المعلم
30-08-2007, 11:57 AM
د. طارق على فدعق
من المفارقات العجيبة في حياتنا، أننا عند زيارة الطبيب نستطيع إلى حد ما أن نناقشه في التشخيص والعلاج، وربما نختلف معه حتى ولو كانت تخصصاتنا بعيدة عن الطب... وأما معظم السباكين فمن الصعب أن تناقشهم، وربما يتكرمون عليك بطرح سؤال، ولكن لا نقاش في التشخيص أو الحلول... وأشعر دائما أنني أثقل عليهم مهما كان طلبي بسيطا... وهذا الشعور لا يقتصر على سباكي جدة فحسب، فهي ظاهرة دولية كما يبدو... وأعاني حاليا من مشكلة بزبوز مكسور في منزلي... وهو كأي تحد سباكي من أحد مصادر العناء في الحياة... وفي الواقع فالعديد من مشاكل حياتنا لها علاقة بالسباكة بشكل أو آخر... فحتى أخلاق البشر... أو عدمها... لها جذور في حركة المياه والموائع الأخرى بشكل أو آخر... سواء كانت في بيوتهم أو بداخل أجسامهم، لأن الضغط الزائد يسبب تراكم المشاكل... وفي الواقع لو تأملت في مجموعة الأمراض القاتلة الأولى حول العالم اليوم ستجد أنها تخضع لأسس السباكة... سواء كانت في صعوبة حركة الدم في الأوردة والشرايين، أو في فعالية المضخات المختلفة التي تحرك الموائع بداخلنا... ومن روائع خلق الله عز وجل أن رؤوسنا ليست بعيدة بعدا كثيرا عن قلوبنا... حتى المسافة بينهما ليست كبيرة فهي عادة لا تتعدى طول الصفحة التي تقرأها الآن... ولولا لطف الله بهذه المسافة لكان ضغط وللعلم فهناك أكثر من بليون شخص على كوكبنا محرومون
من نعمة البزبوز بداخل منازلهم
دمنا أعلى من الـ120 على 80 المعتادة للوصول إلى أدمغتنا... كما هو الحال في الزرافة مثلا التي تتميز بأعلى ضغط دم بين المخلوقات نظرا لبعد مخها عن قلبها ويصل ضغطها العادي إلى 280 على 190... ولو أردت أن تجرب الحياة بضغط دم عال كهذا، فعليك القيادة لتوصيل أبنائك إلى المدارس في الصباح الباكر في جدة... أو زيارة بعض الدوائر أو بعض البنوك، وما شابههم على الأرض... وأما في السماء فنجد ضغط السباكة العالي في أحشاء الطائرات... ستجد أروع أصول السباكة في النظام الهيدروليكي الذي يتحكم في الأسطح المتحركة على الأجنحة والذيل... تخيل أن هذا النظام يتكون من سائل مضغوط بمقدار يفوق الضغط تحت أقدام فيل أفريقي بالغ محترم... ولهواة الحسابات فهو يصل إلى 5000 رطل للبوصة المربعة بداخل نظام الإيرباص الجديدة... وستجد روائع السباكة أيضا في أنظمة وقود الطائرات... في حركة الوقود من صهاريج الطائرة إلى محركاتها... طبعا في أنظمة وقود الطائرات لا توجد بزابيز، ويتم نقل الوقود عادة باستخدام المضخات... ويلعب دورا أساسيا في توزيع وزن واتزان الطائرة، وخصوصا أن وزنه قد يصل في بعض الطائرات إلى اكثر من مائة وستين ألف كيلوجرام ليصل إلى حوالى خمسة وأربعين في المائة من إجمالي وزن الطائرة... قارن هذا بسيارتك مثلا وستجد أن إجمالي وقودها لا يتعدى حوالى ثمانية في المائة من إجمالي وزنها... ولو قارنت وزن دم البشر نسبة إلى إجمالي وزنهم الشخصي، ستجد أنه في حدود عشرة في المائة فقط... حتى ولو كانوا لا مؤاخذة من ذوي الدم الثقيل جدا... ونعود إلى الأرض ففكر في عدد المرات التي استعملت فيها بزبوز المياه اليوم وكل يوم... حركة إلتواء بسيطة تحرك من خلالها إحدى روائع البشرية التي لا نفكر فيها... نلف المفتاح الدائري باتجاه عقرب الساعة ليتغير الضغط، وتخرج مياه نقية بلا لون ولا رائحة... تأمل في هذه النعمة العظيمة بداخل منازلنا... وللعلم فهناك أكثر من بليون شخص على كوكبنا محرومون من نعمة البزبوز بداخل منازلهم... ومن جانب آخر فكمية الماء التي نستعملها في الوضوء لا تقل عن جالون... يعني وزنها يبلغ حوالى أربعة كيلوجرامات، فهل لك أن تتخيل حمل هذا الوزن للوضوء... وللعلم فيفوق معدل استهلاك المياه للفرد الواحد في جدة المائتي كيلوجرام في اليوم... تخيل مقدار العناء لو كنت مسئولا عن حمل هذه الكمية يوميا... وفكر فيها أثناء لوي البزبوز.
* أمنيـــة :
يوجد في جدة أكثر من مليوني بزبوز... وفي وطننا يفوق عددهم العشرة ملايين... ولكن هناك بزبوز خير كبير جدا أنعم الله به علينا وهو النفط... أتمنى أن نقدر هذه النعمة وأن نحافظ على مكتسبات خيراتها لأننا ننسى النعم في بعض الأحيان... وهكذا البزابيز والله من وراء القصد.
