاؤم مع بداية العام الدراسي الجديد مؤكدا ان رمضان شهر عمل وجد وعطاء. وقال كل من مدير مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية وسعود محمد الحارثي انه لو تم تنظيم الامور بالصورة الصحيحة وتوزيع الوقت بالصورة المناسبة فلن يكون هناك صعوبات في التوفيق بين الدراسة وشهر رمضان.
ويرى المرشد الطلابي في عنيزة يوسف المطلق ان مشكلة السهر في رمضان مشكلة يعاني منها الكثيرون بسبب العادات الاجتماعية الخاطئة في رمضان وتابع: ان تقاعس الطلاب عن الدراسة من مسؤولية الاسرة حيث يتوجب على الاباء والامهات تعويد ابنائهم على النوم مبكرا استعدادا لرحلة النجاح في الحياة واذا كان المسؤولون والتربويون اجمعوا ان على الاسر المساهمة في البداية الحقيقية للدراسة فماذا يقول الاخصائيون الاجتماعيون عن ذلك.
الدكتور فوزي محمد عيد اخصائي علم الاجتماع قال: ان هناك الكثير من السلوكيات والعادات تضرب بأطنابها في المجتمع حيث يعتقد الناس انهم عاجزون عن القضاء عليها وهم بذلك مخطئون فلا يمكن لفرد ان يعجز عن تغيير عادات أو سلوكيات وظاهرة السهر في ليالي رمضان وعدم الحضور او التثاقل او التكاسل في المدارس نهارا من قبل أوساط الطلاب اعتقد انه يوافقني عليها الكثيرون بانها ليست من الصعوبة حلها بل من السهولة القضاء عليها.. فلو نهض المجتمع بحملات توعوية مصغرة موجهة للاسرة والشباب واعطاءهم جرعات توعوية للقضاء على السهر من خلال برنامج يومي يمنح الشاب الراحة الكاملة في النوم لوجدنا المجتمع المدرسي بكامله والمجتمع الاسري يعود نفسه على أخذ كفايته من النوم بشكل مريح فالمسألة مسألة تعوّد واقناع لطائفة الشباب من جهة والاسرة من جهة أخرى.