محمد علاقي
30-08-2007, 08:57 PM
لكل شيء إذا ماتم نقصان
شعر أبو البقاء الرندي
________________________
كتبها الشاعر بعد سقوط آخر أراضي المسلمين في الأندلس
لكل شيء إذا ماتم نقصان =فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولً = من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقى على أحد = ولا يدوم على حال لها شان
يمزق الدهر حتماً كل سابغةً= إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو = كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذووالتيجان من يمن = وأين منهم أكاليل وتيجان
أين ماشاده شداد’في إرم = وأين ما ساسه في الفرس ساسان ’
وأين ماحازه قارون من ذهب= وأين عاد وشداد وقحطان ’
أتى على الكل أمرلا مرد له = حتى قضوا فكان القوم ماكانوا
وصار ماكان من ملك ومن ملك = كما حكى عن خيال والطيف وسنان
دار الزمان على دارا ً وقا تله = وام كسرى فما اواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سبب ’= يوماً ولا ملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة= وللزمان مسرات واحزانً
وللحوادث سلوان يسهلها = وما لما حل با لإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له = هوى له أحد وانهدنهلان
أصابها العين في الإسلام فارتزأت = حتى خلت منه أقطار وبلدان
فا سأل بلنسية ما شان مرسية = وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم = من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص’ وما تحويه من نزه = ونهرها العذب فياض وملأن ’
قواعد كن أركان البلاد فما = عسى البقاء إذا لم تبقى أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف = كما بكى لفراق الإلف هيمان
حيث المساجد قد أضحت كنائس ما = فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة = حتى المنابر ترثي وهي عيدان ’
ياغافلاً وله في الدهر موعظةً=إن كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشياً مرحاً يلهيه موطنه = أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها = وما لها مع طول الدهر نسيان
ياراكبين عتاق الخيل ضامرة ً = كأنها في مجال السبق عقبان’
وحاملين سيوف الهند مرهقة ’ = كأنها في ظلام النقع نيران’
وراتعين وراء البحر فى دعة = لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أهل اندلس = فقد سرى بحديث القوم ركبان’
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم = قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع فى الإسلام بينكم = وأنتم ياعباد الله إخوان ’
ألا نفوس أبيات لها همم = أما على الخير انصار وأعوان
يامن لذلة قوم بعد عزهم ’= أحال حالهم جوروطغيان’
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم = واليوم هم في بلاد الضد عبدان’
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم = عليهم من ثياب الذل ألوان’
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم ’=لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يارب أم وطفل حيل بينهما = كما تفرق أرواح وأبدان’
وطفلةٍ مثل حسن الشمس إذ ِ= طلعت كأنما ياقوت ومرجان’
يقودها العلج للمكروه مكرهة =ً والعين باكية’ والقلب حيران’
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ=إن كان في القلب إسلام وإيمان’
مع تحياتي لكم بمطالعة رقيقة جميلة لماضينا الجميل الذي ذهب ولا زلنا نبكيه وتبكيه كل الأعين المؤومنة وأرض الأندلس وقرطبة وإشبيله
وما تبقى من اطلالها ولكن هل تعود نقول ياليت ثم ياليت ثم ياليت 00
محمد علاقي 000 جدة
شعر أبو البقاء الرندي
________________________
كتبها الشاعر بعد سقوط آخر أراضي المسلمين في الأندلس
لكل شيء إذا ماتم نقصان =فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولً = من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقى على أحد = ولا يدوم على حال لها شان
يمزق الدهر حتماً كل سابغةً= إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو = كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذووالتيجان من يمن = وأين منهم أكاليل وتيجان
أين ماشاده شداد’في إرم = وأين ما ساسه في الفرس ساسان ’
وأين ماحازه قارون من ذهب= وأين عاد وشداد وقحطان ’
أتى على الكل أمرلا مرد له = حتى قضوا فكان القوم ماكانوا
وصار ماكان من ملك ومن ملك = كما حكى عن خيال والطيف وسنان
دار الزمان على دارا ً وقا تله = وام كسرى فما اواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سبب ’= يوماً ولا ملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة= وللزمان مسرات واحزانً
وللحوادث سلوان يسهلها = وما لما حل با لإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له = هوى له أحد وانهدنهلان
أصابها العين في الإسلام فارتزأت = حتى خلت منه أقطار وبلدان
فا سأل بلنسية ما شان مرسية = وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم = من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص’ وما تحويه من نزه = ونهرها العذب فياض وملأن ’
قواعد كن أركان البلاد فما = عسى البقاء إذا لم تبقى أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف = كما بكى لفراق الإلف هيمان
حيث المساجد قد أضحت كنائس ما = فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة = حتى المنابر ترثي وهي عيدان ’
ياغافلاً وله في الدهر موعظةً=إن كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشياً مرحاً يلهيه موطنه = أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها = وما لها مع طول الدهر نسيان
ياراكبين عتاق الخيل ضامرة ً = كأنها في مجال السبق عقبان’
وحاملين سيوف الهند مرهقة ’ = كأنها في ظلام النقع نيران’
وراتعين وراء البحر فى دعة = لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أهل اندلس = فقد سرى بحديث القوم ركبان’
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم = قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع فى الإسلام بينكم = وأنتم ياعباد الله إخوان ’
ألا نفوس أبيات لها همم = أما على الخير انصار وأعوان
يامن لذلة قوم بعد عزهم ’= أحال حالهم جوروطغيان’
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم = واليوم هم في بلاد الضد عبدان’
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم = عليهم من ثياب الذل ألوان’
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم ’=لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يارب أم وطفل حيل بينهما = كما تفرق أرواح وأبدان’
وطفلةٍ مثل حسن الشمس إذ ِ= طلعت كأنما ياقوت ومرجان’
يقودها العلج للمكروه مكرهة =ً والعين باكية’ والقلب حيران’
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ=إن كان في القلب إسلام وإيمان’
مع تحياتي لكم بمطالعة رقيقة جميلة لماضينا الجميل الذي ذهب ولا زلنا نبكيه وتبكيه كل الأعين المؤومنة وأرض الأندلس وقرطبة وإشبيله
وما تبقى من اطلالها ولكن هل تعود نقول ياليت ثم ياليت ثم ياليت 00
محمد علاقي 000 جدة