من المفارقات العجيبة في حياتنا، أننا عند زيارة الطبيب نستطيع إلى حد ما أن نناقشه في التشخيص والعلاج، وربما نختلف معه حتى ولو كانت تخصصاتنا بعيدة عن الطب... وأما معظم السباكين فمن الصعب أن تناقشهم، وربما يتكرمون عليك بطرح سؤال، ولكن لا نقاش في التشخيص أو الحلول... وأشعر دائما أنني أثقل عليهم مهما كان طلبي بسيطا... وهذا الشعور لا يقتصر على سباكي جدة فحسب، فهي ظاهرة دولية كما يبدو... وأعاني حاليا من مشكلة بزبوز مكسور في منزلي... وهو كأي تحد سباكي من أحد مصادر العناء في الحياة... وفي الواقع فالعديد من مشاكل حياتنا لها علاقة بالسباكة بشكل أو آخر... فحتى أخلاق البشر... أو عدمها... لها جذور في حركة المياه والموائع الأخرى بشكل أو آخر... سواء كانت في بيوتهم أو بداخل أجسامهم، لأن الضغط الزائد يسبب تراكم المشاكل... وفي الواقع لو تأملت في مجموعة الأمراض القاتلة الأولى حول العالم اليوم ستجد أنها تخضع لأسس السباكة... سواء كانت في صعوبة حركة الدم في الأوردة والشرايين، أو في فعالية المضخات المختلفة التي تحرك الموائع بداخلنا... ومن روائع خلق الله عز وجل أن رؤوسنا ليست بعيدة بعدا كثيرا عن قلوبنا... حتى المسافة بينهما ليست كبيرة فهي عادة لا تتعدى طول الصفحة التي تقرأها الآن... ولولا لطف الله بهذه المسافة لكان ضغط وللعلم فهناك أكثر من بليون شخص على كوكبنا محرومون
من نعمة البزبوز بداخل منازلهم
دمنا أعلى من الـ120 على 80 المعتادة للوصول إلى أدمغتنا... كما هو الحال في الزرافة مثلا التي تتميز بأعلى ضغط دم بين المخلوقات نظرا لبعد مخها عن قلبها ويصل ضغطها العادي إلى 280 على 190... ولو أردت أن تجرب الحياة بضغط دم عال كهذا، فعليك القيادة لتوصيل أبنائك إلى المدارس في الصباح الباكر في جدة... أو زيارة بعض الدوائر أو بعض البنوك، وما شابههم على الأرض... وأما في السماء فنجد ضغط السباكة العالي في أحشاء الطائرات... ستجد أروع أصول السباكة في النظام الهيدروليكي الذي يتحكم في الأسطح المتحركة على الأجنحة والذيل... تخيل أن هذا النظام يتكون من سائل مضغوط بمقدار يفوق الضغط تحت أقدام فيل أفريقي بالغ محترم... ولهواة الحسابات فهو يصل إلى 5000 رطل للبوصة المربعة بداخل نظام الإيرباص الجديدة... وستجد روائع السباكة أيضا في أنظمة وقود الطائرات... في حركة الوقود من صهاريج الطائرة إلى محركاتها... طبعا في أنظمة وقود الطائرات لا توجد بزابيز، ويتم نقل الوقود عادة باستخدام المضخات... ويلعب دورا أساسيا في توزيع وزن واتزان الطائرة، وخصوصا أن وزنه قد يصل في بعض الطائرات إلى اكثر من مائة وستين ألف كيلوجرام ليصل إلى حوالى خمسة وأربعين في المائة من إجمالي وزن الطائرة... قارن هذا بسيارتك مثلا وستجد أن إجمالي وقودها لا يتعدى حوالى ثمانية في المائة من إجمالي وزنها... ولو قارنت وزن دم البشر نسبة إلى إجمالي وزنهم الشخصي، ستجد أنه في حدود عشرة في المائة فقط... حتى ولو كانوا لا مؤاخذة من ذوي الدم الثقيل جدا... ونعود إلى الأرض ففكر في عدد المرات التي استعملت فيها بزبوز المياه اليوم وكل يوم... حركة إلتواء بسيطة تحرك من خلالها إحدى روائع البشرية التي لا نفكر فيها... نلف المفتاح الدائري باتجاه عقرب الساعة ليتغير الضغط، وتخرج مياه نقية بلا لون ولا رائحة... تأمل في هذه النعمة العظيمة بداخل منازلنا... وللعلم فهناك أكثر من بليون شخص على كوكبنا محرومون من نعمة البزبوز بداخل منازلهم... ومن جانب آخر فكمية الماء التي نستعملها في الوضوء لا تقل عن جالون... يعني وزنها يبلغ حوالى أربعة كيلوجرامات، فهل لك أن تتخيل حمل هذا الوزن للوضوء... وللعلم فيفوق معدل استهلاك المياه للفرد الواحد في جدة المائتي كيلوجرام في اليوم... تخيل مقدار العناء لو كنت مسئولا عن حمل هذه الكمية يوميا... وفكر فيها أثناء لوي البزبوز.
* أمنيـــة :
يوجد في جدة أكثر من مليوني بزبوز... وفي وطننا يفوق عددهم العشرة ملايين... ولكن هناك بزبوز خير كبير جدا أنعم الله به علينا وهو النفط... أتمنى أن نقدر هذه النعمة وأن نحافظ على مكتسبات خيراتها لأننا ننسى النعم في بعض الأحيان... وهكذا البزابيز والله من وراء القصد.